"لأقول لك الحقيقة، لا أحب حقا أن يتحدث الناس عني ولا أحب أن أرى نفسي في الصحف" – جيرارد مورينيو مهاجم فياريال الإسباني.
كيف لا تتحدث الصحف أو الناس عن مهاجم دولي سجل 29 هدفا وصنع 11 في 49 مباراة بجميع المسابقات الموسم الحالي، ويعيش أفضل مواسمه الكروية على الإطلاق؟
في الدوري الإسباني الموسم الحالي سجل 23 هدفا من 60 هدفا سجلها الفريق أي بنسبة 38% من إجمالي أهداف فريقه، وفي أوقات سابقة من الموسم وصلت النسبة لـ 51%ـ وصنع 7 أهداف، ويصنع 1.3 فرصة محققة في كل مباراة، ويسدد بمعدل 3 تسديدات في المباراة الواحدة.
ثاني أكثر لاعب مشاركة في الأهداف الموسم الحالي في الدوري الإسباني بعد ليونيل ميسي.
أكثر لاعب إسباني سجل ثنائيات الموسم الحالي في الدوريات الخمس الكبرى.
أول لاعب إسباني يسجل 23 هدفا على الأقل في الدوري منذ دييجو كوستا منذ موسم 2013-14 عندما سجل 27 هدفا.
حصدت أهدافه 11 نقطة لصالح الفريق في الليجا.
ثاني لاعب في فياريال يسجل أكثر من 20 هدفا في الموسم بعد الأوروجوياني دييجو فورلان في موسم 2004-05.
في الدوري الأوروبي سجل أو ساعد في كل المباريات الإقصائية عدا الإياب أمام أرسنال والذي انتهى سلبيا –شارك في 8 مباريات و6 أهداف و4 تمريرات حاسمة- قائدا فياريال إلى النهائي القاري الأول.
والده لعب كمهاجم وشقيقه كلاعب رقم 10، لذلك "هو مزيج من الثنائي"، والآن يلعب مورينو في مركز الجناح الأيمن والأيسر والمهاجم وصانع الألعاب وأفضل من والده وشقيقه.
سابقا كان مورينو لاعبا هدافا، والآن صار متكاملا، في ظل عملية التطور التي مر بها بداية من كيكي سانشيز فلوريس المدير الفني لإسبانيول.
مورينو يقول: "كنت دائما في الهجوم. لقد وضعني كيكي في الأمام، لكنني دخلت وشاركت أكثر وشعرت بالراحة، كما لو كنت قد وجدت مكاني. تم تعزيز ذلك من قبل المدربين، مما سمح بمزيد من الحرية والمزيد من الحركة. أنت دائما تتعلم أشياء جديدة وأكثر من ذلك من مدرب مثل أوناي إيمري".
في 2019 خاض مورينو أول مباراة له مع إسبانيا والآن خاض 10 مباريات سجل خلالها 5 أهداف.
فيما قال عنه روبرت مورينو مدرب إسبانيا السابق لصحيفة "ماركا" والذي فتح الباب أمامه لارتداء قميص المنتخب: "يتخذ القرار الصائب بنسبة 99.9% من الوقت، لاعب ستسمح له بالزواج من ابنتك. فتى مهذب وصادق ومجتهد يتمتع بالصبر والتواضع للانتظار، والعمل على التحسن".
فياريال أول مرة
بدأ مورينو مسيرته في إسبانيول، ثم انتقل إلى فياريال إذ وصفها جيرارد لـ صحيفة "أس" الإسبانية: "لقد غيرت طريقة عيشي، وأصبحت أكثر احترافا، وشعرت أنني لاعب كرة قدم محترف".
مع فريق الشباب شارك في الدرجة الثانية وكان من الصعب الحصول على دقائق في المباريات، وفي الموسم التالي 2012-13 هبط فياريال للدرجة الثانية ليهبط معه بالتبعية فياريال بي إلى الثالثة مباشرة.
تخفيض النفقات فتح الباب أمام مورينو البالغ من العمر 18 عاما حينها والذي سجل 12 هدفا في 24 مباراة ليثبت نفسه ويثبت ما يمكنه تحقيقه.
إذ وصف تلك الفترة: "بدأت في ملاحظة كرة القدم الحقيقية، كل شيء تغير؛ في الملاعب، والتدريب، وزملائي في الفريق، وإيقاع اللعب، لقد استمتعت بهذا الوقت كثيرا".
بحثا عن المشاركة
انضم مورينو في موسم 2012-13 لصفوف ريال مايوركا في الدرجة الثانية على سبيل الإعارة في فريقه ضم ماركو أسينسيو والمُعار توماس بارتي –لاعب أرسنال الحالي-.
فكان أحد المواهب البارزة، سجل 11 هدفا في موسمه الوحيد مع النادي وهو ما جعل ديفيد رويج من راديو بالير يقول حينها: "عندما يكون اللاعب قادرا على تسجيل 11 هدفا في الدرجة الثانية مع فريق لا يعمل فيه شيء بشكل صحيح، يمكنك أن تتخيل أن مورينو يمكن أن يصبح لاعبا جيدا".
وقال مورينو في تقييمه الخاص لوقته في النادي: "لقد جعلني هذا العام أنمو كثيرا، لقد كان عاما معقدا، لكنه كان منحنى تعليميا كبيرا".
عودة مرة أخرى
عودة إلى فياريال مرة أخرى، فشارك في الدوري الإسباني بالإضافة إلى الدوري الأوروبي حيث سجل 16 هدفا رائعا في 39 مباراة بجميع المسابقات، بما في ذلك 4 أهداف أوروبية.
لكنه لم يكن الخيار الأساسي والواضح للغواصات الصفراء في ظل الخيارات العديدة في الهجوم. قدم كل من لوسيانو فييتو وأوتشي وجيوفاني دوس سانتوس، وبحث مارسيلينيو المدير الفني حينها عن مهاجم سريع يساعد الفريق في المرتدات.
عرف مورينو إنه سيرحل فقرر الرحيل إلى إسبانيول مقابل 1.5 مليون يورو مع الاحتفاظ بـ 50% من بطاقته في الانتقالات.
آلان دودسون من فياريال أمريكا لـ موقع "laligalowdown": "أعتقد أنه من المحتمل أن تكون القيمة الأفضل لنصف حقوقه هي 3-4 مليون يورو ؛ لكن مارسيلينو كان يبني فريقه حول رجال مثل سيدريك باكامبو، وكان جيرارد مهتما بالذهاب إلى إسبانيول، لذلك لن نساوم كثيرا، كان إسبانيول سعيدا بالحصول على الصفقة".
وصف مورينو تلك الخطوة بالعودة للعائلة ولنادٍ يعرفه وأسلوبه يناسبه: "كانت عائلتي قريبة وعدت إلى الفريق حيث بدأت، ورحب الناس بي كواحد منهم، وأعتقد أنني نشأت هناك كشخص وكلاعب بكل معنى الكلمة".
في أول موسم سجل 7 أهداف وصنع 3 في 26 مباراة بالدوري الإسباني، لكن كل شيء تغير مع وصول كيكي سانشيز فلوريس، فيقول آلان: "تحت قيادة كيكي أصبح أشبه بـ 9.5، مثل كريم بنزيمة، وسمح له بأن يصبح هدافنا، وكذلك صانع ألعابنا".
ويضيف مورينو نفسه عن أسلوبه مع كيكي فلوريس في حديثه إلى مجلة "بانينكا": "بدأت أشعر براحة أكبر، لأفعل أشياء لم أفعلها أبدا في مسيرتي، كان الأمر كما لو أن عقلي انفتح، واكتشفت منطقة من الملعب حيث لا يمكن للمدافعين أن يتبعوك".
وشرح بشكل مبسط "بأسلوبي، كلما لمست الكرة أكثر، استمتعت بها أكثر".
مع جناحين مثل بابلو بياتي وليو بابتيستاو كان هداف الفريق في موسم 2016-17 وسجل 32 هدفا في موسمين رغم معاناة الإكوادوري فيليبي كايسيدو الذي سجل هدفين فقط ورحل بعد موسمين عن الفريق من جديد.
الغواصات من جديد
في صيف 2018 كانت الخطوة مضمونة بالانتقال لأحد الكبار، فياريال استخدم حق الـ 50% وأعاد اللاعب مقابل 20 مليون يورو بدلا من 40، وهو ما كان يعني أن إسبانيول فاز بأكثر من 12 ضعف مما كلفه قبل 3 سنوات.
بداية لم تكن الأفضل لكن في آخر 5 مباريات له في الموسم، سجل 3 أهداف وصنع هدفا.
زاك هيكس من فياريال الولايات المتحدة الأمريكية قال لموقع " laligalowdown": "بصراحة، لقد تحسنت اللمسات الأخيرة بشكل كبير. أعتقد أن السبب الذي جعله ينهي المباراة بشكل أفضل مرتبط في الواقع بقضاء المزيد من الوقت في التعمق والانخراط في اللعب".
وأضاف "أعتقد أنه لاعب يسدد بشكل أفضل عندما يكون أكثر راحة، ويصبح أكثر راحة كلما كان على الكرة أكثر. هذا جزء من سبب اعتقادي أنه من الأفضل أن يكون جناحا يمينا أو كجزء من خط الهجوم الثاني أكثر من كونه مهاجما وحيدا".
في 2020/21، أصبح أفضل وأفضل. في الموسم الحالي يسجل هدفا كل 117 دقيقة بالدوري الإسباني ولم يغب عن التهديف لأكثر من مباراتين متتاليتين، وفي 2021 خاض 19 مباراة بالدوري الإسباني ولم يشارك في التسجيل أو الصناعة إلا في 5 فقط.
يقول زاك بثقة: "أعتقد أنه أفضل لاعب كرة قدم إسباني حالي".
وأكمل "بالنسبة للطريقة التي يلعب بها الآن، لا سيما في سياق الصراعات الهجومية التي واجهها فياريال من حيث خلق الفرص هذا العام، فإن ما كان قادرا على القيام به رائع للغاية".
ويقيّم مورينو مستواه "أنا سعيد ومرتاح، أنا واثق للغاية وآمل فقط أن أستمر في التحسن والنمو كلاعب".
اللاعب الطموح يخوض الليلة نهائي الدوري الأوروبي كأحد أبرز نجوم النهائي المنتظرين والذي تسلط عليهم الأضواء بشدة قبل أسابيع قليلة من تمثيل إسبانيا في يورو 2020.
وهدفا واحدا يفصله عن الإيطالي جوسيبي روسي ليصبح الهداف التاريخي لفياريال وهدفان من أجل أن ينفرد بالصدارة بمفرده.