كتب : زكي السعيد
سحق برشلونة مضيفه ريال سوسيداد بستة أهداف مقابل هدف واحد في ملعب ريالي أرينا (أنويتا) بختام الجولة 28 من الدوري الإسباني.
وسجّل أهداف برشلونة: أنطوان جريزمان، سيرجينيو ديست (مرتين)، ليونيل ميسي (مرتين)، عثمان ديمبيلي. فيما سجّل أندر بارينتشيا هدف ريال سوسيداد الوحيد.
ليرفع برشلونة رصيده إلى 62 نقطة ويستعيد المركز الثاني من ريال مدريد صاحب الـ 60 نقطة، ويعيد الفرق مجددا إلى 4 نقاط مع المتصدر أتليتكو مدريد صاحب الـ 66 نقطة.
فيما تجمّد رصيد ريال سوسيداد عند 45 نقطة في المركز الخامس، بفارق الأهداف عن ريال بيتيس صاحب المركز السادس، وبفارق نقطتين عن فياريال السابع.
ويستعد ريال سوسيداد لخوض مباراة تاريخية يوم 7 أبريل المقبل –مباشرةً بعد نهاية التوقف الدولي- أمام جاره أتليتك بلباو في نهائي كأس ملك إسبانيا 2020 الذي تأجل منذ الموسم الماضي.
فيما يستقبل برشلونة نظيره بلد الوليد بالجولة المقبلة يوم 5 أبريل، مباراة في الحسبان نظريًا.
وحقق برشلونة فوزه التاسع على التوالي خارج ملعبه في الدوري الإسباني هذا الموسم.
كما حافظ على سجله خاليا من الهزائم في المسابقة المحلية بالعام الميلادي 2021، إذ يرجع سقوطه الأخير إلى 5 ديسمبر يوم خسارته أمام قادش.
وفشل ريال سوسيداد في الفوز على برشلونة للمباراة رقم 13 على التوالي بمختلف المسابقات، إذ خسر 10 وتعادل 3 دون أن يفوز خلال تلك السلسلة السلبية.
لا تغيّر فريقا فائزا
واصل رونالد كومان المدير الفني لـ برشلونة الالتزام بنفس الأسماء والخطة التي صنعت استفاقة فريقه في الأسابيع الماضية.
فاعتمد على طريقة 3-4-3 مع إقحام الهولندي فرينكي دي يونج في عمق الدفاع بين أوسكار مينجيزا وكليمنت لونجليه.
المباراة كانت تاريخية لـ برشلونة الذي عرف أسطورته ليونيل ميسي رقما قياسيا جديدا بعد أن صار أكثر لاعب خوضا للمباريات في تاريخ النادي بواقع 768 مباراة، متخطيا تشابي هيرنانديز.
كما خاض ميسي مباراته رقم 511 في مسيرته بالدوري الإسباني وتجاوز إيكر كاسياس قائد ريال مدريد السابق، وتساوى مع راؤول جارسيا لاعب أتليتك بلباو في المركز السابع.
تير شتيجن ينقذ والهجوم يعاقب
دخل برشلونة المباراة بهدوء بعض الشيء دون أن ينجح في تهديد مرمى ريال سوسيداد بشكل حقيقي خلال أول نصف ساعة.
في الواقع، فإن الفرصة الخطيرة الأولى كانت من نصيب أصحاب الأرض عندما انطلق أليكساندر إيزاك مطيحا بـ دي يونج من الجهة اليسرى في الدقيقة 24، وأطلق تسديدة قوية تصدى لها مارك أندري تير شتيجن ببراعة بالغة.
برشلونة من جانبه لم يحتج إلا هجمة واحدة فقط حتى يفتتح التسجيل.
كل شيء بدأ عندما فشل أليكس ريميرو حارس مرمى ريال سوسيداد في الإمساك بعرضية ديست بالدقيقة 36، لترتد من العارضة وتتواصل هجمة برشلونة.
بعد ثوانٍ قليلة مرر ميسي إلى جوردي ألبا الذي أرسل عرضية قابلها عثمان ديمبيلي بتسديدة أرضية تصدى لها ريميرو بصعوبة، لترتد إلى جريزمان الذي أودع الكرة في الشباك الخالية بسهولة مفتتحا التسجيل لـ برشلونة في الدقيقة 37.
ليسجل جريزمان هدفه السادس في شباك فريقه الأسبق ريال سوسيداد بـ 15 مواجهة.
كما صار جريزمان اللاعب رقم 12 الذي يسجل هدفا لـ برشلونة في عيد ميلاده بمنافسات الدوري الإسباني، والأول منذ رونالدينيو.
التعادل كاد أن يُسجل سريعا جدا في الدقيقة 38 بعد خطأ من تير شتيجن على مستوى التمرير، لكنه صحح خطأه وتصدى لصاروخية إيزاك ببراعة شديدة.
ومجددا لم يحتج برشلونة قدرا كبيرا من الهجمات حتى يضاعف تقدمه، فسجل هدفا ثانيا في الدقيقة 43 بواسطة ديست بعد تمريرة حريرية من ميسي.
الهدف هو الأول لـ ديست في مسيرته بالدوري الإسباني، ليصير اللاعب رقم 18 الذي يسجل لـ برشلونة في المسابقة المحلية هذا الموسم، وهو رقم قياسي للنادي الكتالوني بالتساوي مع الموسم الماضي.
كما بات ديست ثالث لاعب أمريكي يسجل في الدوري الإسباني على مر التاريخ، بعد جوزي ألتيدور ويونس موسى.
الحفلة تتواصل
في الشوط الثاني غاب سوسيداد تماما عن المشهد، وفي المقابل زاد برشلونة توحشًا وفتكًا.
الضيوف أضافوا هدفا ثالثا في الدقيقة 53 بواسطة ديست مستفيدا من عمل فردي رائع من جوردي ألبا صاحب العرضية.
ليسجل ديست ثنائيته الأولى في مسيرته الاحترافية، والأولى له مع برشلونة.
الهدف الرابع لم يتأخر وسُجل في الدقيقة 56 بواسطة الأسطورة ميسي بعد تمريرة طولية رائعة من سيرخيو بوسكيتس.
ليرفع ميسي رصيده إلى 22 هدفا في صدارة هدافي الدوري الإسباني هذا الموسم.
كما سجل ميسي هدفه رقم 15 في مرمى ريال سوسيداد وبات أكثر من يهز شباكه في الدوري الإسباني بالتساوي مع جييرمو جوروستيزا، وكارلوس سانتيانا، وكريستيانو رونالدو.
ليصير ريال سوسيداد النادي رقم 22 الذي يكون ميسي أكثر من هز شباكه في تاريخ الدوري الإسباني.
كما بات ميسي أكثر من سجل في مرمى ريال سوسيداد على ملعب ريالي أرينا برصيد 6 أهداف بالتساوي مع جاريث بيل.
إعصار برشلونة لم يتوقّف، فحاول ديمبيلي إضافة الخامس في الدقيقة 59، لكن ريميرو تصدى لتسديدته في الزاوية الضيقة.
إيمانول ألجواسيل مدرب ريال سوسيداد لجأ إلى دكة بدلائه في الدقيقة 61 لمحاولة إنقاذ الموقف، فدفع بالشاب أندر بارينتشيا، وبالبلجيكي عدنان يانوزاي، بدلا من بورتو وأندوني جوروسابيل.
بعدها عاد ديمبيلي للتهديد وهز الشباك هذه المرة بالفعل في الدقيقة 66 بعد تمريرة ميسي، لكن راية الحكم المساعد أعلنت عن تسلل، قرار أكدته تقنية الفيديو رغم الشك الكبير المحيط به.
كومان من جانبه حاول إراحة لاعبيه وسحب بوسكيتس وبيدري في الدقيقة 67، وعوضهما بـ رونالدو أراوخو وإلايش موريبا، ليتقدّم دي يونج إلى وسط الملعب مركزه الأصلي.
وأخيرا في الدقيقة 77 نجح ديمبيلي في التسجيل، هدفٌ كان شرعيا هذه المرة بعد مجهود فردي رائع وانطلاقة سريعة أنهى بتسديدة أرضية ساحقة سكنت شباك أصحاب الأرض.
ألجواسيل واصل الدفع بأوراقه منعا لفضيحة كروية، فسحب مارتين زوبيميندي وعوضه بـ كارلوس فيرنانديز في الدقيقة 72.
والبديل ترك تأثيرا سريعا في الدقيقة 77 عندما مرر كرة هدف سوسيداد الأول للبديل الآخر بارينتشيا الذي أطلق تسديدة صاروخية معلنا عن أجمل أهداف السهرة.
بعدها مباشرةً غادر ديمبيلي ودخل مارتن برايثوايت في خط هجوم برشلونة، كما غادر إيزاك ودخل جون باوتيستا في هجوم سوسيداد، وخرج إيجور زوبيلديا ودخول موديبو سانيان في دفاع الباسكيين.
ثم أنهى كومان تغييراته بإخراج ديست وجريزمان في الدقيقة 85، وإدخال فرانسيسكو ترينكاو وريكي بويج.
وأخيرا اختتم ميسي الليلة الكتالونية السعيدة بهدف سادس في الدقيقة بعد عرضية جوردي ألبا في الدقيقة 89.
لينفرد ميسي بالرقمين السابقين؛ صار أكثر لاعب يسجل في شباك ريال سوسيداد بالدوري الإسباني، وأكثر لاعب يهز شباكه على ملعبه.