حقيقة السلالة الجديدة.. لماذا أغلقت الجزائر والمغرب أبوابها في وجه أندية جنوب إفريقيا
الخميس، 18 فبراير 2021 - 18:29
كتب : FilGoal
سيطر المصير المجهول على مباراة أخرى من دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا، بعد أن رفضت السلطات الصحية الجزائرية السماح باستضافة شباب بلوزداد لـ ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي.
شباب بلوزداد أعلن رسميًا عن تأجيل مباراته أمام صن داونز بالجولة الثانية من دور المجموعات –التي كان مقررا إقامتها الثلاثاء المقبل- إلى أجلٍ غير مسمى.
يأتي ذلك بعد أسبوع واحد من تأجيل مباراة الوداد البيضاوي المغربي وكايزر تشيفز ضمن منافسات الجولة الأولى بوازع من السلطات الصحية المغربية أيضا، مباراة ازدادت إقامتها تعقيدا بعدما اعتذر الاتحاد المصري لكرة القدم عن عدم استضافتها.
والسؤال هنا، ماذا يحدث في جنوب إفريقيا تحديدا ليضع عائقا أمام تنقُل أنديتها بحُرّية في بقية بلدان القارة؟
سلالة جديدة
كل الفيروسات تتحوّر بشكلٍ مستمر إلى سلالات جديدة، وفيروس كورونا –الذي قلب العالم رأسا على عقب- ليس استثناءً في ذلك.
ورغم أن فيروس كورونا تحوّر بالفعل إلى آلاف السلالات الجديدة خلال الأشهر الماضية، لكن السلالة التي ظهرت في جنوب إفريقيا تحديدا تُقلِق العلماء والأطباء أكثر من غيرها.
السلالة تُعرَف علميًا بـ 501.V2 أو B.1.351، وعلى عكس المتداول، فهي ليست بالضرورة أكثر خطورة وفتكًا من السلالات الأخرى كما هو شائع.
لكن القلق الراهن من تلك السلالة يرتكز على سببين: سرعة التفشي، وفعالية اللقاحات.
فتلك السلالة الجنوب إفريقية تنتشر بصورة أكبر ويسهل التقاط العدوى بها عن غيرها من السلالات لـ فيروس كورونا.
كما أن اللقاحات التي طوُرَت وخرجت إلى النور عبر إصدارات مختلفة في الأسابيع الماضية، قد لا تكون بالضرورة فعّالة أمام هذه السلالة.
قدرة اللقاحات على التصدي لهذه السلالة أمر غير مُثبَت بشكل مؤكد بعد، ويحتاج إلى مزيدٍ من الاختبارات المعملية لحسمه.
وعرفت جنوب إفريقيا انتشارا واسعا لهذه السلالة مؤخرا، مما دفع بالسلطات المغربية والجزائرية إلى رفض استقبال الرحلات القادمة من هناك.
جنوب إفريقيا سجلت عموما أكثر من 33 ألف حالة إيجابية بفيروس كورونا خلال آخر أسبوعين، كما سجّلت أكثر من مليون ونصف المليون حالة إيجابية منذ تفشي الوباء.
وشهدت جنوب إفريقيا أكثر من 48 ألف حالة وفاة بسبب فيروس كورونا، وتعد الدولة رقم 16 عالميًا على مستوى تسجيل الحالات الإيجابية، والأولى إفريقيًا.
على الجانب الآخر، فإن قيود السفر مازالت مفروضة على دخول الجزائر، ومقتصرة فقط على موافقات رسمية من الجهات الجزائرية لأصحاب الإقامات في الجزائر، والدبلوماسيين، وأهاليهم. مع فرض عزل إجباري لمن يدخل الجزائر.
حتى الجزائريون يجدون صعوبة في العودة للجزائر. 900 جزائري كانوا في مصر وقت بداية كورونا، عاد منهم 600 ومازال 300 مواطنا يحاول العودة للجزائر.
تصعيب الجزائر لإجراءات عودة مواطنيها يأتي بسبب قلة الإمكانيات والأماكن المتاحة للعزل، بالتالي لا تريد السلطات المغامرة بالحاجة إلى توفير أماكن عزل أخرى لن يستطيعوا توفيرها.
حلول مقترحة
السيناريو الأول والأقرب للتطبيق، هو أن تستضيف بلدان أخرى هذه المباريات تحت إجراءات صحية مشددة.
في أوروبا أغلقت عدة بلدان أبوابها في وجه الرحلات القادمة من المملكة المتحدة، مما تسبب في إقامة مباريات الفرق الإنجليزية بالبطولات الأوروبية على ملاعب محايدة.
فحل ليفربول ضيفا على لايبزج الألماني في المجر، وهو نفس المسرح الذي سيستقبل مباراة بوروسيا مونشنجلادباخ ومانشستر سيتي الأسبوع المقبل ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا.
وفي الدوري الأوروبي يستقبل ريال سوسيداد الإسباني نظيره مانشستر يونايتد الإنجليزي في مدينة تورينو الإيطالية.
هذا الحل كادت أن توفّره مصر، قبل أن تتراجع معللة ذلك بعدم تناسب الموعد الجديد المحدد لمباراة الوداد وصن داونز.
أمّا السيناريو الآخر فهو مشابه لما تم اعتماده في دوري أبطال آسيا، وهو إقامة مباريات كل مجموعة في بلد واحد بنظام الفقاعة الطبية، للحد من التنقل وما يصاحبه من صعوبات.
هذا القرار تم تطبيقه على ما تبقى من نسخة 2020 الماضية كاملة والتي استضافتها قطر، قبل أن يعدّله الاتحاد الآسيوي ليكون كل مجموعة على حدة.
*المعلومات الطبية المذكورة في التقرير منقولة من هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي.