كتب : إسلام أحمد
في 30 سبتمبر 2020 أعلن نادي صنداونز الجنوب إفريقي استقالته بيتسو موسيماني من تدريب الفريق لقيادة الأهلي.
وأصبح السؤال حينها في الأوساط الجنوب إفريقية، من هو خليفة بيتسو موسيماني؟
رولاني موكوينا مساعد موسيماني كان قريبا من الانضمام للجهاز الفني للأهلي لكنه أصدر بيانا أوضح فيه بقاءه في صنداونز ووصف موسيماني حينها بـ "أخ كبير".
وبعد 5 أيام أعلن نادي صنداونز تعيين الثنائي مانكوبا مانجيثي ورولاني موكوينا في منصب المدير الفني.
مساعدا موسيماني أصبحا المدير الفني في منصب مشترك معا، وشدد حينها باتريس موتسيبي رئيس النادي على أن "إدارة صنداونز كانت حريصة على أن تؤكد دعمها للمواهب الجنوب إفريقية. الجهاز سيركز على الدفاع عن لقب الدوري في الموسم المقبل الذي سيواكب عيد ميلاد النادي الـ50".
صنداونز أعلن أن رأي مانجيثي سيكون السائد في حال عدم الاتفاق مع موكوينا.
أمر ليس بغريب على النادي وحدث من قبل عام 2006 عندما قاد الأرجنتيني ميجيل جاموندي -مدرب الوداد السابق- والجنوب إفريقي نيل توفي، الفريق فنيا في التوقيت ذاته للفوز بأول ألقاب الدوري تحت قيادة موتسيبي.
وبعد عدة أيام عُين ستيف كومفيلا كمدرب كبير –في الواقع مدير فني ثالث رفقة الثنائي- في ظل عدم وجود من يشغل منصب المدرب المساعد وفقا لموقع "iol" الجنوب إفريقي.
السؤال الأبرز في ذلك الوقت، كان كيف سيتخذون القرارات وكيف سيكون شكل الفريق في ظل وجود 3 أسماء مختلفة.
هنا يوضح مانجيثي في تصريح لموقع " newframe" قائلا: "يمكنني إخباركم بكل ثقة في العالم، لقد أحضرت ستيف. أنا من ذهبت إلى رولاني لأقول له أن المهمة التي لدينا كبيرة جدا ونحتاج إلى شخص لديه شخصية وخبرة لمساعدتنا، وأعتقد أن ستيف هو الرجل المناسب لهذه الوظيفة".
مانجيثي (50 عاما) سبق له أن درب جولدن أروز وفاز بلقب كاس جنوب إفريقيا عام 2008 وكذلك أمازولو وتشيبا يونايتد.
موكوينا درب أورلاندو بيراتيس وكذلك تشيبا يونايتد قبل أن يعود لتدريب الأصفر والأزرق.
فيما قاد كومفيلا وهو الأكثر خبرة بينهم والبالغ 53 عاما كذلك جولد أروز وكايزر تشيفز وفري ستيت ستارز ومنتخب جنوب إفريقيا الشباب والأولمبي والمنتخب الأول بشكل مؤقت.
newframe وصف الثلاثي، "مانجيثي رجل هادئ خارج الملعب متعلم ويضع الخطط لأي خصم، لكنه ليس "الرجل القائد"، فيما أن موكوينا يمتاز بعقله الكروي ومن القلائل الذين يستطيعون تحليل المباريات في البلاد لكنه أصغر من بعض لاعبي الفريق وهو ما يصعب عليه مهمة أن يكون المدير الفني أو "الأب" في الجهاز الفني".
"لذلك فأن كومفيلا هو المثالي هذا الدور، يمتلك الخبرة ويُحترم من الجميع وحكيم خارج الملعب ويقدم المشورة للاعبين، ولديه عقل كرة قدم حاد".
موقع "iol" وصفهم بـ "الحكماء الثلاثة".
ليصبح الثلاثي مسؤول عن الفريق الأول لصنداونز بشكل كامل فنيا، والذي اعتبره البعض كارثي على النادي في ظل تضارب الأراء المحتمل.
مانكوبا مانجيثي صرّح في أكتوبر الماضي لموقع "iol" قائلا: "أقول دائما للناس، المناصب هي أدنى جزء في القيادة، أهم العناصر في القيادة هي ما وراء المناصب. إذا كنت أبا في المنزل، فلا يمكنك إخبار أطفالك أنك الأب، لأن الأمر لا يتعلق بمعرفة ما إذا كنت أبا أم لا، بل يتعلق بالمسؤوليات".
وتابع "في مجتمعنا، من المهم جدا أن يعرف الناس من هو الأب والأم والمدرب والمساعد".
وأوضح "هذه الأشياء ليست مهمة لأنه عندما نجلس نحن الثلاثة، من السهل جدا معرفة من يساهم بماذا ولماذا".
بينما شدد موكوينا على الالتزام بنفس الأفكار الفنية السابقة للفريق قائلا: "عهد بيتسو كان حقبة ناجحة. في الواقع سيكون من السذاجة منا أن ننسى الأشياء التي نجحت في الماضي ونحاول إحداث الكثير من التغييرات".
إذا كيف يعمل الثلاثي معا؟
يقول مانجيثي: "المباراة تحتاج إلى مزيد من التفاصيل. كل جانب من جوانب كرة القدم له تأثير على الجانب التالي. في كل وقت، عليك أن تجد التوازن وتحتاج إلى أشخاص للمساعدة في التركيز على كل تلك التفاصيل".
"نجلس معا معظم الوقت، نتناقش، نشاهد جميعا المباريات ونتفق معظم الوقت. في بعض الأحيان نختلف وهذا طبيعي وهذا أمر عادل".
الجانب الفني للثلاثي يتضح مما يقوله مانجيثي: "الشيء الجيد هو أننا نتشارك نفس مفاهيم كرة القدم ولدينا الرغبة في السيطرة على المباراة، وهو أمر غير معتاد للغاية. عادة في ثلاثة مدربين، سيكون هناك واحد لديه القليل من الخوف".
وأضاف "ربما التفكير في أنه إذا خضنا مباراة الذهاب، ندافع ونلعب على المرتدات، على سبيل المثال. لا لا. لدينا مبادئ واضحة للغاية في اتفاقياتنا التكتيكية نريد السيطرة على الملعب، كل منطقة من أرض الملعب. لا نريد أن نكون الأضعف، هذا النوع من العقلية التي لا نريد أن يستوعبها لاعبونا".
كل هذا يظهر في نتائج الفريق محليا وإفريقيا الموسم الحالي، قد تتوقع أن الفريق تراجع كثيرا بعد رحيل موسيماني الذي استمر لما يقارب 7 سنوات على رأس الفريق فنيا، قد يختلف الأداء لكن النتائج تتحدث عن نفسها.
صنداونز قهر مازيمبي الكونغولي وكبّده أول هزيمة على ميدانه في دوري الأبطال بعد 74 مباراة دون خسارة منذ 2009، وتأهل بعد مرور 4 جولات فقط إلى ربع نهائي دوري الأبطال متفوقا على الهلال السوداني وشباب بلوزداد الجزائري.
يتصدر ترتيب الدوري الجنوب إفريقي برصيد 47 نقطة من 22 مباراة بفارق الأهداف عن أمازولو منافسه والذي خاض 26 مباراة.
ودع بطولة الكأس من نصف النهائي بالخسارة بركلات الترجيج وفي بطولة كأس الدوري ودع من ربع النهائي.
والآن لدى صندوانز والحكماء الثلاثة فرصة حقيقية لإثبات أنفسهم أمام بيتسو موسيماني الذي يعرف خبايا الأصفر والأزرق جيدا في مواجهة مرتقبة للعام الثالث على التوالي.