كتب : FilGoal
مداخلة عبر تطبيق Zoom الشهير بين محمد النني لاعب وسط أرسنال وأطفال من لاجئي مخيم الزعتري في الأردن والذي تشرف عليه مؤسسة النادي اللندني، شهدت العديد من المشاعر والأحلام، واللاعب الدولي المصري شارك شبكة "ذا أثليتك" العديد من التفاصيل حول مسيرته وقتاله.
النني أجرى حوارا مع الأطفال من مخيم الزعتري، كما أجرى حوارا مع شبكة "ذا أثليتك" ينقله لكم FilGoal.com كاملا.
البداية من مكالمة جمعت أطرافا لم يقابلوا بعضهم البعض من قبل لكنها شهدت العديد من المشاعر بين الطرفين، وتأثير المفاجأة غير المتوقعة ووقعها على أحلام الأطفال وإمكانية تحقيقها.
جمال: كابتن محمد، لدي حلم كبير وهو اللعب في نادي كبير وأن أصبح لاعبا محترفا، لطالما لعبت في وسط الملعب مثلك وسأعمل بقوة لكي أحقق كل أحلامي.
النني: ما الذي يمنعك من تحقيق أحلامك؟
جمال: لأنه لا أحد يهتم بموهبتنا خارج المعسكر، لا يوجد مدربين محترفين يدربوننا ولا يوجد جانب تقني تعليمي ندرسه.
النني: كم عمرك؟
جمال: 16 عاما.
النني: هل تعتقد أن لديك الجودة والمؤهلات للانضمام إلى فريق؟
جمال: بالتدريبات التي أقوم بها نعم يمكنني.
النني: هل يمنحك مخيم الزعتري الذي تتواجد به الفرصة؟
جمال: لا، ليس كل أحلامنا، أرسنال ساعدنا على تحقيق العديد من أحلامنا وليس جميعها.
النني: يوجد مدربين معك أليس كذلك؟
جمال: نعم ويساعدوننا كثيرا
أحمد: هناك ملاعب ومدربين لكن هنا في المعسكر لا يوجد نادي نلعب له، نلعب ضد بعضنا البعض بشكل ترفيهي، نريد أن نظره موهبتنا للعالم.
النني: هناك نقطة يجب أن أحدثكم عنها، لا يجب أن تتوقفوا عن الحلم.
من هنا ننتقل للحديث عن مسيرة محمد النني، يرصد المحطات بنفسه وأبرز العوامل التي أثرت عليه، وكيف أقنع أرسنال باستمراره بعد أن كان النادي قد قرر رحيله.
من مصر إلى بازل
"توفت والدتي لكنها معي طوال الوقت. أحبها كثيرا وأحبها أكثر الآن، لا توجد امرأة يمكنها فعل ذلك".
"لدينا سيارات الآن وكل شيء، لكن الوضع كان صعبا في الماضي لأنه لم يكن معنا أموال، كنا نسافر من المحلة إلى القاهرة 3 مرات كل أسبوع بالقطار والحافلة. كنا نسافر ونعود في نفس اليوم، لأنني كنت صغيرا جدا واحتجت لشخص معي".
"والدتي كانت تذهب معي طوال الوقت، كنت سعيدا لأنني كنت ألعب لأكبر فريق في مصر (الأهلي)، كان ذلك أمرا جيدا جدا بالنسبة لي، علمني العديد من الأشياء".
"لم يكن يدور في رأسي سوى أمر واحد، لعب كرة القدم، قلت لوالدتي ووالدي إنني أذهب للمدرسة، لكنني لم أفعل، بعد نهاية وقت المدرسة كنت أعود وألقي حقيبتي وأخرج مجددا للعب كرة القدم مع أصدقائي".
"في الخامسة مساء كنت أعود للبحث عن شيء آكله، ثم أعود في المساء للعب كرة القدم مجددا".
قال ضاحكا: "لكنني نجحت في كل الامتحانات".
"لهذا السبب أرغب في مساعدة هؤلاء الأطفال، لأنني كنت أعيش وحدي في القاهرة وأنا في الثامنة من عمري في النادي، لكن هؤلاء الأطفال يعيشون في واقع أصعب، بعضهم خسر والديه ومنزله وهذا يجعلني أفهمهم جيدا".
"أحببت الأجواء في بازل، ثم تواصل معي أرسنال".
النني صاحب الـ28 عاما انضم إلى بازل قادما من المقاولون العرب في يناير 2013 على سبيل الإعارة مع أحقية الشراء في نهاية المدة وهو ما حدث في صيف 2013.
ولعب الدولي المصري بقميص بازل في 144 مباراة سجل خلالها 10 أهداف وصنع 8 آخرين. وتوج بالدوري السويسري 4 مواسم.
أمر غير منطقي
"قالوا لي أرسنال، فعليا تطلب مني الأمر دقيقة أو دقيقتين لم أسمع خلالها أي شيء، قلت حقا؟ هل تمزحون معي الآن؟ لماذا؟".
"قال رئيس النادي، مو، أرسنال هنا ويرغب في ضمك، لم أصدق الأمر، ربما كنت بحاجة لخطوة أخرى، لكن أرسنال؟ واحد من أكبر أندية العالم؟ بالنسبة لي لم يبد الأمر منطقيا".
إثبات خطأ أي مدرب يقرر رحيله
"قبل انضمامي إلى بشكتاش كنت أقول إلى أرسنال إنني لا أريد الرحيل بشكل نهائي، أردت الذهاب على سبيل الإعارة، لطالما آمنت بقدرتي على العودة إلى أرسنال".
"دائما أقول إن أرسنال أعظم نادي بالنسبة لي، نحن عائلة واحدة هنا وأهم شيء بالنسبة لي التواجد في مثل هذه الأجواء، أحب العائلة وأحب الشعور بالدفء بين الناس، حتى لو انضممت إلى أكبر أندية العالم إن لم أشعر أنني وسط عائلتي فلن أكون سعيدا".
"شعرت وكأنني لعبت بشكل جيد في بشكتاش، كنا ثالث الدوري وتأهلنا لدوري الأبطال، كان عاما جيدا بالنسبة لي، تواصل أرسنال مع وكيلي وقالوا، مو أنت بحاجة لإيجاد ناد جديد، قلت حسنا، لا مشكلة يمكنني إيجاد ناد جديد لكن لماذا؟".
"قالوا، لأننا سنضم لاعبين جدد، قلت لا مشكلة، لكنني تحدثت مع وكيلي وقلت له، أرجوك أرغب في العودة إلى أرسنال مرة أخرى إن كان ذلك ممكنا".
"فقط قبل بداية الموسم، وفور انضمام ميكيل أرتيتا، تحدث معي أرسنال مجددا وقالوا إنهم يرغبون في عودتي للتدريبات مع الفريق".
"كنت سعيدا للغاية، وكأنني لاعب جديد، في داخلي شعرت أنها فرصتي ويجب أن أستغلها للاستمرار وإظهار أنه إن طلب مدرب آخر رحيلي على سبيل الإعارة، فهو مخطئ".
"في الوقت الحالي نقاتل ونفعل كل ما بوسعنا، لدينا الجودة في الفريق والطاقم الفني ونتوق لتحقيق الإنجازات. الجميع يعمل بقوة لكي نستمر في الفوز بالمباريات، يمكنك أن تشعر بذلك في غرفة الملابس، لدينا روح جيدة في الفريق وتنافس جيد، نحن جميعا نتوق للمشاركة والفوز بالمباريات".
"لا يمكنك أن تلعب كرة القدم إن شعرت أن من حولك ليسوا سعداء بوجودك، إن كانوا ينتظرون خطأ لك ولن يمدوا لك يد العون، لكن في أرسنال دائما ما يحاول الجميع مساندتك في كل شيء في التدريبات وغرفة الملابس والملعب، كل شخص هنا يعلم أنه إن انضم لاعب جديد لنا فالمدرب والجميع يقولون: تأكد من أنهم يشعرون بالترحاب".
"تلك هي الثقافة في أرسنال، أنا محظوظ للانضمام إلى الفريق لأنه ناد كبير، بالطبع نحن مثل عائلة كبيرة هنا".
النني انضم إلى أرسنال في يناير 2016 بمبلغ 12.5 مليون يورو. ولعب بقميص المدفعجية حتى الآن في 117 مباراة بكل المسابقات سجل خلالها 3 أهداف وصنع 8 آخرين.
زيارة مستقبلية إلى مخيم الزعتري؟
"الأطفال لا يمكنهم فعل أي شيء ويجب علينا مساندتهم على الجانب النفسي لأن ذلك مهم للغاية".
"بعضهم فقد منزله وهناك من فقد أسرته، نعلم كم صعوبة هذا الأمر. كنت سعيدا للغاية للحديث معهم وجعلهم سعداء، أريد أن أفعل أكثر من ذلك لهم، أرغب في رؤيتهم سعداء حقا وليس عبر شاشة الكمبيوتر، هذا شيء كبير بالنسبة لي".
"سأتحدث مع أرسنال حول إمكانية زيارة مخيم الزعتري، لأنني أرغب في ذلك، المؤسسة تقوم بعمل رائع، يقومون بذلك بدافع الحب".