الأهلي في المونديال (1) - الخروج من المدرسة مبكرا لمشاهدة بطل إفريقيا في اليابان
السبت، 30 يناير 2021 - 22:19
كتب : عمرو عبد المنعم
بطولة جديدة يشارك بها الأهلي بطل مصر وإفريقيا. أجواء تعيشها جماهير الفريق الأحمر لأول مرة. توقيت جديد للمباريات في الصباح الباكر لم يعتاد عليه المشاهدين في مصر سوى خلال كأس العالم 2002.
حدث جديد ومختلف يقام لأول مرة في تاريخ كرة القدم بالتأكيد سيكون محل اهتمام الجميع، لكن الاهتمام بكأس العالم للأندية عام 2005 من قبل جماهير الأهلي وصل إلى أكثر من مليون%.
ولم لا، والأهلي يشارك في أول نسخة تقام بشكل رسمي من البطولة والتي تستضيفها اليابان.
الأهلي توج بلقب دوري أبطال إفريقيا 2005 على حساب النجم الساحلي التونسي، وتأهل للمشاركة في كأس العالم للأندية في اليابان.
البطولة التي كانت تضم 6 فرق وهي الأهلي واتحاد جدة السعودي وليفربول الإنجليزي وديبورتيفو سابريسا الكوستاريكي، سيدني الأسترالي وساو باولو البرازيلي.
الأهلي في المونديال.. سلسة يقدمها لكم FilGoal.com عن مشاركات المارد الأحمر السابقة في كأس العالم للأندية.
وذلك قبل أيام من ظهور الأهلي للمرة السادسة في كأس العالم بعد تتويجه بدوري أبطال إفريقيا 2020، والتأهل للمشاركة في مونديال الأندية الذي يقام في قطر.
ويفتتحه الأهلي بمواجهة الدحيل القطري يوم الخميس المقبل.
الأهلي في اليابان
ذهب الأهلي إلى المشاركة في مونديال الأندية وجماهيره الحمراء تضع آمالا كبيرة على نجومه ولاعبيه الذين اكتسحوا كل خصومهم في مصر وإفريقيا.
ارتفعت توقعات الجماهير الحمراء ووصلت إلى أن الأهلي قادرا على الوصول للنهائي ومواجهة ليفربول.
توقعات اعتبرتها جماهير الأهلي منطقية. ولما لا وفريقها ظل طوال 55 مباراة متتالية دون خسارة من أي فريق في أي بطولة، منذ شهر يوليو 2004 وحتى شهر ديسمبر 2005 وقت المشاركة في مونديال الأندية.
رحلة طويلة تجاوزت الـ15 ساعة في السماء من القاهرة إلى طوكيو. أخيرا وصلت بعثة الأهلي إلى اليابان للمشاركة في المونديال.
"الساعة البيولوجية وفارق التوقيت ودرجة الحرارة التي لا تتجاوز الصفر".. كل هذه مصطلحات جديدة ارتادت على مسامع جماهير الأهلي بسبب مشاركة فريقها في مونديال اليابان.
وجاء موعد أول مباراة للأهلي في كأس العالم ضد اتحاد جدة السعودي.
المباراة كانت يوم الأحد بداية أسبوع العمل والدراسة في الثانية عشر ظهرا.
موعد غير مألوف لمشاهدة المباريات لجماهير كرة القدم المصرية.
بدأت الجماهير الحمراء الاستعداد لمشاهدة المباراة. البعض قرر التغيب عن العمل والمدرسة لمتابعة اللقاء.
والبعض الآخر ذهب إلى العمل وخرج مبكرا وعاد مسرعا لمشاهدة المباراة.
الخروج من المدرسة مبكرا لمشاهدة الأهلي
وفي المدارس انتشرت أخبارا غير مؤكدة عن انتهاء اليوم الدراسي يوم المباراة مبكرا في تمام العاشرة صباحا من أجل خروج الطلاب لمشاهدة اللقاء.
لكن هذه الأخبار لم تكن مؤكدة ولم يستقر الطلاب كيف سيشاهدون المباراة الأولى للأهلي في المونديال.
لذلك قرر الكثير من الطلاب عدم الذهاب إلى المدرسة، واستقر البعض الآخر الذهاب والهروب في منتصف اليوم الدراسي والذهاب لمشاهدة الأهلي.
لكن المفاجأة السارة التي كانت في انتظار جميع الطلاب هو الإعلان في طابور الصباح عن انتهاء اليوم الدراسي بعد الحصة الثانية فقط في تمام العاشرة صباحا، واعتباره (يوم رياضي) وذلك بسبب مباراة الأهلي الأولى في كأس العالم للأندية.
"الكرسي بـ2 جنيه"
الاستعداد للمباراة في المقاهي كان مختلفا تماما عن أي مباراة سابقة. ولم لا وفي هذا التوقيت يوميا إذا مررت بجانب أي مقهى تستطيع معرفة عدد الأشخاص الجالسين بكل سهولة والذي قد لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة بسبب الطقس البارد وتوقيت العمل والدراسة.
لكن يوم الأحد الموافق 11 ديسمبر 2005 كانت المقاهي تستعد للمباراة من الصباح الباكر.
اصطفت المقاعد داخل وخارج المقاهي بأعداد كبيرة. بدأ المشاهدين في الذهاب مبكرا إلى المقاهي لحجز مقعدا أمام التليفزيون أولا، وفي مكان دافئ ثانيا.
وكما كان العرف وقتها، على أي شخص يريد مشاهدة المباراة دفع عددا من الجنيهات مقابل الجلوس على المقعد فقط، بخلاف ما سيدفعه مقابل أي شيء آخر سيطلبه طوال الـ90 دقيقة.
لأن مباريات مونديال الأندية كانت تذاع عبر قنوات راديو وتليفزيون العرب ART المشفرة.
انهيار سقف التوقعات
بدأت المباراة وقدم الأهلي أداء متوسطا كما يعلم الجميع وانتهت المواجهة بفوز اتحاد جدة بهدف دون رد سجله النجم محمد نور في الدقيقة 78.
الجماهير الحمراء كانت تعتقد قبل المباراة أن الأهلي سيحقق الفوز مثلما ينتصر في أي مواجهة بالدوري المصري أو حتى دوري أبطال إفريقيا.
لكن ما عرفته جماهير الأهلي جيدا بعد لقاء اتحاد جدة، أن مباريات كأس العالم للأندية مختلفة تماما عن أي مواجهة أخرى في أي بطولة محلية أو إفريقية.
وأن المستوى التنافسي في البطولة قوي للغاية والاستعداد لكأس العالم للأندية يجب أن يكون مختلفا تماما عن أي بطولة أخرى.
وأهم شيء عرفه لاعبي الأهلي قبل جماهير فريقها، هو أن الفريق الأحمر عندما سيذهب مرة أخرى للمشاركة في كأس العالم للأندية سيكون هدفه هو تقديم أداء تنافسي قوي أمام خصومه، دون النظر إلى ماذا سيفعله الفريق في المونديال، لأن ارتفاع التوقعات قبل البطولة من اللاعبين والجماهير لم يكن في محله.
يحكي مانويل جوزيه في أحد حواراته السابقة ويقول: "كأس العالم للأندية بطولة صعبة والفرق التي تشارك بها قوية للغاية".
الساحر البرتغالي أضاف "خبرة المشاركة في مثل هذه البطولات كانت غير موجودة تماما في لاعبينا واللعب أمام الأندية أبطال قارات أخرى كان معقد للغاية بالنسبة لنا".
وواصل مدرب الأهلي وقتها "وبسبب ذلك كنت أتعامل بعصبية شديدة مع اللاعبين وأخبرتهم أننا ليس لدينا شيئا لنخسره في مونديال الأندية، فلماذا نخاف عندما نلعب ضد أبطال القارات الأخرى ونترك هذا الخوف يؤثر على مستوانا".
وأكمل "بعد ذلك عندما لعبنا دون خوف ومن أجل تقديم مستوى مميز فقط يعكس قوة فريقنا نجحنا في احتلال المركز الثالث في مونديال الأندية".
جوزيه تحدث عن مونديال الأندية قائلا: "دائما كانت مشاركتي مع الأهلي في كأس العالم للأندية في اليابان، الأمر كان ممل بعض الشيء بالنسبة لي والسبب في ذلك هو فارق التوقيت الكبير".
وتابع جوزيه "في مصر كانت الساعة الثامنة أو التاسعة صباحا والجماهير تشاهد مباريات الأهلي في اليابان، ونحن كفريق كنا ننام في وقت النهار ونستيقظ في الليل، ولذلك الأمر كان صعبا للغاية".
خسر الأهلي من اتحاد جدة ومنح جوزيه اللاعبين راحة سلبية لمدة 24 ساعة قبل العودة والاستعداد من جديد لمواجهة سيدني الأسترالي في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس.
المباراة أقيمت يوم الجمعة في الثانية عشر ظهرا، وهو توقيت صلاة الجمعة وكان على الجماهير إضاعة عدة دقائق من الشوط الأول للانتهاء من الصلاة.
بالفعل حصل الفريق على راحة سلبية استغلها بعض اللاعبين في أخذ جولة بسيطة في الشوارع المجاورة لفندق إقامة بعثة الأهلي في اليابان.
لكن الثنائي محمد أبو تريكة وهادي خشبة قائد الأهلي وقتها فضل عدم الخروج وظهر عليه الحزن بشكل واضح في اليوم الثاني للخسارة أمام اتحاد جدة.
هدف أول في المونديال
لعب الأهلي ضد سيدني وخسر بثنائية مقابل هدف كما يعلم الجميع، وسجل عماد متعب هدف الفريق الأحمر الأول في مونديال الأندية.
لينهي الأهلي مشاركته الأولى في كأس العالم للأندية في المركز السادس والأخير بالبطولة، وعاد إلى القاهرة محملا بخبرات كثيرة من المشاركة في هذه البطولة.
وتعلم الفريق الأحمر جيدا من كل شيء حدث له خلال مشاركته الأولى في مونديال الأندية في اليابان، واستغل ذلك جيدا خلال مشاركته الثانية في البطولة بعد عام واحد.
في نهاية البطولة فاز ساو باولو البرازيلي على ليفربول بطل أوروبا، وتوج بطل أمريكا الجنوبية بكأس العالم للأندية.
وانتهت البطولة دون أن يلتقي الأهلي مع ليفربول مثلما كانت جماهير بطل مصر وإفريقيا تحلم وتحاول توقع من سيرتدي اللون الأحمر في هذه المواجهة.
انتهت الحلقة الأولى من سلسلة الأهلي في المونديال. إلى اللقاء في الحلقة الثانية