كتب : زكي السعيد
في 7 مارس الماضي، عاشت غينيا الاستوائية فاجعة قومية في عاصمتها الاقتصادية باتا، بعد وقوع سلسلة من الانفجارات في ثكنات عسكرية.
إهمال في تخزين المتفجرات وفقا للرواية الرسمية، تسبب في 4 انفجارات متتالية وخلّفت 107 قتيلا، وتسببت في إصابة أكثر من 600 شخص
بعد 8 أيام، هبت غينيا الاستوائية من حدادها وانتزعت تأهلًا تاريخيًا إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية هو الأول من نوعه.
"نُهدي هذا الانتصار إلى ضحايا الانفجارات وعائلاتهم ولشعبنا بأكمله".. هكذا صرّح إيميليو نسويه قائد منتخب غينيا الاستوائية بعد الإنجاز.
التأهُل تحقق بقدم نسويه نفسه الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الثواني الأخيرة بمواجهة تنزانيا مساء الخميس، لتصعد غينيا الاستوائية إلى النهائيات الإفريقية قبل جولة واحدة على نهاية التصفيات.
وتكمُن تاريخية هذا التأهل في كونه الأول من نوعه عبر التصفيات، إذ شاركت غينيا الاستوائية في نسختين سابقتين مستفيدة من تنظيمها للبطولة، وبالتالي فقد تأهلت مباشرةً حينها.
نسويه واصل في تصريحاته بعد المباراة: "نحن صغار ولكننا أُسود".
وقد لا تمتلك غينيا الاستوائية تاريخا كرويا كبيرا، لكنها دوما تقدّم كرة قدم جميلة متأثرة في ذلك بالأسلوب الإسباني.
الدولة الإفريقية الوحيدة الناطقة باللغة الإسبانية، يضم منتخبها لاعبين أغلبهم وُلدوا في إسبانيا، مثل بيدرو أوبيانج لاعب ساسولو الذي سبق له تمثيل سامبدوريا ووست هام يونايتد.
الطفل المعجزة
بالعودة إلى نسويه (31 عاما)، فقد وُلد في جزيرة مايوركا الإسبانية لأب غيني استوائي.
الجناح الأيمن خطف الأنظار في بداياته بالملاعب الإسبانية ونال لقب "الطفل المعجزة"، بل كان قريبا من الانضمام إلى أرسنال بحسب صحيفة "أس".
نسويه مثّل إسبانيا في كل مراحلها العمرية الصغرى، وفاز معها ببطولة أوروبا للشباب في 2011، جيل ضم أيضا أسماء شهيرة مثل سيزار أزبيليكويتا، وداني باريخو، وأندر هيريرا، ودافيد دي خيا، وتياجو ألكانتارا، وخوان ماتا، وبويان كركيتش، وخابي مارتينيز.
لكن صدمة نسويه حدثت عندما لم يتلق استدعاء لصفوف إسبانيا للعب في أولمبياد لندن 2012، ليقرر بعدها تمثيل منتخب غينيا الاستوائية على مستوى الكبار.
وفي 2015 كان نسويه قائدا لـ غينيا الاستوائية في أمم إفريقيا التي استضافتها على أراضيها، وسجل أول أهداف البطولة.
غينيا الاستوائية حققت وقتها إنجازا تاريخيا ووصلت إلى نصف النهائي، وأنهت المسابقة في المركز الرابع.
ولم يحظ نسويه بمسيرة كبيرة على مستوى الأندية، إذ لعب في مايوركا وريال سوسيداد وميدلسبره وبيرمنجهام سيتي، وحاليا يتواجد في أبويل اليوناني.
وصحيح أن نسويه لم يثبت صحة تلقيبه بـ "الطفل المعجزة" كما أُطلق عليه في بداياته، لكنه دون شك بات بطلا قوميا في قارته الأم: إفريقيا.