كتب : إسلام مجدي
ما المركز الأفضل لمحمد النني مع منتخب مصر؟ هل لاعب وسط دفاعي أو كما يطلق عليه لاعب رقم 6 أم لاعب رقم 8 أو ما يعرف بلاعب Box-to-Box، وأي الخيارات يمكنه أن يمنحها لحسام البدري مدرب منتخب مصر؟
النني لعب مع حسام البدري 3 مباريات، اثنان كأساسي وواحدة كبديل، ودية ضد بتسوانا، والمباراة الأخرى ضد توجو في الجولة الثالثة من التصفيات.
خلال المباراتين لعب النني كلاعب وسط دفاعي، وليس كـbox-to- box بدوره المعروف لدى متابعي كرة القدم.
لكن لنسلط الضوء على تحول دور النني ليصبح هذا هو دوره الرئيسي هذا الموسم مع أرسنال في 24 مباراة مقابل 4 مباريات كرقم 8 فقط.
لنتابع أولا ما يفعله البدري مع لاعبي الوسط، وخاصة مباراة كينيا بما أنه منافس الجولة المقبلة.
ضد كينيا، عمد البدري إلى تثبيت طارق حامد كمحور دفاعي أساسي دون أن يحتج للتقدم بالكرة، لكن لحماية خط الدفاع، في حين أن السولية كان يتحرك أكثر كلاعب ثالث للتمركز في أفضل مراكز الحصول على الكرة بجانب أفشة.
في حالة الدفاع
كان شكل منتخب مصر أقرب لـ4-4-2، أفشة يضغط على حامل الكرة، والثنائي السولية وطارق يغلقان المساحات.
طارق حامد يتواجد أغلب الوقت في ثلث وسط الملعب وثلث المنتخب
في مرحلة بناء الهجمات طارق كان يتحرك بين الخطوط للحصول على الكرة في موضع أفضل خلف خط كينيا الأول، فيما يتمركز الثنائي السولية وأفشة في مراكز أفضل لتسلم الكرة، إما بشكل مباشر أو عن طريق طارق حامد نفسه.
تلك كانت نبذة عن كيف يواجه خط الوسط كينيا، لكن ماذا عن دور النني مع البدري وهذا الموسم في المجمل؟
ثنائية النني وطارق حامد كانت حاضرة ضد بتسوانا وديا. وثنائية النني والسولية كانت حاضرة ضد توجو.
هذه هي ثنائات وسط الملعب في 6 مباريات مع حسام البدري:
كما شرحنا مسبقا فهذا ينطبق على أي محور ارتكاز في خطة حسام البدري، هدفه الرئيسي دوما الحفاظ على تمركز وتوازن خط الدفاع، لذا ستجد المحور الدفاعي يشير دائما لزملائه بالتعليمات داخل الملعب، طارق حامد فعل ذلك والنني فعل ذلك.
النني ضد توجو كان يتراجع ويتمركز بعيدا عن الهجمات، بل إنه كان مهتما أكثر بالحصول على الكرة المشتتة أو تأمين الخط الخلفي بغض النظر عما يحدث في الهجمات، سيقدم الدعم المطلوب منه لحامل الكرة ربما من مسافة أبعد لكنه سيلتزم بدوره، أمر حدث مع طارق حامد كما شرحنا سلفا.
تمركز النني مع ضغط منتخب مصر للأمام يسمح له، أولا بتأخير الهجمات وثانيا أن يصبح أول مدافع في حالة المرتدات، وثالثا للحصول على الكرة المشتتة.
هنا نجد النني بعيدا عن محور الأحداث يشير لزميله المدافع الذي خرج للتقدم في الهجمة بالعودة والحفاظ على الخط، لكي يهاجم الفريق بطريقة البدري المعتادة وبنفس السرعة مع تأمين الخط الخلفي.
في حالة تعرض منتخب مصر للهجوم فإنه لا يتجه للضغط أو الرقابة بل أكثر إلى غلق المساحات والخيارات أمام حامل الكرة أو حامل الكرة المحتمل، في أغلب الوقت يراقب الأخير، هذه الهجمة آلت إلى كرة عرضية أمسكها محمد الشناوي بسهولة.
أمر يحدث في أرسنال أيضا ويساهم في قطعه للكرة أحيانا:
هنا النني يتأخر في الهجمات ولا يشارك تحركات الكرة متمسكا بمركزه ودوره.
لكن متى يهاجم النني؟
الأمر الذي يحدث أيضا مع طارق حامد، النني يهاجم في حالة اضطرار عمرو السولية وصانع الألعاب للنزول إلى الخلف لتحريك الكرة ومن ثم يتجه النني مباشرة بين الخطوط إلى الخط الأمامي إما لإضافة خيار تمرير أو تحريك الكرة بنفسه نظرا لأنه كان يجيد هذا الدور في الماضي، وبالتالي لن يشكل التمرير مشكلة بالنسبة له.
حدث هذا ضد توجو في الدقيقة 23 وأسفر عن تبادل مميز للكرة وتسديدة من النني لكنها مرت بعيدا عن المرمى.
لكن في الأساس يكون دوره الرئيسي هو ذاته طيلة المباراة، تأمين الدفاع والحفاظ على التوازن خاصة وقت الهجمات.
مرحلة بناء اللعب
مثل طارق حامد، يكون دائما إما حجازي أو محور الارتكاز الدفاعي هو أول أو ثاني عنصر في بناء الهجمات، في مراحل من المباراة يتحرك النني في المساحة ليكون مدافع ثالث من أجل بناء الهجمات فيما يقوم السولية إما بتحريك لاعبي المنافس ومن ثم إيجاد مساحة لنقل الكرة إلى الأطراف أو الأمام أو حتى التقدم بها لاختراق الخطوط دون إيجاد مشاكل تذكر.
النني يقوم بنفس الدور مع كتيبة أرتيتا، حتى أنه أحيانا يشارك في الهجوم في حالات مماثلة للحالة التي سبق ذكرها، في 24 كمحور دفاعي مع أرسنال فاز الفريق في 13 مباراة وتعادل في 4 وخسر 7 مواجهات.
نفس الدور في أرسنال
النني وطارق يمنحان خيارا جيدا للمدرب إن أراد بداية الهجمة من الخط الخلفي كونه يتمركز مدافع ثالث، ومن ثم سيصبح شكل الفريق في الملعب 3-1-5-1 أو 3-2-3-2 أو 3-2-4-1 كما حاول البدري تطبيق الفكرة أثناء البناء ضد توجو.
لاعب الوسط الدولي المصري خاض 33 مباراة هذا الموسم مع فريقه اللندني، على الصعيد الدفاعي يمتلك متوسط اعتراض كرة 0.4 في المباراة و0.8 تدخل دفاعي ويشتت الكرة 0.7 مرة في اللقاء ويقوم بـ0.6 مراوغة ناجحة.
نسبة تمريراته الناجحة مع أرسنال هذا الموسم بلغت 91.9%، بغض النظر عن أماكنها سواء للأمام أو الخلف. ويمتلك 0.3 تمريرة مفتاحية قد تقود إلى صناعة هدف في المباراة الواحدة.
بالنظر إلى دوره الدفاعي البحت حاليا، فهو لا يحتاج للمشاركة في الهجوم كثيرا، دوره الرئيسي يكون الحفاظ على توازن الدفاع، غلق المساحات وتأخير الهجمات وبالطبع توفير خيارات تمرير لأقرب اللاعبين بجانبه وهم المدافعين وأحيانا لاعبي الوسط أو على الأطراف.
لم يعد النني يلعب كما كان في الماضي، على سبيل المثال لا الحصر ضد النيجر حينما كان يلعب كرقم 8 وسجل هدفا في سداسية منتخب مصر في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم 2019، أو ضد اوغندا في الجولة الثالثة من كأس الأمم 2019.
مع حسام البدري في كل مرة شارك النني كان يلعب كرقم 6.
ربما يعود الفضل في ذلك إلى تجربة اللاعب في بشكتاش كمحور دفاعي وتعامله مع عبد الله أفيتشي.
لذا إن كانت المفاضة في خط وسط منتخب مصر تتمحور حول هل يمكن للنني أن يكون رقم 8 في الملعب؟ يمتلك ما يؤهله من إمكانيات لشغل ذلك المركز، لكن خلال الموسم الجاري ومع البدري أجاد رقم 6، خاصة وأن مدرب منتخب مصر قد يفضل اللعب بثنائي دفاعي مثلما حدث في المباراة الماضية ضد توجو حينما أشرك طارق حامد بجانب حمدي فتحي (مع منح الأخير دورا مختلفا عن طارق وأجاده)
في أرسنال معظم الوقت كان النني يلعب ضمن طريقة تتضمن double pivot أو ثنائي وسط دفاعي، تستخدم عادة لحماية خط الدفاع حينما يحاول المدرب تأمين فريق في العمق للحد من المرتدات والاحتفاظ بالكرة من خلال زيادة العدد في المرحلة الأولى من اللعب، هناك أهداف عديدة لهذه الفكرة، لكن الأهم أن النني بات رقم 6 وليس 8.