"الشوط الثاني كان صعبا علينا. لذا كان علينا التعامل بهدوء وذكاء، لأن اللعب بحماس كان سيمنح صنداونز فرصة للقضاء علينا. ارتكبنا أخطاء عديدة، أنا محبط منها، ومحمد الشناوي قام بتصديات مؤثرة، وهذا وارد في كرة القدم". بيتسو موسيماني، عقب فوز الأهلي على صنداونز 2-0.
في الشوط الثاني ضد صنداونز، لم يحصل الأهلي سوى على نسبة 39% من الاستحواذ، وبهدف ساهم فيه الحظ بخطأ من دينيس أونيانجو حارس الضيوف، سجل الأهلي هدفه الثاني وخرج من مباراة ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال إفريقيا، محققا العديد من المكاسب أهمها أفضلية جيدة قبل مباراة العودة، والخروج بشباك نظيفة بعد 8 مباريات متتالية دون فعل ذلك.
لا يمكن تحليل الحظ كمفهوم أو كفكرة عامة، لكنه موجود وله دور فاعل في كرة القدم بشكل عام. وبشكل واضح، كان الأهلي محظوظا أمام صنداونز، أن ترتطم رأسية جيفت موتوبا في قائم الشناوي في الشوط الأول، وبالتأكيد أن يخطئ أونيانجو أمام صلاح محسن، لن يكون فريقك دائما على الجانب الجيد من الحظ، ولكن عليه أن يغتنم رياحه إذا واتته إذا أراد الفوز، بل وإن في نفس المباراة لم يكن الأهلي محظوظا في عدم احتساب ركلة جزاء واضحة لصالحه ضد أونيانجو نفسه. ولكن السؤال الأهم الذي طرحه قطاع من جمهور الأهلي، هل يهدر موسيماني هوية الفريق؟
أزمة الهوية
"لم أشاهد من قبل الأهلي يلعب على المرتدات في ملعبه". مانكوبا مانجيثي، مدرب صنداونز عقب المباراة.
الفكرة التي يتحدث عنها قطاع من جمهور الأهلي، بشأن هوية الأهلي الإفريقية، هي أنه فريق هجومي على ملعبه، لا يسمح لضيوفه بأن يسيطروا على اللعب ويخرجون فائزين بمعركة الاستحواذ أو يسددون 7 مرات على مرماه (مثلما حدث من صنداونز، الذي من أصل 7 تسديدات لم يختبر الشناوي نفسه سوى مرتين).
ولكن قبل تعميم ذلك الطرح، والقول إن موسيماني قد تخلى عن الهوية والإرث وهو أمر مضر على المدى البعيد، من الممكن أن نعود بضع سنوات للوراء.
في دوري أبطال إفريقيا نسخة عام 2016، فشل الأهلي في تحقيق الفوز مرتين على ملعبه خلال دور المجموعات، وأصبحت فكرة زيارة ملعب الأهلي غير مرعبة لضيوفه الأفارقة.
في نسخة 2017 تحسنت نتائج الأهلي على ملعبه، لم يتعادل خلال تلك النسخة إلا مع زاناكو في دور المجموعات 0-0، ومع الترجي 2-2 في دور الثمانية وهو أمر محتمل في مواجهة أحد عمالقة القارة.
وفي المواسم التالية، بدأ الأهلي رويدا رويدا في استعادة هيبته الإفريقية على ملعبه تحديدا، وتحسين نتائجه خارج ملعبه.
قطاع آخر من الجمهور، يرى أن هوية الأهلي الذي يفتخر جمهوره بعدد بطولاته سواء المحلية أو الإفريقية، تتمحور بشكل أو بآخر حول فكرة الفوز وإمكانية تحقيقه حتى في أسوأ الظروف.
في مباراة فيتا كلوب في دور المجموعات في استاد القاهرة، سدد الأهلي 30 تسديدة، 14 منهم بين القائمين والعارضة، استحوذ على الكرة بنسبة 69% وحصل على 8 فرص كبيرة، وإجمالا قدم مباراة هجومية رائعة، ولكنه في النهاية تعادل 2-2.
وأمام صنداونز، لم يختبر الأهلي أونيانجو إلا 3 مرات، ولم يحصد إلا 46% من الاستحواذ وخلق فرصة كبيرة واحدة بحسب إحصائيات موقع SofaScore، ولكنه فاز 2-0.
إجابة أشد المنتقدين لما قدمه موسيماني ضد صنداونز، إذا خيرته أي المباراتين كانت أفضل للأهلي، ستكون المباراة التي حقق فيها الفريق الفوز.
يبدو أن اختيار مدرب صنداونز كان واضحا، كان يريد فريقا يهاجمه ويضربه بسرعات فريقه ومهاراته خلال المباراة، وهو ما لم يمنحه له موسيماني.
من هو الفريق صاحب الهوية الأوضح في أوروبا؟ بالتأكيد مانشستر سيتي، فريق بيب جوارديولا نفسه ترك الاستحواذ لباريس سان جيرمان في عودة نصف نهائي دوري الأبطال هذا العام في مقابل تسجيل هدفين من التحولات والمرتدات.
في ظل حالة من الإرهاق يعاني منها الأهلي، كانت فكرة فتح الملعب أمام صنداونز أقرب للانتحار. كرات بسيطة خلال المباراة حصل فيها برازيليو جنوب إفريقيا على الكرة في شبه مساحة، مثل الكرة التي حصل فيها رامي ربيعة على إنذار في الدقيقة 19، أظهرت ما كان سيحدث لو اندفع الأهلي للهجوم.
في النهاية، لم يهدد صنداونز مرمى الأهلي بشكل خطير سوى في كرتين، ولكن هذا يدق ناقوس خطر كبير بالنسبة للمدرب الجنوب إفريقي للأهلي، لأن الكرتين كانا من موقف كرة ثابتة.
قبل المباراة، ناقش FilGoal.com فكرة قبول الأهلي للخطورة من الكرات الثابتة، وأوضح أن من أصل آخر 9 أهداف سكنت شباك الأهلي، 5 كانت من مواقف ثابتة.
وبالفعل، كانت أخطر كرات صنداونز من كرة ثابتة ورأسية ضربت قائم الشناوي، وثاني أخطر كراته من ركنية ورأسية خادعة تعامل معها الشناوي نفسه بثبات.
ولكن في المقابل، كان لدى الأهلي حلا لإحدى أهم مشاكله، وهي إهدار الفرص. تسديد 3 كرات وتسجيل هدفين هي نسبة لم يصل لها الأحمر منذ سنوات، ولكن قد يعيب أدائه ضد صنداونز عدم القدرة على تنظيم الهجمات المرتدة بشكل أكثر ردعا للضيوف.
إلى أي مدى كان أليو ديانج رائعا؟
إذا كان الأهلي مدينا للاعبين بالفوز وكان الأول محمد الشناوي، بالتأكيد الثاني هو أليو ديانج.
ديانج والسولية كانا ثاني أكثر لاعب استخلص الكرة من عناصر صنداونز خلال المباراة بـ 3 مرات لكل منهما، ولا يزيد عنهما سوى أيمن أشرف بـ 4 استخلاص مباشر، ولكن في المقابل، فاز ديانج في 7 صراعات ثنائية من أصل 15، وكان الأكثر فوزا بالصراعات الفردية داخل الميدان.
وبنسبة نجاح 94% من 62 تمريرة، كان ديانج أيضا الممرر الأفضل على أرض الميدان بين الفريقين، وبالتأكيد وجوده كان من ضمن العناصر التي أمالت كفة المباراة لصالح الأحمر.