كتب : زكي السعيد
عندما يظهر دييجو سيميوني في المؤتمر الصحفي بعد قليل ويُسأل عن إمكانية فوز أتليتكو مدريد بالدوري الإسباني، فإنه لن يستطيع الرد بإجابته المفضلة طوال الموسم وهي ذكر اسم الفريق الذي يواجهه المباراة التالية؛ لأنه لا توجد مباراة تالية من الأساس، ولأن أتليتكو حصد اللقب بالفعل.
أتليتكو مدريد فاز بلقب الدوري الإسباني لموسم 2020\2021، بانتصاره على مضيفه بلد الوليد بهدفين مقابل هدف واحد في ملعب خوسيه زوريّا بالجولة 38 –الأخيرة- للمسابقة.
أتليتكو رفع رصيده إلى 86 نقطة في الصدارة، بفارق نقطتين عن ريال مدريد الذي فاز في نفس التوقيت على ضيفه فياريال بهدفين مقابل هدف واحد في ألفريدو دي ستيفانو.
بينما هبط ريال بلد الوليد –المملوك للظاهرة رونالدو نازاريو- إلى دوري القسم الثاني باحتلاله المركز 19 –قبل الأخير- برصيد 31 نقطة.
وتوج أتليتكو مدريد موسمه المميز، إذ ظل متصدرا للمسابقة منذ الجولة 12.
وحصد أتليتكو لقبه رقم 11 في تاريخه بالدوري الإسباني، والأول له منذ موسم 2013\2014.
وعزز أتليتكو مدريد مركز الثالث في لائحة أكثر الأندية تتويجا باللقب خلف ريال مدريد (34)، وبرشلونة (26)، ووسّع الفارق مع أتليتك بلباو صاحب الـ8 ألقاب.
وحقق دييجو بابلو سيميوني لقبه الثامن كمدير فني لـ أتليتكو مدريد، ليصير أكثر مدربا حصدا للألقاب في تاريخ الروخيبلانكوس متخطيًا الأسطوري لويس أراجونيس.
كما بات سيميوني أكثر مدرب يحصد لقب الدوري الإسباني مع أتليتكو برصيد لقبين متساويا مع ريكاردو زامورا الذي فعلها مرتين في مطلع الأربعينيات.
وحصد أتليتكو مدريد لقبه الثاني في ظرف 7 مواسم، بعد أن حصد لقبًا وحيدًا في 37 عامًا قبل 2014.
وحقق كوكي وخوسيه ماريا خيمينيز لقبهما الثاني في الدوري مع أتليتكو، إذ لم يتبقى غيرهما من جيل 2014.
فيما أضاف لويس سواريز لقبه الخامس في الدوري الإسباني بعد أن حصد 4 ألقاب مع فريقه السابق برشلونة.
الإثارة لم تغب
أتليتكو مدريد لم يفز باللقب دون عناء، فتأخر في النتيجة بالشوط الأول أمام بلد الوليد، بالتزامن مع تأخر ريال مدريد أمام فياريال.
لكن أتليتكو عاد في الشوط الثاني بهدفين بواسطة آنخل مارتين كوريا ولويس سواريز، ليبطلا مفعول هدفي كريم بنزيمة ولوكا مودريتش في المباراة الأخرى.
لا تغيّر فريقا فائزا
واصل دييجو سيميوني الاعتماد على نفس طريقة اللعب التي انتهجها في الأسابيع الماضية، بتوظيف يانيك فيريرا كاراسكو كظهير أيسر أمام ماريو هيرموسو الذي يلعب كقلب دفاع ثالث.
كما أبقى سيميوني الثنائي جواو فيليكس ورينان لودي على مقاعد البدلاء رغم تألقهما بعد دخولهما في مباراة أوساسونا الماضية.
في المقابل راهن سيرخيو جونزاليس مدرب بلد الوليد على نجمه أوسكار بلانو ليكون عونًا لخط الهجوم.
شوط صادم
بلد الوليد الذي كان في حاجة ماسة إلى الفوز، دخل اللقاء بشجاعة وحاول التهديد بعد 6 دقائق بواسطة المغربي جواد الياميق، لكن تسديدته اصطدمت بالدفاع.
تهديد جديد جاء من بلد الوليد في الدقيقة العاشرة عن طريق توني فيا هذه المرة الذي انطلق بشكل عنتري وسدد كرة استقرت بين قفازي أوبلاك دون عناء.
في الدقيقة 18 لم يعد الأمر مجرد تهديد، بل هدف في شباك أوبلاك!
بلد الوليد شن هجمة مرتدة مثالية، ليمرر البرازيلي ماركوس أندري كرة رائعة نحو بلانو الذي انطلق من منتصف الملعب وأنهى الهجمة بهدوء مسجلا الأول لـ بلد الوليد.
أتليتكو ظهر مرتبكا، لكنه حاول لم شمله، خصوصا عندما أرسل تريبيير عرضية من الجهة اليمنى بالدقيقة 27، أخرجها الياميق برعونة، كرة كادت أن تسكن شباكه بالخطأ لكنها مرت بجوار القائم مباشرةً.
الضغط تواصل، فنفّذ كوكي الركنية ووصلت الكرة إلى خوسيه ماريا خيمينيز الذي أطلق رأسية قوية استقرت في المكان الذي يتمركز فيه جوردي ماسيب.
أخطر فرص أتليتكو في الشوط الأول حلت بالدقيقة 33 عندما راوغ لويس سواريز بمهارة وأطلق تسديدة يسارية من داخل منطقة الجزاء جاورت القائم بقليل بعد أن اصطدمت بالدفاع.
الهدف اقترب جدا بعدها مباشرةً عندما أرسل كوكي ركنية قابلها البرازيلي فيليبي برأسية مرت خارج المرمى بأعجوبة.
بلد الوليد لم يكتف بالدفاع، فأرسل لوكاس أولازا عرضية خطيرة بالدقيقة 38 قابلها شون وايزمان برأسية تصدى لها أوبلاك.
جنون الحسم
الشوط الثاني كان حاسما، أتليتكو عرف جيدا أنه ليس في حاجة إلى نتيجة مباراة ريال مدريد، فقرر الاندفاع إلى الهجوم بكل خطوطه.
سواريز هدد المرمى برأسية مباشرةً بعد العودة من غرف خلع الملابس، لكن يانكو تألق وأبعدها من على خط المرمى.
كتيبة سيميوني واصلت الاندفاع، فأرسل كوكي عرضية خطيرة نحو خينيميز في الدقيقة 51، لكن مدافع أوروجواي الدولي أهدرها بغرابة وسدد فوق المرمى.
العودة
نية أتليتكو مدريد كانت واضحة: اللقب.
هدف التعادل سُجل أخيرا في الدقيقة 57 بعد عمل فردي رائع من الأرجنتيني كوريا نجم الروخيبلانكوس في الدور الثاني من الموسم.
سيميوني اندفع نحو مقاعد بدلائه وأمر بإقحام لودي وفيليكس سريعا بدلا من هيرموسو وساؤول.
وهدف التقدُم لم يتأخر كثيرا، وجاء سريعا في الدقيقة 67، ومن غيره؟ سواريز.
هداف أوروجواي التاريخي انطلق من منتصف الملعب وانفرد بمرمى بلد الوليد وأنهى الهجمة في شباك ماسيب مدركا التقدم لـ أتليتكو مدريد لأول مرة في المباراة.
ليرفع سواريز رصيده إلى 21 هدفا في الدوري الإسباني هذا الموسم.
لاحقا قام سيميوني بتأمين مرماه حفاظا على اللقب الثمين، بأدخل جيوفري كوندوجبيا وهيكتور هيريرا بدلا من ماركوس يورينتي وكوريا.
انتهى صراع اللقب في الموسم الإسباني العصيب: أتليتكو مدريد على العرش.