من بين أنشطته العديدة، دان فريدكين مالك روما هو منتج ومخرج في درة تاج السينما العالمية، هوليوود. ويبدو أن تلك الزاوية أثرت جدا على قراره باستقدام جوزيه مورينيو لتدريب الفريق بداية من الموسم المقبل.
لم يتوقع أحد أن يتولى مورينيو تدريب روما، بعد أيام من رحيله عن توتنام ،في ظل تقارير صحفية ربطت الذئاب بمدرب نابولي ويوفنتوس السابق، ماوريتسيو ساري.
قرار يعيد مورينيو إلى إيطاليا بداية من الموسم المقبل، فقط بعد يومين من فوز إنتر ميلان بالسكوديتو للمرة الأولى منذ 11 عاما، حينما فاز بالسكوديتو لآخر مرة تحت قيادة مورينيو نفسه.
ولكن ماذا عن روما نفسه؟ بلا شك هو أحد كبار القوم في إيطاليا، ولكنه في هذا الموسم يتعرض لكبوات متتالية سواء من ناحية الإصابات أو النتائج، والتي انتهت بخسارة بسداسية من مانشستر يونايتد في ذهاب نصف نهائي الدوري الأوروبي. نتيجة توضع بجانب مسيرة محلية متذبذبة وخروج في الكأس ضد سبيزيا. النادي كان في حاجة لأمر كبير يحرك المياه الراكدة.
تقرير شبكة BBC ومراسلها في إيطاليا دانييلي فيري، قال إن منذ تعيين مورينيو فإن الموضوع الغالب على كل وسائل الإعلام المهتمة بالنادي وجمهوره هو موضوع واحد: السعادة باستقدام مورينيو، وكأن النادي وجمهوره قد نسوا الموسم الصعب.
ولكن، هل مازالت لمسة مورينيو الذهبية موجودة؟ تلك اللمسة التي صنعت ثلاثية لإنتر ميلان، وحققت نجاحات في لندن ومدريد؟ لا يبدو ذلك، ففترته الأخيرة في توتنام كانت بعيدة عن المستوى، ليواصل مسيرة انحدار بدأت بأواخر فترته مع مانشستر يونايتد.
ولكن، ربما احتاج مورينيو روما، مثلما احتاج روما مورينيو.
في فترات نجاحه الكبيرة، سواء في تشيلسي أو إنتر ميلان أو ريال مدريد، كان اسم مورينيو مرادفا وملازما لاهتمام إعلامي كبير، وصفقات كبرى، وهذه أمور ليست، ولن تكون، موجودة في روما.
هذا، بحسب BBC، ما أوضحه فريدكين والمدير الرياضي تياجو بينتو، هو أنه لن يكون هناك استثمارات كبرى في الموسم المقبل بسبب الوضع الاقتصادي، وأن النادي عليه البيع قبل الشراء.
قائمة روما تجمع لاعبين شباب صاعدين متوقع لهم مستقبل باهر، مثل المدافعين جيانلوكا مانشينيو وماراش كوموبولا، ولاعبي الوسط جوردان فيريتو وجونزالا فيار، والقائد لورينزو بيللجريني والصاعد نيكولو زانيولا، ومن المنتظر من الاستثنائي بناء الفريق حولهم رغم أنه لم يبن فريقا حول الشباب من قبل.
سيكون أيضا على مورينيو تطوير ثقافة فوز غير موجودة بالنادي الذي لم يفز ببطولة منذ 2008، وهو ربما أمر مشابه لما عانى منه مورينيو في توتنام.
فريدكين تفاجأ من حماس مورينيو لفكرة تدريب روما، وربما هذا يثبت مدى احتياج البرتغالي لهذا التحدي.