كتب : عمر ناصف
اجتمع هيربيرت كيلبن صانع الأحذية الإنجليزي مع مواطنه ألفريد إدواردز رجل الأعمال القادم من مدينة نوتنجام واتفقا على تدشين ناد لكرة القدم والكريكيت في مدينة ميلانو الإيطالية من أجل إدارة أعمالهم ليصبح ميلان أحد الأندية الرائدة في إيطاليا بعد تورينو وجنوى.
إعادة نشر قبل دربي الغضب رقم 299 اليوم الأحد
كان العام 1898، تولى كيلبن مسؤولية تكوين وقيادة فريق كرة القدم لميلان حتى اعتزال في 1906. لعب في تلك الفترة 17 مباراة رسمية في الدوري وتوج بالدوري 3 مرات. باعتزاله، بدأت الخلافات تضرب جدران الفريق الذي أسسه، وذلك بسبب اللاعبين الأجانب.
انقسم لاعبو ميلان إلى فريقين. الأول يرى ضرورة الاعتماد على اللاعبين المحليين كقوام رئيسي للنادي الذي وصل عدد اللاعبين السويسريين فيه آنذاك 8، بينما الفريق الآخر لا يجد حرجا في الأمر.
ظلت الأمور مشتعلة حتى 1908، إلى أن قرر 42 مشجا ولاعبا بقيادة الفنان الإيطالي جورجيو موجيانو الاجتماع في مطعم "الساعة" في قلب ميلانو ليقرروا "سيكون للأجانب مكان بيننا"، وتمت ولادة نادي "إنترناسيونال" أو بالعربي "النادي الدولي" بعد ذاك الاجتماع.
ميلان الذي أسسه كيلبن أصبح فريقين الآن، لكن قلبه ظل معلقا بالتأكيد بأصحاب القمصان الحمراء والسوداء، الدربي الأول انتهى بفوز ميلان على إنتر بهدفين لهدف ولكن العام التالي شهد نجاحا فوريا للأخير الذي حصد لقب الدوري في 1910 واكتسح جاره مرتين بخماسية خلال موسمه الثاني.
الانقسام طال الجماهير أيضا، فأبناء الطبقة الراقية الملقبين بـ"البرجوازيين" قرروا دعم إنتر الوليد. بينما طبقة العاملين المتعصبة لكل ما هو وطني فقط وقفت بجانب ميلان وقضيته الرافضة لسيطرة الأجانب على كرة القدم في إيطاليا.
لذلك كانت جماهير إنتر دائما لديها رفاهية الذهاب للمباريات على دراجاتهم الهوائية الخاصة بينما جماهير ميلان كانت تستخدم وسائل النقل العامة.
تغيرت الأمور الاقتصادية مع الوقت، وتقلصت الفوارق الاجتماعية بينهم، كما تقبل ميلان وجماهيره تواجد الأجانب وسطهم فظل الفريق بعيدا عن البطولات والإنجازات منذ الانقسام وحتى الخمسينيات عندما قاد الثلاثي السويدي بقيادة الهداف جونر نوردل وجونار جرين ونيلز ليدهولم الفريق إلى أربع بطولات للدوري في الفترة من 1950 إلى 1960.
ولكن ذلك لم يغير ولادة دربي جديد في الكرة الإيطالية هو "دربي ديلا مادونينا"، مادونينا هي السيدة العذراء، التي يتوسط تمثالها مدينة ميلانو، ومنه تم اقتباس لقب دربي الغضب.
دربي مسرحه الدائم منذ 1947 هو سان سيرو، أو جوزيبي مياتزا.
مياتزا هو أحد أساطير إنتر ميلان في ثلاثينيات القرن الماضي، ترك النادي بعد ذلك وانضم إلى الجار اللدود ميلان لمدة موسمين ثم رحل إلى يوفنتوس وفاريسي وأتالانتا قبل العودة إلى إنتر ميلان في نهاية مسيرته الكروية كلاعب ومدرب أنقذهم من الهبوط للدرجة الثانية واعتزل بعدها.
تكريما له، كواحد من أعظم اللاعبين ليس فقط في تاريخ إنتر ميلان وإنما كرة القدم الإيطالية، تم إطلاق اسمه على سان سيرو ليتحول إلى ملعب جوسيبي مياتزا رسميا، جماهير إنتر تتعامل معه بهذا الاسم والبعض من جماهير ميلان يرفض ذلك مستمرا في تسمية الاستاد العتيق "سان سيرو".
يوجد متحف مشترك للناديين في الملعب يضم تتويجاتهما العديدة سواء على المستوى المحلي أو القاري أو العالمي.
يتفوق ميلان في المواجهات المباشرة بـ113 فوزا، لكن إنتر يملك الأفضلية على صعيد اللقاءات الرسمية، بـ83 انتصارا مقابل 77 هزيمة.
مع تصدر إنتر لترتيب الدوري الإيطالي بفارق نقطة عن جاره، ومع فوز كل منهما مرة بنتيجة 2-1 في آخر مواجهتين، ستكون مباراة الأحد حامية الوطيس بين كتيبة ستيفانو بيولي ورجال أنتونيو كونتي.