كتب : محمد عبد العظيم
رغم تخطيه كل الصعاب واقتناع أهله بصعوبة بالفكرة إلا أن ساديو ماني لم يكن ليستمر في كرة القدم بسبب خجله. فما رأيكم أن نخوض رحلة مع عبده دياتا مكتشف اللاعب؟
أفضل لاعب في إفريقيا عام 2019 يحتفل اليوم السبت بعيد ميلاده الـ29، بعدما فاز بالدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا مع ليفربول.
الرحلة التي بدأت من مدينة بامبالي وصولا بالعاصمة السنغالية داكار شهدت العديد من المنعطفات، فبعد وفاة والده الذي كان إماما لأحد المساجد، تولى أشقاء والده تربيته ولم يقتعنوا بفكرة ممارسة كرة القدم، لدرجة إنه هرب من مدينته إلى داكار قبل أن يعود للمنزل مرة أخرى مع وعد من عمه -أو الداعم الأكبر له- بالانتقال للعاصمة في العام المقبل.
عبده دياتا كبير كشافي أكاديمية جينراسيون فوت الذي اكتشف ماني، خص FilGoal.com بقصص مثيرة عن ماني، ويعيد FilGoal.com نشرها بمناسبة عيد ميلاده.
وقال دياتا لـFilGoal.com: "عندما شاهدته لأول مرة كان يلعب في الشارع بقريته كازمانس (جنوب السنغال) لفت نظري وابهرني فأسرعت بإخبار جولي باوتشر -المدير الفني لفريق الناشئين بالنادي- وطلبت منه ان يحضر لمشاهدته وجاء لمشاهدته في مباراة واقتنع سريعا وتعاقدنا معه ".
حين ذهب ماني للاختبار لم يكن يرتدي حذاءً يصلح للعب، وسروال رياضي مهلل، لكنه أبهر الجميع.
وأضاف " في أول يوم له في النادي كان سعيدا بالحذاء الذي حصل عليه لكن مع مرور الوقت دخلت معه في نزاع بسبب أنه كان خجولا، لا ينخرط مع رفاقه ولا يطلب الكرة في الملعب. كان شخصا بسيطا وهادئا ويجلس طويلا وحيدا"
وهنا كان على دياتا أن يتدخل، فماذا فعل؟
حكى مكتشف ماني "ذات يوم جلست معه وسألته هل تحلم باحتراف كرة القدم؟ فأجاب نعم؛ فقلت له عليك ألا تكون خجولا، الخجل سيجعلك تعود لمنزلك، ولن تلعب كرة القدم مجددا".
وكشف دياتا عن نصيحته "قلت له (ساديو.. كن كالأسد، عليك أن تكون كالأسد؛ لا يخاف أحدا في الغابة)، ليتحسن بعدها".
نصيحة دياتا كان لها مفعول السحر للناشئ الصغير "بعدها أثبت ماني نفسه، وبعد شهرين تم تصعيده للفريق الأول للأكاديمية لينتقل لميتز الفرنسي بعد موسمين فقط".
في عامه الـ18 تعاقد ميتز مع ماني موسم 2011-2012، لينتقل بعدها بعام لسالزبورج النمساوي مقابل 4 ملايين إسترليني.
التألق استمر لينتقل لساوثامبتون مقابل 23 مليون يورو، وبعدها بعامين لليفربول مقابل 41 مليون جنيه استرليني.
ورغم الوصول لعالم الأضواء والشهرة فلم ينسِ ماني ما فعله معه دياتا.
أكمل دياتا حديثه مع FilGoal.com قائلا: "علاقتنا جيدة حتى الآن، ودائما يأتي لمقر النادي ونجلس سويا ونتبادل الضحكات ونتحدث في كرة القدم".
لكن الخجل الذي كان ليحرم ماني من لعب الكرة، وتغلب عليه، كان ليعطله عن الإنطلاق مع ليفربول.
فيوضح دياتا "قال لي ذات مرة أن يورجن كلوب -المدير الفني ليفربول- ساعده في الانخراط مع زملائه في النادي الإنجليزي والتعامل معهم".
مساعدة كلوب أسفرت عن 93 هدفا و41 صناعة خلال 209 مباراة في كل المسابقات، بالإضافة لمتعة لا تُقاس بأرقام.
وأتم دياتا مشيدا بسلوك وأخلاقيات ماني "هو شخص رائع للغاية لديه رسالة في الحياة ومحب مخلص لكرة القدم".
مؤخرا قام ماني ببناء مستشفي لأهل قريته بعد بناء مدرسة لتعليم الأطفال، حيث يتكفل بتوفير حياة أفضل لهم.
لكن ماني لا يزال يحلم بالفوز ببطولة أمم إفريقيا مع السنغال لإسعاد الشعب بأكمله.