7 سنوات لم تشهد أي مواجهة بين منتخبي إنجلترا واسكتلندا. والآن سيلتقي الخصمان مرة أخرى في بطولة الأمم الأوروبية (يورو 1996).
البطولة التي تقام في إنجلترا شهدت مواجهة بين صاحب الأرض ضد اسكتلندا، وهما اللذان يجمعهما صراع كروي محتدم منذ أول مباراة بينهما.
مباريات قوية ومثيرة بها الكثير من الأحداث والمناوشات بسبب الصراع الكروي الكبير بين إنجلترا واسكتلندا والكره من كل جمهور تجاه الآخر.
قبل البطولة كانت الشائعات تقول إن الاتحاد الأوروبي سيفصل بين المنتخبين حتى لا يقعا معا في مجموعة واحدة.
لكن هذا لم يحدث.
وبمجرد سحب القرعة ووقوع إنجلترا مع اسكلتندا في مجموعة واحدة تم بيع كل تذاكر المباراة في أقل من 48 ساعة.
ورغم أن المباراة لعبت في ملعب ويمبلي وسط جماهير إنجلترا إلا أن اسكتلندا كانت صاحبة الأرض بعدما جاءت القرعة في صالحها لتكون صاحبة الملعب.
وفاز منتخب إنجلترا بثنائية دون رد، والهدف الثاني جاء بقدم بول جاسكوين الذي قال عنه أنه أفضل هدف سجله في حياته.
هدف لن ينسى
هدف من أفضل أهداف بطولة الأمم الأوروبية عبر تاريخها أكد فوز إنجلترا على اسكتلندا، وجاء بقدم بول جاسكوين. عقبه احتفال أطلق عليه (احتفال كرسي طبيب الأسنان).
وما زاد من قيمة الهدف وتأثيره بالسعادة والفرح على جماهير إنجلترا وبالحزن والقسوة على جماهير اسكتلندا أن جاسكوين كان يلعب وقتها ضمن صفوف رينجرز الاسكلتندي.
ولكن.. ما هو سر هذا الاحتفال الغريب من جاسكوين وباقي زملائه في منتخب إنجلترا.
هذا ما سنعرفه معا.
قبل البطولة سافر منتخب إنجلترا إلى آسيا لخوض معسكر إعداد بالتحديد في هونج كونج.
وهناك وفي ليلة كان يوجد 9 من أفراد منتخب إنجلترا يسهرون معا ويتناولون المشروبات الكحولية.
وفعلوا وقتها ما يسمى بـ(كرسي طبيب الأسنان) وهو أن يجلس اللاعب على الكرسي ويفتح فمه ويستمر زملائه في سكب الخمر داخل فمه.
واتفقوا على أن يفعلوا هذا الأمر إذا سجل أحدهم هدفا في بطولة اليورو.
"لسبب ما قبل المباراة الثانية ضد اسكتلندا قلت للاعبين أيا من كان سيجل الهدف سيجلس على كرسي طبيب الأسنان".. بول جاسكوين موجها حديثه لزملائه في منتخب إنجلترا ليلة مواجهة اسكتلندا.
وجاءت المباراة التي كانت مثل كل مواجهات إنجلترا واسكتلندا مليئة بالإثارة. فتقدم آلان شيرار للإنجليز.
وحصل منتخب اسكتلندا على ركلة جزاء، الجميع توقع أن يتعادل الفريق الأزرق في النتيجة.
لكن الحارس ديفيد سيمان كان له رأيا آخر وتصدى للركلة وأبقى على تقدم الإنجليزي.
ومن كرة طويلة لعبها الحارس ديفيد سيمان سبق تيدي شيرنجهان دفاع اسكتلندا ولعبها على اليسار إلى أنديرتون الذي مررها مباشرة إلى بول جاسكوين.
وصلت الكرة إلى جاسكوين الذي مررها مباشرة من أعلى كولين هيندري مدافع اسكتلندا بالقدم اليسرى، وقبل أن تلمس الكرة الأرض سددها بالقدم اليمنى مباشرة لتسكن الشباك الزرقاء.
ليعلن عن هدف ثاني لمنتخب إنجلترا.
وركض جاسكوين مسرعا نحو جانب الملعب وأشار لزملائه في الخارج بجلب زجاجات المياه.
ثم القى بنفسه على ظهره وفتح فمه واستمر زملائه في سكب المياه في فمه على طريقة شربهم للخمر في هونج كونج بطريقة (كرسي طبيب الأسنان).
وتفاعل كل اللاعبين مع جاسوكين في احتفال (كرسي طبيب الأسنان) وكذلك الجماهير في المدرجات.
لكن الصحافة وصفت الاحتفال بعد ذلك بأنه غير أخلاقي ويجب أن يعتذر عنه جاسكوين.
يحكي جاسكوين ويقول: "يسألني الناس دائما ما هو أفضل هدف سجلته في حياتك على الإطلاق، أنا سجلت الكثير من الأهداف منهم هدفين في شباك إيطاليا لم يتم عرضهما في التليفزيون وهما بنفس جودة هدفي في اسكتلندا".
وأضاف "لكن أن يهتف باسمك 70 ألف مشجعا بعدما تسجل هدفا في شباك اسكتلندا فهو أمر لا يصدق".
وأكمل "لحسن الحظ أنني من سجل الهدف وجذبت انتباه زملائي لاحتفال كرسي طبيب الأسنان".
بعد ذلك أكد جاسكوين أن الاحتفال كان مجرد مزحة بينه وبين زملائه اللاعبين وليس أكثر من ذلك.