مفاتيح نهائي القرن – من بدلاء للمنافسة على منتخب مصر.. الشناوي ضد أبو جبل
الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020 - 19:46
كتب : رامي جمال ومحمد يسري
الرحيل من الأهلي والزمالك ليس سهلا على أي لاعب وقليل منهم من يستطيع العودة بل ويستمر مع أي من الفريقين ليصبح أحد أهم ركائزه فيما بعد.
محمد أبو جبل
النادي : البنك الأهلي
محمد الشناوي
النادي : الأهلي
واليأس الذي ربما يتسرب إلى العديد من اللاعبين الذين رحلوا عن القطبين لم يجد طريقه لكل من محمد الشناوي ومحمد أبو جبل حارسي الأهلي والزمالك على التوالي.
مسيرة الشناوي وأبو جبل متشابهة إلى حد كبير، الأول رحل عن الأهلي بعد صعوبة حصوله على فرصة المشاركة في ظل وجود رمزي صالح وأمير عبد الحميد وقرر الانتقال لطلائع الجيش.
تنقل الشناوي في طلائع الجيش وحرس الحدود وبتروجيت إلى أن عاد للأهلي في عام 2016 بعد سبعة أعوام من الرحيل.
في الناحية الأخرى فإن أبو جبل كان قاب قوسين أو أدنى من الانتقال للزمالك ولكنه انضم لإنبي وفي عام 2013 أصبح لاعبا في صفوف الفريق الأبيض.
لكن قلة المشاركة لوجود أحمد الشناوي ومحمود عبد الرحيم "جنش" جعلته يقرر الرحيل عن الزمالك بعد ثلاثة أعوام.
وفي ظل تألقه مع سموحة في ثلاثة مواسم متتالية عاد أبو جبل إلى الزمالك مرة ثانية.
الشيء المشترك بين الحارسين أن عودتهما للأهلي والزمالك لم تكن لأي منهم ليصبح الحارس الأول في فريقه.
ففي القلعة الحمراء كان يسيطر شريف إكرامي على العرين وفي القلعة البيضاء كان هناك الوافد الجديد محمد عواد والعائد من الإصابة جنش.
ونحن هنا لسنا بصدد المقارنة بين أداء الحارسين فقط بل لمعرفة مميزات كل منهما وكيف تطورا ليسيطرا على حراسة عرين قطبي الكرة المصرية قبل المعترك الإفريقي في نهائي دوري أبطال إفريقيا يوم الجمعة في استاد القاهرة.
والبداية ستكون مع مدربي الحارسين في بتروجيت وسموحة ثم الأهلي والزمالك.
كيف نجحا في العودة وما هي مميزاتهما؟
تحدث إمام عبد العال مدرب حراس المرمى الأسبق في بتروجيت لـFilGoal.com عن الشناوي قائلا: "مميزاته هي إنه عنيد وصبور للغاية، وضع لنفسه هدفا كبيرا وسيصل إليه، ولو انتقل خارج مصر سيصل لناد كبير".
وعن كيف استطاع أن يكون الحارس الأول في الأهلي قال: "الشناوي طور من نفسه كثيرا، كنت أثق إنه سيصبح الحارس الأساسي عندما وقع للنادي".
وأردف "الشناوي أعطى ثقة كبيرة لدفاع الأهلي وأصبح يشعره بالطمأنينة في المباريات، لديه رؤية رائعة لجميع أنحاء الملعب".
وأكمل "ما تطور كذلك لدى الشناوي هو سرعته في التعامل مع الانفرادات والخروج من مرماه والتعامل بقدميه مع التسديدات وتوقيته في اتخاذ القرارات مناسب جدا".
وشارك الشناوي مع بتروجيت في 88 مباراة حافظ فيها على نظافة شباكه 28 لقاء.
ما قاله إمام عبد العال تحدث عنه مدرب الحراس السابق للأهلي طارق سليمان الذي عمل مع الشناوي وقال لـFilGoal.com سابقا: "الشناوي لديه كل المواصفات المطلوبة في حارس المرمى. لديه شخصية قوية، ومواصفات بدنية وجسمانية رائعة بجانب الموهبة. مواصفاته هي المطلوبة في الحراس الدوليين".
وتابع "كنت أتابع الشناوي بعد رحيله مع طلائع الجيش وحرس الحدود وبتروجيت، كان يقدم مباريات قوية ضد الأهلي والزمالك".
وأكمل "كنا نعمل على جميع المهارات، وكنا نعيد نفس المران حوالي 50 مرة حتى نتدرب على جميع المواقف التي نتعرض لها في المباريات. الشناوي حارس ممتاز لكن كان يحتاج لتطوير كل مهاراته".
واستمر "كنا نتدرب على الكرات العرضية من بعد منتصف الملعب حتى نصل للراية الركنية، ونتدرب على التسديدات من مدى بعيد وقريب. ونتدرب على سرعة رد الفعل".
أما عماد المندوه مدرب حراس سموحة الأسبق تحدث عن أبو جبل لـFilGoal.com قائلا: "أحب البدء بالقول إنني حينما كنت أعمل في الزمالك طلبت ضمه ولكنه لم ينضم لنا وانتقل لإنبي وبعد ذلك طلبت ضمه من إنبي مجددا".
وعن مميزاته قال: "حارس موهوب لديه حس مرتفع للتوقع وهذا الأمر ليس متاحا عند الكثير من اللاعبين وهذا يؤكد مدى جودته كلاعب كرة، مميز أيضا في التعامل مع العرضيات وفي القفز".
وواجه أبو جبل في الموسم المنصرم من الدوري 391 عرضية تصدى لـ63 واحدة بمعدل 2.87 عرضية كل 90 دقيقة.
أما عن كيف استطاع أن يكون الحارس الأول في الزمالك قال: "الطموح لدى أبو جبل مرتفع للغاية، ولديه قوة إرادة كبيرة ولا يعرف الاستسلام".
وأكمل "أبو جبل أعطى ثقة كبيرة لدفاع الزمالك بسبب تألقه".
وتحدث أيمن طاهر مدرب حراس مرمى منتخب مصر الحالي والزمالك السابق عن أبو جبل حينما عملا معا في صفوف الفريق الأبيض لـFilGoal.com قائلا: "هو من أبنائي وكان سيأتي لنا حينما كان في الـ18 من عمره ولكنه انتقل لإنبي ولكنني كنت أثق في انضمامه لنا آجلا أم عاجلا".
وأردف "حقق معنا كأس مصر بعدما أصبح الحارس الأساسي لكن ما عاق استمراره وجود أحمد الشناوي وجنش وأصيب أبو جبل ورحل".
وأكمل "عودته للزمالك جاءت بعد تألقه مع سموحة، الإصرار على التألق والعودة مجددا كان كبيرا جدا عند أبو جبل".
وخلال ثلاث سنوات لأبو جبل مع سموحة شارك في 87 مباراة حافظ فيها على نظافة شباكه في 30 لقاء.
وانتقل الحديث إلى محمد بسام حارس مرمى طلائع الجيش الذي زامل الشناوي وأبو جبل في صفوف منتخب مصر وقال لـFilGoal.com: "الإيمان بقدراتهما تسبب في عودتهما للأهلي والزمالك".
وشدد "ما يميزهما إنهما يعرفان جيدا أن الحارس يمر بمطبات كثيرة وتأتي له لحظات جيدة وهما نجحا في التمسك بتلك اللحظات، وبالتأكيد التوفيق لن يحالف سوى المجتهدين مثلهما".
ما هو الفارق بينهما وسلبياتهما؟
عاد الحديث لإمام عبد العال الذي فاجأنا إنه سبق ودرب أبو جبل مثل الشناوي حينما ضمه من بترول أسيوط لإنبي كذلك وقال: "الشناوي وأبو جبل من الحراس المميزين جدا، أبو جبل متحرك جيد جدا تحت الثلاث خشبات".
وأردف "أما الشناوي فيجيد التحرك في منطقة الجزاء".
ولأنه لكل لاعب مميزات فهناك بعض السلبيات في أدائه ولا يوجد أنسب من درب الثنائي ليتحدث عن تلك الأمور السلبية.
وأوضح إمام عبد العال "الشناوي لو لم يجد من يسنده ويكون داعم خلفه يهتز نفسيا، أتذكر في بتروجيت كان دائما ينظر لي وكأنه يقول أين أنت؟".
وأضاف "العرضيات متوسطة المدى أي على الزاوية القريبة مازالت تمثل مشكلة للشناوي".
وواجه الشناوي في الموسم المنصرم من الدوري 380 تصدى لـ57 عرضية بمتوسط 1.28 عرضية كل 90 دقيقة.
وأكد طارق سليمان حديث نظيره وقال: "حينما عدت للأهلي مع مارتين لاسارتي بعد فترة باتريس كارتيرون كان الشناوي غير جاهز نفسيا، هو وكل حراس مرمى الفريق، كانت أصعب فترة لي مع الأهلي".
وأكمل "لكننا تدربنا كما كنا نفعل من قبل، ليستعيد الشناوي مستواه ويقدم أفضل ما يمتلك آخر 6 مباريات في الدوري وبسبب ذلك لعب في كأس العالم 2018".
وانتقل إمام عبد العال للحديث عن سلبيات أبو جبل وقال: "يحتاج للعب بشكل مستمر واستمرارية لأنه حال عدم حدوث ذلك سيهتز مستواه".
وأردف "الدليل على حديثي أن أبو جبل في سموحة أفضل من الزمالك رغم تألقه حاليا، ولكنه يحتاج أن يثبت قدميه في الملعب ليتألق وهذا حدث بالفعل بعدما بدأ يشترك أساسيا بعد محمد عواد".
ويؤمن مدرب حراس بتروجيت الأسبق أن الجهاز الفني للزمالك أخطأ بعدم إشراك أبو جبل في لقاء نادي مصر في ربع نهائي كأس مصر.
وأوضح "حين يأتي موعد لقاء الأهلي سيكون آخر لقاء خاضه أبو جبل قبل 31 يوما، وهذا غير جيد له على الإطلاق لأنه كما قلت يحتاج للعب باستمرار ليثبت قدميه في الملعب".
وأردف "لذا أرى أن الجهاز الفني للأهلي تعامل بشكل جيد حينما أشرك الشناوي في لقاء أبو قير للأسمدة رغم لعبه مباراتي منتخب مصر وتوجو ليكسبه حساسية المباريات قبل لقاء الزمالك".
وعاد الحديث مرة أخرى لمحمد بسام الذي كشف عن الفارق بين الحارسين وقال: "الشناوي ثقته في نفسه كبيرة للغاية ويتميز بالجرأة وقراره حينما يتخذه لا يتردد ولديه عين جيدة على الكرة".
وأردف "يعمل دائما على تحسين تمركزه ومميز في التعامل مع الكرات العرضية".
أما عن أبو جبل قال: "لديه توقع جيدا وجرئ كذلك ومميز للغاية في رد الفعل".
وخلال الموسم الأخير من الدوري واجه الشناوي 11 انفرادا تصدى لسبعة وسكن مرماه هدفا وحيدا والباقي أهدره لاعبو الخصم.
في المقابل واجه أبو جبل 10 انفرادات تصدى لستة وسكن مرماه هدفا وحيدا والباقي أهدره لاعبو الخصم كذلك.
وتحدث أيمن طاهر عن الفارق بين الحارسين في أسلوب اللعب قال: "علمت من الشناوي خلال معسكر المنتخب، أنه حصل على تعليمات لكي تبدأ الهجمة من خلاله عن طريق التمرير القصير".
وتابع "لكن في الزمالك الطريقة مختلفة فيطلب من أبو جبل لعب كرات طولية".
ركلات الترجيح
ربما ضد نضطر للجوء إلى ركلات الترجيح حال استمرار التعادل في نهائي دوري الأبطال وهنا يكون السؤال من المميز في التعامل معها؟
أجاب محمد بسام قائلا: "سأعطي 60% للشناوي مقابل 40% لأبو جبل".
واتفق معه إمام عبد العال الذي قال: "الشناوي مميز أكثر في سرعة اتخاذ القرار ورد الفعل أفضل لديه".
وخلال الموسم المنصرم من الدوري تصدى الشناوي لركلتي جزاء من أصل ثلاثة واجههم.
فيما لم يتصد أبو جبل لأي ركلة جزاء من الثلاثة الذين واجههم إذ استقبل هدفين وأهدر الخصم واحدة.
النصيحة الأخيرة
بعد معرفة مميزات وسلبيات الشناوي وأبو جبل والفارق بينهما والتعامل مع ركلات الجزاء تأتي النصيحة الأخيرة من أيمن طاهر مدرب حراس مرمى منتخب مصر.
وتابع "حينما عادا للأهلي والزمالك استغلا التدريبات جيدا فتدريب الحارس الثاني والثالث يختلف عن الحارس الأول لأنه يشارك في المباريات، لكن الشناوي وأبو جبل كانا على اتم الاستعداد لاغتنام الفرصة".
وأردف "لذا أقول دائما إنهما لديهما ما يكفي من الخبرات بسبب عدد المباريات التي شاركا فيها".
وعن نصيحته لهما حال الوصول لركلات الترجيح قال طاهر باقتضاب "ذاكروا كويس".
وعند سؤاله حول تفسير الجملة، وهل المذاكرة مرتبطة بدراسة الوضع التشريحي للاعبين قبل التسديد أو التركيز على الزاوية التي ينظر بها اللاعب الذي يسدد، قال:"هم سيفهمون بما أقصده بكلمة ذاكروا كويس".
شارك في إعداد التقرير: أحمد شاكر- هاني العوضي