كتب : إسلام أحمد
يمكن وصف ما يقدمه مصطفى فتحي مع سموحة في الموسم الحالي عقب انضمامه إلى الفريق السكندري معارا من الزمالك بـ "لمسة ميداس".
هذا ما وصفت به شبكة "سكاي سبورتس" جيسي لينجارد وتأثيره مع وست هام يونايتد عقب انضمامه على سبيل الإعارة من مانشستر يونايتد في الشهر ذاته كحال مصطفى فتحي.
ولمعرفة ما هي "لمسة ميداس"، فـ ميداس من الأساطير الإغريقية هو ملك كان له قدرة على تحويل أي شيء يلمسه إلى ذهب.
هنا، لن نقارن بين مصطفى فتحي ولينجارد بل للتوضيح كيف آثر مصطفى فتحي على أداء سموحة واستعاد بريقه.
في تقرير نُشر الشهر الماضي عبر الشبكة الإنجليزية فأن معدل حصد وست هام للنقاط مع لينجارد وصل إلى 2.2 في المباراة مقابل 1.6 قبل انضمامه.
الإنجليزي البالغ 29 عاما نفض الغبار ببقائه على مقاعد بدلاء مانشستر يونايتد وأصبح أساسيا في وست هام، وخلال 14 مباراة سجل 9 أهداف وصنع 4 وحصد جائزة أفضل لاعب في شهر أبريل بالدوري الإنجليزي.
ورغم تراجع النتائج مؤخرا إلا أن الفريق قريبا من المشاركة على الأقل في الموسم المقبل بالدوري الأوروبي في ظل الصراع مع ليفربول وتوتنام.
ننتقل إلى مصطفى فتحي الذي انتقل إلى سموحة في يناير الماضي بعدما كان قريبا من الانتقال للبنك الأهلي وارتباط اسمه بالاتحاد السكندري وإنبي.
تأثير لجناح سموحة واضح إذ انضم والفريق يحتل المركز الحادي عشر ، حاليا على بعد 4 نقاط من المركز الثالث.
عند انتقاله لسموحة، صاحب الـ26 عاما لم يخض هذا الموسم أي دقيقة بقميص الزمالك، وفي الموسم الماضي لعب 20 مباراة، صنع فيهم هدفا واحدا فقط.
في أول ظهور له احتاج مصطفى فقط لما يقارب 39 دقيقة حتى يسجل هدفه الأول في الدوري منذ 1296 يوما، بالتحديد منذ موسم 2016-17 عندما سجل في شباك الاتحاد السكندري منذ 1296 يوما أي 3 سنوات و6 أشهر و16 يوما.
أصيب مصطفى أثناء تسجيل الهدف لحظة اصطدامه بـ شريف إكرامي وخرج بين شوطي اللقاء، لكنه عاد وشارك في اللقاء التالي.
صفقة وصفها فرج عامر رئيس النادي السكندري بـ "المبروكة" رغم تعرض للاعب للضرب أمام بيراميدز في شوط واحد.
سجل من ركلة ثابتة وصنع هدفا في الفوز على المقاولون العرب 2-1، ثم سجل هدفا في الفوز على الإسماعيلي 2-0.
سجل ثنائية أمام الجونة في مباراة انتهت بالتعادل 2-2، ثم صنع 3 أهداف في الفوز الكبير على أسوان 5-0.
صنع هدفا آخر أمام المحلة في التعادل 1-1 وسجل في شباك الزمالك في مباراة انتهت بالخسارة 2-1، وهي الخسارة الوحيدة لمصطفى فتحي مع الزمالك حتى الآن من 15 مباراة خاضها بقميص الموج الأزرق.
مصطفى فتحي شارك في 11 هدفا من أصل 25 سجلها الفريق منذ انضمامه للفريق في يناير.
ويحتل المركز الثاني في ترتيب هدافي الفريق والأول حاليا عقب رحيل حسام حسن صاحب الـ 9 أهداف، كما يحتل المركز السادس في ترتيب اللاعبين أصحاب التمريرات الحاسمة في الدوري برصيد 5 تمريرات حاسمة.
وهو أفضل موسم له على مستوى المساهمة التهديفية حتى الآن والرقم بالطبع مرشح للزيادة قبل 12 جولة على النهاية.
فكان أفضل موسم لمصطفى فتحي 8 أهداف بتسجيل 5 وصناعة 3 في 30 مباراة مع الزمالك موسم 2015-16.
والمميز في أهداف مصطفى فتحي، إنها جاءت بكافة الأشكال، من ركلات جزاء لركلات ثابتة لتسديدة من خارج الـ 18، وأيضا من داخل المنطقة.
"لمسة ميداس" تتمثل في تسجيله لـ 6 أهداف من أصل 5.82 متوقعة له، ومن 19 تسديدة على المرمى، كما صنع 5 أهداف من أصل 17 فرصة محققة للتسجيل كأكثر من صنع فرص لزملائه رفقة عبد الكبير الوادي.
* إجمالي تسديدات مصطفى فتحي في الدوري (37 ومنها 19 بين القائمين والعارضة)
تأثير مصطفى فتحي الهجومي أيضا يظهر في المراوغات الناجحة إذ يعد سادس أكثر لاعب في الدوري إكمالا للمراوغات برصيد 52 مراوغة صحيحة بنسبة نجاح 54%.
قبل التوقف الدولي الأخير لمنتخب مصر في مارس الماضي، أشاد سامي بلاعبه إذ قال عبر قناة "أون تايم سبورتس": "نوعية مصطفى فتحي ليست موجود في منتخب مصر، النوعية المهارية الكبيرة جدا، أو حتى في الكرة المصرية قليلة جدا".
وتابع "موهوب وذكي ولديه رغبة كبيرة جدا وأخلاق عالية، ويلعب في سموحة بشكل مختلف عما كان يلعب في الفترات السابقة في نادي الزمالك، لا يمكنني الكشف عن طريقة التحركات، لكن تحركاته مختلفة عن السنوات الماضية".
باسم مرسي مهاجم مصر للمقاصة الحالي والزمالك الأسبق كان قد أوضح في وقت سابق سبب عدم اعتماد جايمي باتشيكو المدير الفني السابق الزمالك والذي رحل مصطفى فتحي معارا في وجوده قائلا: "في 2014 عندما قاد الفريق، كان يُلزم بعض اللاعبين بالدفاع، ولا يحب اللاعبين المهاريين، هو يريد لاعب "مكنة" ويفضل اللعب على الأطراف".
لذلك في ولايتي البرتغالي لم يشارك مصطفى فتحي كثيرا وكان القرار الأفضل له الخروج معارا، إذ شارك فقط في 4 مباريات تحت قيادة البرتغالي بعدد دقائق 198 في الدوري والكأس.
مصطفى فتحي أوضح سابقا أدواره الموكلة من أحمد سامي المدير الفني، إذ قال "أحمد سامي أعطاني حرية كبيرة في الملعب ويحترم كل اللاعبين".
لذلك فأن مصطفى رقميا ضمن أقل لاعبي سموحة دفاعيا إذ استعاد الكرة 80 مرة فقط من الخصم في كافة المواقف مقارنة بعبد الكبير الوادي وأحمد عبد القادر على سبيل المثال.
افتقد الزمالك للاعب بديل قد يصنع الفارق، إذا وجد مصطفى المدرب الذي يستطيع إخراج أفضل ما لديه وبشرط أن يتجنب الإصابات وهو أمر ليس بيده بالتأكيد.
أن أحمد سامي يرى أن "مصطفى فتحي لم يحصل على الفرصة، كان مظلوما، الأهلي والزمالك لا يصبران على اللاعبين بسبب وفرة العناصر لديهما".
لذلك فأن لمسة ميداس قد تنتقل للفارس الأبيض الموسم المقبل مستفيدا من شحن بطاريات مصطفى فتحي بالشكل المناسب للعودة للبيت الأبيض من جديد.
*الأرقام من كوراستاتس