يدخل الأهلي والزمالك مباراة الجولة 21 من الدوري المصري، والتي قد تحدد بشكل كبير سير المنافسة على الدوري هذا الموسم، وهما محملان بمشاكل تكتيكية عدة تسببت في خسارتهم لعديد النقاط خاصة في الخمس مباريات الأخيرة.
هنا نسلط الضوء على الزمالك، والذي تبرز من أرقامه ومتابعة مبارياته 3 مشاكل واضحة.
مركزية التسجيل
في 20 مباراة في الدوري، سجل الزمالك 35 هدفا في 20 مباراة بمعدل 1.75 هدف في المباراة، وهو معدل ممتاز، ويحول حوالي 66% من أهدافه المتوقعة لأهداف حقيقية، وهي أيضا إحصائية ممتازة.
ولكن أين تكمن مشكلة الزمالك الهجومية؟ في المركزية.
سجل أشرف بنشرقي 10 أهداف، يوسف إبراهيم "أوباما" 8 أهداف، أي أن الثنائي وحده مساهم بـ 51% من أهداف الزمالك.
بقية أهداف الزمالك موزعة على إمام عاشور صاحب الـ 4 أهداف والغائب للإيقاف، فيما سجل حميد أحداد 3 أهداف في مباراة واحدة ضد البنك الأهلي، فيما سجل 6 لاعبين كل منهم هدفين.
في الموسم الماضي، كان مصطفى محمد بطبيعة الحال هدافا للفريق بـ 16 هدفا وتلاه أشرف بنشرقي بـ 12 هدفا، ولكن الزمالك في الموسم الحالي افتقد لأهداف محمود علاء الـ 11، وأهداف أحمد سيد "زيزو" الـ 9 على سبيل المثال.
هذا يعني أن احتمالية معاناة الزمالك للتهديف تزداد بشدة في حال غياب أوباما أو بنشرقي، أو تعرضهما لحالة من عدم التوفيق.
مشكلة المباريات الكبرى
خاض الزمالك مع باتريس كارتيرون 4 مباريات كبرى، مباراة الترجي في استاد القاهرة، ومباراة مولودية العاصمة في الجزائر، ومباراة القمة ضد الأهلي.
وفي مباراتين من الثلاثة، افتقد الزمالك لميزته الأهم مع كارتيرون، الدفاع المحكم والهجوم المرتد الفعال.
بعكس ما قدمه ضد الأهلي في الدور الثاني من الموسم الماضي حينما استغل اندفاع الأحمر الهجومي وسجل أولا وأربك حسابات ريني فايلر، ففي هذا الموسم كان بيتسو موسيماني أكثر حنكة وانتظر الضربة الأولى بهدوء أكبر، إلى أن سجل وأجبر كارتيرون على ترك الدفاع، مثلما فعل الترجي في مباراة استاد القاهرة أيضا.
المشكلة لم تكن في من سجل أولا، فالترجي سجل أولا في مرمى الزمالك في دور الثمانية لدوري أبطال إفريقيا الموسم الماضي إلا أن الزمالك تماسك وسجل 3 مرات في شباكه، إلا أن منظومة الزمالك لم تعد صلبة مثلما كانت مع كارتيرون الموسم الماضي.
في الموسم الماضي، اعتمد كارتيرون بشكل كبير جدا على مصطفى محمد في لعب دور المحطة لاستقبال الكرات الطولية من دفاعه وبدء هجمات جديدة تخفف الضغط من على دفاعات الزمالك، وهو الأمر الذي افتقده في الموسم الحالي في المباريات الكبرى، وصار يعتمد على محاولة بناء اللعب بشكل أكثر تدرجا، وهو ما فطن إليه موسيماني ومعين الشعباني في مباراتيهما مع كارتيرون هذا الموسم، واستطاعا إحكام وسط ملعبهما بشكل كبير، ولم يحل الأمر أمام الأهلي سوى لحظة إبداع فردية من محمود عبد الرازق "شيكابالا".
كارتيرون تعهد في المؤتمر الصحفي لمباراة سموحة الأخيرة قبل الدربي أن يكون "صاحب فعل، وليس رد فعل"، وهو الانتقاد الذي تعرض له كثيرا من قطاع كبير من جمهور الزمالك.
شيء فقده كارتيرون
بسؤال أي متابع عن ميزة الزمالك مع كارتيرون في الولاية الأولى، سيكون الرد الأقرب هو الصلابة الدفاعية.
في 31 مباراة مع كارتيرون الموسم الماضي، لم يستقبل الزمالك سوى 22 هدفا بمعدل 0.7 هدف في المباراة وفي هذا الموسم في 10 مباريات استقبل 10 أهداف.
لا يمكن إرجاع تراجع الزمالك الدفاعي لمشاكل فردية، فتشكيل الزمالك مع كارتيرون في الموسم الماضي قريب جدا من تشكيله في الموسم الحالي حيث لم يفتقد سوى مصطفى محمد، ولكنه أمر يعود للمنظومة كاملة.
ربما عاب الزمالك في الكثير من المواجهات اتساع رقعة المساحة بين دفاع الفريق وخط وسطه، وبالتالي بات الزمالك يستقبل أهداف أكثر من منطقة العمق بشكل رئيس، ولنا في مباراة الأهلي في الدور الأول مثال في ذلك.
الزيادة في عدد الكرات المستخلصة من قبل طارق حامد على سبيل المثال، قابله قلة في عدد الكرات المستخلصة من أوباما، حيث كان يستخلص أوباما 7.23 كرة في المباراة الموسم الماضي، وتراجعت نسبته لـ 5.59. ساسي استخلص هذا الموسم 12.45 كرة، في الموسم الماضي كانت نسبته 13.19. طارق حامد في المقابل زادت نسبته من 13.86 إلى 14.78.
أي أن الموسم الماضي، كان ثلاثي وسط الزمالك يستخلص الكرات بنسبة 34.28 كرة في المباراة، بينما في هذا الموسم تراجعت تلك النسبة إلى 32.82 كرة. تلك نسبة مقسمة على عدد المباريات، ولكن خلال المباريات يمكن للمتابع مشاهدة جودة ضغط وسط الزمالك، وجناحيه، أقل من الموسم الماضي.
*الأرقام من كورة ستاتس