كتب : إسلام مجدي
منذ أن أصبح هانز فليك مدربا لبايرن ميونيخ وتغيرت الكثير من الأشياء في الفريق تحول موسمه الماضي من سيء إلى بطل كل شيء تقريبا، المدرب الألماني جمع بين الأداء الرائع والنتائج الجيدة مع حصد الألقاب.
فريقه يبدو بلا عيب تقريبا في كثير من الأحيان، لكن لا يوجد فريق بلا نقاط ضعف في عالم كرة القدم.
الأهلي على موعد لمواجهة واحدة من أقوى نسخ بايرن ميونيخ في نصف نهائي كأس العالم للأندية. وFilGoal.com يصبحكم في هذا التحليل المفصل لرصد طريقة لعب العملاق البافاري ونقاط انتقدها المحللين في الفريق لأنها "نقاط ضعف".
بايرن مع فليك يلعب بطريقة 4-2-3-1 في معظم المباريات، تلك هي أفضل تشكيلة من الممكن أن تسمح له وللاعبيه بتقديم أفضل ما لديهم خاصة على الصعيد الفردي.
فليك يلعب بثنائي وسط ملعب double pivot جوشوا كيميتش وفي حالة جاهزيته يكون ليون جرويتسكا بجانبه وفي غيابه، أشرك مارك روكا في مباراة هوفنهايم. وفي المباراة السابقة لعب بـ كيميتش وحيدا في الارتكاز، وفي مركز صانع الألعاب خلف روبرت ليفاندوفسكي يفضل فليك اللعب بتوماس مولر.
يمتلك بايرن على الأطراف فقط بعض اللاعبين المتميزين الذين يسمحون لفليك بالمداورة كما يرغب، ليروي ساني وكينجسلي كومان على الجناح الأيسر، وسيرج جنابري ودوجلاس كوستا على الجناح الأيمن.
حينما يمتلك بايرن الكرة، يتقدم الظهيران للأمام ويسمحان بتواجد مساحة على الأطراف، أما الجناحان، فهما يتقدمان إلى داخل عمق الخصم، ما يسمح بوجود زيادة عددية وما يعرف بخنق الخصم تحت الضغط، الأمر الذي يجعل روبرت ليفاندوفسكي يتمتع بمساحة كبيرة بجانب حرية أكثر لتوماس مولر.
كيف يهاجم بايرن مع فليك؟
تمتاز طريقة اللعب بالتنوع، فتارة يبني الفريق هجماته بثلاثة لاعبين في الخط الخلفي أو لاعبين في تارة أخرى، بمجرد ما يتقدم الفريق إلى وسط ملعب المنافس، الظهيرين يتقدمان إلى الثلث الأخير مع الثلاثي الهجومي يتمركز بين دفاعات الخصم.
عادة يهاجم بايرن بخمسة لاعبين مع تواجد مولر بين الثلاثي الأمام وزيادة لاعب من وسط الملعب أو ألفونسو دايفيز، ما يدفع المنافس إلى التمركز في مناطقه بشكل ثابت عوضا عن أن يقوم برد فعل بسبب الزيادة العددية، من تلك النقطة شكل بايرن الهجومي يتحول ليصبح 2-3-5 أو 3-2-5.
سواء لعب كظهير أو وسط ملعب، كيميتش أحد أهم عناصر فريق بايرن ميونيخ مع هانزي فليك، كوفاتش كان يشركه بشكل ثابت كظهير أيمن، لكن فليك يعتمد أكثر على قدراته كلاعب وسط، ما يجعله يستخدم رؤيته وقدراته للتمرير لبدء الهجمات بشكل مباشر بين الخطوط.
على سبيل المثال، صنع 3 أهداف ضد شالكة بنفس الطريقة، لديه تمريرة طولية وكرة عرضية يرسلها كما يرغب وبالطبع إما مولر أو ليفاندوفسكي سيكونان في الموعد منتظران الكرة بالرأس أو القدم.
وليس التمريرات الطولية أو المرتفعة فقط، بل على الأرض أيضا.
بايرن في هذه الهجمة ينقل الكرة بين أكثر من لاعب خاصة على الطرف بين 6-7 من لاعبيه هذا يمكنه إما من خلق أفضلية عددية أو إجبار المنافس للدفع بعدد كبير من اللاعبين لهذا الجانب، في الحالة الأولى، بايرن يحاول اختراق دفاعات الخصم مباشرة، وفي الثانية يمكنه أن يغير مسار الهجمة في المساحة الخالية للانفراد بالمرمى.
دور توماس مولر مع فليك أعاد قدراته للحياة مرة أخرى، مستكشف مساحات بايرن، جميعنا شاهدنا كيف سجل ضد برشلونة، تحرك رائع بدون كرة من زملائه ثم قيامه بما يبرع فيه خطف المنافس والمساحة لصالحه.
فيما يخص المساحات، مولر مهم للغاية في خطة فليك لخلق الفرص، صنع هذا الموسم حتى الآن 26 هدفا في كل المسابقات كما سجل 14 آخرين.
أهمية مولر في هجمات بايرن هو قدرته على التواجد في المساحات التي تمكنه من إزعاج خصمه بتواجد لاعب إضافي في مساحة فارغة بين اللاعبين.
لدى مولر قدرة رائعة على إدراك تمركزه وتواجده في المساحات الفارغة أو التي يمكنه التحرك فيها، في الهجمة ضد فرانكفورت من الصورة، صنع هدفا من خلال التحرك في الفجوة بين لاعبي الخصم.
جزء آخر في قدرات بايرن ميونيخ الهجومية يمكن في ظهيري الجنب، اللذين يتقدمان بطريقة ممتازة للتواجد قرب منطقة الجزاء، مع وجود تعليمات لدخولها عند الحاجة. أمر فعله ديفيز كثيرا في الموسم الماضي.
وعادة ما يستخدم فليك قدرات بافار في التمرير خلال عمليات بناء الهجمات، لكن ديفيز يهاجم أكثر بسبب سرعته الكبيرة وقدرته على الركض بالكرة.
أمر يجعل فريق هانز فليك مزعجا للغاية على الخصوم فيما يخص الهجوم بسبب كثافة الأعداد التي يهاجم بها، ما يصعب مهمة الدفاع على خصمه، ما يشتت المنافس حول قدرته على الرقابة.
في كل مرة يمتلك لاعب من بايرن الكرة ويستعد للتمرير ستجد على الأقل لاعب وحيد يتجه للركض داخل منطقة المنافس. إغمار المنافس بالكثير من التحركات أثناء لعب الكرة يتسبب في منح كتيبة فليك خيارات مثل التمريرات البينية والتمريرات العالية في ظهر الدفاع ما يمكنه من صنع الخطورة.
مع هانز فليك حافظ بايرن ميونيخ على طريقته في الاعتماد بنسبة كبيرة على التمريرات القصيرة، واستمر الأمر خلال الموسم الجاري، وذلك لكي يضيق المساحات أكثر بين خطوطه، في حالة خسارة الكرة، المسافة بين اللاعبين وحامل الكرة من المنافس لا تكون كبيرة عادة بسبب الضغط بأكثر من لاعب وتقليص المساحات وخيارات التمرير.
بايرن خلال الموسم الجاري مرر 542 تمريرة قصيرة ناجحة في الدوري الألماني بمعدل 86% من مجموع تمريراته، بجانب إرسال 60 تمريرة طولية صحيحة بمجموع 10٪ من تمريراته، وأرسل 26 كرة عرضية صحيح بمعدل 4%.
بسبب هذا التكتيك، يكون لبايرن فرصة أكبر في الفوز بالكرة الثانية وأيضا الكرات المشتتة لكي يحرم منافسه من استعادة الكرة.
حينما يهاجم بشكل 2-3-5 أو 3-2-5 فهذا يسمح له بتكتل في وسط الملعب، وبالتالي كلما تقدم خط الوسط مع العرضيات المرسلة من الأطراف أحيانا يكونون قادرين على استعادة الكرة المشتتة أو الثانية من الخصم.
أسلوب بايرن في الضغط تغير أيضا مع فليك فيما يخص الضغط العالي، فمع كوفاتش لم يكن يفعل الفريق ذلك، الآن بايرن يضغط المنافس في نصف ملعبه وحينما يمتلك المنافس ركلة مرمى يحاول استعادتها أو إجبارهم على لعب تمريرات يمكن قطعها، كالتمريرات الطولية مثلا، أمر مشابه لطريقة رالف رانكيك ومدرسته التدريبية. (طالع التفاصيل)
لكي يفعل بايرن تلك الخطوة، عليه أن يدافع بدوره بطريقة لاعب ضد لاعب في كل أنحاء الملعب، أمر رأيناه ضد برشلونة حينما كان ليفاندوفسكي يضغط حتى على مارك أندري تير شتيجن أثناء امتلاكه الكرة.
في هذا الموقف روبرت ليفاندوفسكي يراقب مدافعا ويغلق خيار التمرير إليه، فيما يضغط توماس مولر على حامل الكرة، واحد ضد واحد أيضا والأمر ذاته مع كل لاعب في الصورة، هناك لاعب يراقب لاعب.
أجنحة بايرن عند فقدان الكرة، أو بناء الخصم للهجمات لا تتجه إلى الخط بل عوضا عن ذلك إلى عمق الملعب، مستعدة للضغط على المنافس إن تسلم الكرة لدعم عملية الضغط.
بجانب الهيمنة والضغط العالي، بايرن يخلق فرصا للهجمات المرتدة.
حينما يفوز بالكرة من خلال الضغط ينتفع من أفضلية تمركز لاعبيه، وأفضلية ارتباك المنافس بعد قطع الكرة وهو غير منظم بعد، ومباشرة يكون الفريق جاهزا للتحول من الدفاع للهجوم، لهذا السبب يمكنه أحيانا أن يتخطى عدد لاعبي الخصم في الخط الخلفي.
الارتداد هنا لا يعني أنك حصلت على الكرة في وسط الملعب وتستعد لمهاجمة خصمك في ملعبه بمواقف تفوق عددية، ولكن، ما يحدث أن بايرن يستغل حالة تحول فريقه من الدفاع للهجوم لضربه في نفس اللحظة.
لكن كل ذلك هل يجعل بايرن ميونيخ حصينا؟
لا يوجد خطة بلا نقاط ضعف في عالم كرة القدم، كما أن دفاع بايرن ميونيخ هذا العام ليس بقوة الموسم الماضي.
بايرن خلال الموسم الجاري استقبل 26 هدفا في الدوري الألماني بعد مرور 20 جولة، خلال الموسم الماضي بعد نهايته وخوض 34 جولة استقبل 32 هدفا فقط.
أي أن بايرن على بعد 6 أهداف فقط من معادلة رقم الموسم الماضي خلال 14 مباراة.
هذا الموسم يعاني بايرن ميونيخ على أكثر من صعيد، أولا إتقان مصيدة التسلل، والتغلب على الهجمات المرتدة للمنافسين في المساحات، بجانب عدم القوة الكافية في الالتحامات الهوائية، وتجنب الأخطاء الفردية والمساحات خلف الظهيرين وعلى الأطراف بوجه عام.
كيف يمكن ترجمة ذلك؟
لنراجع مباراة لايبزج ضد بايرن ميونيخ والتي انتهت بالتعادل بنتيجة 3-3-، رغم استحواذ بايرن على نسبة 61% بالكرة، لكنه سدد على المرمى 9 تسديدات مقابل 7 للايبزج.
الضغط بخطوط متقدمة من طرف بايرن ميونيخ يجعله عرضة للهجمات السريعة المرتدة، لأن الفريق يهاجم بكثافة شديدة للفوز بالكرة في مناطق متقدمة.
لايبزج على سبيل المثال استهدف ذلك من خلال استخدام جناحيه نكونكو وكلويفرت لكي يشغلا المساحة بين قلبي دفاع بايرن ويتحركان خلالها. هذا التمركز مع تواجد إيميل فوشبيرج في الخلف لتشتيت نيكلاس سولي وجيروم بواتينج جعل لايبزج يستغل كل تلك المساحة.
هذا هو الهدف الأول الذي سجله نكونكو، لايبزج كان يحاول بناء هجمة، وخسر الكرة ثم استعادها مرة أخرى، حاول الهجوم وسريعا تسلم فوشبيرج الكرة مع استدراج كلويفرت لسولي، أصبحت هناك مساحة شاسعة لخلق الخطورة ومن ثم تسجيل هدف.
الهدف الثاني للايبزج جاء بنفس الطريقة، عن طريق مهاجمة قلبي دفاع بايرن. أمر أشبه بفوضى مصنوعة بدقة من لايبزج لإزعاج دفاع بايرن وقد كان.
مباراة أخرى تظهر أن بايرن ليس بالكمال أو المثالية التي يُنظر إليها. ضد بوروسيا مونشنجلادباخ.
قال هانز فليك عقب تلك المباراة: "حينما ترى طريقة لعبنا ستلاحظ أين تكمن مشاكلنا، علينا أن نتحسن وأن نحمي العمق إن خسرنا الكرة".
وأردف "استقبال الأهداف يضايقني دوما، في المباريات الأخيرة كانت هناك بعض المواقف التي أظهرت أننا كفريق لم نتكتل كما كنا نريد أن نفعل ذلك بطريقة طبيعية".
وأتم "الأمر منوط بعدم عودة الجميع للدفاع، في نهاية المطاف كل لاعب مسؤول عن العمل الدفاعي، مثل مشاركة المدافعين في الهجوم".
ما الذي حدث ضد جلادباخ؟
ضغط على بايرن ميونيخ وكرة مقطوعة من ساني في الطرف الأيمن في وسط ملعب بايرن اقطعت وسريعا ما لُعبت بينية تمكن جلادباخ من التسجيل خلالها.
في الهدف الثاني، ربما لعبت الصدفة دور في تدخل الحكم، لكن مجددا ماركو روس يثبت أن هناك رهان ناجح دوما في اللعب على قلبي دفاع بايرن بالتحديد.
خلال الهدف الثالث لجلادباخ، كان الأمر مماثلا. هجمة مع بداية الشوط الثاني، المهاجم أبعد ألابا عن الطريق، لتكون هناك مسافة كاملة للتسديد وبالفعل قد كان.
لا يوجد فريق بلا أخطاء ونقاط ضعف، الأهم هو كيفية استغلالها، بالطبع هناك فارق كبير في الإمكانيات بين الأهلي وبايرن ميونيخ، لكن ذلك لا يعني الاستسلام.
مصادر مختلفة ومعلومات أكثر:
http://bit.ly/2N4RxO6
http://bit.ly/3jqZB7Y
https://bit.ly/3a1HFhv