رغم القيام بسوق انتقالات صيفي ضخم يشير إلى ثقة في فرانك لامبارد لقيادة المشروع الجديد، إلا أن مع تراجع النتائج قررت إدارة تشيلسي إقالته لتنتهي رحلته مع الفريق.
وأعلن تشيلسي إقالة لامبارد بعد 19 مباراة فقط من الدوري الإنجليزي، حيث يحتل الفريق المركز التاسع برصيد 29 نقطة.
تشيلسي لم يفز إلا مرتين فقط في آخر 6 مباريات في الدوري، وخسر 3 مباريات ليتراجع في جدول الترتيب رغم احتلاله للمركز الثالث حتى الجولة 11، وبفارق نقطتين فقط عن توتنام وليفربول، ثنائي الصدارة –وقتها- بـ24 نقطة.
فما الذي جعل إدارة تشيلسي تُقيل لامبارد؟
سوء استخدام الصفقات
كان تشيلسي أحد أنشط الفرق في سوق الانتقالات الصيفي، على مستوى أوروبا وليس إنجلترا فقط؛ بعدما تعاقد مع حكيم زياش، تيمو فيرنر، بن تشيلويل، تياجو سيلفا، إدوارد ميندي، مالانج سار وكاي هافرتز.
7 صفقات قام بها الفريق، كان من بينها 6 للاعبين للفريق الأول، ليبدو وأن الفريق يستطيع علاج العيوب التي كانت لديه في موسم 2019-2020.
لكن مع مرور الجولات، لم يستطع لامبارد أن يستغل اللاعبين الجدد بالشكل الأمثل.
فحتى رحيل لامبارد، لم يكن المدرب الإنجليزي قد توصل للتوليفية الهجومية المناسبة للفريق، ولم يجد أسلوبا يتضمن اللعب بـ فيرنر وهافرتز وزياش –الوافدون الجدد- مع ضمان ظهور كريستيان بولسيتش وميسون ماونت في التشكيل الأساسي.
بل بدا لامبارد وكأنه تفاجئ من مراكز لاعبيه الجدد؛ لأن فيرنر لا يلعب كمهاجم صريح بل يأتي من الجانب الأيسر، إذا فالدفع به يحتاج لوجود مهاجم في تشكيل الفريق، على أن يكون تواجد فيرنر على حساب بولسيتش أحد أفضل لاعبي تشيلسي في الموسم الماضي.
وفي الجانب الأيمن، يلعب زياش في نفس المكان الذي يحبذ هافرتز اللعب به مع اختلاف خصائص الثنائي.
لذلك قام لامبارد بتجربة أكثر من طريقة لعب للحصول على الأداء الأفضل من كل لاعب؛ لكن كان هذا سببا في تراجع مستوى تشيلسي ككل.
فعلى سبيل المثال، لكي يدفع لامبارد بهافرتز في التشكيل الأساسي، كان يقوم بالاعتماد عليه في وسط الملعب، مع وجود جناح أيمن يلعب بقدمه اليمنى لك تتيح تحركاته على خط الملعب مساحة يلعب بها صانع الألعاب الألماني، لكن لعدم تألقمه بعد على الدوري الإنجليزي لم يصنع إلا هدفين بعد 16 مباراة.
أما فيرنر فسجل 4 أهداف لكنه أهدر ما كان ليجعله هدافا للدوري، رغم أن أسلوب لامبارد كان يدور حول توصيل المهاجم الألماني للمرمى بأقصر الطرق.
فيما كان زياش أفضل حالا، فصنع 3 أهداف وسجل هدفا لكن إصابته مطلع الموسم وتجددها؛ أعاق تقدمه نوعا ما.
دفاع هش
في الموسم الماضي استقبل تشيلسي 56 هدفا ليكون صاحب أسوأ خط دفاع بين أول 10 فرق في الدوري، ولذلك تعاقد الفريق مع الحارس ميندي ودعم خط دفاعه بلاعب صاحب خبرة مثل تياجو سيلفا وظهير أيسر يعرف الدوري الإنجليزي جيدا مثل تشيلويل.
خبرة ومهارة التدعيمات جعلت الأمور أفضل لتشيلسي. ميندي أصبح لا يستقبل أهدافا مثل كيبا أريزابالاجا، وسيلفا أصبح يضع نفسه في مواقف أفضل من أندريس كريستينسن؛ لكن أسلوب لامبارد وأفكاره هي من جعلت دفاع تشيلسي يعاني.
23 هدفا خلال 19 مباراة ليس بالرقم الكبير؛ لكن كان بإمكان لامبارد أن يقلل هذا الرقم.
ضد مانشستر سيتي في الجولة 17 استقبل الفريق 3 أهداف، منهم هدفين من هجوم مرتد لفريق بيب جوارديولا.
وضد لفرهامبتون، تقدم تشيلويل ورييس جيمس للهجوم في الدقيقة 90، حين كانت النتيجة تشير إلى التعادل 1-1؛ ليستقبل الفريق بعدها مباشرة هدفا ويخسر به المباراة.
فأسلوب لامبارد هذا الموسم كان الهجوم بشكل متطرف مع فتح الملعب ووجود مساحات كبيرة في الدفاع لن يستطيع المدافع التعامل معها مهما كانت جودته عالية.
ربما تواجد أسماء هجومية عديدة هو ما جعل لامبارد يغامر بهذه الطريقة؛ لكنها كانت سببا في هزائم كثيرة لتشيلسي.
غياب الصبر
مع تراجع نتائج تشيلسي وعدم ظهور صفقات تشيلسي الجديدة بمستوى طيب، قال لامبارد إن هناك العديد من اللاعبين الذين لم يتألقوا في الدوري الإنجليزي في سنواتهم الأولى لكنهم انفجروا بعد ذلك.
ومع استمرار هبوط المستوى، قال لامبارد إن على جماهير تشيلسي النظر لما حدث مع كيفن دي بروين نجم مانشستر سيتي ومحمد صلاح نجم ليفربول حين كان الثنائي يلعب لتشيلسي في بداية مسيرتهم الكروية.
لامبارد كان يعلم أن الفريق الجديد يحتاج لبعض الوقت والصبر على اللاعبين الجُدد لكي تحدث عملية التأقلم في الدوري.
لكن الإدارة لم تصبر على لامبارد ولم تمنحه الوقت الكافي رغم تراجع أداء الفريق، وهو ما قاله برندان رودجرز مدرب ليستر سيتي عن قرار الإقالة.
ورغم أن لامبارد يُدرب تشيلسي منذ عام ونصف، إلا أنه لم يحظَ بالوقت الكافي للتعامل مع الفريق في الموسم الحالي لاختلاف القائمة عن الموسم الماضي ولكثرة اللاعبين الجدد القادمون من خارج الدوري الإنجليزي، الذين يحتاجون للصبر عليهم أيضا حتى لا يتكرر ما حدث مع دي بروين وصلاح.