نجح ميكيل أرتيتا في عزل هجوم توتنام بشكل تام بفضل الأسلوب الذي استخدمه ليفوز أرسنال بدربي شمال لندن.
وانتصر أرسنال على توتنام بنتيجة 2-1 على ملعب الإمارات في الجولة 28 للدوري الإنجليزي الممتاز.
فما أسباب تفوق أرسنال على توتنام في دربي شمال لندن؟
عزل كين
في مباراة الدور الأول، ترك توتنام الكرة لأرسنال ليفعل بها ما يحلو له عدا تسجيل الأهداف، بينما تكفل هاري كين وسون هيونج مين في دك شباك بيرند لينو عن طريق المرتدات.
سيناريو حاول جوزيه مورينيو تطبيقه في مباراة اليوم لكن إصابة سون المبكرة حرمته من ذلك، بالإضافة لنهج فريق أرتيتا الذي استغل بطئ توتنام في التحول من الدفاع للهجوم.
طبق لاعبو أرسنال ضغطا عاليا على لاعبي توتنام، وهو ما حرم الفريق من إيجاد أي فرصة للخروج بالكرة بفضل ثنائية جرانيت تشاكا وتوماس بارتي في وسط الملعب.
ليتم عزل خط هجوم توتنام تماما.
كما أن الدفاع بالثلاثي سون ولوكاس مورا وجاريث بيل خلف كين، وعدم وجود صانع ألعاب صريح، كان في صالح أرسنال لعدم وجود لاعب يستطيع التمرير بين الخطوط، وما أنهى على أمل توتنام في الهجوم المرتد هو مغادرة سون للقاء في الدقيقة 18 بسبب الإصابة.
حتى الخدعة التي يطبقها مورينيو بعودة كين للخلف مع صعود بيل وسون للأمام، لم تفلح لغياب المساحات والرقابة اللصيقة على كين.
بالإضافة لأن مورينيو لم يعط الفرصة لبيل لكن يشكل ثنائيا مع كين، وقام بإخراجه من أرض الملعب في الدقيقة 57؛ ليخسر توتنام لاعبا قادر على التسجيل من الهجمات المرتدة أو تحويل العرضيات لأهداف وهي الحيلة التي حاول الفريق تطبيقها في الدقائق الأخيرة من المباراة لغياب لاعب قادر على لعب كرات رأسية متقنة.
نتيجة ذلك كانت أن توتنام لم يسدد إلا 3 مرات فقط خلال أول 80 دقيقة كانت جميعا بين القائمين والعارضة.
10 دقائق تطرح سؤالا
بعد طرد لاميلا في الدقيقة 76 انتفض توتنام وقدم مستوى هجومي مختلف تماما رغم تكتل أرسنال وتراجعه في الخلف.
سيطر توتنام على الكرة، وهدد مرمى بيرند لينو في أكثر من مرة رغم اللعب بـ10 لاعبين.
لدرجة أن توتنام سدد خلال آخر 10 دقائق 3 مرات، رغم أن الفريق بأكمله سدد 3 كرات خلال 80 دقيقة.
اللافت للنظر أن بمجرد تخلي مورينيو عن أسلوبه الدفاعي وانتظاره لهجمة مرتدة للتسجيل؛ ظهر دفاع أرسنال بشكل هش وضعيف.
إذ كاد أن يسجل دافنسون سانشيز أثناء تقدمه في أحد الكرات، بالإضافة لتسجيل كين لهدف لم يتم احتسابه بسبب التسلل، بجانب الركلة الحرة التي سددها كين واصطدمت بالقائم الأيسر للينو.
حتى أن أرتيتا قال بعد المباراة: "لعبنا بشكل سيء خلال الدقائق العشرة الأخيرة ولم نتعامل مع الأمر بشكل جيد لكن علينا أن نتحسن في هذه الجزئية".
ما قدمه لاعبو توتنام في الدقائق الأخيرة يطرح تساؤلا حول لماذا لم يهاجم مورينيو بهذه الصورة منذ الدقائق الأولى للمباراة؟
شخصية أرسنال
أشاد ميكيل أرتيتا المدير الفني لأرسنال بلاعبي فريقه بعد المباراة، وقال: "التأخر في النتيجة يجعلك تشعر بخيبة أمل، لكننا فزنا باللقاء وأظهرنا شخصية قوية".
هذه الشخصية هي التي افتقد لها أرسنال في مباراة الدور مع توتنام، بعدما سيطر دون تهديد مرمى هوجو لوريس.
ومع تسجيل توتنام لهدف أول رائع من لاميلا، عكس سير المباراة، تماما مثلما حدث في مباراة الجولة 11، إلا أن التماسك والتركيز كان سمة الفريق.
عقب الهدف مباشرة، كاد سيدريك سواريس أن يتعادل من تسديدة اصطدمت بالقائم الأيسر، نتجت عن جُملة منظمة بدأت من الجانب الأيسر.
وبعدها تعادل مارتن أوديجارد مباشرة من تسديدة اصطدمت بتوبي ألدرفيريلد.
تعلم لاعبو أرسنال مما حدث سابقا جيدا وفطنوا للدرس ونجحوا في تحقيق الانتصار.
جبهة تيرني
كان كيران تيرني أخطر لاعبي أرسنال خلال المباراة سواء بتحركاته خلف مات دوهيرتي في الجبهة اليسرى أو عن طريق عرضياته المتقنة.
جبهة تيرني كانت الأنشط خلال المباراة في الشق الهجومي مع صلابته في الواجبات الدفاعية.
وقدم تيرني فرصتين للتسجيل بعد إسهامه في تسديدة سيدريك التي اصطدمت بالقائم.
دفاعيا، استخلص تيرني الكرة 5 مرات بنجاح من 7 محاولات، ومنع جاريث بيل ولاميلا من تهديد أرسنال من الجانب الأيمن.
فاعلية سميث رو
لم يلعب إيميل سميث رو ضد توتنام من قبل، لكن مع ذلك قدم صاحب الـ20 عاما أداءا رائعا خلال اللقاء ولم تظهر عليه علامات التوتر في الدربي الأول له.
وتواجد سميث رو على الجناح الأيسر وليس في عمق الملعب لكنه لم يتأثر وشكل ثنائية قوية مع تيرني.
سميث رو كان أكثر من قدم فرص للتسجيل خلال المباراة بـ4 كرات.
كما أنه لم يخطئ إلا في تمريرة واحدة فقط، وأكمل 36 تمريرة من أصل 37.
وسدد سميث رو كرة كاد أن تكون الهدف الأول لكن العارضة منعته من تدوين أولى أهدافه في شباك الجار اللندني.