كتب : محمد يسري
"هو ليس لاعبا يلعب بشكل جيد فحسب، بل هو لاعب يجعل اللاعبين الآخرين يلعبون بشكل جيد أيضا" هكذا وصف بيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي مدافعه: روبن دياش.
المدافع القادم من فريق بنفيكا، ترك تأثيرا كبيرا على دفاع مانشستر سيتي في الموسم الحالي، وهو ما جعل جوارديولا يشيد به بهذه الطريقة.
فخلال 32 مباراة في الدوري الإنجليزي لم يرتكب دياش أي أخطاء أدت لاستقبال فريقه للأهداف.
لكن ما يميز دياش في الموسم الحالي هو الاستمرارية في الأداء وعدم هبوط مستواه وهو ما وضحه جوارديولا.
حيث قال عنه: "كل خطوة يخطوها في المنزل وداخل الملعب أو خارجه، وفي مسألة تناول الطعام أو النوم أو في وقت الاستشفاء أو وقت استعداده (للمباريات) تكون مثالية".
وواصل "عقليته تجعله يعيش 24 ساعة من أجل مهنته".
لذلك حين سُئل جوارديولا عن مقارنة صفقة انتقال دياش لمانشستر سيتي بصفقة انتقال فيرجل فان دايك لليفربول، أجاب بـ "نعم بالتأكيد".
لذلك لم يكن من الغريب أن يكون دياش قائدا لدفاع سيتي رغم انتقاله للفريق في الصيف الماضي.
فتوجيهات دياش المستمرة للاعبي الخط الدفاعي لا تتوقف.
وربما ما حدث في مباراة باريس سان جيرمان بإياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا هو خير المثال على ذلك وليس الحصر بالطبع.
هُنا يطلب دياش من ألكسندر زينتشينكو أن يذهب مع ماورو إيكاردي للجانب الأيسر ولا يتقدم للضغط على آنخيل دي ماريا حامل الكرة.
ليستمر الظهير الأوكراني في مراقبة مهاجم سان جيرمان ليقرر دي ماريا التسديد بعد فشل إمكانية التمرير. لكن دياش أبعد تسديدته.
لعبة بسيطة للغاية تحدث من أغلب المدافعين لكنها لم تتوافر كثيرا في دفاع مانشستر سيتي تحديدا بعد رحيل فينسينت كومباني عن الفريق.
إلا أن جوارديولا سلط الضوء عليها، قائلا: "يتحدث طوال الـ90 دقيقة، يتواصل (مع زملائه) طوال الـ90 دقيقة، ويقول لهم طوال الـ90 دقيقة ما عليهم فعله في كل موقف فردي".
"هو ليس لاعبا يلعب بشكل جيد فحسب، بل هو لاعب يجعل اللاعبين الآخرين يلعبون بشكل جيد أيضا".
"أتمنى أن يتعلم المدافعين الآخرين مثل جون (ستونز) وإيمريك (لابورت) وناثان (أكي) وأن لا يلعبوا فقط لأنفسهم، فهذا (التوجيه) ما عليهم فعله بجانب رؤية ما يحدث من حولهم. لهذا السبب نلعب كرة القدم كفريق وليس كأفراد".
وتشير الأرقام إلى أن دياش يستخلص الكرة بواقع 0.98 مرة في كل مباراة بالدوري الإنجليزي. رقم قليل لكن لديه رقم آخر يدعم قوته الدفاعية.
يضغط دياش على حامل الكرة في الدوري الإنجليزي بواقع 5.73 مرة في الدوري الإنجليزي.
صحيح أنه يحصل على الكرة وفقا لهذا الضغط بواقع 2.12 مرة في اللقاء، لكنه يساعد زملائه في استخلاص الكرة من حاملها بسبب هذا الضغط.
هنا مثلا ضد باريس سان جيرمان، تقدم دياش للضغط على نيمار في وسط الفريق الفرنسي حتى لا يعطيه فرصة لاستلام الكرة بحرية.
ثم نجح في استخلاصها.
تفوق دياش في الضغط يأتي بسبب قدرته على قراءة اللعب وتوقع مسار الكرة مسبقا. حتى قبل تمريرها.
في هذه الحالة صعد دياش للضغط على نيمار أيضا. لكنه تأخر في الوصول إليه.
إلا أنه استخلص الكرة بعدما توقع كيف ستلعب بسبب صعود دي ماريا وظهوره لنيمار، بجانب وضعية جسم النجم البرازيلي التي ستجعله يمرر لزميله الأرجنتيني.
إلا أن اللقطة الأبرز التي تُظهر قدرة دياش على توقع اللعب هي ما حدثت مع إيكاردي.
هنا كان دياش يراقب إيكاردي.
بعدها بدأ إيكاردي في التحرك لاستلام تمريرة نيمار. لكن دياش قرأ اللعبة، ولم يذهب مع إيكاردي.
ظل دياش متمركزا لأنه علم أن تحرك إيكاردي ما هو إلا تمويه لكي يخلق مساحة لدي ماريا الذي سيتحرك في المساحة الناتجة عن صعود دياش مع إيكاردي للأمام.
وهو ما حدث بالفعل، ليمرر نيمار لدي ماريا، لكن لأن دياش كان متمركزا في المكان المناسب شتت تمريرة نيمار.
وعلى مستوى التمرير الذي يعد عاملا أساسيا لتوقيع جوارديولا مع المدافعين، يمتلك دياش معدل تمرير يبلغ 79.1 تمريرة في المباراة الواحدة في الدوري الإنجليزي بدقة 93.6%.
هذه الإمكانيات كانت ما تنقص مانشستر سيتي مع جوارديولا، الذي جمع عددا كبيرا من المدافعين الذين يجيدون التمرير الأرضي وتحضير الهجمة لكنه افتقد لمدافع بهذه الشراسة، ودياش يجمع بين المهارتين: الدفاع والتمرير.
المصدر: http://bit.ly/3fqLlMd