كتب : إسلام مجدي
"أشعر أننا في مركز لا علاقة له بمستوانا، حتى لو فكرت لوقت طويل للغاية أن لدينا مشاكل في الفريق ولا يمكنني حلها بنفسي كمدرب، مستوانا أعلى من ذلك وبالطبع هناك إحباط، كان يجب أن نكون في مركز أفضل". جوزيه مورينيو مدرب توتنام.
ما الذي يحدث لتوتنام؟ الفريق قد يسيطر لفترة ما في المباراة لكنه يفتقر لسلاح امتاز به مع بداية الموسم، الإجهاز على منافسه خلال اللقاء، إنهاء فرصه قبل أن تبدأ وغيرها من النقاط.
في مباراة إيفرتون بكأس الاتحاد كان متقدما بنتيجة 1-0 ويتحكم في زمام الأمور وبدا وكأنه يقترب من تسجيل الهدف الثاني لكن بعد خطا وحيد أصبحت النتيجة 3-1 ثم 5-4.
قبلها كانت هناك مباراة ضد وست هام يونايتد في الدوري خلال شهر نوفمبر الماضي وانتهت بنتيجة 3-3 بعد أن كان متقدما بنتيجة 3-0.
أمر حدث أيضا ضد فولفسبرجر في الدوري الأوروبي، فريق لم يصل قط إلى تلك المرحلة من مسابقات يويفا، توتنام تقدم في الشوط الأول بنتيجة 3-0، ثم في نهاية المطاف أصبحت 4-1 ما أغضب مورينيو عقب اللقاء.
"لا أعتقد أن أي أحد بإمكانه التصديق أن فولفسبرجر سيسجل هدفا في الشوط الثاني أو اثنين أو ثلاثة، لكن حينما تمنحهم الهدف الأول، تنقلب المباراة، لأن كرة القدم لعبة عواطف وحينما يكون منافسك، آسف لاستخدام الوصف التالي، ميت، تمنحه الحياة تتغير المشاعر". – مورينيو.
منذ انتصار توتنام أمام أرسنال يوم 6 ديسمبر الماضي والذي يبدو وكأنه تاريخ بعيد للغاية، لم يفز ديوك لندن سوى في 3 مباريات في الدوري من أصل 12 مواجهة، أي بمتوسط نقطة في المباراة.
دانييل ليفي كان قد أقال ماوريسيو بوكيتينو من منصبه كمدرب للفريق في نوفمبر 2019 بعدما حصد 14 نقطة من 12 مباراة.
ما يعني أن معدل حصد الفريق للنقاط حاليا أسوأ مما كان عليه حينما قرر رئيس النادي إقالة بوكيتينو وتعيين مورينيو.
توتنام كان على قمة جدول الترتيب حينما فاز ضد أرسنال بنتيجة 2-0 منذ 11 أسبوعا، لكن الآن على بعد 23 نقطة من مانشستر سيتي المتصدر و9 نقاط عن وست هام يونايتد صاحب المركز الرابع.
شبكة ذا أثليتك قالت عن مشاكل توتنام: "حاليا مشكلة الفريق ليست في حسابات التأهل لدوري الأبطال أو الأرقام عموما، لكن الجودة. توتنام لا يلعب بشكل جيد كفاية ليحصد العدد الكافي من النقاط ليعود إلى المركز الرابع".
لكن كيف ساءت الأمور إلى هذا الحد؟
يجيب عن هذا السؤال الثنائي حسن قاسمي مذيع "توك سبورت" وسايمون جونز الصحفي الإنجليزي بعدة صحف أبرزها "صانداي ورلد" و"صن" وغيرها.
في البداية قال سايمون: "العديد من الأخطاء الساذجة ارتكبها لاعبون أساسيون مثل إريك داير وهوجو لوريس ثم إصابة هاري كين، الفريق فقد الزخم في هذه الفترة التي نتحدث عنها".
وواصل "مورينيو لم يستقر بعد على الثنائي الدفاعي لديه، على الأرجح سيبيع دافينسون سانشيز".
وأردف "كذلك سيحاول ضم ميلان شكرينيار وماكسيموفيتش".
واسترسل "قد يبيع ديلي ألي كذلك إن تمكن من ضم بديل له مثل سابيتزر من لايبزج، ألي لم يكن في مستواه وجاريث بيل لا يتدرب جيدا، لكن الأهم لجوزيه مورينيو أنهم لا يظهرون مسؤولية بشكل كاف حينما يخسر الفريق الاستحواذ، وبالتالي لا يشارك الثنائي".
أما قاسمي فقال: "لكي نرد على هذا السؤال نحن بحاجة للنظر إلى موسم توتنام، والطريقة التي لعبوا بها في بداية الموسم خاصة في الدوري".
وأكمل "توتنام بدأ بشكل جيد جدا وكان لديهم زخم ونجحوا في التواجد في القمة لأسبوعين أو أكثر".
وواصل "كان لدى الفريق نظاما للهجمات المرتدة والذي كان يدار بشكل جيد من قبل المدرب واللاعبين حتى واجهوا ليفربول وخسروا بنتيجة 2-1 في الدقيقة 90".
وشرح "في تلك المباراة كان لدى توتنام الفرصة للفوز لكن بيرجفين أهدر عددا من الفرص".
وأشار "الخسارة زعزت ثقتهم وأثرت على الفريق بشكل كبير والنتيجة؟ خسروا التوازن ولم يجدوا طريقا للعودة بجانب الإصابات التي ضربت الفريق للاعبين مثل هاري كين وجاريث بيل وجيوفاني لو سيلسو، ليتحول الأداء من سيء لأسوأ".
وتابع "أعتقد أن لديهم مشكلة في الثقة أثرت على الفريق ككل كما أن الرباعي الدفاعي يسهل التأثير عليه نفسيا وارتكب العديد من الأخطاء التي أثرت على الفريق بقوة خاصة في نتيجة مباراتي ليفربول".
واستكمل "أعتقد أن توتنام يفتقر للاعب يمكنه ربط خط الوسط مع الهجوم، إن كان لديهم لاعب مثل إريكسن لما عانى الفريق مثل معاناته خلال الموسم الجاري".
وأضاف "أعتقد أن لو سيلسو كان اللاعب المعني بلعب هذا الدور حينما تم التوقيع معه، وأدى جيدا لكنه غاب لفترة طويلة، أعتقد أنه كذلك مع الوقت لاحظت الفرق أنه بمراقبة سون هيونج مين سيؤثر ذلك بشدة على توتنام ولن تجعله يلعب بأفضل قدراته وهذا ما يحدث منذ ذلك الحين".
إذا تتلخص مشاكل توتنام كالتالي:
لكن من بين كل العناصر التي قد تُعوض، الثقة لا يمكن تعويضها فهي المحرك الرئيسي للشكل الذي يلعب به توتنام وأيضا سبب في الأخطاء الفردية المتكررة.
ويبقى سؤال آخر يجول في بال كل متابع خاصة مع تشابه بعض الظروف، هل يمكن أن يكرر مورينيو مع توتنام ما فعله مع مانشستر يونايتد في موسم 2016-2017 حينما وضع كل تركيزه في الفوز بالدوري الأوروبي للعب في دوري الأبطال خلال الموسم المقبل؟
يقول قاسمي: "سيكون ذلك مخاطرة، لكن في نفس الوقت لا أرى توتنام ضمن الـ4 الكبار هذا الموسم، الفجوة كبيرة حاليا لذا هم بحاجة لترتيب أولوياتهم والمحاولة للفوز بالدوري الأوروبي وكأس الرابطة".
وتابع "هل يمكن أن يفوز باللقبين؟ أعتقد الوقت فقط بإمكانه إخبارنا لكنهم بحاجة للمخاطرة ونسيان الدوري تماما، الفوز بالدوري الأوروبي حاليا هو الطريق الأسهل للتواجد في دوري الأبطال خلال الموسم المقبل بالنظر لما يفعلونه في الدوري".
وأردف "لا يوجد لدي شك في جوزيه مورينيو وجودة اللاعبين، أعتقد أن خبرة مورينيو ستساعدهم في سعيهم لهذا اللقب".
وأتم "أعتقد أن توتنام على بعد كأس من أن يتحول موسمه إلى موسم جيد، الأمر كله منوط باستعادة الثقة والحظ، إن كان بإمكانهم تقليل الأخطاء الفريدة والعمل على عقلية الفريق كمجموعة فسيفوزن بالألقاب لكن إن استمروا بنفس الشكل فأنا أشك في قدرتهم على المنافسة".
فيما قال سايمون جونز: "أعتقد أن هذا ما سيحدث، هناك علامات في الشوط الثاني ضد وست هام أظهرت أن الفريق يحاول الوقوف على قدميه مجددا، لكن قد يحتاج ذلك إلى تغيير النظام لكي يحصل مورينيو على أفضل ما لدى كل لاعب".
وأتم "مورينيو يكره تغيير نظامه، لكنه يتضايق بسبب عدم عمل بعض اللاعبين أو تحملهم للمسؤولية".
الوقت وحده هو الحكم لمعرفة هل يمكن لمورينيو وتوتنام استخدام ورقة الدوري الأوروبي للمشاركة في دوري الأبطال؟ خاصة مع وجود منافسة قوية للغاية من أندية مثل مانشستر يونايتد وأياكس وربما ليستر سيتي إن تمكن من تخطي سلافيا براجا.