كتب : محمد يسري
لا يسير برشلونة بخطى ثابتة في الموسم الحالي محليا وقاريا مع رونالد كومان ليواصل الفريق تخبطه منذ الموسم السابق حتى مع تغيير مديره الفني.
بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا ضد بايرن ميونيخ والهزيمة بنتيجة 8-2، رحل كيكي سيتيين وجاء كومان لتدريب برشلونة، لكن أوضاع الفريق لم تتغير، كما لم تتغير مع سيتيين بعدما جاء في منتصف الموسم الماضي خلفا لإرنتسو فالفيردي.
5 انتصارات فقط هي إجمالي ما حققه برشلونة في الدوري الإسباني حتى الآن بعد مرور 11 جولة، خسر فيهم الفريق 4 مرات وتعادل مرتين ليحتل المركز الثامن برصيد 17 نقطة بعدما لعب مباراتين أقل عن المتصدر ريال سوسيداد.
وأوروبيا، فرّط الفريق في تصدر المجموعة السابعة وخسر في الجولة الأخيرة على ملعبه، كامب نو، ضد يوفنتوس بثلاثية دون رد ليترك المركز الأول للفريق الإيطالي ويتأهل لدور الـ16 في المركز الثاني.
تأهل جعل برشلونة يواجه باريس سان جيرمان وفقا لقرعة المسابقة، التي جاءت رحيمة بهم بدلا من مواجهة فرق مثل: بايرن ميونيخ أو ليفربول أو مانشستر سيتي.
نتائج تجعل مستقبل برشلونة غير مُبَشر بالمرة.
FilGoal.com ناقش ما يمر به برشلونة مع إيان ماكتاير الصحفي لدى صحيفة "ماركا" الإسبانية.
في البداية قال ماكتاير عن وضْع برشلونة في الوقت الحالي "هناك العديد من المشكلات التي تواجه كومان في برشلونة، أكثرها بسبب قائمة الفريق التي لم يُخطط لها بشكل قوي في الصيف الماضي".
"برشلونة وَضَعَ تركيزه على التخلص من أصحاب الرواتب الكبيرة، وهذا جعل الفريق يفتقد للعمق في التشكيل، عكس ريال مدريد على سبيل المثال".
"كما أن أكثر من لاعب مهم في التشكيل الفريق تعرض للإصابة مثل جيرار بيكيه وأنسو فاتي".
برشلونة تخلص من أرتورو فيدال ولويس سواريز وإيفان راكيتيتش مجانا لتقليل عبء الرواتب التي يدفعها النادي.
استغناءات ربما تكون قد أثرت بالسلب على ليونيل ميسي نجم الفريق الذي انتهت شراكته مع سواريز.
فحتى الآن سجل ميسي 8 أهداف فقط خلال 15 مباراة منهم 5 أهداف من ركلات جزاء.
ليقول صحفي ماركا عن ميسي لـFilGoal.com: "من الطبيعي أن يبدأ مستوى ميسي بالهبوط، خصوصا أنه وصل لعامه الـ33. أيضا لم يعد يحظى بأسماء قوية في الهجوم كما اعتاد سابقا بتواجد نيمار ولويس سواريز".
"صحيح أن أنطوان جريزمان متواجدا لكن لا يوجد تناغم بينهما".
وبذكر المهاجم الفرنسي الذي لم يقدم مستويات كبيرة مع برشلونة، قال: "أعتقد أن كومان لا يعرف كيفية استخدامه بالشكل الأفضل. لقد استخدم جريزمان في مراكز عديدة لكنه لا يزال يكافح".
"دييجو سيميوني عَرف كيف يستخدم جريزمان جيدا لكن إرنتسو فالفيردي وكيكي سيتيين وكومان لم يعرفوا بعد".
ويرى أن الحل في "إذا أراد جريزمان أن يستعيد لمستواه المعهود فعليه أن يرحل عن برشلونة".
لكن ماذا عن عثمان ديمبيلي جناح الفريق؟ يقول ماكتيار "هو خيار مُثير بالنسبة لبرشلونة. فهو مختلف عن كل مهاجمي برشلونة لامتلاكه سرعة لا مثيل لها".
"أرغب في رؤية ديمبيلي واستخدامه بشكل أفضل وأعتقد أنها رغبة جماهير برشلونة أيضا".
أما في خط الوسط، فلم يعد سيرجيو بوسكيتس يقدم نفس الأداء المعروف عنه في السنوات السابقة، لتتعالى الأصوات المطالبة بوضعه على دكة البدلاء والاعتماد على فرينكي دي يونج وميراليم بيانيتش.
ويبدو وأن ماكتاير ضمن هذه الأصوات "دي يونج وبيانيتش لعبا سويا أغلب مباريات دوري الأبطال، والفريق بدا أكثر صلابة (في وسط الملعب)".
"بوسكيتس يستعيد أن يقدم الكثير بتمريراته لكن ضد الفرق الصغيرة. ثنائية دي يونج وبيانيتش هي الأفضل لمواجهة الفرق الصعبة أو التي تعتمد على السرعة في الهجوم".
وعن أزمة خط الدفاع، قال: "المشكلة الرئيسية هي غياب بيكيه. إصابته كانت ضربة كبيرة حيث سيفتقده الفريق لعدة أشهر بسبب مشكلة في الركبة".
واستقبل برشلونة 11 هدفا خلال 11 مباراة في الدوري، و5 أهداف خلال 6 مباريات في دوري أبطال أوروبا.
وأضاف "برشلونة لا يمتلك بدلاء في مركز قلب الدفاع. قد يحتاجون للتعاقد مع مدافع في فترة الانتقالات الشتوية".
ولكن هل الوضع الاقتصادي لبرشلونة سيسمح بإجراء تعاقدات في فترة الانتقالات المقبلة؟
سؤال أجاب عليه قائلا: "لقد تضرر النادي من الأزمة كثيرا وعانى أكثر من غيره، ولهذا قرروا التخلص من أصحاب الرواتب الضخمة في الصيف الماضي".
وأوضح "لهذا السبب لا أعتقد أن الفريق سيقوم بانتدابات كثيرة في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة".
وكشف "علاوة على ذلك، هناك انتخابات (رئاسية) مقررة في نهاية شهر يناير المقبل، ولهذا لن يكون المجلس المسؤول عن إدارة النادي مُخَوَّل لإبرام تعاقدات".
لكن ربما يكون ما يمر به برشلونة هل بسبب تواجد كومان في منصب المدير الفني؟ وهل إقالته ستجعل الفريق يعود لسابق عهده؟ فهل يتفق ماكتاير مع هذا الحديث؟
يقول ماكتاير "ليقول: "لا. ولا أعتقد أنهم (الإدارة) سيفعلون ذلك (بإقالته). المشاكل التي في برشلونة تتجاوز المدرب".
عقد كومان يمتد لمدة عامين وينتهي بنهاية موسم 2021-2022، لكن بعد استقالة مجلس إدارة جوسيب ماريا بارتوميو قبل أشهر من موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، لن يستمر المدرب الهولندي وأسطورة برشلونة السابقة كلاعب، في منصبه الفني مع الإدارة الجديدة التي تطمح في أن يستعيد الفريق الكتالوني أمجاده.
فهل يقدم كومان ما قد يُقنع الإدارة الجديدة؟ أم يستمر في قيادة برشلونة نحو الهاوية حتى موعد الانتخابات؟ إجابة سنعرفها بنهاية الموسم الحالي، وحتى يجد جديد يبدو أن الموقف في برشلونة لن يتغير للأفضل.