كتب : فادي أشرف
يدخل الأهلي والزمالك مباراة الجولة 21 من الدوري المصري، والتي قد تحدد بشكل كبير سير المنافسة على الدوري هذا الموسم، وهما محملان بمشاكل تكتيكية عدة تسببت في خسارتهم لعديد النقاط خاصة في الخمس مباريات الأخيرة.
هنا نسلط الضوء على الأهلي، والذي تبرز من أرقامه ومتابعة مبارياته 3 مشاكل واضحة.
بداية بطيئة وصعوبة في الحفاظ على نظافة الشباك
الأهلي في الدوري سجل 34 هدفا في 18 مباراة بنسبة 1.8 هدف في المباراة وهي نسبة هجومية ممتازة، ولكن توزيع أهداف الأحمر يكشف مشكلة كبيرة.
الأهلي سجل 10 أهداف فقط في الشوط الأول، 4 منهم في ربع الساعة الأخير من الشوط.
الأهلي في الدوري افتقد ميزة البدايات مع بيتسو موسيماني، وهي الهدف المبكر الذي يطوع له سيناريو المباراة، فأصبح ينتظر أطول من أجل الهدف الأول، ويعرض نفسه لخطر كبير منها تلقي الهدف الأول، وهو أمر يحدث كثيرا مع الأهلي هذا الموسم.
منذ الفوز على الزمالك 2-1، لم يحافظ الأهلي على شباكه نظيفة في ولا مباراة، وفي مرتين من أصل الـ 6 مباريات التي لُعبت بين القمتين، استقبل الأهلي أولا.
وفي المباراتين، خسر الأهلي سواء ضد سموحة أو غزل المحلة.
هذا يعني، أن الأهلي لا يخسر عندما يسجل أولا، ولكن بدايته البطيئة في الدوري تعرقل حصده للنقاط وحسم الانتصارات.
إهدار الفرص في سياق رقمي
الأهلي هو ثاني أكثر فرق الدوري خلقا للفرص، والدليل إحصائية الأهداف المتوقعة الخاصة به. الأهلي في 18 مباراة حقق 51 هدفا متوقعا، ولا يتخطاه سوى الزمالك الذي خلق 53 هدفا متوقعا في 20 مباراة.
إلا أن الأهلي سجل 34 هدفا فقط بنسبة نجاح 67%، النسبة قد تبدو مقبولة رقميا، ولكن مشاهدة المباريات توضح مشكلة أكبر.
الأهلي يخلق العديد من الفرص، يكفي أن تعلم أن صانع ألعابه محمد مجدي "أفشة" يصنع فرصة محققة لزميل له كل 43 دقيقة، حسين الشحات يصنع فرصة لزميل كل 38 دقيقة، وهما رقمان رائعان، وبقية لاعبي الجزء الهجومي يقعون في منطقة صناعة فرصة لزميل كل 100 دقيقة تقريبا.
هذا يعني أن الأهلي يخلق عديد الفرص في الدوري هذا الموسم، إلا أن القرارات الخاطئة في الثلث الأخير هي مشكلة الأهلي الكبرى.
لاعبو الجزء الهجومي من الأهلي من الممكن تقسيمهم لعدة فئات، منهم من يتخذون القرار الصحيح أمام المرمى مثل وليد سليمان، الذي كان من المتوقع له xG 1.52 هدفا، ولكنه سجل 3 أهداف، ومحمد شريف الذي سجل 9 أهداف من نسبة أهداف متوقعة 9.4.
ثم هناك فئة أخرى، من يأخذون القرار الصحيح في وقت التسديد وزاويته لكنهم لا يسجلون الأهداف، منهم أفشة الذي سجل هدفين من 4.05 نسبة أهداف متوقعة، وحسين الشحات الذي سجل 4 أهداف من 4.69 هدف متوقع، وطاهر محمد طاهر الذي سجل هدفين من نسبة أهداف متوقعة 1.59. تلك الفئة تسجل عندما تسدد، لكن ما قد يعيبها أحيانا هو عدم اتخاذ القرار بشكل مكثف ولذلك نسبة أهدافهم المتوقعة xG نفسها منخفضة.
هناك فئة أخرى أيضا، هم من يأخذون المواقع المناسبة ويسددون في الوقت والزوايا السليمة لكنهم يهدرون فرصا عديدة، أكثر من الفئة السابقة. والتر بواليا لم يسجل سوى 3 أهداف هذا الموسم (مع الجونة والأهلي) من نسبة أهداف متوقعة 10.38.
محمود عبد المنعم "كهربا" يمثل حالة وسط بين كل لاعبي المنطقة الهجومية للأهلي، حيث يحقق xG مرتفع وهو 7.75، وسجل منه 4 أهداف.
تأثير بدر بانون
بشكل عام هذا الموسم، يمرر الأهلي 44.8 كرة طولية خلال المباراة.
وبشكل طبيعي أيضا، تمثل الكرة الطولية خطرا كبيرا على الفريق المهاجم، حيث أن فرصة فقدانه للكرة أكثر بكثير من التدرج بالكرة بالكرات القصيرة.
بدر بانون كان يساعد الأهلي كثيرا في هذا التدرج، إلا أنه غاب بسبب الإصابة ومع غيابه زادت نسبة كرات الأهلي الطولية بشكل كبير.
ففي 4 مباريات غاب عنها بانون عن الأهلي قبل عودته ضد الاتحاد السكندري، لعب الأهلي عدد كبير من الكرات الطولية. في الـ 4 مباريات التي غاب عنها بانون ارتفعت نسبة الكرات الطولية للأهلي إلى 60 كرة طولية في المباراة.
بالتالي خسر الأهلي الكرة أكثر، وتعرض لهجوم أكثر، وخسر نقاطا أكثر.
مع عودة بدر بانون أمام الاتحاد السكندري، تراجعت كرات الأهلي الطولية إلى 40 كرة طولية فقط، ما حسن من شكل الأهلي الهجومي وهو ما ظهر في سيناريو المباراة.
ميزة أخرى لوجود بدر بانون كصانع للعب من خط الدفاع، هي أن أي فريق يريد ضغط الأهلي من الأمام قد يفكر في الضغط المستمر على بدر بانون، ولكن القدرات الخاصة للاعب المغربي تمكنه كثيرا من الخروج من هذا الضغط مع احتمالية حدوث الأخطاء، والسرعات العامة للاعبي الأهلي قد تمكنهم من استغلال المساحات التي يتركها الضغط على دفاعه في حال خروج دفاع الأحمر بالكرة بشكل سليم.
تلك المساحات، قد تشكل أزمة لـ الزمالك في حال فكر باتريس كارتيرون في تطبيق الضغط على بانون، إلا أنها مغامرة قد تفيده باستغلال خطأ للمغربي في الخروج بالكرة، أو تضره في حال خرج المغربي بالكرة بشكل سليم واستغل الأهلي المساحات التي سيتركها الأبيض لتطبيق الضغط العالي.
*الأرقام من كورة ستاتس