كتب : رامي جمال
فاجأ وادي دجلة الكرة المصرية يوم الإثنين الماضي بتعاقده مع مدرب تشيلي يُدعى ماريو سالاس، في تجربة هي الأولى للمدرسة التشيلية في مصر.
فمن امريكا الجنوبية تواجد في مصر مدربين من البرازيل والأرجنتين وأوروجواي فقط.
ليظل السؤال من هو سالاس؟ ما هو أسلوبه في اللعب؟ ماذا حقق في مسيرته؟ هل مناسب لوادي دجلة؟
المدرب صاحب الـ53 عاما لم يسبق له خوض تجربة خارج أمريكا الجنوبية سواء في مسيرته كلاعب أو كمدير فني لذا فالتحدي مختلف بالنسبه ولفريقه.
حسنا لماذا تعاقد معه وادي دجلة وما هي مدة التعاقد؟
أجاب مصدر مسؤول من دجلة –طلب عدم ذكر اسمه- لـFilGoal.com قائلا: "التعاقد مع سالاس سيكون لموسم ونصف".
أما عن سبب التعاقد معه فأجاب باقتضاب "يقدم ماريو سالاس الكرة التي يحبها وادي دجلة ذات الأسلوب الهجومي إلى جانب سيرته الذاتية وشخصيته القوية، وكل ذلك دفعنا للتعاقد معه".
وأتم المصدر حديثه "كذلك وجدنا رغبية كبيرة لديه في خوض تجربة خارج أمريكا الجنوبية".
الكرة الهجومية التي يحبها وادي دجلة تُثبتها الأرقام بالفعل ففي الموسم قبل الماضي مع تاكيس جونياس كان أكثر فريق استحواذا على الكرة في الدوري المصري بمتوسط استحواذ بلغ 59%.
وفي الموسم الماضي الذي مع تاكيس ومع نيكوديموس بابافاسيليو كان دجلة ثالث أكثر الفرق استحواذا على الكرة بنسبة 54% بعد الأهلي وبيراميدز.
أما الموسم الجاري مع بابافاسيليو فكان ثالث أكثر فريق كذلك استحواذا على الكرة بنسبة 57% بعد الأهلي وبيراميدز أيضا.
وخلال تواجد كلا المدربين مع دجلة اعتمد الفريق على طرق لعب 4-2-3-1 و4-3-3 و4-1-4-1.
فهل ذلك الأسلوب الذي يحبه دجلة ملائم لأسلوب مدربه الجديد؟
الإجابة هي نعم.
يمتاز ماريو سالاس بحبه للكرة الهجومية وقالت ناتاليا ديلجادو الصحفية البيروفية بقناة "موفي ستار" الرياضية لـFilGoal.com: "سالاس يلعب كرة هجوية بكل قواه مع الضغط المتقدم ووجود مهاجم قاتل".
وأضافت "يحب سالاس طريقة لعب 4-2-3-1".
فيما قال الصحفي الإنجليزي آدم براندون والذي يتواجد في تشيلي ويعمل في الموقع الرسمي لكوبا ليبرتادوريس لـFilGoal.com: "أكثر الطرق التي يستخدمها سالاس هي 4-2-3-1 و4-3-3".
وواصل "كذلك هناك طريقة 4-1-4-1 واستخدمها مع فريق أليانزا ليما مؤخرا".
جانب مضيء ومظلم
مسيرة سالاس التدريبية بدأت في عام 2010 مع بارنيشيا في الدرجة الرابعة في تشيلي وتوج معه بالدوري وصعد به للدرجة الثالثة بعدما توج باللقب.
كما أنه تأهل مع منتخب تشيلي تحت 20 عاما لربع نهائي كأس العالم 2013 في بطولة شهدت الفوز على منتخب مصر في دور المجموعات بهدفين لهدف.
ودرب سالاس الفريق التشيلي الشهير كولو كولو وظفر معهم بكأس تشيلي.
كما توج بمرحلتي الذهاب والإياب في الدوري التشيلي في 2016 مع يونيفرسيداد كاتوليكا، بالإضافة للقب السوبر التشيلي.
ويقام الدوري في تشيلي بنظام الذهاب ويتحدد له بطل والإياب ويتحدد له بطل كذلك.
وتوج كذلك بالدوري البيروفي في 2018 مع سبورتنج كريستال.
مسيرة مضيئة تبدو عامرة بالألقاب والإنجازات.
لكن هناك جانب مظلم تعرض له سالاس مع كولو كولو رغم فوزه بالكأس وأليانزا ليما في بيرو.
تقول ناتالي ديلجادو عن سالاس: "تواجد ماريو في بيرو كان مرتين، مرة جيدة للغاية وأخرى سيئة جدا".
وأضافت "الجانب الجيد كان في عام 2018 عندما قاد فريق سبورتنج كريستال للظفر بلقب الدوري بتقديم كرة هجومية رائعة ووجود مهاجم قوي".
وأكملت "الفترة السيئة كانت في عام 2020 عندما لم يستطع انتشال أليانزا ليما أحد أشهر الفرق البيروفية من محنته".
وواصلت "لم يستمر سالاس مع أليانزا ليما سوى لستة أشهر فقط فوصل للفريق في شهر أبريل ولم يستمر معه سوى ستة أشهر فقط إذ أن أفكاره لم تتماشى مع الفريق".
وتابعت "لقد طلب من الفريق الضغط كثيرا على الخصم واستعادة الكرة سريعا والهجوم المستمر وهو أسلوبه المحبب في اللعب، مع تدوير الكرة على الأرض كثيرا".
واستدركت الصحفية بقناة "موفي ستار" الرياضية "ورغم عدم نجاح الأسلوب وأفكاره والنتائج السيئة إلا إنه كل ذلك لم يتسبب في لوي ذراعه واستمر في المحاولة لجعل أسلوبه ينجح".
وأردفت "لقد لعب سالاس مع أليانزا ليما 14 مباراة رسمية في الدوري البيروفي لم ينتصر سوى مرتين وهُزم 6 مرات وتعادل في مثلهم".
فيما تحدث آدم براندون عن فترة سالاس مع كولو كولو قائلا في البداية: "سالاس كان أفضل مدرب تشيلي بأفضل مسيرة حتى جاء عام 2019 حينما تغير كل شيء مع توليه إدارة الفريق الشهير كولو كولو الذي كان يدار بطريقة سيئة".
وأوضح "رغم فوزه بالكأس مع الفريق في بداية 2020، بدا واضحا بعد عدة مباريات في الدوري إنه فقد ثقة غرفة خلع الملابس".
وأكمل "انتقل سالاس بعد ذلك لفريق لديه بيئة سامة أكثر من كولو كولو، وكان فريق أليانزا ليما، وهو يدار بطريقة سيئة كذلك".
وواصل "لذا الوضع كان صعبا بالفعل، لقد قام سالاس بوظيفة رائعة مع يونيفرسيداد كالتوليا وسبورتنج كريستال وفاز بالدوري البيروفي ولعب كرة هجومية جميلة".
قبل أن يستدرك "لكن يبدو لي أنه فقد ثقته بنفسه، عندما انتقل لبيرو أول مرة لتدريب سبورتنج كريستال لم يصدق اللاعبون مدى تقدم أساليب تدريبه على سبيل المثال".
هل يحب اللاعبين الشباب أم أصحاب الخبرات؟
يمتلك وادي دجلة العديد من اللاعبين الشباب فعدا صلاح أمين وخالد رضا ومحمد عبد المنصف وحسام عرفات فكل اللاعبين هم في العشرينات.
وفي قائمة دجلة هناك 21 لاعبا ممن بلغ سنهم 25 عاما أو أقل.
فهل يحب سالاس التعامل مع اللاعبين الشباب أم أصحاب الخبرات؟
أجاب آدم براندون قائلا: "أعتقد أنه يتعامل بشكل أفضل مع اللاعب الشباب عن ذوي الخبرة".
وأعطى مثالا "لقد قاد سالاس منتخب تشيلي تحت 20 عاما للتأهل لربع نهائي كأس العالم 2013، وبالنظر لأن ذلك الجيل من اللاعبين لم يحظ أي منهم بمسيرة رائعة فهو قام بعمل رائع معهم".
قبل أن يستدرك ويتم حديثه "في رأيي أن سالاس مدرب جيد جدا، لكن طريقة إدارته وتعامله مع اللاعبين الشباب وديناميكية غرفة خلع الملابس ربما تكون أكثر مشاكله".
فيما قالت ناتالي ديلجادو: "في أليانزا ليما استخدم سالاس العديد من اللاعبين الشباب كان أكثرهم للضرورة وليس عن اقتناع قبل أن يتحول أغلب الفريق للشباب بسبب الأداء الضعيف من الكبار".
وأضافت "هو احتفظ في التشكيل الأساسي ممن قدم أداء جيدا فقط".
وواصلت "ماريو سالاس عاطفي للغاية إنه أحد هؤلاء المدربين الذين يعيشون اللعبة بكل تفاصيلها، يقف على الخط ويقفز ويصرخ ويعطي تعليمات مستمرة وقبل كل شيء يشجع لاعبيه في كل الأوقات وفي المران".
وأكملت "هو أيضا قريب جدا من اللاعبين، ويشاركهم أوقات الفراغ ويركز كثيرا على التحدث معهم خارج الملعب".
وأتمت "أتمنى أن يبلي سالاس بلاء حسنا في مصر خاصة أن فكرته عن اللعبة تتناسب مع اللاعبين الذين سيلتقي بهم في ناديه الجديد، هو يحب الكرة الهجومية بشكل كبير جدا ولن يلوي ذراعه ويغير موقفه لو لم تتحقق النتائج المرجوة".
لذا يبدو أن دجلة وجد ضالته بالفعل في مدرب يحب الكرة الهجومية واللاعبين الشباب وهو ما يتناسب مع قائمته الحالية.
لكن تاكيس وبابافاسيليو رحلا بسبب اهتزاز النتائج والذي كان أحد أسبابه هو عدم تغيير أي منهما لأسلوبه رغم عدم تحقيق الانتصارات.
فهل يخرج ماريو سالاس عن مسار سلفيه ويحقق الانتصارات ويقدم كرة هجومية جذابة مع دجلة أم الإقالة ستكون مصيره مثل سابقيه لعدم اقتناعه سوى بأسلوب واحد في المباريات؟