كتب : عمر مختار
بعد أن فشل في بلوغ العقبة الأخيرة العام الماضي، دخل باريس سان جيرمان هذا العام دوري أبطال أوروبا متلهفًا إلي تصحيح الأخطاء السابقة، وقد أثبتوا ذلك في الدور ربع النهائي أمام حامل اللقب بايرن ميونيخ، حيث شهدت مواجهتهم إثارة كبيرة ذهابًا وإيابًا قبل أن يشق الباريسيون طريقهم إلى الدور نصف النهائي بفضل الأهداف خارج الأرض، وقد وجدوا أنفسهم في مواجهة مانشستر سيتي الذي وصل لهذا الدور لأول مرة تحت قيادة مديره الفني بيب جوارديولا.
كان الفريق الإنجليزي يائسًا طوال السنوات الماضية لتحقيق حلمه بالتتويج بلقب أغلي البطولات القارية، وقد هدأت قوة الطاغوت في الأسابيع القليلة الماضية، على الرغم من أن الهزيمة أمام تشيلسي شهدت نهاية الطموحات النبيلة لرباعية أسطورية، إلا أن العرض الذي قدموه أمام توتنام في نهائي كأس كاراباو كان كفيلاً للحصول علي أول ألقابهم خلال هذا الموسم.
المواجهة بين الفريقين شهدت معركة تكتيكية كبيرة، استطاع فيها مانشستر سيتي حسم معركة الذهاب خارج الميدان لصالحه لكي يعود من تأخره بهدف ليفوز في النهاية بهدفين، مباراة شهدت لحظات مثيرة والتركيز فيها كان السمة الأكبر لحسم الأمر.
بقيادة مديره الفني ماوريسيو بوكيتينو بدأ باريس سان جيرمان المباراة بـ 4-4-1-1، كيلور نافاس في حراسة المرمي، أمامه رباعي دفاعي، أليساندرو فلورنزي، ماركينيوس، برسنيل كيمبيمبي وميتشل بيكر، أمامهم رباعي وسط، لياندرو باريديس، إدريسا جاي، ماركو فيراتي وأنخيل دي ماريا، في المقدمة مهاجم وحيد كيليان مبابي يتمركز بالقرب منه صانع ألعاب الفريق نيمار دا سيلفا.
في الجهة الأخري بدأ مانشستر سيتي بقيادة بيب جوارديولا المباراة بـ 4-3-3، إيديرسون مورايش في حراسة المرمي، أمامه رباعي دفاعي، كايل واكر، جون ستونز، روبن دياز وجواو كانسيلو، خط الوسط تكون من رودري، إلكاي جندوجان و بيرناردو سيلفا، وفي المقدمة الثلاثي الهجومي، كيفين دي بروين، فيل فودين ورياض محرز.
بدأ مانشستر سيتي المباراة بالضغط بكتلة متوسطة بـ 4-2-2-2، كان هدفهم واضحًا للغاية، منع قلبي دفاع باريس ماركينيوس وكيمبيمبي المميزين في الخروج بالكورة من التمرير العمودي في العمق، فكان دي بروين بإستمرار يذهب للضغط علي ماركينيوس في الوقت الذي يغلق فيه محرز زاوية التمرير علي كيمبيمبي، في حين أن بيرناردو يراقب إدريسا جاي بزاوية معينة تجعل خياره الوحيد والسهل هو التمرير لبيكر في اليسار، بعد أن يمرر له جاي يصبح بيرناردو مستعدًا للضغط علي بيكر، لكن استخدام جاي وضعية الجسد وتمويهه عند استلامه للكرة كان يخدع تحرك بيرناردو ويفتح له زاوية واضحة للتمرير في العمق تجاه مبابي، خصوصًا مع إلتزام جندوجان ورودري برقابة باريديس وفيراتي الذين كانوا يتمركزون في انصاف المساحات في الجهتين.
كان زيتيشينكو بقدمه اليسري قادرًا علي إخراج تمريرات من الخارج لداخل الملعب وإيصالها لدي بروين بين الخطوط، تحركه أيضًا بدون كرة للخروج من ضغط باريس المؤقت كان كفيل لمنح السيتي التفوق.
أصبح باريس سان جيرمان الآن في وضع مماثل لما وضع فيه بايرن في الدورالسابق، هدف رياض محرز جعل مهمتهم للوصول إلى النهائي للعام الثاني على التوالي أكثر صعوبة، ومع ذلك، كان الشوط الأول مؤشراً على مدى جودة الفريق في مثل هذه المناسبات.
لعب الضغط دورًا محوريًا في قلب مجرى المباراة، فوز الإنجليز في الأراضي الفرنسية سوف يبعث فيهم ثقة ودفعة معنوية كبيرة، لكن التوقعات النهائية تظل معلقة حيث دائمًا ما عودتنا المواجهات بين بيب جوارديولا وماريسيو بوكيتينو علي المفاجات، فاز بيب في الشوط الأول وتبقي لبوكيتينو اسبوع للتحضير للشوط الثاني.