على مدى السنوات الخمس الماضية أصبح تحليل كرة القدم موجها بشكل متزايد حول نسبة الأهداف المتوقعة (xG)، حيث يتم الآن الاستشهاد بالمقياس بشكل منتظم من قبل النقاد الأكبر سنا وكذلك الشباب.
وبشكل عام كان المقياس إيجابيا. إنها طريقة يسهل الوصول إليها لفهم أداء اللاعبين على أرض الملعب، وتمنح المشجعين العاديين طريقة لمناقشة من كان ينبغي أن يفوز بالمباريات.
بالطبع عملت الفرق على تحسين لاعبيها للتسديدات عالية الجودة لعقود، إن الفكرة التي تقول بأن التسديدات الأقرب إلى المرمى مع وجود عدد أقل من المدافعين من المرجح أن تدخل المرمي ليست ثورية.
لكن xG يعطينا مخرجات واضحة للغاية، من الصعب الاستمرار في السماح للاعبي خط الوسط لديك بالتصويب من مسافة تزيد عن 25 ياردة واخبارهم أن كل تسديدة لديها فرصة ضئيلة لتتحول إلى هدف.
بالنسبة لمعظم مسيرته كان متوسط xG يايا توريه 0.050 لكل تسديدة وتوم هادلستون 0.035 لكل تسديدة، يشعر المرء أنه على مستوى البريمرليج، فإن نوعهما يتلاشى حتى جرانيت شاكا الذي يتعرض دائمًا للانتقاد قلص هذه العادة مرة أخرى تحت قيادة ميكيل أرتيتا في نصف الموسم الماضي.
لكن في الآونة الأخيرة، هناك احتمال مُبشر في كرة القدم للتفكير مرة أخري في xG، هدف سيرجي جنابري أمام ليون، فكرة الهدف ليس فقط في الركض الخارجي لـ جنابري والذي بدأ من لمسة رائعة في المساحة الخالية، ولكن في أسلوبه أثناء المرور والتسديد.
بضغط من الخلف على يساره واقتراب مدافع آخر من الأمام، حرك الكرة خطوة إضافية إلى قدمه الأضعف وسدد الكرة من على حدود منطقة الـ18، يؤدي هذا النوع من الضغط الذي فعله لاعبي ليون على جنابري إلي إضعاف قدرة اللاعب المُسدد على التسديد، من الصعب تسديد الكرة بهذه الجودة أثناء تلك الوضعية، كذلك تسديدات ماسون جرينوود المدهشة.
بشكل عام، من المتوقع أن تذهب الفرق بشكل متزايد للبحث عن لاعبين مثل المذكورين في الأعلي، والذين تفوق تسديداتهم التوقعات بإستمرار عند التسديد من مواقع صعبة.
نظرًا لأن نماذج xG التي تقيس احتمالية التسجيل بناءً على مكان تسديد الكرة في المرمي قد بدأت تدخل قاعدة جماهير كرة القدم في الفترة الحالية، يجب أن نتوقع أن نرى تصورات المشجعين لهؤلاء اللاعبين تتحسن أيضًا.
لكن الدافع الرئيسي لهذا التحول المتوقع هو أن الدفاعات تركز بشكل متزايد على الحد من التسديدات التي تكون نسبة أهدافها المتوقعة كبيرة، في مواجهة التكتلات الدفاعية التي تميل للجلوس بشكل عميق وتحجب المساحة في منطقة الجزاء وتشجع لاعبي خط الوسط على التسديد من مسافة تزيد عن 20 ياردة، ستبحث كثير من الفرق عن التسديد من أماكن بعيدة لتحطيم تلك الدفاعات وبالتالي فتح مساحات أكبر لتسجيل الأهداف.
هل سنشهد ذلك قريبًا؟ بالتأكيد، لكن تكتيكات كرة القدم تتطور بإستمرار، بعد سنوات من تقييد التسديدات من المسافات البعيدة وبالتالي ذهبت الفرق للبحث عن العرضيات علي حدود نقطة الجزاء للتسجيل، قد يكون الوقت قد حان لعودة تسديدات التسعينات وبداية الألفية الجديدة المذهلة.