ريال مدريد أمام أتالانتا - مباراة يريدها زيدان "أكثر هدوءا".. وهل ثلاثي دفاعي هو الحل؟

بدأ زين الدين زيدان المدير الفني لـ ريال مدريد أمام إلتشي مطلع الأسبوع الجاري بثلاثية دفاعية مستفيدا من عودة سيرخيو راموس قائد الفريق من الإصابة.

كتب : إسلام أحمد

الثلاثاء، 16 مارس 2021 - 14:16
أتالانتا - ريال مدريد

بدأ زين الدين زيدان المدير الفني لـ ريال مدريد أمام إلتشي مطلع الأسبوع الجاري بثلاثية دفاعية مستفيدا من عودة سيرخيو راموس قائد الفريق من الإصابة.

عودة في الموعد تغيرت معها أفكار زيدان الدفاعية، ليجاور القائد، ناتشو ورافائيل فاران في الخط الخلفي.

الفرنسي علق في المؤتمر الصحفي عقب مواجهة إلتشي والتي انتهت بالفوز 2-1 على الثلاثي الدفاعي قائلا: "قمنا باتخاذ قرار اللعب بطريقة 3-5-2 لأننا أردنا استغلال أفضل للظهيرين، كان مجرد خيار طبقناه اليوم".

ريال مدريد استعد لمواجهة أتالانتا الإيطالي في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو يعرف أن مواجهة إلتشي بمثابة تجربة لخطته الجديدة، وهل سيعتمد عليها أمام نيراتزوري بيرجامو أم لا.

ويواجه زيدان، جيان بييرو جاسبريني الذي يلعب بخطة 3-4-3 والتي تعتمد على اللعب على الأطراف وزيادتهم الهجومية بالإضافة لقوة الثلاثي الهجومي باللعب في العمق وكذلك على الأطراف، ما يعطي الفريق أكثر من حل.

إذن هل نجحت الثلاثية الدفاعية لـ ريال مدريد أمام إلتشي ليطبقها زيدان أمام أتالانتا؟

في البداية اعتمد إلتشي على دفاع المنطقة، الفريق يتمركز بشكل جيد في منتصف ملعبه ويغلق المساحات على ريال مدريد في العمق ليجبره على اللعب على الأطراف.

الفريق الذي اعتمد على خطة 4-4-2، جعل ريال مدريد يعاني على المستوى الهجومي، فحصد الثلاث نقاط في الدقائق الأخيرة بفضل هدف كريم بنزيمة.

الفرنسي برر سبب المعاناة أمام الفرق ذات الترتيب المتأخر في الدوري الإسباني قائلا: "إلتشي فريق يدافع بشكل ممتاز، يتكتل في الخلف ويعمل بجدية، إنهم أقوياء بدنيا وهذا صعّب علينا الأمر قليلا، دائما ما نعاني أمام الفرق التي تتكتل دفاعيا، علينا أن نجد حلا لمواجهة الفرق التي تدافع جيدا".

الكرة مع ريال مدريد

عندما يمتلك ريال مدريد الكرة تتحول الخطة من 3-1-4-2 إلى 3-1-6 إذ يظل كاسيميرو وحيدا في منتصف الميدان لمزيد من الحماية الدفاعية في ظل تقدم الظهيرين وكذلك لاعبي الوسط.

تواجد بنزيمة وفينيسيوس جونيور في خط الهجوم بين مركزي قلب الدفاع والظهير، أجبر رباعي الخط الدفاعي لـ إلتشي على البقاء في الخط الخلفي ما سمح لريال مدريد بالسيطرة على خط الوسط في ظل المساحات التي ظهرت للظهير فيرلاند ميندي، ويساعده ناتشو قلب الدفاع الثالث لريال مدريد على الزيادة لخلق عدد أكبر من لاعبي ريال مدريد في الهجوم.

في تلك الصورة كان من الممكن أن يرسل إيسكو كرة قطرية إلى فاسكيز في الجهة اليمنى ليضرب بها تكتل دفاع إلتشي ويفتح مساحات جديدة لريال مدريد، وهو ما لم يفعله.

زيدان تحدث عقب المباراة "إلتشي لا يستقبل الكثير من الأهداف ويدافع بخطين من 4 لاعبين وأمامهما مهاجمين، فريق قوي بدنيا جدا، ولهذا يجب التحلي بالصبر في إيجاد المساحات وأن نغيّر الملعب من جانب إلى آخر".

لم يعتمد ريال مدريد في المباراة على اللعب من العمق رغم الزيادة في وسط الملعب وفي ظل تأمين إلتشي القوي، إذ اعتمد فقط على 18% من هجماته في العمق، فيما جاء أغلب عمل ريال مدريد بنسبة 47% على الجهة اليسرى و35% للجهة اليمنى.

التركيز على الجهة اليسرى أكثر بتواجد ميندي جعل مهمة إلتشي أسهل في الدفاع.

اعتماد ريال مدريد على الجهة اليسرى جاء بسبب عودة إيسكو لدائرة المنتصف بجوار ناتشو لتقديم المساندة وتسلم الكرة، في المقابل لم يفعل فالفيردي ذلك على الجهة اليمنى لمساندة فاران.

ما حدث أن الفرنسي أرسل تمريرة لفاسكيز الذي بدوره نقل الكرة إلى الخط الخلفي مرة أخرى لناتشو بدلا من أن يمرر إلى إيسكو في العمق، لتبدأ مهمة ريال مدريد من جديد في بناء الهجمات.

كما أن بنزيمة ركّز أكثر على الخروج من منطقة الجزاء لسحب أحد المدافعين معه ولفتح المساحات لفالفيردي وفينيسيوس للتقدم الهجومي لكن تمركز لاعبي إلتشي الدفاعي أنهى فرص ريال مدريد في خلق فرص حقيقية.

لم تكن ثنائية فالفيردي وإيسكو قوية في محاولات ريال مدريد الهجومية، الثنائي صنع فرصة واحدة محققة للتسجيل في المقابل صنع توني كروس ولوكا مودريتش 3 فرص رغم مشاركتهما كبديلين.

على الرغم من أن ريال مدريد اعتمد بنسبة 47% من هجماته على الجهة اليسرى، إلا أنها شكلت عبئا على الفريق، 47% من هجمات إلتشي أيضا جاءت من الجهة اليمنى مستغلين زيادة ميندي وتقدم لاعبي ريال مدريد.

على الرغم من أن إلتشي سدد 3 كرات فقط على ريال مدريد إلا أن أغلب فرصهم جاءت من الجهة اليمنى (خلف الظهير الفرنسي).

مباراة هادئة

سيكون ريال مدريد أمام تحدٍ بتسجيل هدف مبكر يريح الأعصاب في ظل تسجيل الفريق أهدافا قاتلة بدءا من مواجهة الذهاب.

الملكي منذ لقاء أتالانتا خاض 3 مباريات وفي جميعها سجل هدفا بعد الدقيقة 85.

أمام ريال سوسيداد خطف التعادل في الدقيقة 89 عن طريق فينيسوس جونيور، ثم في الدقيقة 88 خطف تعادلا مثيرا أمام أتليتكو مدريد.

وفي اللقاء الأخير أمام إلتشي سجل كريم بنزيمة هدف الفوز في الدقيقة الأولى من الوقت بدلا من الضائع.

زيدان تحدث بهذا الشأن قائلا بعد الفوز على إلتشي: "انا معجب بشخصية الفريق التي تمكنه من التسجيل في أوقات متأخرة، لكني أفضّل أن نسجل مبكرا، أريد مباريات أكثر هدوءا".

ريال مدريد سجل الموسم الحالي حتى الآن في الدوري الإسباني 12 هدفا في الربع ساعة الأخيرة، منها 5 أهداف بعد الدقيقة 90، كأكثر فريق في الدوري الإسباني بالتساوي مع فالنسيا.

أتالانتا

سيواجه ريال مدريد اليوم أتالانتا بعدما فاز بنتيجة 1-0 في الذهاب خارج القواعد لكن دون كاسيميرو الذي سيغيب بسبب تراكم البطاقات، وفي الغالب سيعوضه فيدي فالفيردي في الوسط الدفاعي.

أتالانتا الذي تأثرت خطته بطرد ريمو فرويلر بشكل مبكر، خاصة في ظل الاعتماد على طرفي الفريق في الزيادة الهجومية.

الثنائي روبن جوسنينس الظهير الأيسر ويانس هاتيبور الظهير الأيمن، يعد الأفضل في الزيادة العددية وتسجيل الأهداف في الدوريات الخمسة الكبرى.

الألماني سجل الموسم الحالي 10 أهداف وصنع 7، فيما سجل الهولندي هدفين وصنع مثلهما، ويغيب عن اللقاء مفسحا موقعه للدنماركي يواكيم ماهيلي والذي صنع هدفا وحيدا منذ انضمام في يناير الماضي.

أتالانتا هو أكثر فريق بالتساوي مع إنتر سجل مدافعيه أهدافا في الدوريات الخمسة الكبرى برصيد 34 هدفا في آخر موسمين بالتساوي مع إنتر.

مات دي رون لاعب وسط أتالانتا يُدرك تماما تأثر فريقه في الذهاب بسبب الطرد إذ قال: "حسنا، بداية القول، يجب أن أقول لكي نبدأ في التفكير في الأمر فمن اللطيف أن يكون لدينا 11 لاعبا في الملعب طيلة المباراة".

وواصل "سيكون الأمر صعبا، لكن يجب أن نهاجم ونلعب بثقة".

وأكمل "أعتقد أن ريال مدريد سيدافع بشكل أقل مما فعل إنتر أمامنا لأنه لا يمتلك مهاجما مثل روميلو لوكاكو الذي يمكنه الاحتفاظ بالكرة في ثلث المنافس".

وأتم "لكن يجب أن نلعب بدورنا، لأننا بحاجة لتسجيل هدفين على الأقل".

وتوقفت ماكينة أتالانتا الهجومية -أقوى هجوم في الدوري الإيطالي آخر موسمين والثاني الموسم الحالي بعد إنتر- بعد الطرد عندما خرج دوفان زاباتا وعوضه ماريو باشاليتيش ليُحدث التوازن في خط الوسط، ما أفسد شكل الفريق هجوميا.

تأثر الفريق أيضا بالتغييرات التي لم تُشكل الفارق في الوقت الذي سجل فيه فيرلاند ميندي هدفا قاتلا.

في مباراة الليلة سيبدأ أتالانتا مهمة جديدة، سواء أمام رباعي أو ثلاثي في الخط الخلفي لريال مدريد وهدفهم سيكون تسجيل هدف مبكر لتعديل النتيجة، فيما سيدخل زيدان للدفاع عن كبرياء الملكي في بطولته المفضلة.