تصفيات المونديال - إسبانيا تهزم "اللا أحد" في مباراة سياسية
الأربعاء، 31 مارس 2021 - 22:53
كتب : أحمد العريان
كرة القدم والسياسة وجهان لا يفترقان. قد يخلو أرض الملعب من السياسيين، لكن ستبقى أجواءها مٌطلة على العشب الأخضر، ومباراة إسبانيا مع كوسوفو كانت دليل جديد على ذلك.
فازت إسبانيا على كوسوفو بثلاثة أهداف مقابل هدف على ملعب "لا كراتوخا" في إشبيلية، ضمن مباريات الجولة الثالثة للمجموعة الثانية من تصفيات قارة أوروبا لكأس العالم 2022 بـ قطر.
سجل داني أولمو، وفيران توريس، وجيرارد مورينو أهداف إسبانيا، فيما سجل بصير حليمي هدف كوسوفو الوحيد.
الفوز رفع رصيد إسبانيا للنقطة السابعة في صدارة ترتيب المجموعة الثانية، متفوقة على السويد صاحبة الـ6 نقاط من مباراتين، فيما تجمد رصيد كوسوفو عند لا شيء من النقاط.
قبل المباراة
في 17 فبراير 2008 أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا. الإعلان تم من جانب واحد دون موافقة صربيّة وخلّف ردود أفعال متضاربة، وكانت إسبانيا واحدة من 65 دولة من أصل 168 أعضاء في الأمم المتحدة، لم تعترف باستقلال كوسوفو.
موقف إسبانيا مبرر، إذ أن اعترافها باستقلال كوسوفو، يعني اعترافها بأحقية إقليمي كاتالونيا والباسك في الاستقلال.
في 2016، نالت كوسوفو عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ولعبت أولى مبارياتها الرسمية.
ورغم بداية الهدوء الإسباني الكوسوفي مع الوقت، والذي وصل لتصريح رسمي إسبانيا بموافقتها على الاعتراف بـ كوسوفو في حالة اعتراف صربيا باستقلالها، لكن تلك المباراة أشعلت الوضع مجددا.
حساب الاتحاد الإسباني لكرة القدم على تويتر أعلن قائمة لويس إنريكي للمباراة، وكتب "قائمتنا لمواجهة إقليم كوسوفو".
تغريدة حساب إسبانيا أثارت غضب كوسوفو، الاتحاد الكوسوفي لكرة القدم أصدر بيانا رسميا قال فيه "نهج إسبانيا تجاه كوسوفو كان تدميريًا منذ استقلالها في 2008".
"كوسوفو سيادة مُعترَف بها من أغلب الدول المتقدمة والديمقراطية حول العالم"
"محاولات إسبانيا في التقليل من شأن كوسوفو غير عادلة وستذهب هباءً"
"لن نخوض المباراة إلا بعزف سلامنا الوطني وبرفع العلم الكوسوفي"
ولم تنته الأزمة هنا. في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، وجه صحفي إسباني، سؤال للمدير الفني لمنتخب كوسوفو، فرد المتحدث الإعلامي بقوله لمن تسأل هذا السؤال؟، فقال للمدرب، فرد قائلا مدرب من؟ أنا لا أرى اسم بلادي في صحفكم.
الصحفي الإسباني في النهاية قال إن السؤال موجه لمدرب كوسوفو.
أثناء المباراة
حسابات الاتحاد الإسباني لكرة القدم لم تكتب "إقليم كوسوفو" مجددا، لكنهم لم يكتبوا اسم كوسوفو من الأساس. أعلنوا التشكيل بـ "تشكيل إسبانيا للمباراة" ودون ذكر هوية المنافس. كذلك في تغريدات المباراة من أهداف وتبديلات.
النشيد الوطني الكوسوفي عُزف فعلا، وكذلك العلم رُفع، لكن الاستفزازات الإسبانية لم تتوقف.
Kosovo 🇽🇰 anthem in #Spain
This is historic ♥️ pic.twitter.com/B0TaTV1T8t
— Shpend Lila (@Shpend_Lila) March 31, 2021
من المتعارف عليه، بأن اختصارات الفرق والمنتخبات تٌكتب بحروف كبيرة مثل “ESP” لإسبانيا أو “BRA” للبرازيل.
التليفزيون الإسباني نقل المباراة، وكتب اختصار منتخب كوسوفو بحروف صغيرة.
التشكيل
لويس إنريكي بدأ بـ أوناي سيمون في حراسة المرمى، فيما قاد ألفارو موراتا الهجوم بجانب داني أولمو، وفيران توريس، وتواجد القائد سيرخيو راموس على دكة البدلاء.
وصف المباراة
داني أولمو كان البادئ بتشكيل الخطورة في الدقيقة الخامسة. انطلق على الجهة اليسرى ثم سدد كرة قوية R2 مرت فوق المرمى بقليل.
خوردي ألبا تبادل الكرة بشكل رائع مع كوكي في الدقيقة الثامنة ثم عرضية على رأس موراتا، لكن سمير أوجكاني حارس كوسوفو خرج من مرماه وأنقذ الموقف باللحظة الأخيرة.
موراتا كاد يسجل مجددا في الدقيقة الـ22 من داخل منطقة الجزاء، لكن أوجكان تصدى لها ببراعة.
هدفان متتاليان
وبفضل خبرة إسبانيا، أجزهوا على اللقاء في ثلاثة دقائق.
إسبانيا سجلت الأول في الدقيقة الـ34 بعد تمريرة من خوردي ألبا إلى داني أولمو. أولمو استلم الكرة وسدد
فيران توريس أجهز على اللقاء سريعا بالدقيقة الـ36 بعد تمريرة من بيدري إلى فيران توريس على الجهة اليمنى، وتوريس سدد على يسار الحارس مسجلا الثاني.
وكادت إسبانيا تسجل مجددا في الدقيقة الـ39، لكن أوجكان تصدى لخطورة موراتا، لينتهي الشوط الأول بتقدم إسبانيا بهدفين مقابل لا شيء.
الشوط الثاني
إسبانيا بدأت الشوط الثاني أيضا بقوة. وكاد فيران توريس يسجل بالدقيقة الـ52، لكن أوجكاني واصل التألق وتصدى لكرته.
داني أولمو أيضا هدد في الدقيقة الـ53، لكن كرته مرت بجانب القائم.
هنا تدخل برنارد تشالندز وأجرى أولى تبديلاته بدخول ليريت كاستراتي بدلا من ميلوت روشيكا في الدقيقة الـ55.
بعدها شارك أربير زينيللي بدلا من بنيامين كولولي في الدقيقة الـ57.
بيدري قدم مردودا رائعا في الدقيقة الـ59 وسدد من داخل منطقة الجزاء، لكن أوجكاني تصدى لها.
لويس إنريكي تدخل أيضا في الدقيقة الـ69 ودفع بـ فابيان رويز وجيرارد مورينو بدلا من بيدري، وألفارو موراتا.
هدف تاريخي
وفي الدقيقة الـ70، سجلت كوسوفو هدفا تاريخيا. أوناي سيمون حارس أتليتك بلباو خرج من مرماه لقطع أحد الكرات، والكرة ذهبت إلى بصير حليمي الذي استلم الكرة وسدد من منتصف الملعب في مرمى إسبانيا.
What a goal, what a finish. Besar Halimi scores a sensational goal for #KOSOVO 🇽🇰 vs spain. pic.twitter.com/0kah3nfIJL
— Xhemajl Rexha (@xhemajl_rexha) March 31, 2021
هدف كوسوفو لم يكن كافيا للعودة، لكنه كان تاريخيا لما يعنيه معنويا من التسجيل في مرمى إسبانيا.
إسبانيا لم تمنع الضيف وقتا للتفكير في العودة، فكان هدف قتل المباراة في الدقيقة الـ75 عن طريق جيرارد مورينو مجددا من ركنية نفذها كوكي، وقابلها مورينو برأسية في المرمى مسجلا الثالث.
خوردي ألبا كاد يصنع الثالث في الدقيقة الـ77 بعد اختراق رائع، ثم عرضية كاد مورينو يصل لها ليسجل الرابع.
مشاركة تاريخية
سيرخيو كاناليس ورودري شاركا بدلا من داني أولمو، وسيرخيو بوسكيتس في الدقيقة الـ82.
وكان آخر التبديلات في الدقيقة الـ86 بدخول القائد سيرخيو راموس بدلا من إريك جارسيا. دخول دون المشاركة الـ180 مع إسبانيا لصاحب الـ35 عاما.
وكادت كوسوفو تسجل مجددا في الدقيقة الـ88 عن طريق كاستراكي بعد تمريرة من زينيلي، لكن ألبا عاد في اللحظة الأخيرة وأنقذ الكرة من أمامه، لينتهي اللقاء بفوز إسبانيا بثلاثة أهداف مقابل هدف.
_ _ _
في مباراة أخرى من المجموعة، تعادلت اليونان مع جوريا بهدف لكل فريق. تقدمت اليونان في الدقيقة الـ76 بهدف عكسي سجله أوتار كاكابزادي بالخطأ في مرماه، وتعادل الضيوف عن طريق خريشفا كافراتسخالي في الدقيقة الـ78، لينتهي اللقاء بالتعادل بهدف لكل فريق.
فوز إسبانيا رفع رصيدها للنقطة السابعة في صدارة ترتيب المجموعة الثانية، متفوقة على السويد صاحبة الـ6 نقاط من مباراتين، فيما تجمد رصيد كوسوفو عند لا شيء من النقاط.
وتحل اليونان ثالثا في الترتيب برصيد نقطتين من مباراتين، وجورجيا ثالثا برصيد نقطة من ثلاث مباريات.