كتب : FilGoal
في غضون 210 دقيقة، انهار كل شيء في توتنام، تقارير حول إمكانية رحيل مورينيو، والأسماء المطروحة بدلا منه، محاولة للعودة إلى مسار الفريق حينما كان مع بوكيتينو وطريقة اللعب، وغيرها من الأمور.
لكن من المُلام على ما يحدث في توتنام؟ موقع Football.London المختص بأخبار أندية لندن الشهيرة، رصد من خلال تقرير مطول مشاكل الفريق، وينقله لكم FilGoal.com كاملا.
التقرير رصد مشاكل الفريق على هيئة مثلث من 3 أضلاع، قسمه إلى لاعبين ومدرب ورئيس النادي.
اللاعبون
هوجو لوريس قائد الفريق صرح بعد الخسارة أمام دينامو زغرب: "التصريح أمام الكاميرا أنني طموح هو شيء، وإظهار ذلك في اليوم التالي في التدريبات ثم في الملعب أمر مختلف، لا يمكنك أن تترك فريقك يسقط سواء كنت تلعب أم لا".
وواصل "التصرف كفريق هو أصعب شيء في كرة القدم، أي كان قرار المدرب، يجب أن تتبع طريقة الفريق".
وأكمل "إن اتبعت الفريق فقط فأنت ستبدأ، هذا يسبب مشاكل جمة للفريق، لأنك تدفع الثمن، والثمن هو الموسم بالكامل".
واسترسل "اليوم أعتقد أن ما حدث ضد دينامو هو عاقبة لهذا الأمر، كانت لدينا لحظة عظيمة في الماضي لأننا كنا نثق في وحدتنا كفريق، اليوم، لا أعلم، لست واثقا من ذلك".
وأردف "رسالة المدرب كانت واضحة، أن نهاجم ونسجل طالما أن بإمكاننا فعل ذلك لتسهيل المباراة، لكن العكس حدث وبدأ دينامو في الإيمان بقدراتهم مجددا".
وأكمل "كرة القدم ليست حول الفردية ولاعبين بعينهم، لا تتمحور حول لاعبين أو ثلاثة، هذا ليس كافيا، نحتاج لأكثر من ذلك، هذا شيء يجب أن يكون لدينا".
تصريحات لوريس وُصفت بأنها هجوم واضح غير مكترث تجاه زملائه في الفريق، خاصة وأنه كان مقربا للغاية من مدربه السابق ماوريسيو بوكيتينو، ويتبقى في عقده عام.
كل الـ11 لاعبا الذين بدأوا مباراة دينامو زغرب كانوا في النادي رفقة بوكيتينو.
بعض اللاعبين وفقا للتقرير ظهروا وأنهم يفتقرون للجهد في اعتراض هجمات المنافسين والضغط وتتبع المنافس، كانت تلك الأمور واضحة أيضا في الأشهر الأخيرة للمدرب الأرجنتيني.
كما أن بوكيتينو الموجود في الموسم الأخير قبل إقالته لم يكن هو ذاته في الأعوام التي سبقت ذلك، بدا وكأنه استنزف بواسطة خبراته وخاصة الخسارة في دوري أبطال أوروبا، لكن ديلي ألي اعترف بعد ذلك أن اللاعبين يلومون أنفسهم على رحيله.
الآن، المدربان مختلفان تماما، مسيرتهما مختلفة وكذلك السيرة الذاتية، وفي الحالتين كلاهما عانى لكي يقدم اللاعبون الجهد المنشود لكي ينتقل توتنام للمرحلة التالية، ربما قد يلمح ذلك إلى عدم وجود قدرة عقلية للكتيبة اللندنية.
التقرير أوضح أن تصريحات لوريس أغضبت عددا من لاعبي توتنام، كما أن هناك بالفعل عدد من اللاعبين لديهم مشكلة مع المداورة ولا يحبونها، ولديهم متطلبات للعب في أكثر من مسابقة، لكن المفارقة بأنه بتوديع الدوري الأوروبي، مورينيو سيلعب بتشكيله الثابت إلى نهاية الموسم.
وأوضح التقرير أنه بخروج توتنام من الدوري الأوروبي فالفريق سيصبح لديه مباراة واحدة فقط للعبها، ومن كانوا يلعبون في الدوري الأوروبي، لن يلعبوا مجددا وبالتالي قد لا يشاركون مع منتخباتهم مرة أخرى في الصيف.
التأهل لدوري الأبطال من خلال المراكز الـ4 الأولى ليس صعب المنال، رغم الأسبوع الصعب الذي عاشه توتنام، كما أن هناك نهائي كأس الرابطة ضد مانشستر سيتي.
جوزيه مورينيو
عادة يفضل مورينيو اتباع أسلوبه المعروف منذ ظهوره على الساحة، دفع منافسه لارتكاب الخطأ الذي سيربح له المباراة.
قال مورينيو عند سؤال حول قلقه حيال عدم استجابة اللاعبين لطلباته: "بالطبع الأمر يقلقني (كررها مرتين)، عملنا بقوة وحاولنا أن نقدم أفضل الظروف للاعبين لكي يؤدوا، فالبطع الأمر يقلقني".
وواصل "منصبي كمدرب هو ما يوقفني، أو على الأقل يجعلني غير مرتاحا للظهور أمام الكاميرا لمنح تحليل دقيق، آمل أن تتمكنوا من فهمي".
وأردف "أؤمن أن جميعنا يجب أن نكون متواضعين كفاية لتقبل النقد، ليس من شأني الحديث في هذا الأمر".
التقرير أشار إلى أن مورينيو جلس صامتا طيلة رحلة العودة إلى لندن، رغم أنه لم يكن وحده الغاضب من تلك الخسارة أمام دينامو زغرب.
وأوضح التقرير إلى أنه رغم توجيه سهام النقد إلى اللاعبين، لا يجب أن يتهرب مورينيو من حقيقة أن بعضهم في أفضل الأحوال لا يستمع إليه، وفي أسوأ الأحوال لا يلعب لصالحه، إن خسر غرفة الملابس بالكامل فسينتهي الأمر بالنسبة إليه.
وألمح التقرير إلى أن طريقة لعب مورينيو في توتنام ليست حادة مثل الماضي، لكنها مازالت موجودة وفي رأسه يفكر بأن الفريق كان بحاجة للشرارة للوصول إلى المستوى التالي.
رغم ذلك، تصريحات لوريس حول فقدان التناغم والترابط في غرفة الملابس، ستقع على عاتق رجل واحد وهو المدرب المسؤول عن خلق البيئة المناسبة داخل الغرفة.
المشكلة أيضا هي تجربة طريقة مختلفة تماما عما كان عليه الحال مع ماوريسيو بوكيتينو، وبجانب ذلك لم يحل على النتائج التي كان يحصل عليها الأرجنتيني والمستوى ليس بنفس الجودة أيضا.
وأوضح التقرير أن هناك عددا لا بأس به من اللاعبين يخشى من أن غلطة وحيدة قد تجعلهم منفيين من الفريق، لأن العديد من اللاعبين كانوا يشاركون بصفة مستمرة ثم تم إبعادهم من التشكيل لفترة طويلة ثم بعد ذلك عادوا فجأة وإما أن يؤدوا بشكل جيد أو يعودون إلى المنفى.
بوكيتينو وفقا للتقرير خلق أجواء مثل العائلة في النادي، جعل كل من في النادي مقربين معا أكثر من أي مرة في تاريخ النادي الحديث، بعد ما يقرب من ست سنوات هبت رياح تسببت في مشاكل جمة، ومورينيو كان من المفترض أن يصلح ذلك.
دانييل ليفي
الضلع الأخير في المعادلة، رئيس النادي الذي يقع تحت ضغط كبير لكي يضمن نجاح مورينيو في توتنام، ولهذا السبب منحه وقتا طويلا لكي يفعل ذلك، لكن خسارة أمام أستون فيلا يوم الأحد في الدوري قد تصعب الأمر على رئيس النادي اللندني.
قدرة ليفي على اختيار المدربين دائما مثار تساؤلات، لأنه على مدار 20 عاما دائما ما كان خياره الأول يفشل.
أنجح 3 مدربين مروا على النادي خلال تواجد ليفي، مارتن يول وهاري ريدناب وبوكيتينو، جميعهم حصلوا على الفرصة بعد رحيل الخيار الأول الذي قام ليفي بضمه للنادي.
يول كان مساعد المدرب في النادي لمساعدة جاك سانتيني وحصل عل الوظيفة بعد رحيل الأخير بأشهر قليلة.
يول قام بوضع أساسات لنقل توتنام إلى مستوى مختلف ليصبح فريقا ينافس على المراكز الأربعة الأولى عوضا عن كونه فريق وسط جدول في تلك المرحلة.
بعد ذلك حاول ليفي التعاقد مع خواندي راموس وقتما كان مارتن يول مدربا للفريق وقلل من موسمه الأخير في النادي، ليتولى الأول المهمة ويرحل بعد أقل من عامل ليقرر ليفي تعيين ريدناب.
بالنسبة لبوكيتينو، لولا رفض لويس فان جال لعرض ليفي، لما كان الأرجنتيني مدربا لتوتنام.
بوكيتينو حول النادي تماما ليصبح أحد أفضل 3 أندية في إنجلترا ونافس على اللقب واحتل المركز الثاني ووصل لنهائي دوري الأبطال.
المدرب الأرجنتيني استنزف خلال الموسم الأخير له، لكن الصعوبات التي واجهها كانت استمرار تطوير النادي، لكن النادي في المقابل لم يشاركه نفس الطموح.
قرار ليفي بتعيين مورينيو وإقالة بوكيتينو لم يتناغم مع طريقة عمل النادي، لأنه ورغم نجاح المدرب البرتغالي الكبير فهو لا يتلائم مع طبيعة عمل وبيئة النادي.
لأن المدرب البرتغالي اعتاد أن يكون مدعوما في سوق الانتقالات بأموال كبيرة لضم لاعبين صف أول، وهو شيء لا يفعله توتنام بل يتعامل مع سوق الانتقالات بإبداع، على سبيل المثال يمكنه ضم 7 لاعبين لكن بميزانية متفاوتة وبحدود كبيرة.
على سبيل المثال، أراد مورينيو ضم مدافع خلال السوق الصيفية الماضية، وحدد ميلان شكرينيار مدافع إنتر، لكن توتنام لم يدفع مبلغ 45 مليون جنيه إسترليني الذي طلبه إنتر، وبحث عن مدافع بديل بمبلغ يقدر بـ32 مليون جنيه إسترليني.
لا شك أن توتنام تطور كثيرا في وجود ليفي خارج الملعب، لكن في الملعب افتقار النادي للنجاح ينبع من قراراته في آخر 20 عاما وتوقيتها وفقا للتقرير، وهناك مشاكل جمة يبدو أن مورينيو الذي يعد واحدا من أنجح المدربين في تاريخ الكرة الحديث لن يكون قادرا على إصلاحها.