كتب : إسلام أحمد
"ندخل الميدان ونحن نعلم كيفية اللعب بنسبة 100%" – جوستافو سكاربا لاعب وسط بالميراس البرازيلي لشبكة ESPN عن مدربه البرتغالي أبيل فيريرا.
خسر بالميراس بطل أمريكا الجنوبية أمام أونال تيجيريس المكسيكي في نصف نهائي كأس العالم للأندية وسيكون على موعد مع الأهلي في مباراة تحديد المركز الثالث يوم الخميس المقبل.
أثناء وجود فيريرا في تدريب سبورتينج براجا البرتغالي، قال لـ The Coaches' Voice: "إذا كان خصمك في نفس مستواك، فلا بأس يمكنني مهاجمتك. لكن إذا هاجمت جبلا، عليك أن تفعل ذلك بشكل مختلف".
وتابع "في مباريات أخرى، تريد أن تكون بطل الرواية: أن تسيطر على الكرة. لكن في بعض الأحيان عليك أن تتقبل أن خصمك أقوى منك. وفي هذه الحالة، عليك أن تكون متوازنا".
لم يُتوج فيريرا في مسيرته بأي ألقاب، وأصبح كوبا ليبرتادوريس أول ألقاب مدرب باوك اليوناني وسبورتينج براجا البرتغالي السابق.
لن يكون الأهلي جبلا أمام بالميراس عليه أنه يتسلقه بل سيكون أمامه فرصة اللعب بتوازن من أجل خطف الميدالية البرونزية.
لا يطلب فيريرا من لاعبي فريقه سوى 3 أشياء، وهو مال قاله للاعبين عقب الفوز على فلامنجو: "كانت والدتي تخبرني دائما بثلاث كلمات سحرية: الانضباط والعمل الجاد والموهبة".
البرتغالي قاد الأخضر البرازيلي في 28 مباراة حتى الآن منذ تولي المهمة في الأول من نوفمبر الماضي، فاز في 15 وتعادل في 7 وخسر 6 واستقبل 20 هدفا مقابل تسجيل 46 هدفا.
في 3 مباريات اعتمد فيريرا على غلق المساحات أمام خصومه حسب طريقة لعبهم، أمام ريفر بليت في الأرجنتين بنصف نهائي كوبا ليبرتادوريس، وسانتوس البرازيلي في المباراة النهائية، ومن ثم أمام تيجيريس في كأس العالم للأندية.
أمام ريفر بليت:
لم يلعب فيريرا بخطة 3-4-3 سوى في مباراة واحدة كانت أمام جوياس وخسر بنتيجة 1-0 في الدوري البرازيلي.
وبعد شهرين خاض مباراة الذهاب أمام ريفر بليت بنفس الخطة والتي تتحول لـ 5-4-1 في الدفاع لكن مع استخدام الأظهرة في الزيادة الهجومية مستفيدا من زيادة لاعبي الفريق الأرجنتيني والضغط الذي ينتهجه مارسيلو جاياردو.
قبلها بأسبوع كان ريفر بليت قد تعادل مع بوكا جونيورز في كوبا مارادونا من كرتين عرضيتين، فأغلق فيريرا المساحات في منطقة الجزاء ومنع أي فرص محققة داخل منطقة الجزاء.
كما عزل بفضل الزيادة الدفاعية من الوسط لاعبي ريفر بليت هجوميا ولم يحصل الثنائي الهجومي على أي فرصة للهجوم إلا نادرا ولم تسكن أي منها الشباك.
اعتمد الفريق على الهجوم المرتد السريع واستغلال الأخطاء عن طريق الأظهرة والأجنحة الهجومية فسجلوا ثلاثة أهداف وضعوا بها قدما في المباراة النهائية قبل الإياب.
نهائي كوبا ليبرتادوريس
اعتمد فيريرا على التأمين الدفاعي برباعي في خط الدفاع وثنائي ارتكاز بمهام دفاعية أكبر لإفساد وصول الكرة لثلاثي سانتوس الهجومي.
كان بالميراس يبالغ في التزامه بالدفاع على الأطراف للحد من تحرك الخصم، ويحاول على الفور استعادة الكرة.
أجبر هذا الخصم على البحث عن خيارات أخرى في بناء الهجمة، مما أدى إلى الاعتماد على إرسال الكرة للجهة الأخرى حتى يتمكنوا من تجاوز الضغط واستغلال المساحات على الجانب الآخر من الملعب والتي حدثت من حركة خصومهم.
أجبرت تمركزات بالميراس الدفاعية لاعبي سانتوس على إرسال الكرة إلى الخلف. أدى ذلك إلى تبديل الفريق للعب في عدة مناسبات حتى يتمكنوا من استغلال المساحات الموجودة على اليسار.
تمركز بالميراس الضيق في الدفاع أتاح لسانتوس بعض الفرص حيث تمكنوا من سحب اللاعبين وخلق بعض الفجوات.
سمح لسانتوس بإرسال الكثير من محاولات العرضية، إلا أن هذا ساعدهم في إبعاد خصومهم عن منطقة الجزاء وأمنوا مرماهم جيدا.
لم يلعب بالميراس بأسلوب الضغط العالي بل انتظر في الثلث الدفاعي الكرة من أجل الحصول عليها والاستحواذ على الكرة من جديد، ما فعلوه كان جيدا لنجد فرص نادرة من لاعبي سانتوس.
كما كان التفوق في الكرات الهوائية في صالح لاعبي بالميراس بنسبة 53%، فيما فشلت هجمات الفريق بشكل مبكر في ظل الاعتماد على الكرات الطولية والتي فقدت أدوارها وأهميتها.
أمام تيجيريس
اعتمد فيريرا على رباعي في الخط الخلفي، ماتياس فينا على الجهة اليسرى، وعلى الجهة اليمنى يتواجد جابريل مينينو في الوسط، بينما يلعب روني كجناح ومن ثم يصبح مهاجم ثان بجوار لويز أدريانو.
عندما يتقدم فينا الظهير الأيسر للهجوم تتحول الخطة إلي 3-1-4-2 فيتم ترحيل روشا ليصبح مدافع ثالث ويتحول زي رافائيل لتقديم الزيادة في خط الوسط، وينطلق فينا ومينينو من على الطرفين وفي العمق مع صانع الألعاب فيجيا وأمامهم ثنائية روني وأدريانو.
يبدأ الفريق الاعتماد على اللعب العمودي وصناعة الفرص والضغط على حامل الكرة لارتكاب الأخطاء، فيما كان على عاتق زي رافائيل ودانيلو مقابلة ثنائية وسط تيجيريس لمنعهم من التقدم صوب منطقة جزاء الوسط.
وعندما بدأ تيجيريس التخلص من الرقابة عن طريق أنصاف المساحات بين الخطوط عن طريق تحرك أكينو من خلال تسلم الكرة من لعبة واحدة.
وهو ما فعله بعد ذلك الجناح الآخر كوينيونس.
في لقطة ركلة الجزاء، اعتمد لاعبو الفريق المكسيكي على"تأثير الدومينو" هرب أكينو من الرقابة وبالتالي صار لاعبا حرا ومعه بدأ مدافعو بالميراس في إجبارهم على ترك مناطقهم وبالتالي إفساح المجال للاعب آخر في الفريق المكسيكي ليكون لاعبا حرا.
ومع التحرك الصحيح بالكرة تحصل تيجيريس على ركلة الجزاء التي جاء منها الهدف الوحيد، كما ظهر معاناة الفريق أيضا من المساحات التي تظهر على الفريق من خلال الزيادة العددية.
هجوميا كانت مواجهة تيجيريس ثاني أسوأ مباراة للفريق تحت قيادة فيريرا في الموسم الجاري بتسديد 7 كرات فقط منها 1 بين الثلاث خشبات.
اقرأ أيضا - كيف يدافع الأهلي ضد بالميراس ويستغل مشاكله
--
سكاربا تحدث عن مدربه قائلا أيضا: "إنه يركز كثيرا على السؤال التكتيكي واستراتيجية اللعب. نقوم بالتدريب على الكثير من الأشياء المحددة، وكيفية الهجوم، وكيفية الدفاع، وكيفية الوقوف على الكرات الثابتة".
يعتمد فيريرا في هجومه كثيرا على الثنائي روني وجابريل مينينو نظرا لقدراتهم على اللعب في أكثر من مركز والتحرك الدائم وتطورهم تحت قيادته، في ظل وجود لويز أدريانو ورافائيل فيجا وجوستافو سكاربا وجابريل فيرون أيضا.
روني
"سأتذكر مورينيو. كان لديه كيفين دي بروين لمدة عام ولم يتمكن من استخدامه. اليوم، هو واحد من أفضل اللاعبين في العالم. في بعض الأحيان، نحن المدربين لا نعطي اللاعب وقتا للنضوج"، هذا ما قاله فيريرا عن لاعبه عقب تألقه مؤخرا.
أصبح روني واحدا من أهم عناصر بالميراس في الشق الهجومي والذي تحول تماما تحت قيادة فيريرا.
قبل قدوم البرتغالي سجل روني 3 أهداف فقط في 21 مباراة، وفي أول 10 مباريات تحت قيادته سجل 5 أهداف ليصبح هدافا للفريق.
روني في 17 مباراة تحت قيادة فيريرا سجل 7 وصنع 6، منها هدف الفوز بلقب كوبا ليبرتادوريس في المباراة النهائية أمام سانتوس.
ويمثل الخطر الأكبر لبالميراس لقدرته على الهجوم من على الأطراف أو العمق وهو ما يتيح له التسجيل أو صناعة هدف كل 64 دقيقة.
مينينو
في موسمه الأول مع الفريق أصبح عنصرا مهما للفريق خاصة على الجهة اليمنى، بدأ تحت قيادة فاندرلي لوكسمبورجو كظهير أيمن ثم تحول للاعب وسط أيمن وأحرز هدفا صاروخيا في شباك بوليفار البوليفي.
تحت قيادة أبيل فيريرا صار مينينو يلعب كلاعب وسط مهاجم أيمن أمام ديلفين الإكوادوري وسجل هدفا، وكلاعب وسط مدافع وسجل أمام ليبرتاد الباراجوياني، وفي نصف النهائي لعب كظهير وسط أيمن في ظل الاعتماد على خطة 3-4-1-2، أي أنه يلعب في كل نواحي الملعب.
البرازيلي البالغ 20 عاما ثاني أكثر لاعب ساهم بتسديدات للفريق بـ 29 تسديدة (15 محاولة و14 صناعة للفرص محققة) وأكثر من لمس الكرة بين لاعبي فريقه.
دفاعيا الفريق تحسن كثيرا مع فيريرا عن فترة لوكسمبورجو، فاستقبل 12 هدفا فقط في 15 مباراة، بينما تلقي سابقه 20 هدفا في 18 مباراة.
هجوميا سيعتمد فيريرا على تحرك لويز أدريانو بعيدا عن منطقة الجزاء لتشتيت انتباه المدافعين وبالتالي إفساح المجال للأجنحة ولاعبي الوسط في الدخول من العمق لمناطق الدفاع.
وأيضا على الزيادة الهجومية وتحركات الظهيرين وقدراتهم الهجومية ومن ثم ستظهر الفراغات بين قلبي الدفاع والظهيرين وستنتج الأخطاء مثلما حدث في مواجهة تيجيريس أو حتى أمام ريفر بليت في إياب نصف نهائي كوبا ليبرتادوريس.
عندما بدأ فيريرا مشواره مع بالميراس فاز في أول 4 مباريات ودون أن يستقبل الفريق أي هدف.
تحدث فيريرا عقب الفوز على فلومينينسي في الدوري عن قاعدة الـ 24 ساعة، وهو ما ينبئ أن مواجهة الأهلي لن تكون سهلة أو ستتسم بالتهاون: "أعلم أن البعض يحب قراءة وسائل التواصل الاجتماعي وجميع التعليقات. أولئك الذين يمدحوننا الآن سيكونون هم أنفسهم الذين سينتقدوننا لاحقا. عادة ما أقول إن لدي قاعدة الـ 24 ساعة. سواء فزنا أو خسرنا، لدينا 24 ساعة للاحتفال أو البكاء. علينا أن نظل أقوياء وأكثر صلابة في عملنا".