كتب : أحمد العريان ومحمد سمير
"أحب النجاح وأكره الفشل، قد أقوم بأي شئ للنجاح ولذلك أحاول دائما تطوير نفسي والاطلاع على كل ما هو جديد".. هكذا يؤمن كريم درويش.
المصنف الأول عالميا في لعبة الاسكواش طبق مبدأه تماما، فكانت مثابرته طريقه للنجاح وبعد نجاح مسيرته كلاعب انتقل نجاحه كإداري في نادي وادي دجلة إلى أن وصل لمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للعبة.
كما اعتلى كريم درويش صدارة التصنيف العالمي لرجال الاسكواش في يناير 2009، حافظ على مكانه في قائمة العشرة الأوائل لـ 12 عاما متتاليا، وحافظ على تواجده في قائمة الخمسة الأوائل لثمان سنوات متتالية.
فاز بـ 25 بطولة للمحترفين، أبرزها بطولات السعودية، الكويت، قطر وأمريكا، بالإضافة لبطولة العالم للناشئين وبطولة العالم للجامعات.
FilGoal.com تواصل مع نجم الاسكواش المصري السابق للحديث عن منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي بجانب حديث سابق معه على هامش بطولة الجونة الدولية، ليسرد لكم قصة بطل فتح مع جيله الباب لسيطرة مصرية على اللعبة.
نائب رئيس الاتحاد الدولي:
في البداية سألنا كريم درويش عن الأسباب التي دفعته للترشح وأوضح "العديد من المقومات الإدارية التي مارستها في أندية وادي دجلة لمدة 10 سنوات وطموحي الإضافة للعبة على الصعيدين الدولي والمحلي كل ذلك ذلك دفعني للترشح".
وشدد "كما أن هناك قضايا أود مناقشتها وأهمها دخول اللعبة في دورة الألعاب الأولمبية".
وتابع درويش "هذا المنصب مهم جدا فمن وجهة نظري يجب أن يتواجد شخص مصري في الاتحاد الدولي للعبة ليكون ممثل لنا في المحافل الدولية".
وكشف نجم الاسكواش السابق "لدي طموح كبير وأرغب في تحقيقه مع باقي أعضاء مجلس الإدارة وإن شاء سأسعى لذلك".
وعن دعم وزارة الرياضة قال درويش: "أشرف صبحي وزير الرياضة ساعدني كثير وقام بمقابلتي أكثر من مرة لمساندتي وتواصل مع وزارة الخارجية لدعمي من خلال السفارات في كل دول العالم والحمد لله كان لديهم دور مؤثر جدا في نجاحي ولذلك أشكره من خلالكم".
وكشف درويش عن طموحاته من خلال منصبه "أسعى أن يعود ذلك بالفائدة على اللعبة واستغلال خبراتي في ذلك المجال كلاعب وإداري، كما أسعى لنشر اللعبة على المستوى المحلي لأنها مقتصرة على 3 محافظات فقط وأسعى لتوسيع القاعدة وبالأخص في الصعيد".
وأتم تصريحاته "وجودي في الاتحاد الدولي لم ولن يؤثر أبدا على تواجدي مع وادي دجلة لأن النادي يرعى اللعبة في مصر بشكل كبير بإقامة البطولات بالشراكة مع رعاة آخرين، أتمنى أن منصبي لا يؤثر على ذلك النجاح ونريد التطور وتوسيع نشاط الأكاديمية التي تضم أكثر من 1200 لاعبا وتحقيق مشروعات كبيرة جدا في اللعبة".
وقبل تولي منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للاسكواش كانت هناك مسيرة ناجحة لكريم درويش كلاعب وإداري.
البداية
"بدايتي مع الرياضة كانت في السابعة من عمري عام 1987 كلاعب كاراتيه، وكان شقيقي الأكبر هو الذي يمارس الاسكواش".
"ذهبت معه للتدريب وشاهدته مرتين فأعجبت باللعبة، نزلت للتدرب كتجربة، فأعجب المدرب محمد عيد بي وقرر إلحاقي بمدرسة الاسكواش بنادي المعادي، إلى الآن أرى أنه مع شقيقي الأكبر كانا صاحبا الفضل الأكبر في مسيرتي".
"بمجرد ممارستي للاسكواش أصبحت اللعبة في دمي، لم أتخيل لحظة أن أعيش بدون أن أمارسها، كان ذلك هو أكبر دافع لأهلي كي يشجعوني على الاستمرار في اللعبة رغم أنها وقتها لم تكن بنفس السيط الحالي".
فوز كريم درويش ببطولة العالم للناشئين عام 2000 كان نقطة تحول في حياته، منها تحول من لاعب هاوي ربما يترك اللعبة في أي لحظة من أجل تعليمه، إلى مشروع بطل.
وعن تلك المرحلة يقول درويش لـ FilGoal.com: "مرحلة الناشئين تختلف كليا عن المحترفين".
"حين تنهي مرحلة الناشئين تكون أمام خيارين، إما الاعتزال والتفرغ للدراسة، أو الاستمرار كلاعب محترف".
"تتويجي ببطولة العالم للناشئين كان دافعا كبيرا لي للاستمرار، كان ترتيبي وقتها الـ 52 على العالم، ولم يستغرق الأمر سوى عام واحد حتى دخلت في قائمة العشرين الأوائل".
في عام 2001 دخل كريم درويش قائمة العشرين الأوائل في التصنيف، وبعام 2003 أصبح ضمن أفضل 10 على العالم، ثم في 2004 وصل لأفضل خمسة على العالم واستمر ضمن العشرة الأوائل حتى الاعتزال.
بين تلك الفترة الطويلة، تنقل درويش بين الأندية، أولا بنادي المعادي، ثم الانتقال إلى الأهلي ومنه إلى الجزيرة.
ومنذ عام 2007 انضم كريم درويش لنادي وادي دجلة في خطوة كانت فارقة في مشواره.
كريم يقول عن هذا الانتقال: "حين انتقلت لوادي دجلة كان نادي حديث العهد، لكني لا أعتبر أن انتقالي لهم كان مغامرة".
"لا لم تكن مغامرة لأنني كنت أعاني في الأندية الحكومية من الروتينية في التعامل، وفي الوقت نفسه كان وادي دجلة يقدم لي عرض احترافي من الدرجة الأولى".
"قد تكون شهادتي مجروحة بحكم عضويتي في مجلس الإدارة بالنادي، لكني أرى أن وادي دجلة هو النادي المحترف الوحيد في مصر".
"حين انضممت لوادي دجلة كنت رقم 12 على العالم، كانوا بالنسبة لي النادي الذي ألعب له والراعي الذي يتولى أمري أيضا، وحين انضممت لهم حدننا سويا هدف كبير هو أن أعتلي صدارة التصنيف.. وقد كان".
منافسة عمرو شبانة
منافسك اللدود هو أشد أعدائك، كريم درويش وعمرو شبانة لا يعترفان بهذا المبدأ، فلكل منهما فضل على الآخر في الارقاء بمستوياتهما.
كريم درويش يقول لـ FilGoal.com عن منافسة شبانة: "علاقتي بعمرو شبانة كانت حالة شاذة، أنا وهو ترتيبنا الأول والثاني على العالم، ومع ذلك نتدرب، يوميا سويا.. أثناء البطولات نوجه بعضنا البعض من الخارج".
"تربطني بشبانة علاقة صداقة خارج الملعب، وساعدنا ذلك في الارتقاء بمستوانا أكثر وأكثر، كنا حين يرتقي مستوانا نرتقي سويا وحين يتراجع مستوانا نتراجع سويا أيضا".
- نجاحك مع جيلك كان بوابة لسيطرة مصرية مطلقة في الوقت الحالي، هل توقعت هذا التطور الهائل بتلك السرعة؟
"بطبيعة الحال لا، لم أتوقع أبدا سرعة هذا التطور الهائل في اللعبة بمصر، اللعبة في الأساس إنجليزية وفي فترة من الفترات كان لباكستان سيطرة مطلقة عليها، لكننا وصلنا الآن لأن نملك عدد ضخم من اللاعبين في التصنيف الأول للعبة، وهذا يعد تطور ضخم وبسرعة غير متوقعة لمصر".
الاعتزال
في عمر الـ 33 قرر كريم درويش اعتزال اللعب بعد مسيرة حافلة بالبطولات في عام 2014، لكنه لم يبتعد كثيرا عن اللعبة، وسنعرف ذلك لاحقا.
يقول كريم درويش عن سبب اعتزاله: "في وجهة نظري أن مستوى لاعب الاسكواش يبدأ في الانحدار بهذا السن مهما بلغ حجم تدريباتك ومحافظتك على لياقتك".
"اعتزلت وأنا أحافظ على ترتيبي بين العشرة الأوائل، وتفاديت الخسارة من لاعبين أقل كثيرا مني في المستوى".
"وفوق كل ذلك أنني تلقيت عرضا مغريا من وادي دجلة، بأن أكون رئيس جهاز الاسكواش وقطاع الرياضة عامة، كل ذلك دفعني للاعتزال".
نجاح ما بعد الاعتزال
اعتزال اللعب لم يكن نهاية حكاية كريم درويش، فكما كان مبدعا كلاعب، كان كذلك إداريا، وصاحب عين ثاقبة.
درويش نجح سريعا بتطوير قطاع الرياضة في وادي دجلة بشكل كبير، بالإضافة لنجاحه في ضم موهبتين رائعتين هما رنيم الوليلي ونوران جوهار ضلعي المربع الذهبي لبطولة العالم للاسكواش الأخيرة.
عن تلك المرحلة يحكي درويش لـ FilGoal.com التالي..
"في الطبيعي حين يعتزل أي رياضي بعد فترة طويلة من النجاحات يحتاج لفترة أجازة قد تصل لعدة أشهر أو سنة، في حقيقة الأمر أنني كنت أرسم هذا السيناريو لنفسي أيضا لكنه لم يتم".
"ما حدث معي كان مختلفا، لقد اعتزلت اللعب وبدأت مهمتي الإدارية في اليوم التالي مباشرة".
"أحب النجاح وأكره الفشل، قد أقوم بأي شئ للنجاح ولذلك أحاول دائما تطوير نفسي والاطلاع على كل ما هو جديد".
"رنيم الوليلي زميلتي منذ فترة طويلة، هي شخصية رائعة خلقا وفنيا متميزة أيضا داخل وخارج الملعب".
وقع الاختيار عليها في وادي دجلة لتلك الأسباب وكان هدفنا أن نساعدها بأن تعتلي صدارة التصنيف العالمي. بالفعل نجحت أن تصبح أول مصرية تعتلي صدارة التصنيف العالمي في أي لعبة".
"أما نوران جوهر فشخصيتها شخصية بطلة، لا يحتاج الأمر طويلا كي تكتشف ذلك حتى لو لم ترها تلعب اسكواش من قبل".
"عرضت عليها الانضمام لنا قبل 4 أو5 سنوات، وأعتقد أنها الآن تجني ثمار تلك الخطوة في حياتها، وأرى أن بإمكانها الوصول بعيدا في اللعبة مثلما فعلت نيكول دافيد أسطورة اللعبة سابقا".
"كيف أختارهم؟ أعرفهم جميعا، يلعبون 15 بطولة سنويا تحت عيني والبطل لا يحتاج لوقت طويل لتكتشف أنه بطل، لذلك من السهل أن نكتشف هؤلاء".
ونجح وادي دجلة بعد ذلك في ضم علي فرج المصنف الأول عالميا في الوقت الحالي وكريم عبد الجواد.
- هل يمكن أن تنجح في مجال التدريب مثلما حدث إداريا؟
"شخصيا أفضل العمل الإداري عن التدريب، لكني لا أتأخر حين يطلب مني أحد اللاعبين أن أتدرب معه لعدة أيام قبل بطولة ما أو ما شابه".