كتب : أمير عبد الحليم
"لا أشعر بالتقدير الكافي" هذا رأي عصام الحضري الحارس التاريخي لمنتخب مصر والذي أعلن اعتزاله كرة القدم نهائيا اليوم الأربعاء والتوجه لمجال التدريب.
وأسدل الحضري صاحب الـ47 عاما الستار على مسيرة رائعة في ملاعب كرة القدم، توجها بالفوز مع منتخب مصر بكأس الأمم الإفريقية 4 مرات والمشاركة في مونديال 2018 ليصبح أكبر اللاعبين سنا مشاركة في كأس العالم.
وأجرى FilGoal.com حوارا مع الحضري تحدث فيه عن قراره، أسباب اختياره الاعتزال رغم إعلان عدد من الأندية رغبتها في التعاقد معه وخطته لمستقبله.
اخترت الإعلان بهذا الشكل وفي هذا التوقيت لأنني أحببت أن أنهي مشواري كبيرا مثلما كنت لاعبا كبيرا طوال مسيرتي.
أردت إغلاق هذا الموضوع بعدما قدمت كل ما عندي في الملاعب ومع الأندية التي لعبت لها وعلى رأسها النادي الأهلي الذي حققت معه 38 بطولة.
وأشكر أسرتي ودعمهم لي الذي كان سببا في وصولي لهذه المكانة.
وأتمنى أن يرفع أولادي رأسهم فخرا بوالدهم وتاريخه ومشواره الذي لم يحققه أي لاعب آخر مع منتخب مصر أو الأندية التي لعب لها.
هذا الوقت المناسب لإنهاء مسيرتي مع كامل احترامي لكل العروض.
ليس بسبب عدم قدرتي على العطاء ولكن هذه كرة القدم.
وقررت دخول تحد جديد وخلال الفترة الماضية حصلت على فترة راحة وسافرت خلالها دولا أجنبية وحصلت على دورات تدريبية وقضيت معايشات ورأيت طريقة عمل مختلفة عنا.
اعتقد أن هذا الوقت المناسب لاقتحام مجال التدريب خاصة بعدما سافرت ألمانيا وتركيا وهونج كونح وخضت فترات معايشة هناك.
ورأيت العلم الحديث في مجال تدريب حراس المرمى واجتهاد الناس في التدريبات وكيف أصبحوا يعملون بفكر علمي بكل المقاييس.
حتى السعودية والإمارات أصبحا يعملان بهذه الطريقة الآن, وأنا حزين بسبب بعدنا عنهم.
بالفعل، كنت مرشحا للعمل في الجهاز الفني لمنتخب مصر ولكن اللجنة التي تولت قيادة اتحاد الكرة اتخذت قرارات مختلفة.
حددت هدفا وطريقا واتخذت قرارا ولن أعمل إلا لمنتخب بلدي أو منتخبات خارج مصر أو مع فرق كبيرة.
واعتقد بعد كل هذه الخبرات والبطولات والدورات التدريبية أصبح لي الحق في تحقيق هذا الهدف.
من أنت لتقول الحضري يعمل مثلنا؟
أقصد هؤلاء الذين لم يلعبوا لمنتخب مصر ولم يحققوا بطولات.
فالعالم كله يستفيد من النجوم الكبيرة مثلما نشاهد ما يحدث مع لامبارد وتشك في تشيلسي وكونتي في يوفنتوس وعندما يعتزل بوفون سيعمل أيضا في يوفنتوس.
هؤلاء الناس يقدرون نجومهم وأساطيرهم حتى يستفيدوا منهم.
ليس الحضري فقط، نجوم كثيرون مثل أبو تريكة ووائل جمعة وأحمد حسن وحسام غالي وعماد متعب وحسني عبد ربه.
كلنا نجوم قدمنا الكثير لمنتخب مصر ولأنديتنا ولا نحصل على فرصنا.
وما يحزننا هو تولي آخرين لا يعرفون كيف يؤدون السلام الوطني وقيمة قميص منتخب مصر.
لا تقول لي شهادات، يوجد أشخاص معهم شهادات ولا يستطيعون تسديد كرة.
قضيت فترة في ألمانيا وفي تركيا وفي هونج كونج من أجل الاستعداد، وأصبحت جاهزا ودربت حراس وعملت فترة مع عدد من المدربين.
انظر لكل أفريقيا، حارس غانا في 2008 هو مدرب حراس المنتخب حاليا وهذا يحدث أيضا في السنغال والكاميرون والجزائر وفي أغلب المنتخبات الكبيرة.
وأيضا حمدي القصراوي كان يدرب منتخب تونس ومصطفى الشاذلي في المغرب، الكل عدا مصر.
لا نعرف لماذا نغيب عن منتخب مصر؟ لا نبحث عن مجاملات ولكننا نعمل بمجهودنا وليس علاقاتنا.
الشخصية القوية ليس عيبا، من يمتلك الشخصية القوية له كاريزما ويعمل لمصلحة بلده.
بلدك منحتك الكاريزما والبطولات ويجب أن تصونها لأخر يوم.
وعلاقتي بالجميع جيدة لكن العمل يجب أن يكون للمصلحة العامة.
تقليت عرضا من الوداد المغربي وتحدثوا عن طريق وكيل يعمل معي.
ولكن لم نتوصل لاتفاق خاصة أن مستقبل الجهاز الفني لم يكن واضحا.
وصلني عروضا من الدوري المصري لكن كلهم يعرفون هدفي وطريقي، كان من الممكن أن أعمل في مصر للمقاصة عندما كان يتولى ميدو قيادة الفريق.
ليس تقليلا من أي ناد لكنني في مكانة كبيرة يجب علي الحفاظ عليها.
لا يوجد قلق على حراسة مرمى منتخب مصر لأن نمتلك 2 أو 3 حراس جيدين جدا، وبالنسبة لي محمد الشناوي رقم 1 ثم يأتي بعده محمد أبو جبل وسأضم ثالثهما جنش.
لست مع المدرب الذي يقول إن لدينا 10 حراس مميزين ولا توجد أزمة لمنتخب مصر في ذلك، بل يجب أن نقول ليس لدينا أزمة في حراس المرمى لأن عندنا 3 حراس وليس 9 ويجب تحديد أسمائهم.
يمكن أن نقول إن 10 حراس قدموا موسما جيدا لكن لا يجب مقارنة لاعب محلي في الدوري بلاعب ينافس على البطولات القارية.
يوجد فارق بين لاعب محلي وآخر دولي. امنح كل لاعب حقه في مكانه.
لا يوجد شيء بعيد عن ربنا، كل شيء ممكن.
وعندي يقين بأنني سأحقق كل شيء أخطط له.