كتب : إسلام أحمد
"مستقبلي مرتبط بلقاء بورتو؟ إذا كنت أعتقد ذلك فلن أكون هنا، أعلم أنها مباراة مهمة لكني أركز على كل مباراة بمفردها"، أندريا بيرلو ردا على مستقبله مع يوفنتوس حال ودع البيانكونيري دوري أبطال أوروبا.
سيكون موسم يوفنتوس على المحك، الليلة، عندما يلتقي بورتو البرتغالي في إياب دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا.
بطل السوبر الإيطالي والمتأهل لنهائي كأس إيطاليا، والذي لا زال منافسا على لقب الدوري الإيطالي، لا يفكر إلا في الوصول بعيدا في دوري أبطال أوروبا، وتفادي الخيبات السابقة.
ويصطدم يوفنتوس بقلق الخروج المبكر للموسم الثالث تواليا، والابتعاد مجددا عن ذات الأذنين وهي الهدف الأبرز للسيدة العجوز في السنوات الأخيرة.
بيرلو الذي كان "مُقدرا له هذا المنصب" وفقا لـ فابيو باراتشيتي المدير الرياضي لـ يوفنتوس، تتداول التقارير والشائعات مؤخرا حول رحيله عن النادي إلا أن الإدارة في كل مرة تبُدي تمسكها به.
ومن الواضح حسب تصريحات بيرلو في المؤتمر الصحفي ليلة أمس فأن مقعده ليس مرتبطا بخسارة بطاقة التأهل أم لا، لكنها تزيد الضغوط على كاهل لاعب وسط إيطاليا السابق.
فبيرلو يحتاج لـ "مباراة فنية وخططية للغاية في مواجهة بورتو" حسبما قال في المؤتمر الصحفي أمس الإثنين.
هنا سيعتمد بيرلو على 3 نقاط من أجل تخطي عقبة بورتو في دوري الأبطال ومواصلة مشواره الأوروبي في أول تجربة فنية.
كريستيانو رونالدو
عندما انضم كريستيانو رونالدو لـ يوفنتوس، كان الهدف الأول للسيدة العجوز الفوز بلقب دوري الأبطال بعد خسارة نهائيي 2015 و2017 أمام برشلونة وريال مدريد على الترتيب.
انضم البرتغالي في صفقة قياسية، في أول موسم، خسر في أول نسخة بربع النهائي أمام أياكس ثم أمام ليون في ثمن النهائي، وكلاهما كان الحصان الأسود للمسابقة.
بيرلو يضع آماله على البرتغالي أمام مواطنيه لقيادة يوفنتوس لربع النهائي، إذ قال في المؤتمر الصحفي: "هذه مبارياته وأثبت ذلك دائما، هو هادئ ويتطلع للقاء".
ولا يُخيب رونالدو الآمال عند الحاجة إليه في دوري أبطال أوروبا، سواء مع ريال مدريد أو يوفنتوس في الأدوار الإقصائية.
سجل سابقا أمام بايرن ميونيخ وفولفسبورج وأتلتيكو مدريد هاتريك قاد بها فريقه للتأهل ومن ثم حصد اللقب.
ومع ماسيمليانو أليجري سجل هاتريك آخر في الإياب ليقلب تأخره يوفنتوس في ذهاب ثمن النهائي نسخة 2018-19 من 2-0 إلى فوز 3-0 أمام أتليتكو مدريد.
البرتغالي حصل على فترة راحة أمام لاتسيو وشارك كبديل في الـ 20 دقيقة الأخيرة، ولم يبذل مجهودا كبيرا كوّن يوفنتوس كان قد أنهى المواجهة قبل مشاركته بالفوز 3-1.
وسيحتاج رونالدو للعودة من جديد وهز شباك بورتو منذ هدفه الإيقوني في شباك هيلتون بإياب ربع نهائي نسخة 2008-09، والذي قاد الشياطين الحمر للمربع الذهبي حينها.
خط الوسط
ستكون مواجهة التنين البرتغالي تحت مسمى صراع منتصف الملعب، ويوفنتوس استعاد الثنائي اللاتيني، البرازيلي أرتور والكولومبي خوان كوادرادو ليمثلا إضافة قوية للغاية لكتيبة بيرلو.
عودة الجناح الكولومبي تضيف قوة كبيرة على مستوى الجانب الأيمن لـ يوفنتوس ومزيدا من الخيارات لأندريا بيرلو في الخطة التي سيخوض بها اللقاء.
كوادرادو صار يلعب كظهير أيمن في الرباعي الخلفي، أو كظهير متقدم في خطة 3-5-2 ويلعب دانيلو كمدافع ثالث، وهو ما يتيح للكولومبي الزيادة الهجومية مع مزيد من التأمين الدفاعي.
كوادرادو صنع الموسم الحالي 10 أهداف –الأكثر بين لاعبي يوفنتوس في الدوري ودوري الأبطال- وحل سريع وسحري لـ بيرلو هجوميا وكذلك دفاعيا في تغيير شكل الفريق.
عودة أرتور تأتي في وقتها أيضا ليجاور الفرنسي أدريان رابيو لتعويض إصابات الأوروجوياني رودريجيو بنتانكور بفيروس كورونا.
متوسط الميدان البرازيلي هو أكثر لاعب يمتلك دقة تمرير في يوفنتوس في الدوري الإيطالي بنسبة 94.2% والثاني خلف الحارس تشيزيني بدقة 92% في دوري الأبطال.
حل مهم لـ يوفنتوس في مسألة تدوير الكرة وبدأ يدخل مؤخرا في أجواء الفريق، ووفقا لصحيفة "توتوسبورت" الإيطالية فأن "النادي فضّل ألا يُجري البرازيلي عملية جراحية في الركبة ويستمر أرتور في خوض جلسات العلاج الطبيعي للتعافي من إصابته، وسط آمال من النادي بعودته ضد بورتو في إياب دور الـ16".
لاعب برشلونة السابق قد يكون عنصرا أساسيا في معركة منتصف الميدان في ظل قدراته على التمرير وهو ما عاني خلاله يوفنتوس في لقاء الذهاب أمام بورتو.
شارك في مواجهة لاتسيو لمدة 20 دقيقة كبديل ما قد يفتح الباب لعودته للمشاركة أساسيا أمام الفريق البرتغالي اليوم.
كييزا وموراتا
بالحديث عن ألفارو موراتا أوضح بيرلو في المؤتمر الصحفي: "يواصل التحسن ويحاول دائما إيجاد أفضل الحلول ويحب دراسة الخصوم وهذا أمر جيد جدا للاعب مثله".
موراتا في كل مرة يشارك فيها يُثبت صحة قرار بيرلو بضمه.
ماسيميليانو أليجري أشاد من قبل بالإسباني قائلا "المهاجم الوحيد في العالم الآن الذي يمكن أن يتناسب مع أي نظام تكتيكي، أي دور، يمكن أن يكون شريكا لأي زميل في خط الهجوم. أينما وضعته، يقوم بالمهمة ويجعل من حوله يلعبون بشكل أفضل".
سجل هدفين وصنع هدفا أمام لاتسيو خلال 70 دقيقة ومن قبلها سجل أمام سبيزيا وثاني هدافي الفريق خلف رونالدو برصيد 16 هدفا.
تعافى من العدوى الفيروسية وصار أفضل خيار لمجاورة رونالدو في اللقاء، يميل موراتا للعب دور المهاجم الثاني الذي يُتيح المساحات للبرتغالي ومن ثم صناعة الأهداف.
ثنائية هي الأفضل في هجوم يوفنتوس إذ صنع للبرتغالي 4 أهداف في الدوري الإيطالي الموسم الحالي بالتساوي مع ثنائية آرون رامسي ورونالدو أيضا.
في المقابل يقدم كييزا ثاني أفضل مواسمه كرويا، بعد موسمي 2018-19 و2019-2020 عندما سجل 12 هدفا في الدوري والكأس المحلي بقميص فيورنيتنا في كلا الموسمين.
الموسم الحالي سجل كييزا 9 أهداف ولا زال الموسم في منتصفه وأمامه فرص أخرى، وهدفه في شباك بورتو في لقاء الذهاب بمثابة هدف ذهبي لأنه زاد من حظوط يوفنتوس في التأهل دون تعقيد.
حتى أن سيرجيو كونسيساو رفض تسمية فوزه على يوفنتوس ذهابا بالفوز المتكامل بسبب هدف الجناح الإيطالي الشاب.
كييزا الموسم الجاري بمثابة الجوكر لأندريا بيرلو إذا لعب في 5 مراكز مختلفة، كلاعب وسط أيمن وأيسر، وجناح أيمن وأيسر ومهاجم.
تفادي أخطاء الذهاب
في تحليل أفرده موقع total football analysis قبل مباراة الذهاب، كان الجانب الأبرز على ضغط بورتو المتقدم على دفاعات الخصم. (طالع من هنا)
يوفنتوس لم تسنح له الفرصة في التقاط أنفاسه في الشوط الأول ومن ثم الثاني، فتلقى هدفين هما الأسرع في تاريخ النادي أوروبيا سواء في كلا الشوطين.
* ضغط بورتو في الثواني الأولى من اللقاء نتج عنه الهدف الأول
اعتمد الفريق البرتغالي على الضغط المتقدم على حامل الكرة وإغلاق المنافذ على يوفنتوس بالخروج الصحيح بالكرة.
ومن ثم عرف بورتو كيفية إغلاق منافذ التمرير بالشكل الخططي 4-4-2 وأغلق الباب على يوفنتوس للتمرير في العمق، وقلص المسافات بين خطوطه ليمنع يوفنتوس من استغلال المساحات بين خطوطه.
وهو ما جعل شكل يوفنتوس هجوميا ضعيف، إذ ظهرت خطوطه متباعدة وظهر تداخل اللاعبين في أدوارهم.
منع بورتو يوفنتوس من إتمام التمريرات من قبل الدفاع وكاد أن يرفع من رصيده التهديفي لولا رعونة في إنهاء الهجمات.
عودة بونوتشي مجددا لقيادة خط دفاع يوفنتوس تمنح الفريق متنفسا من أجل الاعتماد على تمريراته الطولية والبينية، في ظل غياب ماتياس دي ليخت.
بيرلو في المؤتمر الصحفي قال: "سيكون هناك القليل من الوقت والمساحة للتفكير، لذلك نحتاج إلى التقنية ويجب أن نتحلى بالصبر".
90 دقيقة أو أكثر قد تنتظر بيرلو في مواجهة بورتو الليلة، مباراة ستحدد ملامح شكل موسم بيرلو في ظل الفرصة السانحة لخطف بطاقة التأهل.