لم تعد مهمة نجولو كانتي هي استخلاص الكرة وتمريرها لأقرب زميل له، بل تحول ليكون أحد أهم الحلول الهجومية في تشيلسي للوصول لمرمى المنافس.
نجولو كانتي
النادي : الاتحاد
ويستعد تشيلسي لمواجهة مانشستر سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا يوم السبت المقبل.
ورغم اشتهار كانتي بالأدوار الدفاعية إلا أنه تحول مع توماس توخيل ليكون عنصرا هجوميا فعالا منذ تولى المدرب الألماني مهمة تدريب تشيلسي.
إذ يقول توخيل عن كانتي: "لقد كنت أحلم به. قاتلت للتعاقد معه في أي فريق توليت تدريبه أما الآن فأتولى تدريبه. بالنسبة لي فإسهامه في المباريات لا يُصدق فهو مفتاح لعب هاما مهم".
إشادة توخيل بكانتي لم تكن فنية فحسب بل تحدث عن الجانب الذهني، وقال: "لديه عقلية رائعة، ويقدم المساعدة دائما لأي شخص على أرض الملعب. إنه اللاعب الذي تحتاجه لكي تفوز بالألقاب".
مساعدة كانتي للاعبين تظهر في استقباله للكرة بواقع 51.1 مرة بشكل صحيح في المباراة الواحدة في الدوري الإنجليزي، بنسبة دقة تصل لـ93.3.
هذا الرقم يعكس أن كانتي دائم التحرك في أرض الملعب لاستقبال الكرة من زملائه، وبشكل صحيح أيضا.
فماذا يفعل بعد استلام الكرة؟
يمرر كانتي بمتوسط 63.2 مرة في المباراة الواحدة يُكمل منهم 54.7 تمريرة.
من بين هذه التمريرات المكتملة يكون هناك 4.5 تمريرة تقدمية، وهي التمريرة التي لعبت تجاه مرمى الخصم وقطعت أكثر من 10 ياردات حتى تصل لزميل له.
صحيح أن النسبة ليست مرتفعة لكن لأن كانتي يمرر الكرة بشكل قصير ويتحرك لاستلامها مجددا.
إذ يركض كانتي بالكرة 47.7 مرة ويذهب بها للأمام، لكسر خطوط المنافس.
ولنا في مباراة الإياب ضد ريال مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عبرة.
هنا مرر كانتي الكرة لسيزار أزبيليكويتا في الجانب الأيمن وتحرك خلف كروس استلام الكرة
ثم مرر لفيرنر وتحرك للأمام لكي يتسلم تمريرة المهاجم الألماني مجددا إلا أن تيمو فضل الركض بالكرة بدلا من التمرير.
لكن ما يساعد كانتي في كسر خطوط الخصم سواء بالتحرك بالكرة أو دونها هو مرونته وقدرته على الدوران أثناء استلام الكرة.
هنا مثلا تسلم كانتي الكرة وظهره للمرمى وهو يقوم الدوران للهروب من رقابة فيدي فالفيردي.
ثم تبادل الكرة بشكل ناجح مع فيرنر هذه المرة.
ليصبح الموقف الهجومي لتشيلسي بهذا الشكل، قبل أن تنتهي الهجمة بالهدف الأول.
كل تحركات كانتي جعلته يهرب من الرقابة ويكسر ضغط ريال مدريد ويمرر بين الخطوط دون أي صعوبة. فلم يفلح كاسيميرو أو فالفيردي في استخلاص الكرة منه.
لذلك تشير الإحصائيات إلى أن كانتي يقدم لزملائه 1.97 فرصة للتسديد على المرمى في كل مباراة.
لكن القيام بالشق الهجومي لا يجعل كانتي يغفل عن واجباته الدفاعية.
يستخلص كانتي الكرة في الدوري الإنجليزي بواقع 3.66 مرة في المباراة، منها 1.68 من منتصف الملعب.
بالإضافة لنجاحه في اعتراض الكرة 2.61 مرة في المباراة.
كما يضغط على حامل الكرة 20.2 مرة في اللقاء وينتج عن ضغطه هذا استخلاص الكرة 6.89 مرة في المباراة.
وهو ما حدث في مباراة ريال مدريد ونتج عنه الهدف الثاني للفريق.
هنا كانتي يضغط على ناتشو قبل وصول الكرة إليه وينجح في استخلاصه قبل المدافع الإسباني.
ثم يركض بالكرة للأمام لكي يجعل سيرخيو راموس يترك زميله كريستيان بولسيتش ويتقدم للضغط عليه.
وأثناء تقدم راموس يمرر كانتي الكرة لبولسيتش الخالي من الرقابة.
وبعدها يركض للأمام ويضيف خيار جديد للتمرير لبولسيتش في منطقة جزاء ريال مدريد.
فبهذه الطريقة يستغل توخيل كانتي في حماية دفاع تشيلسي، وصناعة الفرص للتسجيل.
وبفضل تحركاته السريعة ولمسته الدقيقة الكرة، بالإضافة لعدم توقع الخصم أن يكون نجولو قادرا على تنفيذ هذه المهم الهجومية، يعد كانتي أحد أخطر أسلحة تشيلسي مع توخيل.