بنزيمة في اليورو.. لأنه لا يحتاج لبابا نويل ليعود لمنتخب فرنسا
الثلاثاء، 18 مايو 2021 - 22:22
كتب : محمد يسري
على أثر محادثة بسيطة بينه وبين ماثيو فالبوينا في عام 2015، لم ينضم كريم بنزيمة مجددا للمنتخب الفرنسي بعدما اتُهم بقضية "ابتزاز في حق زميله" ليحرم بسببها من اللعب مع الديوك.
والآن، وفي عام 2021، ودون الاستعانة بـ "بابا نويل"؛ يعود الجزائري الأصل الفرنسي الجنسية مجددا للمنتخب رغم أن قضية الابتزاز لم تغلق بعد.
بنزيمة سيظهر في قائمة منتخب فرنسا المشاركة في بطولة أوروبا "يورو 2020" ليعود للمنتخب بعد غياب دام لأكثر من 6 سنوات. (طالع التفاصيل)
وتأتي عودة بنزيمة لقائمة المنتخب رغم أن المحكمة ستنظر في قضية ابتزازه لفالبوينا في أكتوبر المقبل.
صداقة غير بريئة
قبل تجمع منتخب فرنسا في أكتوبر عام 2015، تعرض فالبوينا للتهديد من قبل 3 أشخاص، بتسريب أحد المقاطع الحميمية له، إذا لم يدفع لهم مبلغا من المال.
ومع بداية التجمع الدولي، تحدث بنزيمة مع فالبوينا عن هذا الأمر، وطلب منه أن يدفع لهم. فكيف علم لاعب ريال مدريد بتهديد هذا الثلاثي لزميله؟
وُلد بنزيمة في أحد الأحياء الفقيرة لمدينة ليون. حي اشتُهر بعمل أبنائه في الأمور غير المشروعة.
وللصدفة، كانت العصابة التي تُهدد فالبوينا على علاقة بصديق شخصي لبنزيمة، الذي طلب منه إرسال هذه الرسالة لزميله الذي يتعرض للابتزاز.
حيث قال له بنزيمة: "احذر ماث، إنهم بلطجية".
لكن مصدر مقرب للاعب أكد أن "بنزيمة لم يشارك في عملية ابتزاز فالبوينا لكنه كان يريد تقديم خدمة له" بحسب ما نشرته شبكة "فرانس 24.
قرار رئاسي
بعد معرفة ما دار بين فالوبينا وبنزيمة؛ قرر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم استبعاد مهاجم ريال مدريد من قائمة المنتخب "حتى يتغير الوضع".
ليتم استبعاد بنزيمة من قائمة المدرب ديديه ديشامب الذي لطالما اعتمد عليه بشكل أساسي.
ففي موسم 2014-2015 لعب بنزيمة 7 مباريات مع المنتخب الفرنسي ليكون رابع أكثر لاعب مشاركة مع الديوك في هذا الموسم.
كما أن ديشامب اعتمد على بنزيمة في 32 مباراة منذ عام 2012 وحتى 2015.
وقال نويل لو جراي رئيس الاتحاد في تصريحات نقلتها شبكة "ESPN" وقتها: "حتى هذه اللحظة لن يتم اختيار بنزيمة لتمثيل المنتخب. وإذا لم يتغير الموقف لن يتواجد في قائمة المنتخب لشهر مارس (2016)".
"لن يتم اختياره أيضا في يونيو أو يوليو (وقت إقامة بطولة يورو 2016) إذا لم يتغير الوضع".
"لكني سأترك بعض من الأمل (لانضمامه) إذا انتهت هذه القضية بنهاية متوازنة".
وتطرق لو جراي للحديث عن طفولة بنزيمة ووصفه بـ "الفتي الجيد الذي وُلد في بيئة متطرفة لكنه ظل على علاقة بأصدقائه -الذين لم يتطوروا- رغم أنه أصبح نجما".
ورغم العلاقة الطيبة بينهما، عبر فالبوينا عن "إحباطه" من سلوك بنزيمة بسبب ما حدث.
عنصرية
على الرغم من عدم إدانته بأي شيء في قضية ابتزاز فالبوينا، لم ينضم بنزيمة لصفوف المنتخب في بطولة يورو 2016 رغم تسجيله لـ29 هدفا لريال مدريد في موسم 2015-2016.
ليتحدث بنزيمة لصحيفة "ماركا"، يقول: "ديشامب رضخ لضغوط جزء عنصري من فرنسا".
"لا أعلم إذا كان القرار يخص ديديه فقط. ليس لدي مشكلة مع أي شخص فأنا مع فرنسا وأتمنى لهم التوفيق".
تصريحات بنزيمة جعلت ديشامب يتعرض للهجوم وللانتقادات، وأكثر من ذلك.
إذ تعرض منزل ديشامب للهجوم ليقرر مدرب فرنسا مقاضاة بنزيمة لكن القضاء الفرنسي رفض الدعوى القضائية.
ومع مطلع العام الحالي تذكر ديشامب ما قاله بنزيمة في 2016، وقال: "لن أنسى ما قاله مهما مر من الوقت. حديث ترك بصمة فيّ. كما أن العديد من الأشخاص قاموا بتهديد عائلتي".
تراشق
استبعاد بنزيمة تواصل ولم ينضم لقائمة فرنسا في كأس العالم 2018، لتضيع عليه فرصة التتويج بالمونديال في روسيا رفقة الديوك.
وفي نوفمبر لعام 2019، عاد نويل لو جراي ليقول: "مسيرة بنزيمة مع فرنسا انتهت ولا أعتقد أن لديه فرصة لتمثيل بلاده مجددا".
ليغرد بنزيمة بعدها بأيام ويرد عليه ويقول: "نويل لا أعتقد أنك تتدخل في قرارات المدرب. أعرف أنني وحدي من يستطيع وضع حدا لمسيرتي الدولية. إذا كنت تعتقد أنني انتهت دعني ألعب لأحد البلدان المخول لي اللعب لها وسترى".
Noël je croyais que vous n’interfériez pas dans les décisions du sélectionneur!Sachez que c’est moi et moi seul qui mettrait un terme à ma carrière internationale.
Si vous pensez que je suis terminé, laissez moi jouer pour un des pays pour lequel je suis éligible et nous verrons.
— Karim Benzema (@Benzema) November 16, 2019
تغريدة بنزيمة جاءت بعد أشهر من فوز الجزائر بكأس أمم إفريقيا، ليثير الشكوك برغبته في اللعب لمنتخبه الأصلي.
لكن قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لم تكن تسمح له بذلك، وحتى مع تغييرها مطلع العام الحالي لم تنطبق القوانين الجديدة على حالة بنزيمة الذي مثل فرنسا في 81 مباراة دولية. (طالع التفاصيل)
لا يحتاج لـ بابا نويل
بعدما قاد بنزيمة ريال مدريد للفوز بلقب الدوري الإسباني لموسم 2019-2020، صرح لو جراي، وقال: "بنزيمة أحد أفضل اللاعبين، هل هو الأفضل؟ لست أنا من يحكم في ذلك لأني لم أشاهد كل المباريات، لكن في رأيي، فقد قدم أفضل موسم في مسيرته".
ليعقب بنزيمة عبر تويتر ويكتب "أُفضل أن أضحك"، في إشارة لسخريته من حديث لو جراي.
واستمر تألق بنزيمة في الموسم الحالي ليقود ريال مدريد للمنافسة على لقب الدوري مع أتليتكو مدريد، بعدما سجل 29 هدفا في 45 مع الفريق الملكي في كل المسابقات.
تألق بنزيمة المستمر، جعل الصحفيين يطاردون ديشامب دائما حول عودته للمنتخب.
لدرجة أن أحدث الصحفيين من كازاخستان سأله بعد مباراة المنتخبين في تصفيات كأس العالم 2022 عن عودة بنزيمة ليرد عليه قائلا: "حتى هُنا؟ لقد انتهت الأسئلة. أنا متأكد أن أحد الصحفيين الفرنسيين طلب منك أن تسأل هذا السؤال".
السؤال حول عودة بنزيمة للمنتخب استمر، ليجيب ديشامب في مؤتمر صحفي قبل أسبوع، ويقول: " أنا لست بابا نويل، لست هنا لأعلن عن مفاجآت".
إجابة ديشامب كانت مرتبطة نوعا ما بتغريدة بنزيمة في 2019، حيث استخدم كلمة نويل (Noel) والتي تستخدم أيضا للتعريف بـ "بابا نويل".
لذلك وحين غرد بنزيمة، تعمد استخدام هذه الكلمة حتى لا يكون حديثه موجها بشكل مباشر لرئيس الاتحاد الفرنسي: نويل لو جراي، رغم أن وسائل الإعلام نقلته بهذه الصيغة.
والآن، يعود بنزيمة لمنتخب فرنسا مجددا، رغم أنه لم يطلب من بابا نويل التدخل في اختيارات ديشامب.