كتب : وليد الحسيني | الأحد، 13 ديسمبر 2020 - 13:53

لماذا الخطيب أمام الكاميرا "لعيب"

محمود الخطيب - قرعة مصر 2021

الحوار التليفزيوني الذي أجراه المذيع الإماراتي يعقوب السعدي مع محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي يوم الجمعة الماضي هو الأول للأخير منذ ثلاث سنوات، أظهر وأكد أن الخطيب أمام الكاميرا لعيب سواء كان لاعبا أو مسؤولا.

الخطيب شخص يمتلك ملكة الكلام على عكس أغلب أهل ملاعب كرة القدم، ولديه ذكاء اجتماعي جعله نجما طوال ما يقرب من نصف قرن وهو أمر صعب التكرار ويتطلب ذكاء اجتماعيا لا يقدر عليه إلا شخص لديه موهبة مخاطبة للجماهير.

نجومية الخطيب الطاغية أنقذته أكثر من مرة خلال فترة رئاسته للنادي الأهلي، لو تواجد أي رئيس للنادي الأهلي غير الخطيب حينما خسر الأهلي أمام ماميلودي صنداونز بخماسية ما استمر في منصبه.

فترة الخلاف مع تركي آل الشيخ، الرئيس الشرفي السابق للأهلي، والاتهامات التي وجهها لمجلس إدارة النادي الأهلي ورئيسه كانت كفيلة بسقوط المجلس، لكن وجود الخطيب على رأس مجلس الإدارة جعله يتخطى تلك الأزمات ويستمر في منصبه.

وقع الخطيب خلال فترة عمله الإداري في مطبات عديدة وارتكب الكثير من الأخطاء، لكن نجوميته وشعبيته أنقذته من غضب الجماهير التي منحته فرصة تلو أخرى وستمنحه المزيد مستقبلا وهو أمر لم يتوفر لغيره لأنه يعرف متى يصمت، لا متى يتكلم.

نجومية الخطيب لم تأت لكونه لاعبا تاريخيا، لأن هناك لاعبين آخرين كانت لديهم نجومية كبيرة في وقت من الأوقات لكن نجوميتهم لم تستمر بعد خروجهم من الملاعب على عكس الخطيب الذي نجح في الاحتفاظ ببريقه.

لا يحتاج الخطيب كلاما عن موهبته الكروية في الملاعب، فقد تخطى هذا الكلام منذ عقود، لكنه وجد في نفسه موهبة وذكاء الحديث للجمهور وأجاد استخدامهما، ذكاؤه يدفعه للاختفاء في الأوقات العصيبة، في الأزمات والصعاب يختفي عن الأنظار ليستمع للمقربين منه ويبلور ما سمعه ويخرج بوجهة نظره بعد فترة.

نادرا ما يبوح الخطيب برأيه لأنه يعرف أن الآراء عادة ما تكون متباينة وهو لا يحبذ الخسارة حينما يتكلم، لكنه يختار الوقت المناسب ليقول وجهة نظره لذا خسائره دائما محدودة وكثيرا ما نجح في تعويض تلك الخسائر بعد فترة مستخدما ذكائه الفطري.

رئيس النادي الأهلي شخصية أقرب للعصبية، لكن من النادر أن ترى الجماهير تلك العصبية لأنه لا يظهر لهم كثيرا وهو نوع من الذكاء الذي جعله يتوارث حب الجماهير جيلا بعد جيل، فأكثر الأجيال المعاصرة لم تشاهد الخطيب في الملاعب لكنها تحبه بفضل قدرته على اكتساب مشاعرهم.

قد لا يكون الخطيب الأكثر تهديفا ولا الأكثر تحقيقا للبطولات ولا الأكبر في التاريخ الكروي، لكنه بالتأكيد الأكثر ذكاء بين لاعبي الكرة المصرية يعرف متى يتكلم وماذا يقول، يعرف كيف يخاطب الجماهير.

لهذا سيبقى الخطيب أمام الكاميرا "لعيب".

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات