كتب : رامي جمال
في الموسم قبل الماضي كان الأرجنتيني مارسيلو بيلسا المدير الفني لليدز يونايتد حديث جميع الصحف ووسائل الإعلام بسبب محاضرته التي استمرت لـ75 واعترافه بالتجسس على الخصوم وذلك حينما كان فريقه يلعب في الدرجة الأولى. (طالع القصة كاملة من هنا)
واليوم كان الأرجنتيني صاحب الـ65 حديث الجميع مجددا بعدما ظل لـ41 دقيقة في المؤتمر الصحفي الخاص به يشرح لماذا خسر فريقه بستة أهداف لهدفين الأحد الماضي من مانشستر يونايتد في ملعب أولد ترافورد في الجولة 14 من الدوري الإنجليزي.
قبل سرد ما قاله بيلسا كان النجم الإنجليزي السابق والمقدم الحالي جاري لينيكر علق على المباراة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا: "من الممتع مشاهدة ليدز، لكن الممتع أكثر هو اللعب أمامهم".
وتوجه الصحفي بسؤال إلى بيلسا وقال له: كيف ستحسن الدفاع دون التأثير على الهجوم؟".
وبدأ الرد الذي استمر لـ41 دقيقة:
يجب أن نحلل المباراة الأخيرة بشكل مفصل للغاية لنحصل على النتائج الصحيحة، الاستنتاج الوحيد الذي سمعته هو إنه ينبغي علينا تعديل أسلوب لعبنا، الأسئلة الموجهة للاعبين كانت تحاول إضعاف أسلوب لعبنا، أقترح على من يقول هذا أن يتحدث معي.
بعد مشاهدة المباراة مجددا ومعرفة الأسباب الحقيقية للخسارة فهناك عدة أشياء لم يتم أخذها في الاعتبار، وهذا ليس بجديد على الإعلام فهم يحللون النتائج فقط عادة، وما يحدث هو توجيه اللوم والسخرية من الفريق الذي يمر بمحنة، أنا أشير هنا لما قيل عن أن أسلوب لعب ليدز ممتع خاصة لمنافسيه، لكن ما حدث في المباراة ليس له علاقة بما يقال في الصحافة.
بعض الأشخاص لديهم قدرة التحليل على ما وراء النتيجة التي تقدم التفسير لما يحدث في الملعب، لا أقلق كثيرا بما يقال في الصحافة، بل أستمع دائما وأقرأ وأتلقى أفضل رسالة ممكنة مما حدث، لكن ما يقلقني حقا هو تأثير ما يُكتب على قدرة الفهم لدى الجمهور، وزعزعة استقرار اللاعبين من خلال اقتراح تغيير أسلوب اللعب.
بالطبع تلك الأمور تحدث عندما تسمح النتائج ولا يهم إن كان رأيك مخالفا في المباراة السابقة، لكن لم تتم مراجعة السياق الذي تلقينا من خلاله الأهداف.
وقاطع الصحفي بيلسا لثوان معدودة وقال له: "ما هو التحسن الوحد التي تتطلع إلى حدوثه من فريقك ليصبح أقوى؟".
واستمر بيلسا بالرد.
سأخبرك بالبيانات التي جمعتها من المباراة الأخيرة، من الناحية البدنية لعب مانشستر يونايتد أفضل مباراة له هذا الموسم ولكن ليدز تفوق عليه في هذا الجانب، لكن هذا لا يعني شيئا، ما أريد قوله هو أنه لم يكن هناك هيمنة واضحة لهم على المباراة، لقد هيمنا بطريقة مماثلة عليهم السيطرة كانت متبادلة بيننا.
اللاعبان اللذان تسببا في خلق الزعزعة لدينا من الخصم هما رقم 17 و39 (فريد وسكوت مكتوميناي)، لم يكن راشفورد أو برونو فيرنانديز أو دانييل جيمس الذي شارك بشكل أساسي للمساندة الدفاعية.
تفوق مانشستر يونايتد علي في الطريقة التي تخيلت بها المباراة لم أعتقد أن الخلخلة في التوازن ستأتي من لاعبي الوسط الدفاعي اللذين يقدمون مساندة دفاعية، أما الإنتاج من اللاعبين في الهجوم فكان متشابها إلى حد كبير.
صنعنا 11 فرصة على المرمى وسجلنا هدفين، صنع مانشستر يونايتد ثماني فرص وسجل ستة أهداف، احتاجوا في النهاية لـ14 تسديدة ليسجلوا ستة أهداف بينما احتجنا لـ13 لتسجيل هدفين.
لقد تمكن يونايتد من إنهاء فرصه بشكل أفضل مما كنا قادرين عليه.
جانب آخر علينا إلقاء النظر عليه هو الصراعات الهوائية وموقف لاعب ضد لاعب وهنا لم نكن متفوقين عليهم، ويمكننا قراءة ذلك الأمر من جانبين.
الجانب الأول يشمل التركيز على القوة وهنا لم يتفوقوا علينا، والجانب الثاني هو التقني والتكتيكي وهذا ما تفوقوا فيه.
لقد سألتني كيف نهاجم مع الدفاع بشكل أفضل، ما تقترحه هو التخلي عن البراعة الهجومية والسماح لهم بالتفوق علينا، هذا ليس شيئا جديدا لأن هذه هي الفكرة التي يصورها الإعلام للجمهور دائما، أن التطور لا يتحدث إلا حال حدوث نتائج فورية.
لقد كان ليدز ثابتا في الشامبيونشيب لعامين وكانت هناك فرصا قليلة من الإعلام للمطالبة بالتغيير لأن كل شيء كان يسير على ما يرام.
فيما يتعلق بذكري عدد التسديدات، فلقد ذكرت إنهم احتاجوا لـ14 تسديدة لتسجيل ستة أهداف مقابل 13 لنا لتسجيل هدفين، إن خمسة فرص من بين الـ14 حدثت في الدقائق 84 و85 و86 حينما كنا نحاول تقليل أثر الهزيمة لجعلها 6-3 أو 6-4 لتصبح أقل إهانة من 6-2.
سأراهن دائما على أن يكون الأذى أصغر طالما أن هناك مخاطرة ستجعل الأمور أفضل، هذا سبب قولي إن هذه إحدى النواحي القليلة التي يتم تقدير الكرة الإنجليزية فيها، محاولة أن تكون أفضل حتى لو انتهى الأمر بالخصم إلى التفوق.
لكن من الواضح أن الأمر لم يعد بتلك الطريقة، وبدأ المشاهدو يفكرون بطريقة مغايرة وأعتقد أن ذلك سيؤثر على الكرة الإنجليزية.
الصحافة ليس لها تأثير على الفريق الذي أدربه، لا أشعر بالضعف أمام المطالبات بتغيير الأسلوب، سيكون ذلك من الغباء لأنني لدي الموارد التي يمكن من خلالها أن أعطي رأيي للاعبين، وهذا يعني أن المسؤولية تقع على عاتقي وحدي وليس على أي شخص آخر.
ما أفعله هنا هو تفسير سييء لما حدث يوم الأحد وللانتهاء من ذلك هناك 14 فرصة لهم مقابل 13 لنا وإن نظرت لطريقة تسجيلهم للأهداف من الكرات الثابتة، فليدز تفوق.
لنعد إلى الفرص، كرة القدم لها عاداتها، انظر إلى ركلة الجزاء التي سببها باسكال ستريوجيك وانظر إلى النية في تمريرة هدف دانييل جيمس، مرر مكتوميناي الكرة لقدم جيمس، يمكنك القول إن النتيجة كان يمكن أن تنتهي 10-2 بدلا 6 ولكن من يقول ذلك يتجاهل شيئا.
ما يتجاهله البعض هو الأمور الغير مسموعة مثل لكرات الثابتة، صنعنا أربع فرص منها وسجلنا مرة واحدة، بينما هم صنعوا ثلاث مرات وسجلوا مرة كذلك، بهذه الطريقة يمكننا أن نرى تطور الفريق.
كان ليام كوبر أكثر من خسر في الصراعات الهوائية في آخر 14 مباراة والأمر كذلك لأنه يدافع أمام الأفضل، لكن في تلك المباراة لقد سجل وتفوق على هاري ماجواير الذي هو بالمناسبة لاعب جيد بالرأس.
لا أحد يحلل كم الاعتراضات التي تحدث في الكرات الثابتة وهي أخطاء واضحة لنا لكن لم يطلق الحكم صافرته لها ولن أعلق على ذلك، لا أحتاج لشرح وأوضح مدى سهولة وصولنا أو سوء يونايتد في الدفاع في الكرات الثابتة أو مدى تطورهم فيهما دون النظر للسياق الذي حدث من الأصل.
حينما خرج ليام كوبر من الملعب أهدر ماجواير فرصتين في كلا الحالتين كان باسكال يراقبه وقاتل ضده وخرس، ما الفارق هنا بين باسكال وكوبر؟ أن كوبر حظي بفرص كثيرة للتحسن ومازال باسكال يحتاجها، الرغبة هي أن نكون أفضل من مانشستر يونايتد فورا.
تعد رميات التماس شكلا آخر من أشكال الخطر، وكان هناك فرصة من خلالها لصالحهم بينما لم نستغلها نحن.
رمية التماس التي استغلها يونايتد نتج عنها الهدف الثاني لمكتوميناي لقد كان من المستحيل الدفاع أمام تمريرة مارسيال، قراءة الموقف لم تكن قريبة من الكمال.
والشيء بالشيء يذكر، لقد كان مارسيال أكثر لاعب في الرباعي الهجومي ليونايتد ذو التأثير الأكبر.
كذلك فإن الكرات الثانية والكرات الطويلة والساقطة لم يكن لها أي تأثير علينا، وهذا الأمر في المباريات شائع جدا لديكم في إنجلترا.
هناك ثلاثة أشياء علينا النظر لها لتحليل المباراة، ما قلته من قبل وهي أشياء مفهومة في كرة القدم ومن السهل تحليلهم.
وهناك مواقف تنتج عندما يقوم فريق ما بارتكاب أخطاء بسبب الضغط العالي بالقرب من منطقة الخصم عند محاولة بناء الهجوم، وهناك أشياء تحدث عند محاولة الاقتراب من الفريق الذي يبني هجومه من الخلف، وهذا يوصف بالسذاجة.
لكن من حيث البناء من الخلف كنا أفضل من يونايتد استفدنا من أربع فرص بهذه الطريقة وسجلنا هدفا وصنع يونايتد فرصة وسجل هدفا، وهنا يظهر أمرين، بناء الهجوم من الخلف من قبلنا، وارتداد يونايتد وهذه مصادر خطورة الفريقين.
إن الارتداد يحدث حينما يكون الفريق المقابل يمتلك الكرة ويكون الخصم لديه زيادة عددية في مناطق الفريق الذي يملتك الكرة.
ما حدث هو أن اللاعبين الذين استعادوا الكرة كانوا أسرع من اللاعبين الذين يحاولون العودة لمناطقهم من فريقي، سنحت لهم أربع مرتدات سجلوا منها هدفين، بينما لم نخلق أي فرصة من ارتدادنا.
من الواضح إنني شرحت كل ذلك الآن لأن ما أقوله هو الحقيقة ولا أحاول الكذب، لا يوجد أي وضعية ارتدادية ضدنا حظي الخصم فيها بتفوق عددي علينا.
لم يكن الأمر كما حدث ضد نيوكاسل حينما تفوقنا عليهم في الهجمات المرتدة عدديا.
لكن في الحقيقة مع ارتداد يونايتد لم نستطع تعطيلهم، وهذا يعني إننا كنا نهاجم بعدد كبير من اللاعبين، ويعني كذلك أن يونايتد كان ينهي هجماته بشكل جيد وإننا لم نستطع استعادة الكرة في مناطقنا ومن ثم مهاجمتهم.
في عملية البناء هذا لا يعني أن الخصم أخطأ أو أن هناك تمريرات خاطئة لكن الأمر يعتمد بشكل كبير على عملية تحريك الكرة.
خلق يونايتد هناك ثلاث فرص وهذا ما لخص اللقاء في النهاية، نحن نخلق خمس فرص في اللقاء تقريبا وهذا الأمر يتطلب منا وضع أكبر عدد من اللاعبين في منتصف ملعب الخصم لأننا لا نملك اللاعب الذي يستطيع إنهاء كل فرصة بمفرده.
الاختلاف الحقيقي في المباراة هو استغلالهم للفرص بينما لم نستغلها نحن، وهم استغلوا لاعبي الوسط وهنا أنا ارتكبت خطأ كبيرا لأنني لم أفكر في ذلك مطلقا ولقد تأخرت كثيرا في التعامل مع التبديلات التي أجريتها، أتمنى أن يكون تفسيري كافيا لإنهاء تلك المحادثة.
وقاطعه الصحفي مرة أخرى وسأله "ما مدى صعوبة التأكد من أن الإعلام لا يزعزع استقرار الفريق؟".
ورد بيلسا.
لا أقلق بشأن أسئلة الصحافة، إن فعلت ذلك فلن أكون قادرا على الإدارة، عندما اقترحتوا على اللاعبين أنه يجب على المدرب أن يغير من أسلوبه فهذه ليست مشكلة لأنه يتعين علي دائما الإقناع والتغلب على العقبات التي تحول دون إقناعي لهم.
ما يقلقني بشأن الصحافة هو تأثيرها على الجمهور، لقد قلت كل تلك التفسيرات ليسمعها الجمهور، وأعلم إنني خسرت هذه المعركة لأن الجمهور بحاجة لشرح بسيط وأنا تعليمي معقد.
إن الأمر يستغرق يوما كاملا للوصول لتلك الاستنتاجات والتأكد من إنني لا أقول شيئا خاطئا.
إن الفوز أو الهزيمة لا يؤثران في الاستنتاجات إن كان هناك شخص ما يستنتج الأمور من خلال الفوز أو الهزيمة سيكون محرجا لمن له رأي معين تجاه قضية ما وكيف يمكنه تغيير رأيه في فترة قصيرة من الزمن.
بالطبع أنا لا أعمم لأن هناك العديد من الأراء القيمة في الصحافة والتي لا يتم الاستماع لها بالطبع لأنها تحتوي على تحليلات.