كتب : إسلام أحمد
سقط ليفربول في فخ 3 هزائم متتالية لأول مرة تحت قيادة يورجن كلوب، أمام برايتون ومانشستر سيتي ثم ليستر سيتي.
الشعور السائد هو أن هناك شيء مفقود في الريدز، لكن ما هو؟
هل الإرهاق هو السبب؟ لا، استعادة الكرة بأسلوب لعب الضغط العالي المتبع من كتيبة المدرب الألماني لم يكن المشكلة.
من المهم أن نلاحظ أن كل فرق الدوري الإنجليزي تقريبا أصبح حدّة ضغطها على دفاع الخصم أقل من الموسم الماضي.
لكن ليفربول هو الأقل في فقد الكرة خلال الـ 90 دقيقة بـ 4.5 مرة، كما أن الفريق يمنح فقط للخصم معدل 10.6 تمريرة قبل أي تدخل أو اعتراض للكرة كثالث أفضل فريق في الدوري، وهو ما يثبت أنهم يضغطون بشكل فعال.
لا توجد مشكلة أيضا في السيطرة على الكرة، فمعدل استحواذ ليفربول يصل إلى 63.7% في الدوري بعد مانشستر سيتي 64.1%.
عُرف عن ليفربول قوته في استعادة الكرة سريعا بفضل الضغط الفعال من الأمام والتسديد في أقل عدد من الثواني، كيف؟
الموسم الماضي أمام إيفرتون، يشتت أندي روبرتسون برأسية إلى آدم لالانا في عمق منطقة جزاء ليفربول.
لاعب الوسط الإنجليزي يمرر بسرعة إلى ساديو ماني في منتصف الملعب.
وبفضل سرعة ماني يجد السنغالي المساحات ويمرر بينية متقنة إلى ديفوك أوريجي.
البلجيكي يراوغ ويسجل في المرمى الخالي.
في ذلك الهدف اعتمد ليفربول على التدرج السريع بالكرة وخروج لاعبي إيفرتون من مراكزهم الدفاعية فسجل.
وفي الموسم الحالي يواجه ليفربول صعوبة، بسبب تواجد الخصم في مناطقه الدفاعية بشكل أكبر.
ورغم إتاحة الفرصة لـ ليفربول للتسجيل من المرتدات اختاروا التمرير والاحتفاظ بالكرة حتى يستعيد الخصم تنظيمه الدفاعي، ومن ثم تبدأ مهمة بناء الهجمة ومحاولة تسجيل الهدف.
على سبيل المثال هدف محمد صلاح الثاني من مرتدة سريعة في شباك وست هام يونايتد يشبه كثيرا هدف الريدز في إيفرتون إعلاه، بعدما استفاد الفريق من ركنية نفذها لاعبو الهامرز ومن ثم انطلقوا للأمام في مرتدة سريعة من أقل عدد من التمريرات.
وهو ما لم يحدث أمام مانشستر سيتي.
هنا، استعاد ألكسندر أرنولد الكرة من رحيم سترلينج ومرر كرة طولية على الخط إلى صلاح.
لاعبو سيتي يعودون إلى مناطقهم الدفاعية لكن دون تنظيم لكن بعدد كبير.
صلاح قرر أن يدخل للعمق ويمرر إلى كورتيس جونز، ولا زال تنظيم سيتي الدفاعي ليس في أفضل حالاته.
جونز فضل التمرير إلى روبرتسون في الوقت الذي عاد لاعبو سيتي لأمكانهم بتنظيم دفاعي منظم، ليبدأ لاعبو ليفربول بناء هجمة جديدة.
عرف سيتي كيفية إبعاد لاعبي ليفربول عن منطقة الـ 18 لكن يظل ضغط ليفربول جيد، فهنا قطع جونز الكرة من أولكساندر زينتشنكو.
انطلق جونز متفوقا على الأوكراني لكن بدلا من أن يمرر إلى صلاح عرضية تجعله مواجها للمرمى.
فضل التمرير إلى الخلف لروبرتو فيرمينو الذي مرر مرة أخرى للخلف إلى فينالدوم ما أتاح لسيتي تنظيم خطوطه الدفاعية مرة أخرى وبدء ليفربول محاولة الاختراق من جديد، لتتنهي دون تسديدة.
أهم خاصية للريدز في الموسم الجاري من أجل الحصول على تسديدة سريعة على مرمى الخصم صارت من عيوب الفريق.
سدد الريدز 3.5 تسديدة من كل 90 دقيقة خلال 15 ثانية من استعادة الكرة في وقت سابق.
والموسم الحالي يعد الأقل للفريق بـ 3 تسديدات خلال المباراة خلال 15 ثانية من استعادة الكرة، لتضع الفريق في المركز الرابع بعد ليدز يونايتد ومانشستر يونايتد وأستون فيلا.
وهو ما يُظهر أن ليفربول اعتاد أكثر الموسم الحالي على الاحتفاظ بالكرة والتمرير بدلا من فقدان الاستحواذ سريعا.
فليفربول يمتلك الكرة الموسم الحالي ثانيتين أكثر من الموسم الماضي، كما أن الفريق يظل مستحوذا على الكرة لأكثر من 9 تمريرات متتالية وهو ما يوضح تخلي الفريق عن التمريرات السريعة.
وهو ما يفسر تغير هجوم الفريق بدءا من هدف إيفرتون من 3 تمريرات الموسم الماضي، لمزيد من السيطرة على الكرة الموسم الحالي.
نجاح ليفربول السابق ارتبط بالوصول لمرمى الخصم من أقل عدد من التمريرات، لكن مع الغيابات وضعف الفريق في بناء اللعب من الخلف فأن ليفربول أصبح مطالبا باستغلال السرعات والاستفادة من أقل عدد من التمريرات للتسجيل لتعويض ما فاتهم.
المصدر: ذا أثليتك