كتب : أحمد يماني
موسيماني لابد أن يرحل، موسيماني ليس بحجم الأهلي. على الأهلي استقدام مدير فني عالمي بشخصية الأهلي. موسيماني ليس شجاعا، والأهلي يعاني. كلها أحاديث قيلت مؤخرا عن مدرب الأهلي.
ملأت الجمل السابقة وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بعد هزيمة الأهلي أمام سيمبا التنزاني، وأيضًا بعض الانتقادات ظهرت رغم فوز الأهلي على الدحيل بسبب أداء الأهلي في الشوط الثاني وبعد مباراة بايرن ميونيخ.
السؤال الهام، ما هي المعايير التي تحكم على المدير الفني، والتي تجعل من موسيماني مدير فني جيد أو مدير فني ليس بحجم الأهلي؟ هل هي النتائج؟
النتائج بالطبع هي جزء هام من هذه المعايير، هناك معايير شخصية ومعايير فنية. المعايير الشخصية أبرزها:
الشهرة والخبرة التدريبية، والتعامل مع الاعلام، والإلمام بالتفاصيل التدريبية، وإدارة الماليات بالتشارك مع المدير الرياضي للفريق، والانضباط داخل الفريق بالتشارك مع مدير الكرة، وزيادة ولاء اللاعبين، والقدرة على التكيف مع الظروف والضغوط (وهي بالمناسبة السبب في رحيل فايلر عن الأهلي وحدثت من قبل بعد التوقيع مع الشباب السعودي).
المعايير الفنية وأبرزها الناحية الهجومية والدفاعية والبدنية والتكتيك المتبع واختيار الصفقات وتصعيد شباب للفريق.
كل ما سبق يؤدي إلى بناء ما يسمى "بمشروع" داخل الفريق وهو ما يقوم به جوارديولا على سبيل المثال بداية من برشلونة ثم بايرن ميونيخ، والآن مع مانشستر سيتي، فيجب أن يكون الاتفاق مع المدير الفني على مشروع بناء للفريق بشكل عام وليس مجرد الفوز بنتائج وببطولات.
مانويل جوزيه درب الجيل الذهبي للأهلي ولم يكن موفق بنفس الشكل في ولايته الأولى، لكن مع ولايته الثانية التي بقي فيها أكبر وقت استطاع الفوز بعدد كبير من البطولات وخلق شخصية أقوى للأهلي في مصر وإفريقيا، وهو ما يستفيد منه الأهلي حتى الآن.
جوزيه خلال ولايته الأولى خاض مع الأهلي 29 مباراة. فاز في 17 وتعادل في 7 وخسر في 5 (نسبة الفوز 59%). خسر من المريخ السوداني وخسر من بترو أتيليتكو برباعية في القاهرة، وخسر من غزل السويس ومن أسيك أبيدجان، وحقق فوزًا على الزمالك بسداسية.
جوزيه خلال الفترة الأسطورية مع الأهلي خاض مع الأهلي 251 مباراة. فاز في 179 وتعادل في 25، وتعرض للهزيمة في 25 مباراة (نسبة الفوز 71%). تعادل أمام كانو بيلارز النيجيري في القاهرة وتعادل أمام الشرطة وبتروجيت والجيش، وتعرض للهزيمة من الإسماعيلي وخرج من حرس الحدود ومن غزل المحلة في دور الـ 16 لمسابقة كأس مصر، وخسر من النجم الساحلي في نهائي دوري أبطال إفريقيا، وخسر من الهلال السوداني بثلاثية.
ماذا عن موسيماني؟
الدوري المصري الممتاز، وكأس مصر، ودوري أبطال إفريقيا. الميدالية البرونزية في كأس العالم. ما سبق هي ألقاب بيتسو موسيماني مع الأهلي خلال 4 أشهر من تولي المسئولية.
26 مباراة خاضها مع الفريق، فاز في 18 مباراة وتعادل في 6، وخسر مباراتين أمام بايرن ميونيخ وسيمبا (نسبة الفوز 70%)، ومن الممكن أن يضيف موسيماني إلى رصيده لقب السوبر الإفريقي ضد نهضة بركان، والسوبر المصري ضد طلائع الجيش.
تعادل موسيماني في بطولة الدوري هذا الموسم مع وادي دجلة والبنك الأهلي وبيراميدز، والموسم الماضي أمام بيراميدز أيضًأ، وتعادل أمام بالميراس البرازيلي قبل الفوز بركلات الترجيح والحصول على المركز الثالث في بطولة العالم للأندية، وتعادل في نهائي الكأس أمام طلائع الجيش وفاز بركلات الترجيح.
ما سبق يعني أن موسيماني رقميًا حتى الآن يسير على نهج أرقام مانويل جوزيه، وأي حديث عن رحيل المدرب أو استدعاؤه أو توجيه نقد لاذع له أمر غير منطقي على الإطلاق، وسيؤثر على مشروع الأهلي المستقبلي، خاصة أن فايلر كان يسير على هذا النهج، لكن بسبب عدم قدرته على تحمل الضغوط الأسرية ترك النادي.
الشهرة والخبرة التدريبية
موسيماني مدير فني مخضرم إفريقيًا، وحقق نتائج طيبة جدًا في مشواره مع صنداونز الذي استمر لـ 8 سنوات، حقق فيها جميع البطولات مع الفريق؟
التعامل مع الاعلام
بيتسو موسيماني مدير فني محترم جدًا، ويجيد التعامل مع الإعلام، ومن بداية وجوده في مصر يرد على أسئلة الصحفيين بشكل جيد جدًا. حتى وإن كان بعضها غير احترافي بشكل كبير، بالإضافة إلى تواجده الجيد على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
التعامل مع اللاعبين
يجيد موسيماني التعامل مع اللاعبين، خاصة خلال الأزمات التي كان أبرزها التعامل مع محمد مجدي "أفشة"، وكيف اهتم باللاعب بعد ضياعه العديد من الفرص وركلات الترجيح، وبدأ بتأهيله خلال مباراة الوداد، وهو ما أدى إلى المستوى الممتاز للاعب مع الأهلي ومع المنتخب، وأخيرًا تسجيله لهدف في نهائي دوري أبطال إفريقيا، بالمثل التعامل مع والتر بواليا رغم إهداره العديد من الأهداف.
القدرة على التكيف مع الظروف والضغوط
حتى الآن يجيد موسيماني التكيف مع الضغوط، فهو للمرة الأولى يقوم بالتدريب خارج حدود جنوب إفريقيا، واستقدم أسرته للعيش في القاهرة وتكيف بشكل سريع مع الأجواء المصرية.
أما عن النواحي الفنية، فموسيماني هجوميًا جيد جدًا، الأهلي أكثر فريق تسديدًا على المرمي خلال ال 90 دقيقة بـ 14.6 تسديدة قبل الزمالك الثاني بـ 12.3 تسديدة.
في الكرات العرضية، الأهلي الأول بـ 42% نسبة عرضيات صحيحة، والأهلي أكثر فريق تمريرًا للتمريرات المفتاحية 8.9 خلال المباراة.
الأهلي أكثر فريق لمسًا للكرة في منطقة الجزاء 24.24 في المباراة، قبل الزمالك الثاني بـ 18.2. لكن يعيب الأهلي عدم استثمار ذلك لأهداف، فهو السادس في الترتيب في نسبة التسديدات الصحيحة على المرمي 34% ويتفوق عليه أسوان ومصر للمقاصة وغزل المحلة والزمالك والجونة.
دفاعيًا، الأهلي الأقوى، حيث يستقبل خلال المباراة 5 تسديدات كحد أقصى، مقابل 8.6 للزمالك على سبيل المثال، الأهلي ثاني أقل فريق فقدًا للكرة بعد وادي دجلة.
ما سبق يعرض بشكل إجمالي أن الأهلي مع موسيماني على الطريق الصحيح، لكن هناك بعض الأشياء التي تحتاج لتطوير، أهمها عدم وجود مهاجم جيد داخل الصندوق، وهو ما يتحمله موسيماني بترك أحمد ياسر ريان يرحل عن الفريق للإعارة. سجل ريان 7 أهداف، وهو ما لم يسجله مهاجمي الأهلي مجتمعين.
وأيضًا يوجد كثير من اللوم على الجنوب إفريقي بعد استبعاد محمد شريف من التشكيل الأساسي فور وصول بواليا، مما أدي إلى انخفاض مستوى اللاعب الذي اعترف في أحد اللقاءات الصحفية أنه لا يؤدي التمرين بشكل جيد، لذا لا يعتمد عليه موسيماني مؤخرًا.
ويحسب على موسيماني بعض التأخر في التغييرات أو التأمين الزائد، خاصة في مباراة سيمبا خصيصأ، التي لعب في نهايتها ب 4 لاعبين ارتكاز وبدأ بثلاثي ارتكاز دفاعي.
حتى الآن، موسيماني يجيد مع الأهلي، لكن عليه تدارك بعض الأخطاء التي تحدث، حتى لا يتفاقم الوضع وتزيد الضغوط على الفريق، على الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققها بيتسو.