شغف وقيادة وسحر.. سنة من برونو فيرنانديز في مانشستر يونايتد

ماذا تتمنى أن تحقق؟

كتب : رامي جمال

الجمعة، 29 يناير 2021 - 20:45
احتفال برونو فيرنانديز بهدفه ضد ليستر سيتي - رسمة أحمد نبيل

ماذا تتمنى أن تحقق؟

الفوز، أريد الفوز فقط، أعيش من أجل الفوز وأريد الفوز في كل مباراة.

برونو فيرنانديز في أول حوار له مع موقع مانشستر يونايتد الرسمي عقب توقيعه على عقد انضمامه للفريق قادما من سبورتنج لشبونة في 2020.

تلك الرغبة في الفوز جعلته حتى حينما يلعب مع ابنته ماتيلدا التي لم يتجاوز عمرها الست سنوات لعبة "أونو" يفوز عليها.

ما قاله برونو فيرنانديز بعد عام بالتمام منذ توقيعه للشياطين الحُمر يكشف الكثير عن شخصيته وما يريده حتى لو اضطره للمخاطرة في كل تمريرة لدرجة جعلت إحصائياته يخاف منها كبار أندية أوروبا لذا لم يفكر الكثير في ضمه.

ولكن نسبة تمريراته الصحيحة التي تكون في الأغلب في منتصف 75% والتي تبدو ظاهريا ضئيلة تخبئ خلفها الكثير من السحر الذي أعاد البريق والشغف ليونايتد حيث بدأ عرض الساحر في مسرح الأحلام.

واليوم يكون مر عام بالكامل على إعلان يونايتد ضمه لبرونو قادما من سبورتنج لشبونة في صفقة تأخرت من سوق الانتقالات الصيفية لعدم توصل الناديين لاتفاق حول المقابل المادي حينها.

يحطم أرقام الدوري الإنجليزي

برونو فيرنانديز يحتفل بأول هدف له مع مانشستر يونايتد ضد واتفورد - رسمة أحمد نبيل

الظهور الأول لبرونو كان في ملعب أولد ترافورد في تعادل سلبي ضد ولفرهامبتون، وعقب عدة أيام صنع هدفه الأول مع الفريق ضد تشيلسي في ملعب ستامفورد بريدج.

هدفه الأول جاء في أولد ترافورد ضد واتفورد من ركلة جزاء.

وتلك كانت مجرد البداية فقط.

فمنذ ذلك الوقت سجل برونو فيرنانديز 19 هدفا في الدوري الإنجليزي وصنع 14 آخرين في 34 مباراة شارك فيها في الدوري الإنجليزي فقط حتى الآن.

ومنذ ظهوره الأول في الدوري الإنجليزي تفوق كيفن دي بروين فقط على برونو من حيث صناعة الأهداف بواقع 15 هدفا للبلجيكي و14 للبرتغالي.

فيما تفوق عليه محمد صلاح في تسجيل الأهداف بواقع 20 هدفا للاعب المصري و19 هدفا للبرتغالي.

ما حققه برونو بإسهامه في تسجيل 33 هدفا في 34 مباراة فقط خاضها في الدوري الإنجليزي لم يتفوق عليه في تاريخ بريميرليج سوى مهاجم يونايتد السابق أندي كول الذي أسهم في 41 هدفا.

وكل تلك الأرقام رغم أن برونو لم يسجل أو يصنع أي هدف في آخر 4 مباريات له في الدوري.

ومنذ ظهوره في الدوري الإنجليزي لم يسهم أي لاعب أكثر منه في تسجيل وصناعة الأهداف مع فريقه.

** هناك جدل أثير حول صناعته لهدف إدينسون كافاني ضد فولام، الحساب الرسمي للعبة فانتازي احتسب الصناعة له، لكن سجل الموقع الرسمي لبريميرليج لم يحتسبه.

أكثر من مُسجل لركلات الجزاء

احتفال برونو فيرنانديز بهدفه ضد إيفرتون - رسمة أحمد نبيل

وعن اتهامه بأنه لا يسجل الأهداف سوى من ركلات الجزاء فرد برونو قائلا: "لا أسمعهم ولا أهتم صراحة، تسمع دائما ما يقال لكني لا أهتم ولا أركز في ذلك، كان ذلك الكلام يقال في البرتغال لوضع ضغط على الحكم، وأحيانا لإحداث جلبة في الصحافة".

ثم استدرك لاعب الوسط البالغ عمره 26 عاما "لكن بالنسبة لي الأهم حين نحصل على ركلة جزاء علي أن أؤدي عملي. تابعت أن رحيم ستيرلينج (لاعب مانشستر سيتي) أهدر آخر 3 ركلات جزاء سددها، هذا يظهر أن الأمر ليس سهلا مثلما يقول أشخاص، ما حدث لستيرلينج قد يحدث لي لكن التسجيل هو الأهم لأن ركلات الجزاء جزء من اللعبة".

وإجمالا وخلال العام الأول له مع يونايتد سجل برونو فيرنانديز 28 هدفا في كل المسابقات وصنع 17 آخرين.

أي أنه أسهم في 45 هدفا في 52 مباراة في كل البطولات مع كتيبة المدرب أولي جونار سولشاير أكثر من إسهام أي لاعب آخر في الدوري الإنجليزي مع فريقه منذ شهر فبراير 2020 وحتى الآن وبفارق 5 أهداف على الأقل عن أقرب ملاحقيه.

ومن بين الـ28 هدفا سجل برونو 15 ركلة جزاء في كل البطولات وأهدر واحدة فقط.

أي أن هناك 13 هدفا سجلهم من لعب مفتوح بالإضافة للركلات الحرة.

وفي الدوري الإنجليزي بشكل خاص سجل برونو 9 أهداف من ركلات جزاء، لكن في المقابل فهو سجل 10 أهداف من لعب مفتوح.

وتشير إحصائيات شركة "أوبتا" الشهيرة أن نسبة الأهداف المتوقعة من اللاعب البرتغالي بعيدا عن ركلات الجزاء كل 90 دقيقة هي 0.24 أقل من دي بروين صاحب الـ0.26.

ماجنيفيكو ينثر سحره.. من وسط الجدول إلى القمة

حصد يونايتد منذ قدوم برونو إليه 72 نقطة في الدوري الإنجليزي أكثر من مانشستر سيتي بفارق نقطة وحيدة.

قبل قدوم برونو ليونايتد عانى الفريق من تذبذب المستوى ويكفي القول إنه في النصف الثاني من الموسم الماضي لم يخسر مانشستر أبدا في الدوري في تواجده.

والموسم الحالي رفع برونو سقف التوقعات بقوة فقاد الفريق للعودة لتصدر الدوري الإنجليزي قبل فقدانها مرة لصالح ليستر سيتي ومرة لمانشستر سيتي.

والآن يتأخر يونايتد بفارق نقطة عن سيتي في الترتيب ولقاء أكثر من غريمه عقب مرور 20 جولة.

صورة للمنحنى البياني لترتيب مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي قبل وبعد قدوم برونو فيرنانديز.. لاحظ الفرق بعد مباراتي ولفرهامبتون وتشيلسي

وعن ذلك التأثير قال كارل أنكا الصحفي المختص بتغطية أخبار مانشستر يونايتد في شبكة "ذا أثليتك" الأمريكية لـFilGoal.com: "برونو لاعب خط وسط غير تقليدي لسببين، أولهما أسلوبه في التمرير".

وأوضح "يحاول برونو لعب الكرة للأمام باستمرار، حتى عندما يكون من المنطقي لعب كرة قصيرة للخلف أو بشكل جانبي".

وواصل "عندما كان برونو في سبورتنج لشبونة كان معدل دقة تمريراته 76%، وتسبب ذلك في وجود بعض الشكوك من الأندية حول موهبته إذ أن لاعب خط الوسط في الأندية الكبرى يجب أن أن يتخذ قرارات معقولة عندما يستحوذون على الكرة ولا يخسرونها".

وأردف "كان القلق أن برونو يمثل مخاطرة كبيرة لهم".

وأضاف كارل أنكا "وفي مانشستر يونايتد لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لدقة تمريرات برونو إذ انها ظلت في منتصف السبعينات، لكن لا يهم لأنه بسبب موهبته الأخرى غير التقليدية والقوة التي يلعب بها فهو دائما مشغول في المباراة".

واستفاض "لا يقتصر الأمر على أن برونو يمرر كرات محفوفة بالمخاطر وبعضها ينجح والآخر لا، لكن هو يركض غالبا للأمام ويضغط مع المهاجم الرئيسي على المدافعين ويمرر الكرة يمينا ويسارا لمساعدة الظهير في بناء الهجوم ويصل بنفسه للأمام ويوجه اللعب".

كل ذلك أدى إلى أن برونو أُطلق عليه من جماهير يونايتد باللغة البرتغالية "ماجنيفيكو" أي الساحر.

ولعل احتفاله أمام ليستر سيتي بهدفه يوضح كل شيء عما يقدمه مع الفريق.

شبيه سكولز وتأثير رونالدو

برونو فيرنانديز يرتدي شارة قيادة مانشستر يونايتد ضد سان جيرمان

اعتاد برونو ارتداء القميص رقم 8 ولكنه اختار رقم 18 في يونايتد بسبب أن ذلك الرقم يرمز لعيد ميلاد زوجته وهو رقم يحبه كذلك ولكن هناك سبب آخر كشف هو عنه.

وقال: "عندما كبرت كنت أحب مشاهدة بول سكولز وهو يرتدي ذلك الرقم، هو رقم للاعب مدهش وأنا سوف أستمتع بذلك القميص وأعرف مدى المسؤولية الملقاة على عاتقي بسببه".

وتحدث لاعب يونايتد السابق بريان روبسون لموقع "ستاتس بيرفروم" التابع لشركة "أوبتا" للإحصائيات قائلا: "بعد أول ست مباريات لبرونو لم أستطع إعطائه مجاملة أكثر من القول بأنه أقرب لاعب رأيته لبول سكولز".

وواصل "الطريقة التي يستدير بها وظهره للعب والرؤية التي يحظى بها والأهداف التي يسجلها".

وأردف روبسون "في كل مرة يحصل برونو فيها على الكرة يكون تفكيره هو الركض للأمام أو محاولة وضع شخص آخر في منطقة جزاء الخصم، إنه سريع جدا في اللعب مع شخص واحد في الثلث الأخير".

وأكمل "هو يشبه دي بروين إلى حد ما، إنه لا يمرر للخلف متكاسلا، إنه يتطلع دائما لمحاولة إيذاء الخصم".

وأتم لاعب يونايتد حديثه "أحب أنه يطلب من زملائه الفريق العمل أكثر، وإن تمكنوا من رؤية العمل والجهد المبذول فستحصل على استجابة جيدة".

برونو نفسه قال سابقا لموقع ناديه: "سأكون واقعيًا، أعتقد أن أسلوب لعبي أقرب لبول سكولز، أكثر من أسلوب لعب أندريا بيرلو وزين الدين زيدان وأندريس إنييستا".

وأضاف "بول سكولز كان يحب الدخول إلى منطقة الجزاء وصناعة وتسجيل الكثير من الأهداف، بعكس الآخرين".

وتابع برونو "ربما سجل بيرلو بعض الأهداف، ولكن معظمها كانت من ركلات حرة، وزيدان أيضًا سجل عددًا من الأهداف، وبالنسبة لإنييستا، فالجميع يتذكرونه كصانع ألعاب رائع، ولكن ليس كهداف".

وواصل "أتذكر ذلك اليوم الذي كنت أجلس فيه مع فريد في غرفة تناول الطعام قبل مباراتنا ضد كلوب بروج الموسم الماضي، وكانت قناة النادي تعرض جميع أهداف بول سكولز بقميص مانشستر يونايتد".

واستمر "كنا قد انتهينا من تناول الطعام، ولكننا جلسنا لنشاهد الأهداف حتى نهايتها. وقتها قلت لفريد أترى ما يفعله بول سكولز؟ عليك أن تقترب من المرمى وإلا لن تسجل الأهداف، وفي تلك المباراة سجل فريد هدفين".

الإشادة لم تقف إلى هذا الحد بل امتدت لمقارنة سولشاير تأثير برونو على يونايتد بتأثير كريستيانو رونالدو على الفريق.

وقال سولشاير في مؤتمر صحفي في وقت سابق ردا على إن كان تأثير برونو مثل نظيره رونالدو أجاب "إنه بالتأكيد يتمتع بذلك الوجود".

وأضاف "لديه هذا التأثير على الفريق وعلى زملائه، يمكننا فقط إلقاء نظرة على النتائج منذ قدومه، هو لديه الكثير من الطاقة وقائد ويفضل مصلحة الفريق دائما وهذا مفتاح لنا للتقدم للأمام".

كل ذلك أدى لقرار مفاجئ قبل مواجهة باريس سان جيرمان في أولى جولات دوري أبطال أوروبا الموسم الجاري.

القائد.. برونو فيرنانديز

جلس سولشاير في القاعة ليجيب على أسئلة الصحفيين وإلى جانبه برونو وفاجأ الجميع قائلا: "برونو سيكون قائدا لنا غدا ضد سان جيرمان".

رد فعل برونو نفسه كان متفاجئا للغاية لدرجة أن رد فعله تحول لصورة متداولة بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال آنذاك: "لم أتوقع ذلك، لقد وجدت الأمر يحدث مثلكم تماما –يقصد الصحفيين- وهذا إنجاز لي".

وأضاف "شارة القيادة للجميع، الكل يريد أن يساعد، الكل هو قائد بطريقته، القيادة مختلفة في كل لاعب، الأمر لا يتعلق بي بل بالفريق".

قيادة برونو للفريق لم تكن صدفة بل كانت نتاج مطالبات الجمهور بذلك هو يطلب الكثير من زملائه في الملعب لدرجة جعلت البعض يصفة بالشخصية الحادة.

ففي إحدى المرات وأمام إشبيلية في نصف نهائي الدوري الأوروبي الموسم الماضي اشتبك لفظيا مع فكيتور ليندلوف مدافع فريقه بسبب سوء تغطيته.

والأمر تكرر مرة أخرى مع نيمانيا ماتيتش لأنه لم يمرر الكرة جيدا.

وعن شخصيته الحادة قال برونو: "لقد نضجت كذلك، هذه هي طريقتي، ربما أحيانا تصبح زائدة عن الحد، لكنني أعتقد إنني أساعد الفريق بالطريقة التي أنا عليها".

وواصل "كل اللاعبين مختلفين والفريق يحتاج لتلك الشخصيات ليكتمل".

وعن هل هو أصبح القائد الحقيقي ليونايتد رغم وجود الشارة على ذراع هاري ماجواير، أجاب كارل أنكا صحفي شبكة "ذا أثليتك" لـFilGoal.com قائلا: "من الصعب القول بذلك".

واستدرك "برونو يحظى باحترام كبير بين زملائه وغالبا ما يظل متأخرا عقب المران للعمل على التطور في الركلات الثابتة مع خوان ماتا وماركوس راشفورد وأليكس تيلليس وفريد".

وأكمل "في عام 2016 بدا وكأن زلاتان إبراهيموفيتش يدير غرفة ملابس الفريق وعقب رحيله كان من الممكن أن يقع الدور على بول بوجبا لكن لأسباب مختلفة لم ينجح الأمر".

وواصل "نجح ماجواير في قيادة يونايتد إلى حد كبير، وراشفورد هو المفضل لدى الجمهور، لذلك أقول إن برونو هو العمود الفقري لكل ذلك، هو يجمع كل شيء سويا ويجعل الفريق متحدا".

وأمام برايتون ظهر ذلك الأمر كذلك حينما تواجد برونو خارج الملعب أمام برايتون الموسم الماضي.

فعلى الرغم من تقدم يونايتد في النتيجة بثلاثة أهداف دون رد كان يظل يوجه ويحمس زملائه من على مقاعد البدلاء.

لقطة ربما تبدو عادية لكنها غابت عن الفريق كثيرا في السنوات الأخيرة أن يجد اللاعبون في الملعب من يساعدهم نفسيا.

حاسم دائما

احتفال برونو فيرنانديز بالصعود لدوري أبطال أوروبا على حساب ليستر سيتي - رسمة أحمد نبيل

دائما ما يتواجد برونو بهدف أو صناعة في المباريات الكبرى، ويكفي القول إنه خلال الموسم الجاري أهدافه وحدها جلبت 11 نقطة كاملة ليونايتد.

أمام ولفرهامبتون صنع هدفا لراشفورد خطف انتصارا قاتلا ليونايتد مهد الطريق نحو تصدر الدوري الإنجليزي منفردا لأول مرة منذ 7 سنوات.

وضد ليستر سيتي في ختام الموسم الماضي وبينما كان يتنافس الفريقين على بطاقة التأهل لدوري أبطال أوروبا سجل برونو هدفا كان بداية الطريقة نحو الانتصار والتأهل الأوروبي المثير.

ومؤخرا ضد ليفربول في كأس الاتحاد الإنجليزي شارك من على مقاعد البدلاء وسجل هدفا رائعا من ركلة حرة أقصت الريدز وقادت الشياطين الحُمر لربع النهائي.

وعن حبه للركلات الحرة قال: "أمارس التدريب على الركلات الحرة كل يوم تقريبا".

وأضاف مازحا "في بعض الأحيان يضطر المدرب أولي جونار سولشاير إلى طردي من مركز التدريبات للتوقف عن فعل ذلك".

يكفي القول كذلك إن نصف أهداف مانشستر يونايتد منذ انضمام برونو كانت بإسهامات منه بالتسجيل أو الصناعة.

مُحطم الأرقام القياسية

برونو فيرنانديز يحمل جوائز لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي - رسمة أحمد نبيل

نتاج العمل والجهد المبذول من اللاعب البرتغالي كان رائعا من حيث النظر للجوائز الفردية.

توج برونو بجائزة مات باسبتي والتي تُمنح لأفضل لاعب في يونايتد خلال الموسم، ليصبح ثاني برتغالي يظفر بها بعد رونالدو نفسه.

ومنذ بدء الجائزة في عاك 1987-1988 لم يفز بها أي لاعب خاض عدد مباريات أقل من برونو الذي توج بها بعدما لعب 22 مباراة فقط مع يونايتد.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل توج بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي أربع مرات خلال سنة ميلادية واحدة.

تلك الجوائز الأربعة جعلته يتساوى مع سكولز ورنالدو وتيري هنري وفرانك لامبارد وآلان شيرار في عدد مرات الفوز بها ويبتعد عن واين روني وروبن فان بيرسي بفارق جائزة وحيدة.

وينقص برونو الفوز بالجائزة ثلاث مرات فقط ليتعادل مع أكثر المتوجين بها عبر التاريخ سيرجيو أجويرو.

ومنذ قدومه للدوري الإنجليزي لم يفز أي لاعب بجائزة لاعب الشهر أكثر من مرة واحدة فقط.

ووصف كارل أنكا فوز برونو بجائزة لاعب الشهر أكثر من مرة بالإنجاز المذهل وقال: "هذا يظهر يظهر مدى احترام الجماهير وزملائه في النادي له".

وتابع "لقد تم تشبيه تأثير برونو على مانشستر يونايتد أحيانا بالتأثير الذي أحدثه إيريك كانتونا حينما انضم للنادي في عام 1992، ولكنني أعتقد أنه أقرب لتأثير بريان روبسون وجيل الثمانينيات".

لا يرضى بالقليل

ما يميز برونو أنه لا يرضى سوى بالفوز كما قال من قبل، وأي لاعب يحب الانتصار من منا لا يحب الفوز؟

لكن الشيء المميز الذي أضافه برونو ليونايتد هو بثه في زملائه نفس الروح التي يتحلى بها، روح الانتصار والقتال للثواني الأخيرة.

وهذه الرغبة في الفوز والانتصار +90 والتي طالما امتاز بها يونايتد تحت قيادة مدربه التاريخي السير أليكس فيرجسون كانت بدأت تختفي شيئا فشيئا.

وربما ما حدث ضد ساوثامبتون حينما تأخر الفريق بهدفين وأدرك التعادل في الدقيقة 74 خير دليل على ذلك فهو لم يحتفل بالهدف بل طالب زملائه بالعودة سريعا لبدء اللقاء لمحاولة تسجيل هدفا ثالثا والفوز.

وضد وست هام تأخر يونايتد بهدف وأدرك بول بوجبا التعادل، وحينما سجل ماسون جرينوود هدف التقدم احتفل برونو بقوة أمام منطقة جزاء المطارق.

وأمام ولفرهامبتون ظل التعادل السلبي مسيطرا على المباراة إلى أن صنع هو بنفسه هدف الانتصار الذي سجله راشفورد.

والتقطت عدسات الكاميرات احتفال برونو بالهدف وحده في الملعب في لقطة كانت توضح الكثير عن شخصيته المحبة للفوز باستمرار.

وقال برونو سابقا: "كما قلت سابقا أهم شيء لي هو الفوز بالألقاب، أريد الفوز بالبطولات هنا، سأكون سعيدا جدا حينما نتوج ببطولة مع النادي".

وتابع "لقد انتقلت لناد يتطلب الكثير من اللاعبين، أنا ألعب لواحد من أكبر أندية العالم والذي فاز بكل بطولات، لا أعتقد إنني غيرت عقلية النادي".

وأردف "إن غيرت عقليتي بعض اللاعبين أو ساعدت على أن يكونوا أفضل ربما هذا حدث".

سر الاحتفالات

احتفال برونو فيرنانديز مع مانشستر يونايتد - رسمة أحمد نبيل

دائما ما يضع برونو فيرنانديز يديه على أذنيه عقب تسجيله للأهداف لدرجة دفعت بعض مشجعي يونايتد للسخرية من صلاح حينما أهدى احتفاله لمؤمن زكريا دعما له في مرضه معتقدين أنه يقلد احتفال برونو.

ذلك قبل أن يتغير الاحتفال بوضع يد على أذنه والأخرى على فمه.

برونو نفسه كشف السر حينما قال: "أحيانا أتحدث أنا وزوجتي إلى ابنتي وفجأة تضع يديها على أذنيها، لذا اخترت الاحتفال بتلك الطريقة لأهديها الأهداف".

وأضاف مازحا "في البداية لم تكن تعلم بالأمر، لكن الآن فهي تعرف في كل مرة أحتفل بتلك الطريقة فهي تعرف إنه من أجلها".

وبعدما علم برونو أن زوجته حامل في طفل آخر فطالبته ابنته بتسجيل هدفين في كل مباراة كي يهديها هي وشقيقها المرتقب كل منهما احتفالا.

ولكن لأن الأمر ليس بتلك السهولة، فقد قرر الاحتفال بطريقتين مختلفتين في احتفال واحد إهداء منه لنجليه.

رقم يتمنى تحقيقه

هدف برونو فيرنانديز ضد ليفربول - رسمة أحمد نبيل

يتمنى برونو أن يسجل ويصنع أهدافا أكثر من عدد المباريات في الدوري الإنجليزي في عام 2021.

وقال: "أعتقد إنني قلتها من قبل إنه من السهل أن تلعب في فريق مثل مانشستر يونايتد لأن هناك الكثير من اللاعبين الجيدين حولك".

وتابع "هم يساعدونك لتصبح أفضل وأنا هنا لأساعدهم على أن يصبحوا أفضل كذلك، لذا أعتقد أن الأرقام جيدة ولكن ينبغي علي الآن أن أبدأ في التحسن".

وواصل "سيكون الأمر أصعب وأنا أعني صعبا كل يوم أكثر وفي كل مباراة لأن اللاعبين الآخرين سيعرفونني أكثر".

وأردف اللاعب الملقب بالساحر البرتغالي "بالطبع أنا سعيد لأحظى بتلك الأرقام وبكل وضوح إنه ليس من السهل الوصول لتلك المرحلة بتلك الأرقام لكنني أريد أن أصبح أفضل".

وشدد "أريد أن أنهي الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي بأهداف وصناعة أكثر من عدد المباريات، هذا سيكون جيدا".

وبسؤال كارل أنكا هل يستطيع برونو تحقيق ذلك الأمر أجاب "لست متأكد أن يونايتد سيحصل على ركلات ترجيح في العام الحالي مثل السابق لذا سيكون من الصعب قليلا على برونو تسجيل الأهداف الثابتة التي اعتاد عليها".

قبل أن يستدرك ويتم "بشرط أن يتجنب الإصابة، أنا على يقين بأن برونو سينهى الموسم بأرقام مُبهرة".

رسومات: أحمد نبيل