تراجع باريس سان جيرمان محليا.. بين التشبع من الدوري وافتقاد الحلول الهجومية
الإثنين، 22 فبراير 2021 - 22:19
كتب : محمد يسري
في الموسم الحالي خسر باريس سان جيرمان 6 مباريات في الدوري الفرنسي، ليحقق أسوأ سجل منذ بداية الحقبة القطرية موسم 2011-2012 حين اشترى ناصر الخليفي نادي العاصمة.
الهزائم الستة جاءت بعد 26 جولة من الموسم، رغم إن باريس سان جيرمان خسر 3 مباريات فقط خلال 27 مباراة لعبها فقط في الموسم الماضي قبل إلغاء الموسم بسبب جائحة كورونا.
كثرة الهزائم جعلت حامل اللقب يتراجع للمركز الثالث برصيد 54 نقطة، بفارق 4 نقاط عن ليل متصدر الترتيب، بينما يحتل ليون المركز الثاني بـ55 نقطة.
فما الذي يحدث في النادي الباريسي؟
تشبع محلي
فاز باريس سان جيرمان بـ7 ألقاب للدوري الفرنسي من أخر 8، والدوري الوحيد الذي خسره في هذه الفترة كان لصالح موناكو موسم 2016-2017 بقيادة ليوناردو جارديم وبفريق شبه متكامل ضم راداميل فالكاو وبنجامين ميندي وبيرناردو سيلفا وفابينيو وتيموي باكايوكو مع الموهبة المعجزة في ذلك التوقيت: كيليان مبابي، قبل انتقاله لفريق العاصمة.
الفوز الدائم بلقب الدوري شكل حالة من التشبع المحلي للاعبين، كما رسخ فكرة أخرى، وهي: سهولة تحقيق اللقب حتى رغم البداية المتواضعة.
في الموسم الماضي خسر باريس 3 مرات خلال أول 12 جولة لكنه لم يجد أي منافسة من أي فريق ليحسم الدوري عن طريق الجدارة الرياضية بعد توقفه بسبب كورونا.
وحاليا، لا يبتعد باريس سان جيرمان كثيرا عن الصدارة، لكنه أصبح يواجه شيئا لم يعتد عليه.
المنافسة
لم يعتد باريس سان جيرمان على المنافسة في الدوري الفرنسي، فباستثناء موسم 2016-2017، فاز الفريق باللقب دون عناء يُذكر.
لكن في الموسم الحالي اختلف الأمر.
خسر باريس سان جيرمان 4 مباريات من أصل 6 ضد منافسين مباشرين على المربع الذهبي للدوري، إذ أهدر نقاط ضد: موناكو بالخسارة ذهابا وإيابا، ومارسيليا وليون.
وبالنظر لترتيب هذه الفرق نجد أن:
-ليون يحتل المركز الثاني بفارق نقطة عن باريس سان جيرمان.
-موناكو يحتل المركز الرابع بـ52 نقطة ويأتي خلف سان جيرمان بنقطتين.
-أما مارسيليا فانتصر عليهم في الجولة الثالثة.
أما عن الهزائم الأخرى فجاءت ضد: لانس في الجولة الثانية للدوري ولوريان.
ما اختلف هو خسارة باريس سان جيرمان ضد الفرق التي تنافس على مقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا، إذ خسر 9 نقاط ضدهم.
حلم أوروبا
وسط التشبع من الفوز بالدوري ووجود فرق قادرة على المنافسة –حتى الآن- في الدوري، يأتي الحلم الأكبر للفريق الفرنسي، وهو الفوز بدوري أبطال أوروبا.
في الموسم الماضي كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من الظفر بـ ذات الأذنين، لكنهم اصطدموا بـ بايرن ميونيخ وخسروا النهائي بهدف.
لكن على الرغم من الخسارة إلا أن عناصر اختلف تفكيرها بعد لعب المباراة النهائية؛ فعرفوا قدرتهم على الوصول لهذه المرحلة وآمنوا بأنفسهم وأدركوا إمكانية تحقيق المسابقة.
وهذا ما يظهر في الموسم الحالي.
تصدر الفريق مجموعته في دوري أبطال أوروبا على حساب مانشستر يونايتد ولايبزيج وباشاكشهير.
وفي ذهاب دور الـ16، سحق برشلونة، على ملعب كامب نو، بنتيجة 4-1؛ ليضع قدما في ربع النهائي.
وبالنظر لأداء الفريق في الدوري ودوري الأبطال؛ نرى أن المستوى يعد أفضل على المستوى الأوروبي؛ نظرا لرغبة اللاعبين في العودة للنهائي مرة أخرى وتحقيق اللقب.
غياب الحلول الهجومية
يعد باريس سان جيرمان أقوى خط هجوم في الدوري الفرنسي برصيد 57 هدفا، ويليه موناكو وليون بـ54 هدفا.
كما يعد ثاني أقوى خط هجوم في مجموعته في دوري الأبطال بـ13 هدفا، خلف يونايتد الذي سجل 15 هدفا.
إلا أن الفريق يعاني ضد الفرق التي تُجيد الدفاع والتكتل في الخلف.
ورغم وجود مبابي ونيمار وماورو إيكاردي وآنخيل دي ماريا ومويس كين في صفوف الفريق لكن لم يحظَ الفريق كثيرا بوجودهم جميعا لمدة طويلة بسبب الإصابات.
بجانب أن أغلب الأسماء السابقة لا تقدم كل ما لديها رغم نجوميتها وتاريخها السابق، مثل إيكاردي الذي سجل 5 أهداف خلال 13 مباراة.
ضد موناكو مثلا، خسر الفريق بهدفين دون مقابل، ليخرج نيكو كوفاتش بعدها ويوضح أسلوب فريقه الدفاعي، ويقول: "نجحنا في إيقاف خطورة مبابي بمراقبته بلاعبين أو ثلاثة، ولم نستقبل العديد من الفرص".
ورغم أن تصريح كوفاتش يوضح لماذا لم يسدد مبابي أي كرة على المرمى إلا أنه يكشف أن الأسماء الأخرى في تشكيل سان جيرمان لم تستغل سحب مبابي لأكثر من مدافع، لتسجل أي أهداف، خصوصا مع غياب المستمر لنيمار ودي ماريا بسبب الإصابة.
فـ كين سدد مرة على المرمى وإيكاردي لم يسدد بين القائمين والعارضة من الأساس.
وبغياب نيمار ودي ماريا فقد باريس سان جيرمان أكثر ثنائي كان يقوم بصناعة مواقف للتسديد في المباراة الواحدة.
نيمار كان يخلق 7.69 موقفا للتسديد خلال المباراة، ويليه دي ماريا بـ 6.21 موقفا للتسديد.
بارقة أمل
رغم الصعوبات التي يعشيها الفريق إلا أن تواجد ماوريسيو بوكيتينو على رأس القيادة الفنية قد يُقلل من حدة هذه المشكلات.
والسبب يأتي لتعطش المدرب الأرجنتيني في تحقيق أول لقب للدوري في مسيرته التدريبية.
فبعد الخسارة ضد موناكو، رفض بوكيتينو توجيه اللوم للاعبين، وتحمل المسؤولية، وقال: "أنا المسؤول عن الخسارة إذا كنتم (الإعلام) يبحث عن سبب لها".
كما أن علاقته الطيبة –عموما- مع لاعبيه وعدم دخوله في صدام معهم، عكس شخصية توماس توخيل الصلبة، سيحفز اللاعبين؛ لمواصلة السير نحو حلم دوري أبطال أوروبا والعودة والتركيز على الحفاظ على لقب الدوري.