كتب : زكي السعيد
تعادل برشلونة أمام ضيفه أتليتكو مدريد دون أهداف في ملعب كامب نو، بالجولة 35 للدوري الإسباني.
التعادل رفع رصيد أتليتكو مدريد إلى 77 نقطة في الصدارة، بينما تقدّم برشلونة إلى المركز الثاني مؤقتا بوصوله إلى النقطة 75.
وسيكون ريال مدريد –الثالث حاليا بـ74 نقطة- على موعد مع تصدر الدوري لو فاز على إشبيلية غدا الأحد، إذ يتفوق على أتليتكو في المواجهات المباشرة.
وتعد تلك المرة الأولى هذا الموسم التي يفشل فيها برشلونة في التسجيل على ملعب كامب نو بالدوري الإسباني.
كما يعتبر هذا التعادل السلبي بين برشلونة وأتليتكو هو الأول على كامب نو منذ أبريل 1973.
وتواصلت لعنة دييجو سيميوني في كامب نو، إذ تعادل فيه 7 مرات وتعرض لـ7 هزائم.
أتليتكو لم يعرف طعم الفوز على برشلونة عموما في كامب نو منذ انتصاره بقيادة فيرناندو توريس في فبراير 2006.
هذا التعادل جعل ريال مدريد المتحكم في مصير اللقب، فلو فاز بمبارياته الأربع المتبقية يتوج رسميا دون النظر لنتائج منافسيه.
عودة سواريز للوطن
عاد لويوس سواريز لملعب كامب نو بعد عام تقريبا من مغادرته، هذه المرة ليقود هجوم أتليتكو مدريد.
دييجو سيميوني دفع إلى جواره بـ آنخل مارتين كوريا من الجهة اليمنى، وفضّل إبقاء جواو فيليكس وجيوفري كوندوجبيا على مقاعد البدلاء.
فيما خاض يان أوبلاك مباراته رقم 300 بقميص أتليتكو مدريد، وهو رابع أكثر أجنبي تمثيلا للروخيبلانكوس بعد دييجو جودين وفيليبي لويس وبيريرا.
في المقابل لم يشهد تشكيل برشلونة مفاجآت، فواصل رونالد كومان الاعتماد على طريقة 3-5-2 وعوّل على سيرجينيو ديست كظهير أيمن، وأوسكار مينجيزا كمدافع أيمن.
شوط الإصابات
دخل أتليتكو مدريد المباراة بحيوية أكبر وحدة أكثر من برشلونة، وظهرت عزيمته على التسجيل في أكثر من مناسبة.
الفرنسي توماس ليمار هدد مبكرا منذ الدقيقة الثالثة بتسديدة أرضية، لكن مارك أندري تير شتيجن تعامل معها بشكل صحيح.
بعدها حاول سواريز هز شباك فريقه السابق من ركلة حرة مباشرة بالدقيقة العاشرة، لكن تير شتيجن أمسك الكرة أيضا دون عناء.
النبأ السيئ نال من سيميوني في الدقيقة 13 بسقوط ليمار مصابا، ليضطر إلى تعويضه بـ ساؤول نييجيز.
حدة هجمات أتليتكو كانت في ازدياد، خصوصا عندما أرسل ماريو هيرموسو عرضية مميزة في الدقيقة 19، قابلها كورّيا بتسديدة أنقذها كليمنت لونجليه في آخر لحظة ببراعة فائقة.
الإصابات تواصلت، ولكن هذه المرة في جانب برشلونة، تحديدا سيرخيو بوسكيتس الذي تعرض لإصابة في الأنف أجبرت كومان على استبداله بـ إلايش موريبا.
برشلونة احتاج إلى 30 دقيقة كاملة ليسدد على مرمى أتليتكو لأول مرة، كان ذلك بواسطة أنطوان جريزمان، لكن أوبلاك أمسك الكرة دون عناء.
الأخطر كان في الطريق، تحديدا عندما اضطر تير شتيجن للتصدي لكرتين خطيرتين في ظرف 60 ثانية بالدقيقة 34 أمام ماركوس يورينتي وسواريز على التوالي.
تصديات تير شتيجن لم تتوقف، فقام الألماني بإنقاذ آخر بارع أمام كاراسكو أحد نجوم الشوط الأول في الدقيقة 37.
أخطر فرص برشلونة في الشوط الأول كانت عندما قرر الأسطورة ميسي أن يقوم بالمهمة وحده.
قائد برشلونة تسلم الكرة في وسط الملعب وانطلق في فاصل مارادوني مبهر متجاوزا مدافعي أتليتكو مدريد، لكن تسديدته القوية وجدت أصابع أوبلاك في النهاية لتخرج الكرة إلى ركنية بالدقيقة 41.
أتليتكو اختتم الشوط القوي بإهدار غريب لـ فيليبي في مواجهة المرمى بعد عرضية يورينتي.
شوط أكثر توازنًا
بين الشوطين قرر كومان رأب صدع الجهة اليمنى الدفاعية، فأخرج مينجيزا وعوّضه بـ رونالد أراوخو.
الشوط الثاني كان أكثر توازنا في العموم، واستطاع برشلونة فرض سيطرته عليه بشكل كبير.
لكن الفرصة الأولى في الشوط كانت من نصيب سواريز الذي أطلق تسديدة قوية بالدقيقة 47 مرت بجوار القائم بقليل.
رد برشلونة جاء في الدقيقة 63 عندما أرسل ميسي عرضية نادرة بالقدم اليمنى، قابلها جيرارد بيكيه برأسية تمكّن أوبلاك من إمساكها.
ميسي ظهر مجددا في الدقيقة 66 بركلة حرة مباشرة قوية، تمكّن السلوفيني أوبلاك من إبعادها بنجاح.
سيميوني من جانبه أدرك أن التعادل لن يفيده كثيرا، فعاد وأخرج ساؤول الذي أدخله في الشوط الأول، وعوّضه بـ جواو فيليكس بالدقيقة 68.
الشباك اهتزت في الدقائق التالية مرتين، الأولى بواسطة أراوخو والثانية بواسطة سواريز، لكن التسلل والمخالفة تسببا في إلغاء الهدفين على الترتيب.
أتليتكو أجرى تغييره الثالث في الدقيقة 73 لإحداث مزيد من التوازن، بإقحام كوندوجبيا بدلا من كوريا.
في المقابل تحرك كومان أخيرا في الدقيقة 75 وأقحم عثمان ديمبيلي وروبيرتو، بدلا من ديست وبيدري.
أخطر فرص اللقاء –والتي قد تحدد مسار اللقب ربما- جاءت لـ برشلونة في الدقيقة 85 عندما أرسل ألبا عرضية رائعة نحو ديمبيلي القادم من الخلف، لكن الفرنسي أطلق ضربة رأسية غريبة علت العارضة.
وفي الدقيقة الأخيرة نفذ ميسي ركلة حرة مميزة جاورت القائم بقليل.
الآن الدوري الإسباني تحت رحمة ريال مدريد.