كتب : رامي جمال
في عام 2015 انتشر فيديو لرمضان صبحي لاعب الأهلي حينها على نطاق واسع وهو يقف على الكرة في الدربي أمام الزمالك في كأس السوبر المصري.
تصرف رأه لاعبو الزمالك به قلة احترام واندلع شجارا بين اللاعبين.
وعلى بُعد آلاف الأميال وفي إنجلترا ظهر الفيديو في الصفحة الرئيسية لحساب كيفن كروكشانك الذي كان يعمل كشافا في نادي ستوك سيتي وقتها.
وقال: "الفيديو أصابني بالفضول جعني أقوم ببعض البحث، يجب أن يكون هناك شيء ما لدى هذا اللاعب، أن يتحلى بالشجاعة للقيام بذلك التصرف في الدربي".
وبعد عام وقع رمضان صبحي على عقد انتقاله لستوك سيتي.
كانت هذه إحدى القصص بين الكثير التي حدثت بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، إ إنها أصبحت تلعب دورا هاما ورئيسيا في سوق الانتقالات.
ونشر موقع "ذا أثليتك" الأمريكي تقريرا مطولا عن الدور الذي أصبحت تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي في سوق الانتقالات.
وقال كروكشانك الذي يعمل ككشاف حاليا في نورنبيرج في ألمانيا إنه بينما قد تؤدي مواقع التواصل الاجتماعي إلى صفقات كما حدث في حالة رمضان صبحي، فإن الكثير من القيل والقال عبر الإنترنت هو مجرد هراء تام.
ويتذكر كروكشانك واقعة أخرى حينما كان يعمل في ستوك سيتي وكان النادي على وشك التعاقد مع ماركو أرناتوفيتش من فيردر بريمن في عام 2013، ولكن الشائعات الطاحنة كانت تدور حول لاعب آخر من بريمن يُدعى آرون هانت.
وقال: "لا بد أن شخص ما في ستوك سمع شيئا عن حديثنا مع بريمن وسرب الأمر، لكنه حصل على اسم اللاعب الخاطئ، لقد وصل الامر لانتشار روايات تقول إن هانت تواجد في مقر تدريبات ستوك سيتي وهذا لم يحدث على الإطلاق".
وتابع "أتذكر وضع وسم #NeverHunt أو شيء من هذا القبيل عندما وقعنا مع أرناتوفيتش، لم يكن الأمر هينا عليه، وكان علي نفي كل الأنباء المنتشرة عبر حسابات الـITK المتواجدة بكثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
ماذا تعني حروف ITK؟
هي اختصار لكلمة In the know، أي على دراية، وهذا المصطلح يشير لحسابات متواجدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تُزعم أن لديها معلومات داخلية عن ناد معين.
وغالبا ما يشير ذلك المصطلح لحسابات بطريقة ازدرائية للإشارة إلى نشره لشائعات ليس لها أي أساس من الصحة.
المثال على ذلك حدث في الأيام الأخيرة من سوق الانتقالات الصيفية الماضية حينما شارك حساب يُدعى "Utdreport3" بعض الشائعات المزيفة كليا.
إذ أنه أكد انتقال عثمان ديمبيلي إلى يونايتد من برشلونة وجادون سانشو من بروسيا دورتموند، وهما انتقالان كثر الحديث حولهما لكنهما لم يحدثا في النهاية.
نسب الحساب تغريداته زورا لبعض الصحفيين اللامعين مثل فابريزيو رومانو وجيليم بالاج واضطرا لنفي تلك الأنباء لاحقا.
وقبل ساعات من إغلاق وق الانتقالات يقوم المشجعون بتحديث صفحاتهم على أمل الوصول لنبأ يشير لإتمام صفقة وهنا تظهر الحسابات التي تنشر المعلومات المزيفة وتنتشر منها المعلومات كالنار في الهشيم في خلال دقائق فقط.
وبعدما اتُهم حساب "Utdreport3" بنشره للأكاذيب تم إغلاقه، وبعد فترة أعيد فتحه مجددا مع وجود متابعين اثنين له فقط، ويحاول نشر قصصا مزيفة مجددا على أمل لفت الانتباه له مرة أخرى.
وعلى الرغم من أن هناك بعض الحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنشر أنباء مزيفة، لكن هناك حسابات اخرى مجهولة تكون "على دراية" حقا ببواطن الأمور ويمكن أن تسبب الكثير من المتاعب لأنديتهم.
أحد الأمثلة على ذلك يتذكرها كيث واينيس المدير التنفيذي سابقا لإيفرتون وأستون فيلا.
وقال: "تسع مرات من أصل عشرة ستكون الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجرد هراء، لكن تلك المرة كانت الشائعات دقيقة جدا وكان الحساب يرصد تحركاتنا في سوق الانتقالات بشكل جيد وذلك كان خطيرا للغاية".
وأضاف "أنشأنأ مجموعة محترفة لمحاولة معرفة من يقف خلف ذلك الحساب عبر تويتر، إن تغريداتهم كانت قريبة جدا من الحقيقة".
وأكمل "لم نكتشف من أين أتت المعلومات، لكن إعلاننا أننا سنجري بحثا داخليا في النادي كان كافيا لإيقاف الحساب، كان من الواضح إنه تسريب من داخل النادي".
توظف الأندية الكبرى العديد من الأشخاص لذا من الوارد أن تتسرب المعلومات عبر الإنترنت قبل نشرها في وسائل الإعلام التقليدية، وفي حين أن الصحفي يكون لديه سنوات من الخبرة لتحديد دقة مصداقية المصادر المختلفة، لكن بالنسبة للمشجعين فمن الصعب عليهم تحديد مصداقية مختلف الحسابات التي تستحق المتابعة.
يعيش مارك جونز مستشار تكنولوجيا المعلومات على مسافة قريبة من ملعب أولد ترافورد ويقول إنه سبق له العمل في مانشستر يونايتد، وسبق له التغريد عن انتقالات النادي تحت اسم Mack The Knife.
ويزعم جونز أن حسابات تويتر الخاصة بصحفيين معروفين يمكن أن تكون في بعض الأحيان أقل موثوقية منه.
وقال: "لدي دائرة كبيرة من الأصدقاء في عالم كرة القدم سواء كانوا لاعبين سابقين أو أشخاص يعملون في العناية بعشب الملعب".
وشدد "أنا لست صحفيا لذا فأي تكهن أسمعه من أصدقاء أقل مصداقية ليست ذات مصدر مزدوج مثلما يفعل الصحفي، لذلك عندما تأتي المعلومات بلا ناتج في النهاية فقد تحدث مشاكل".
وواصل "إن اخبار الانتقالات مثل المخدرات لبعض المشجعين، وتويتر مكان سام، غالبا أتلقى بعض الردود تخبرني إلى أين أذهب إن لم يحدث انتقال معين".
وأردف مستشار تكنولوجيا المعلومات حديثه "لقد تلقيت حتى تهديدات بالقتل، لذا فأنت بحاجة بألا تتأثر، وبما إن ذلك الأمر ليس مصدر رزق لي فأنا لا آخذ الأمر على محمل شخصي أو أدعه يؤثر علي".
ويتفق مع جونز، كيث واينيس الذي وصف مواقع التواصل الاجتماعي بـ"الشريرة" إذ أنه في فترة ما اضطر لاستخدام شاشة لمتابعة مشاعر المشجعين عبر الإنترنت.
وقال: "كنت أبحث عن الكلمات الرائجة ومنها أقيس مدى رضا المشجعين أو الاتجاهات حول القضاية الهامة، الأمر كان بمثابة إنذار مبكر أكثر من أي شيء آخر، سواء تعلق ذلك بتغيير شعار النادي أو القميص الجديد أو أهدافنا في سوق الانتقالات".
وواصل المدير التنفيذي السابق لإيفرتون وأستون فيلا حديثه "لقد وليت اهتماما كبيرا بتلك الشاشة لأن الجمهور له صوت ونحتاج إلى سماعه، على الرغم من أن ذلك لن يفرض أبدا أي قرار بشأن الموافقة أو الرفض على التوقيع مع لاعب، لكن يمكننا أن نرى الاتجاه من حيث مدى استياء الجمهور بشأن مواقف أو طرق لعب معينة".
تأتي الشائعات عبر الإنترنت من أشخاص يختلقون الأنباء للفت الانتباه، وفي حالات أخرى تأتي من تسريبات حقيقية.
وهناك بعض الشائعات لها أهداف استراتيجية أكثر، كما قال أحد وكلاء اللاعبين الذي لم يكشف عن اسمه في حديثه واكتفى بوصف نفسه بأنه أجرى العديد من الصفقات مع كبار الأندية الأوروبية.
وقال: "بعض الأندية والوكلاء ينشرون أحيانا معلومات مضللة عمدا في نظام نقل اللاعبين لخدمة أهدافهم الخاصة".
لقد كان يحدث هذا دائما عبر وسائل الإعلام المطبوعة وتم تسريع الأمر مع ظهور قناة سكاي سبورتس الإخبارية والتي تعمل على مدار الساعة لنقل قصص الانتقالات قبل الإعلان عنها رسميا.
إن مهمة أي صحفي في كرة القدم هو الإبحار في الشعائات وتكوين مصادر ذات ثقة لنفسه ومعرفة من ليس بمحل ثقة.
ومؤخرا ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تسريع جنون الانتقالات لدرجة الحمى.
وعاد الحديث لوكيل اللاعبين مجددا وقال: "شخص ما من النادي يقول لصحيفة هذا النادي مهتم بهذا اللاعب، ولكن تلك المعلومة ليست صحيحة، لكنهم يريدون الحصول على اهتمام من ناد آخر، وهذا يحدث كثيرا".
اليوم لا يحتاج الجمهور لانتظار الصحافة المطبوعة أو أن يأمل المشجع في قدرة الصحفي في الحصول على المعلومات سريعا لأن الإنترنت به مساحة غير محدودة من المعلومات سواء كانت صحيحة أم لا.
وبالإضافة للأندية فإن وكلاء اللاعبين قد ينشرون شائعات في الانتقالات لمحاولة الحصول على صفقة لموكلهم، وينصح الوكيل الذي تحدث في هذا التقرير باتخاذ الحذر حينما ترى لاعبا مرتبطا بشكل متكرر بأحد الأندية.
وأوضح "إن اتبعت السياق فقد تنتشر المعلومات من شخص قريب من اللاعب أو الإدارة، وفي بعض الأحيان تقوم الأندية بنشر أسماء يعرفونها في وسائل الإعلام".
هذا بالإضافة لتأكيده أن الأندية تنشر أحيانا الشائعات كبالونة اختبار للمشجعين ومعرفة رد فعلهم إن كان إيجابيا أم سلبيا بشأن صفقة ما ويمكن أن يحدث ذلك فرقا.
إن كل من تحدث في ذلك التقرير قال إن شائعات الانتقالات تلعب دورا هامشيا في الانتقالات في النهاية، إذ أن الأندية تقوم بشكل عامل باستكشاف اللاعبين خلال فترات طويلة من الوقت وباستخدام مصادر عديدة للمعلومات وليس بعد مشاهدة مقطع واحد عبر يوتيوب.
ولكن في الوقت ذاته فإن الجميع أقر بأن الضجة المثارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تلعب دورا في جذب الانتباه والاهتمام كما قال جوناس أكيرسن المؤسس والمدير التنفيذي لـTransfer Room وهي منصة عبر الإنترنت حيث تتيح للأندية فرصة التحدث لبعضهم البعض حول عمليات الانتقالات المحتملة.
وأضاف "يعرف الوكلاء أن المديرين التنفيذيين والمسؤولين عن التعاقدات يميلون لمتابعة وسائل الإعلام لذا فهي بالنسبة لهم فرصة لجذب الاهتمام للاعبيهم بجذب الكثير من الأندية لطاولة التفاوض".
وأردف "يريد الوكلاء خلق تصورا بأن لاعبيهم مطلوبون ومن الطبيعي أن يستخدموا وسائل الإعلام من أجل ذلك الهدف".
ولا يقتصر دور نخبة أندية أوروبا على التنقيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي عند العمل خلال الانتقالات بل الأأمر يمتد للدرجات الأخرى.
وتحدث داني كاولي الذي قاد لينكولن سيتي لملحقين للتأهل والمشاركة في ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، قبل انضمامه لهدرسفيلد تاون ومساعدته على تجنب الهبوط للدرجة الثانية قبل إقالته قائلا: "هناك الكثير من الأنباء المزيفة في كرة القدم".
وتابع "يمكنني تذكر العديد من المرات انتشار أنباء أن فريقي على وشك التعاقد مع لاعب لا أعرفه حتى".
وأكد مدرب هدرسفيلد السابق أن شدة انتشار الشائعات في أسفل الهرم الكروي ظاهرة جديدة ومدفوعة بالانتشار والفورية لمواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح "تاريخيا كانت الصحف تتحدث عن بريميرليج، والآن هناك المزيد من المعلومات حول كرة القدم على جميع المستويات".
تغذي مواقع التواصل الاجتماعي سوق الانتقالات بطريقة أخرى، إذ أن الأندية تتابع حسابات اللاعبين قبل التوقيع معهم لمعرفة صفاتهم الشخصية.
وأكد داني كاولي أن تلك الخطوة ليست سوء جزءا واحدا من عملية ضم اللاعب إلى جانب تقارير الكشافين والإحصائيات، ووثف إلقاء نظرة على حسابات اللاعب قبل ضمه عبر تويتر وإنستجرام بالمفيدة.
وتابع "نحاول أن نفهم اللاعبين كأشخاص".
ورجح أن عملية متابعة حسابات اللاعبين في الدرجات الأدنى ربما تكون أكثر صلة في فهم صفات اللاعبين الشخصية بما أنه يقل احتمال أن يدير لاعبو النخبة حساباتهم الخاصة.
وأضاف "في بعض الأحيان رنى لاعبين شباب يقومون بأعمال خيرية، أو ينشر الكثير عن كرة القدم وهذا يظهر حبهم للعبة".
فيما قال واينيس: "الأمر لا يتعلق بمتابعة خلفيات اللاعبين بل إن قمنا بالتعاقد مع مدير وتبين أنه عضو في الجبهة الوطنية فلدينا مشكلة هنا".
** الجبهة الوطنية هو حزب سياسي فاشي يميني متطرف في إنجلترا.
هناك طريقة أخرى يمكن أن تلعب فيها مواقع التواصل الاجتماعي دورا في قرارات الانتقال في ظل أن بعض اللاعبين لديهم عددا كبيرا من المتابعين وهو أمر يساهم في تقوية علامة النادي التجارية عالميا.
آخر مثال على ذلك هو انضمام الأمريكية أليكس مورجان أحد أفضل اللاعبات في كرة القدم إلى توتنام في ظل رغبة النادي الإنجليزي في اقتحام السوق الأمريكية.
وقام توتنام بجولتين صيفتين في 2017 و2018 في أمريكا واستضاف مباريات NFL في ملعبه الجديد، بل وصور فيلما وثائقيا عن مسيرة النادي في موسم 2019-2020 مع شركة أمازون الأمريكية.
من بين الأسباب التجارية إلى جانب الرياضية لانضمام أليكس مورجان لتوتنام كونها تمتلك 9.3 مليون متابعا عبر إنستجرام أقل بـ200 ألف متابع فقط عن توتنام.
فيما يمتلك مهاجم توتنام ومنتخب إنجلترا هاري كين 10 ملايين متابع، كما منح زميله سون هيونج مينج النادي قدما كبيرة في السوق الآسيوية كما أصبحت أعلام كوريا الجنوبية مشهدا مألوفا في ملعب توتنام.
ومثلما أعطت مواقع التواصل الاجتماعي للاعبين مزيدا من القوة في المفاوضات، تحاول الأندية خلال فترات الانتقالتا أن تسيطر على المشهد.
إذ أن الأندية ترى أن إعلانات الانتقالات يمكن أن تجذب الكثير من المتابعين لحساباتها الرسمية وإثارة حماس المشجعين الحاليين ما قد يؤدي في النهاية لشراء المزيد من القمصان أو تذاكر المباريات.
وتحضر الأندية أنفسها للإعلانات خلال فترات طويلة للترحيب بالوافد الجديد ويتطلب الأمر الكثير من الجهد للتنسيق بين مختلف الحسابات التي تدار بمختلف اللغات لنشر الإعلان.
وقد تستأجر الأندية شركات دعايا وإعلان لتدير حساباتها ويوقع العاملون في تلك المشاريع على بند عدم إفشاء الأسرار.
إن أيام المباريات لا تكون السيطرة لحسابات الأندية بالكامل، لذا فإن الانتقالات هي لحظة رئيسية وهامة تساعد النادي على التخطيط وإحداث ضجة وتقوية العلامة التجارية.
أشهر مثال على ذلك هو انضمام أليكسيس سانشيز لمانشستر يونايتد قبل ثلاث سنوات بعدما أعلن النادي عن ضم اللاعب التشيلي من أرسال بتصوير فيديو ببراعة وهو يعزف البيانو ويسير في ملعب أولد ترافورد.
حصلت تغريدة الإعلان عن انضمام سانشيز ليونايتد على إعادة تغريد 180 ألف مرة وشوهد الفيديو لما يقرب من 10 ملايين مرة.
على الرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة الانتقالات تشعر وكأنها شيء وحشي، إلا أن هناك بعض الأندية تحاول ركوب الموجة لزيادة أعداد المتابعين وربح الأموال.
وعلى الرغم من أن هذا شيء مغري للأندية لكن التركيز على إحداث ضجة فإن هذا النهج لا يحقق دائما نتائج طويلة الأمد.
ويتذكر كيفن كروكشانك الذي عمل في ستوك سيتي ونورنبيرج واقعة حدثت معه في ألمانيا بعدما ضم ناديه لاعبين من اليابان لم يكن لهما تأثيرا كبيرا.
وقال: "اللاعبان في ألمانيا هنا لم يحدثا فرقا كبيرا للنادي فيما يتعلق بييع القمصان أو حتى الاهتمام بحسابات النادي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ربما كان كليهما ليسا بمستوى جيد".
مثال آخر على زيادة عدد المتابعين حدث حينما ضم أستون فيلا الموسم الماضي التنزاني مبوانا ساماتا ليصبح أول تنزاني في الدوري الإنجليزي.
ورغم أن الانتقالات لم يسر بشكل جيد ورحل ساماتا معارا لفينيربهاتشه في الدوري التركي لكن يمكن العثور على تنزانيين في التعليقات على أي منشور لأستون فيلا.
قد تجعل صفقة ما الناس ينتبهون لناد لكن هذا لا يضمن دعم دائما، وإن كان تم شراء العديد من قمصان النادي في تنزانيا في 2020 فإنه بالطبع من غير المرجح أن يكون الأمر ذاته في عام 2021.
قال أحد وكلاء اللاعبين البارزين والذي طلب عدم ذكر اسمه كذلك إن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي غير بشكل جذري القوة بين اللاعبين والأدية.
وأوضح "في الماضي لم يكن للاعبين صوتا، الآن لديهم مواقع التواصل الاجتماعي حيث يستطيعون خلق الأخبار الخاصة بهم دون استخدام وسائل الإعلام".
وتابع "سابقا لم يكن هناك علاقة مباشرة بين اللاعب والصحف والأندية كانت هي من تمتلك الروابط".
ويعتقد الوكيل أنه خلال 10 سنوات سيكون اللاعب في الدوري الإنجليزي هو الرئيس التنفيذي لشركته الخاصة للدخول في صفقة محتملة والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أكبر وحقوق الصور وكذلك العلامة التجارية للحصول على أفضل صفقة ممكنة له.
تساعد مواقع التواصل الاجتماعي كذلك الفرق على دراسة منافسيهم بشكل أفضل.
وقال دوجي رايت أحد الكشافين السابقين في ويجان: "إن رأينا بلاكبيرن أو ميدلزبره ينوي ضم لاعبا فنقوم بالبحث عبر جوجل ونظامنا لمعرفة إذا ما كنا نعرف الكثير عنهما وإذا ما كان يجب أن نراقبهما".
وأكد العامل السابق في ويجان أن الإنترنت جعل مهمة التحقق من اللاعبين تحدث على نطاق أكبر مما كان ممكنا قبل عقد أو اثنين.
وتابع "أحيانا كنت أشاهد مئات الفيديوهات للاعبين يوميا عبر يوتيوب، وإن سجل لاعب يبلغ من العمر 20 عاما هدفا على مستوى عالمي في الدرجة الثانية في الدوري الدنماركي فعلي إلقاء نظرة بالتأكيد".
ومع ذلك طلب دوجي رايت من المشجعين أن يأخذوا ما يرونه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدوء أكبر، متذكرا ما حدث حينما ارتبط ويجان بضم لاعبا اسكتلنديا وهو كان أمر خاطئ تماما.
وأوضح "كنت أعرف مكان كل فرد من كشافي النادي في العام الماضي، لكن كان المشجعون يسألون عن اللاعب ويطالبون بالمزيد من المعلومات عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وحينما حاول معرفة سبب انتشار تلك الشائعة وجد أنه وكيل اللاعب الذي كان موكله يقترب من الدوري الاسكتلندي ولزيادة قيمته قال إن ويجان كان مهتما به ضمن أندية الدرجة الأولى في الدوري الإنجليزي.
وأتم دوجي رايت حديثه قائلا: "التخمين الحقيقي هو أنه لا يوجد دخان بدون نار، لكن في تلك الصفقة لم يكن هناك أي نار".