كتب : زكي السعيد
توج ريال سوسيداد بكأس ملك إسبانيا 2020، بفوزه على غريمه أتليتك بلباو بهدف وحيد في ملعب لا كارتوخا بمدينة إشبيلية، في نهائي المسابقة المؤجل من الموسم الماضي.
وسجّل ميكيل أويارزابال هدف المباراة الوحيد في الشوط من ركلة جزاء.
ليرفع ريال سوسيداد رصيده من ألقاب كأس ملك إسبانيا إلى 3، ويتجمّد رصيد أتليتك بلباو عند 23 لقبا.
اللقب هو الأول لـ ريال سوسيداد عموما منذ تتويجه بكأس ملك إسبانيا 1987 على حساب أتليتكو مدريد.
فيما ظل أتليتك بلباو عاجزا عن الفوز بكأس ملك إسبانيا منذ انتصاره على برشلونة في نهائي 1984.
وخسر أتليتك بلباو نهائي كأس ملك إسبانيا للمرة الخامسة على التوالي بعد 1985 و2009 و2012 و2015.
ولم يقم النهائي في الموسم الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا وتوقف النشاط، ورغبة الناديين في تأجيل المباراة لأطول فترة ممكنة حتى يتسنى حضور الجمهور.
في النهاية لم يكن ذلك ممكنا، وأقيمت المباراة في النهاية دون حضور جماهيري في إقليم الأندلس.
وبات ذلك النهائي هو الأول في تاريخ كأس ملك إسبانيا الذي يُحسَم بهدفٍ وحيد في الوقت الأصلي بركلة جزاء.
وتعد هذه النسخة من كأس ملك إسبانيا هي الأطول في تاريخ البطولة، إذ امتدت لـ 517 يوما منذ انطلاقها يوم 13 نوفمبر 2019.
وتعد تلك المباراة هي الرسمية رقم 181 في دربي إقليم الباسك بين أتليتك بلباو وريال سوسيداد.
لكنه أول نهائي كأس ملك يجمع بين الفريقين، والصدام الأول بينهما عموما في الكأس منذ أن التقيا في نصف نهائي نسخة 1987.
وتعد تلك النسخة هي الثالثة التي تعرف نهائيًا باسكيًا خالصًا، والأول منذ 1927.
ويمتلك أتليتك بلباو فرصة التتويج بالكأس بعد 14 يوما فقط، لكنها نسخة 2021 هذه المرة عندما يلتقي برشلونة في نفس الملعب.
وتوج إيمانول ألجواسيل المدير الفني لـ ريال سوسيداد بأول لقب في مسيرته التدريبية.
فيما فرّط مارسيلينو جارسيا تورال المدير الفني لـ أتليتك بلباو في أن يصير أول مدرب على الإطلاق يفوز بكأس ملك إسبانيا مرتين متتاليتين مع فريقين مختلفين، بعد أن حصد لقب نسخة 2019 مع فالنسيا.
النهائي التاريخي أداره الحكم الكتالوني خابيير إسترادا فيرنانديز، وعاونته السيدة جوادالوبي بورّاس، لتصير أول امرأة تشارك في تحكيم نهائي كأس ملك إسبانيا على الإطلاق.
وحضر المباراة فيليبي السادس ملك إسبانيا، وكذلك لويس إنريكي مارتينيز المدير الفني للمنتخب الإسباني.
دون مفاجآت
ولم يشهد التشكيلان أي مفاجآت، فواصل مارسيلينو الاعتماد على طريقة 4-4-2 بوجود راؤول جارسيا وإنياكي ويليامز في الهجوم.
فيما بدأ دافيد سيلفا أساسيا بتشكيل ريال سوسيداد رغم معاناته من إصابات عديدة بالأشهر الأخيرة.
شوط هادئ
نهائي تاريخي لم يحدث من قبل، والنتيجة كانت شوطا هادئا خاليا من الفرص الخطيرة.
ريال سوسيداد استحوذ بشكل كبير على الكرة في إخلاص لأسلوب لعبه، بينما حاول أتليتك بلباو التسجيل من تسديدة إنييجو مارتينيز –لاعب سوسيداد السابق- في الدقيقة 33، لكن أليكس ريميرو –حارس بلباو السابق- تصدى بنجاح.
شوط الإثارة
في الشوط الثاني تبدّل الوضع تمامًا وعرفت الإثارة طريقها إلى المباراة من كافة الاتجاهات.
الوضع اشتعل بعد دقيقتين من العودة من غرف خلع الملابس عندما أرسل أويارزابال كرة عرضية اصطدمت بذراع إنييجو مارتينيز في الدقيقة 47، ليحتسبا لحكم ركلة حرة من على حدود منطقة الجزاء.
لكن تقنية الفيديو راجعت اللقطة لمدة 3 دقائق تقريبا مع احتمالية أن تكون لمسة اليد من داخل المنطقة، ثم ثبّتت قرار الحكم في نهاية الأمر.
قرار الحكم الذي كان رحيما بـ أتليتك بلباو وإنييجو مارتينيز، لن يكون رحيما بهما في الدقيقة 58 التي شهدت احتساب ركلة جزاء لـ ريال سوسيداد وإشهار بطاقة حمراء للمدافع الدولي الإسباني لعرقلته بورتو المنفرد.
تقنية الفيديو راجعت اللقطة طويلا بعدها، ليس للتأكد من ركلة الجزاء، وإنما لتقييم طرد إنييجو مارتينيز.
حكم الساحة توجّه بنفسه لمشاهدة اللقطة وبعد 4 دقائق من توقف اللعب قرر أن يلغي البطاقة الحمراء ويستبدلها بأخرى صفراء.
أويارزابال انبرى للتسديد بذكريات إهدار ركلتين أمام برشلونة في كأس السوبر ومانشستر يونايتد في الدوري الأوروبي، لكنه سجّل بنجاح هذه المرة.
ليصير الجناح الدولي الإسباني تاسع لاعب يسجل هدفا لـ ريال سوسيداد في تاريخ نهائي كأس ملك إسبانيا.
كما سجّل ريال سوسيداد من ركلة جزاء في نهائي كأس الملك لأول مرة منذ نسخة 1928 عندما هز دومينجو زالدوا شباك برشلونة.
ريال سوسيداد واصل ضغطه وتحصل على ركلة حرة من مكان خطير بعد استئناف اللعب، لكن السويدي أليكساندر إيزاك نفذها برعونة لتصطدم في الحائط البشري.
مارسيلينو تحرك سريعا وأجرى 3 تغييرات في اللحظات التالية وأقحم أوناي لوبيز وميكيل فيسجا وأسيير فياليبري بدلا من أوناي فينسيدور وداني جارسيا وأليكس بيرينجير.
في المقابل خرج دافيد سيلفا في الدقيقة 85 تاركا مكانه لـ أندر جيفارا.
وكما كان متوقعا، احتسب الحكم 8 دقائق وقتا محتسبا بدلا من ضائع لتعويض التوقفات الطويلة لمراجعة تقنية الفيديو.
لكن أتليتك بلباو الذي كان عاجزا هجوميا جدا طوال 90 دقيقة، ظل عاجزا أيضا في الـ8 دقائق التالية.
ليحصد ريال سوسيداد لقبا تاريخيا خالدا، لم يكن ينقصه إلا جماهير سان سيباستيان العريضة في المدرجات خلف المرمى.