جدد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، رفضه لفكرة إقامة دوري السوبر الأوروبي.
البطولة المستحدثة التي ينظمها 12 ناديا مؤسسين أُعلِن رسميًا عن إطلاقها في الدقائق الأولى من اليوم الإثنين، وخلّفت دويا هائلا في عالم كرة القدم.
ورغم رفض فيفا في بيانه لفكرة البطولة لتعارضها مع مبادئه، لكنه لم يتطرق مطلقا إلى إمكانية منع اللاعبين من تمثيل منتخبات بلدانهم.
وقال البيان:
في رؤيتنا، فإن أي منافسة كرة قدم محلية أو دولية يجب أن تقوم على التكافل والشمولية والنزاهة وتوزيع مادي عادل.
فيفا يعبر عن عدم موافقته على إقامة دوري أوروبي مغلق خارج إطار كرة القدم الدولية ولا يحترم المعايير السابقة.
فيفا يدعم دائما وحدة عالم كرة القدم ويدعو كل الأطرف المنخرطة في نقاشات ساخنة أن تتحاور بشكل هادئ وبنّاء ومتوازن لمصلحة اللعبة ودعما للعب النظيف.
وستقوم فيفا بما يلزم للمساهمة في عالم متفاهم يصب في مصلحة كرة القدم.
ماذا حدث
في خطوة مُنتظرة ولكنها صادمة أيضا، أصدرت رابطة أندية دوري السوبر الأوروبي بيانا مشتركا، أعلنت فيه إطلاق المسابقة الأوروبية الجديدة في أقرب وقت ممكن.
وشرح البيان نظام البطولة وكشف عن هوية المؤسسين الـ12، وهي الأندية التي سيحق لها التنافس بشكل مستمر ودائم في البطولة.
وجاء البيان كالآتي:
12 من أهم أندية كرة القدم في أوروبا يعلنون اليوم عن توصلهم لاتفاق لتدشين بطولة جديدة: دوري السوبر، وتنظمها الأندية المؤسسة.
ميلان، أرسنال، أتليتكو مدريد، تشيلسي، برشلونة، إنتر ميلان، يوفنتوس، ليفربول، مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد، ريال مدريد توتنام هوتسبير، يتحدون بصفتهم أندية مؤسسة للبطولة. سيتم توجيه الدعوة لـ3 أندية إضافية لتنضم إلى المسابقة قبل انطلاق الموسم الافتتاحي الذي سيبدأ في أقرب وقتٍ ممكن.
بنظرة نحو المستقبل، تأمل الأندية المؤسسة أن تحظى بمحادثات مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الدولي لبحث أفضل الحلول بشأن دوري السوبر ولمجتمع كرة القدم العالمي.
إطلاق هذا الدوري الجديد تم بعد أن تسبب الوباء العالمي في الإخلال بالوضع الاقتصادي لكرة القدم الأوروبي. فعلى مدار أعوام، استهدفت الأندية المؤسسة زيادة جودة وحدة المنافسات الأوروبية الموجودة، وبالتحديد تأسيس بطولة يمكن أن يتنافس فيها أفضل الأندية واللاعبين فيما بينهم بشكل أكثر دورية.
والوباء نبّهنا إلى الحاجة إلى رؤية استراتيجية وتركيز اقتصادي لزيادة الدخل ومساعدة هرم كرة القدم ككل. وفي الأشهر الماضية حدث حوار مكثف حول الشكل المستقبلي للمسابقات الأوروبية، والأندية المؤسسة تؤمن أن الحلول المقترحة بواسطة المنظمين لا تحل المشاكل الأساسية، وهي الحاجة إلى تنظيم مباريات أعلى في المستوى، وكذلك زيادة المداخيل الاقتصادية لعالم كرة القدم.
نظام البطولة:
- سيشارك 20 ناديا، 15 ناديا مؤسسا بالإضافة إلى 5 فرق أخرى تتأهل سنويا بناءً على ما حققه في الموسم السابق.
- كل المباريات ستُلعَب منتصف الأسبوع، وكل الأندية ستواصل التنافس في دورياتها المحلية، ليتم المحافظة بذلك على الجدول التقليدي للمباريات.
- الموسم يبدأ في أغسطس مع تقسيم الفرق إلى مجموعتين، كل مجموعة تضم 10 فرق، ويخوضون مباريات ذهاب وعودة. وأول 3 فرق في ترتيب كل مجموعة سيتأهلون تلقائيا إلى ربع النهائي.
أما الفرق التي تنهي رابعة وخامسة في مجموعتها، فستخوض ملحقا من ذهاب وإياب.
بداية من ربع النهائي ستُلعَب البطولة بخروج المغلوب حتى النهائي الذي سيُلعَب من مباراة واحدة بنهاية شهر مايو في ملعب محايد.
- في أقرب وقت ممكن، وبعد انطلاق منافسات الرجال، سيتم إطلاق منافسة نسائية أيضا، حتى يتواصل تطوير وتقدم كرة القدم النسائية.
- هذه المسابقة الجديدة ستضمن نموا اقتصاديا كبيرا بشكل ملحوظ، وهذا سيساعد كرة القدم الأوروبية على المدى البعيد، وسيزيد التضامن بين الأندية مع تزايد مداخيل دوري السوبر الأوروبي.
المداخيل ستكون أعلى من الحالية التي يدخلها نظام المنافسات الأوروبي المعمول به، ومن المتوقع أن تتجاوز 10 مليارات يورو في فترة التزام الأندية.
على جانب آخر، ستقام البطولة الجديدة على معايير مادية مستدامة، وستتبنى كل الأندية المؤسسة إطارا للإنفاق. ومقابل التزامهم، ستتلقى الأندية بشكل جماعي دفعة بمبلغ 3 ملايين و500 ألف يورو مكرسة خصيصا للاستثمار في البنية التحتية وتعويض خسائر جائحة كورونا.
وقال فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد والرئيس الأول لرابطة دوري السوبر: "سنساعد كرة القدم على كافة المستويات وحتى تأخذ مكانها الذي تستحقه في العالم. كرة القدم هي الرياضة العالمية الوحيدة التي يتابعها أكثر من 4 مليارات مشجع، ومسؤوليتنا كأندية كبيرة أن نلبي رغباتهم".
وصرّح أندريا أنيلي رئيس نادي يوفنتوس ونائب رئيس رابطة دوري السوبر: "الأندية الـ12 المؤسسة تمثل مليارات المشجعين حول العالم وتملك بينها 99 لقبا أوروبيا، لقد اتحدنا في لحظة فارقة، وسمحنا بتطور المسابقات الأوروبية، لنجعل لعبتنا أكثر استقرارا على المدى البعيد، ولنهدي جماهيرنا ولاعبينا الهواة عددا كبيرا من المباريات القوية التي تشبع شغفهم للعبة".
وصرح جويل جليزر رئيس نادي مانشستر يونايتد ونائب رئيس رابطة دوري السوبر: "لقد جمعنا أعظم أندية العالم ولاعبيها ليتواجهون طوال الموسم. دوري السوبر سيكون فصلا جديدا للكرة الأوروبية وسيضمن منافسة ذات مستوى عالٍ وزيادة في الدخل المادي لهرم كرة القدم".
----
وكان بيانا مشتركا بين الاتحاد الأوروبي والإنجليزي والإسباني والإيطالي، وروابط الدوريات في نفس تلك البلدان، قد عارض بشدة إطلاق مسابقة دوري السوبر.
وقال بيان يويفا: "علمنا أن بعض الأندية الإنجليزية والإيطالية والإسبانية يخططون لإعلان دوري مغلق، تحت اسم دوري السوبر الأوروبي".
وأردف "نشدد أن الأطراف المصدرة لهذا البيان، ومعهم فيفا، متحدون لإيقاف هذا المشروع المثير للسخرية، لأنه مبني على مصالح ضيقة لفئة قليلة من الأندية، في وقت يطمح فيه المجتمع ويحتاج أكثر للتضامن".
وشدد "نعتبر أن كل الطرق (لإيقاف المشروع) متاحة، سواء كانت رياضية أو قانونية. كرة القدم مبنية على المنافسة المفتوحة والاستحقاق الرياضي".
وأكد "الفرق التي ستشارك في هذا الدوري، لن تشارك في أي بطولة محلية أو أوروبية أو عالمية أخرى، وسيُمنع لاعبوها من المشاركة مع منتخباتهم الوطنية".
وأتم "نشكر كل الفرق خاصة الألمانية والفرنسية التي رفضت المشاركة في هذا الدوري، وندعو كل محبي كرة القدم لرفض هذا المشروع".
وكذلك أصدرت رابطة الدوري الإنجليزي بيانا منفصلا قالت فيه "تدين رابطة الدوري الإنجليزي أي فكرة تهاجم فكرة المنافسة المفتوحة والاستحقاق الرياضي والتي تعد في قلب المنافسات الكروية المحلية والأوروبية".
وأكدت "جمهور أي فريق في إنجلترا وحول أوروبا، الآن يستطيعون الحلم بأن فريقهم يمكنه الصعود ومنافسة الأفضل، نؤمن بأن فكرة دوري السوبر الأوروبي قد يقتل هذا الحلم".
وشددت "فكرة دوري السوبر الأوروبي سيكون له أضرار كبيرة على الدوري الإنجليزي وأعضائه حاليا ومستقبلا، وسنعمل مع كل أصحاب المصلحة للدفاع عن مصالح الكرة الإنجليزية".