كتب : محمد يسري
هدف متأخر من رودريجو أنقذ زين الدين زيدان وريال مدريد من فخ جديد في دوري أبطال أوروبا.
ريال مدريد فاز على إنتر بنتيجة 3-2 في الجولة الثالثة لمباريات المجموعة الثانية للمسابقة الأوروبية الأعرق؛ ليصل الفريق الملكي للنقطة الرابعة.
خط هجوم زين الدين زيدان وكعادته استمر في الظهور بشكل ضعيف، لكن ولأن أنطونيو كونتي لم يستغل حالة الملكي لم يستطع العودة من إسبانيا على الأقل بنقطة ليتأزم موقفه ويقبع في المركز الأخير للمجموعة بنقطتين فقط.
والآن مع أبرز الملامح الفنية للمباراة.
صفر حلول هجومية
سجل ريال مدريد 3 أهداف، ومع ذلك لم يكن الفريق شرسا على مرمى سمير هاندانوفيتش على الإطلاق.
سوء الحالة الهجومية لم تكن لسوء مستوى أفراد الخط الأمامي فحسب بل لأن عناصر خط الوسط لم تدعمهم بكرات تجعلهم في موقف يسمح لهم بالتسجيل، هذا بالإضافة لعدم قدرة ظهيري الجنب على إرسال كرات عرضية فلوكاس فاسكيز ليس ظهيرا ولا يمتلك قدما حساسة مثل داني كارباخال وفيرلان ميندي يفتقد لقدرة مارسيلو بوضع الكرة على رأس المهاجمين.
أما اللعبة الوحيدة التي كانت منظمة، وبدأها فينيسيوس جونيور -الذي لم يمررها في البداية لبنزيمة في مشهد تكرر كثيرا في الدقائق التي لعبها- أهدرها المهاجم الفرنسي بغرابة شديدة من على خط المرمى ورفض هدية فاسكيز الذي قدم له عرضية متوسطة الارتفاع لا تحتاج لأي شيء سوى التعامل معها ببساطة، وهو ما فشل فيه بنزيمة.
لكن رغم ذلك هناك أمل لريال مدريد.. متمثل في رودريجو.
رودريجو يُنقذ زيدان
لا يزال رودريجو يقدم نفسه بشكل أكثر من رائع لجماهير ريال مدريد بتسجيله للأهداف الحاسمة، بعدما سجل هدف الانتصار.
استغل البرازيلي الشاب الذي يقضي موسمه الثاني مع ريال مدريد عرضية فينيسيوس جونيور وسيطر عليها وحولها بنجاح في مرمى هاندانوفيش بتسديدة قوية للغاية.
هدف رودريجو في الدقيقة 80 أثبت أنه يستحق فرصة أكبر من زيدان خصوصا لأن خصائصه مختلف عن أجنحة ريال مدريد، فهو ليس مميزا في صناعة الفرص مثل إدين هازارد أو ماركو أسينسيو وإنما يلعب بشكل مباشر على المرمى ويجيد التمركز في منطقة جزاء الخصم وحولها ما يعطي الفريق زيادة عددية عند تكتل المنافسين بها.
لولا ما قدمه رودريجو لكن ريال مدريد قاب قوسين أو أدنى من توديع دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات لأن نقطتين فقط من أصل 9 لم تكن لتساعد الفريق في التأهل للدور التالي.
دفاع هش
استمر فريق زيدان في استقبال الأهداف بعد هفوات دفاعية قاتلة من خط الدفاع، وهو الخط الذي كان سببا في فوز ريال مدريد بالدوري الإسباني بعد مستواه الصلب في الجولات الـ10 الأخيرة تحديدا في الموسم الماضي.
ورغم عدم تغيير تركيبة الدفاعية إلا أن تراجع مستوى كاسيميرو وتركه للمساحات أمام خط الدفاع ما يُجبر سيرجيو راموس على التقدم لتغطيها. وفي حالة فشل راموس في التعامل مع هذه الكرات فإن نسبة تسجيلها في شباك تيبو كورتوا ترتفع بشدة.
تماما مثلما حدث في هدفي إنتر.
يتقدم راموس في الهدف الأول لضغط على نيكولو باريلا لأن كاسيميرو تقدم للأمام دون داع لكن الأخير يمررها للاوتارو مارتينيز الذي استغل الكرة بنجاح.
وفي الهدف الثاني، لم يشترك كاسيميرو في اللعبة من الأساس، ليتقدم راموس أيضا وينجح هذه الكرة في إبعاد الكرة لكن ريال مدريد خسر الكرة الثانية لتعود لإيفان بريسيتش ويتعادل للفريق.
علاج مشكلة ريال مدريد لن يكون صعبا لزيدان، لأن الأمر يدور حول عودة كاسيميرو لمستواه وتركيزه في الحالات الدفاعية، وهنا لن يضطر راموس التقدم خلفه لتغطية هذه المساحات. بمجرد استعادة كاسيميرو لصلابته سيعود خط دفاع ريال مدريد قويا خصوصا وأن ميندي يقدم مستوى مميز دفاعيا وراموس ورافائيل فاران لا يقدما مستويات كارثية سويا.
لكن على زيدان إيجاد الحل حتى يعود صاحب القميص رقم 14 لبريقه.
كونتي لا يستغل الفرص
لم يستغل كونتي حالة ريال مدريد الدفاعية السيئة ولم يهاجم بقوة خلال المباراة رغم أن وصول إنتر لمرمى كورتوا لم يكن صعبا.
صحيح أن إنتر افتقد لخدمات روميلو لوكاكو للإصابة في الفخذ، وهو ما أثر بالسلب على هجوم إنتر؛ لكن في الوقت ذاته اكتفى كونتي بـ لاوتارو وبرسيتش في الأمام، والأخير لا يلعب في العمق وإنما يلمع أكثر على الجناح.
كما أن كونتي تأخر كثيرا في الدفع بـ ألكسيس سانشيز، واكتفى بمشاركته لـ12 دقيقة فقط بدلا من برسيتش.
أمر أخر كان غريبا من كونتي وهو سحب باريلا والدفع بـ روبيرتو جاليارديني رغم أن باريلا صنع العديد من الفرص وحافظ على توازن الإنتر خلال المبارة، وبخروجه تراجع مستوى الفريق في مسألة الخروج بالكرة من وسط ملعبه.