"ما نفعله ليس علم الصواريخ".. كيف بدأ ميتلاند ثورة البيانات في كرة القدم

لن يكون لقاء ليفربول وميتلاند في ثاني جولات دوري أبطال أوروبا لقاءً بين بطلي إنجلترا والدنمارك فحسب بل لقاء بين توأم ثورة التحليلات الرياضية.

كتب : FilGoal

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020 - 21:06
ميتلاند الدنماركي - الصورة من موقع the guardian

لن يكون لقاء ليفربول وميتلاند في ثاني جولات دوري أبطال أوروبا لقاءً بين بطلي إنجلترا والدنمارك فحسب بل لقاء بين توأم ثورة التحليلات الرياضية.

أصبح ميتلاند في 2014 أول من استخدم مقاييس أعمق، مثل الأهداف المتوقعة والمساعدة في صناعة الهدف، لتقييم أداء اللاعبين بشكل أفضل والحصول على صفقات بأقل من قيمتها.

سخر الكثيرون من النادي عندما بدأوا في تعيين مدربين مخصصيين لتعليم تسديد الكرة والرميات الجانبية.

راسموس أنكرسن رئيس النادي وعد باستغلال عدم الكفاءة في كرة القدم، فحصد 3 ألقاب للدوري الدنماركي في آخر 6 مواسم وكذلك تأهل الفريق لدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه.

مؤخرا أصبح ليفربول ذو الميزانية الكبيرة الذي كرر تجربة الفريق الدنماركي بقسم أبحاث يحظى بثقة كبيرة ويضم محللا حائزا على درجة الدكتوراه في فيزياء الطاقة العالمية من جامعة هارفارد.

ويرتبط الفريقان منذ عامين، عندما استعان يورجن كلوب مدرب الريدز، بـ توماس جرونيمارك مدرب "الرميات الجانبية" لتدريب لاعبي ليفربول، فارتفعت قدرات الفريق بالاستحواذ على الكرة من الرميات الجانبية تحت الضغط من 45.4% إلى 68.4% ما نقلهم من أسوأ أندية الدوري الإنجليزي لثاني أفضل فريق في أوروبا.

أنكرسن يقول: "لقد سجلنا أيضا الكثير من الأهداف في رميات جانبية، ثم ذهب إلى ليفربول".

إريك سفياتشينكو قائد الفريق عن تحليل أكثر من 1000 ركلة حرة وركنية، يقول: "أندية أخرى تفعل ذلك، ولكن عندما ترى البيانات، 49% من جميع أهدافنا الموسم الماضي تم تسجيلها بالركلات الثابتة. إنها شيء يراه نادينا ومالكنا، ماثيو بنهام، نقطة واضحة للفوز أو تغيير المباريات".

بنهام هو الشخص الرئيسي في النادي عقب الاستحواذ على حصة تمكنه من السيطرة على النادي في 2014 بعدما اشترى نادي برنتفورد الإنجليزي بعامين، فاستخدم بنهام أساليب ونماذج التي ساعدته على الفوز بملايين كمقامر محترف.

النادي يستخدم شركة smartodds والتي تحلل المباريات وعشرات اللاعبين حول العالم، أنكرسن يقول: "يسعى المقامر المحترف إلى التفوق على السوق. إنه لا يفهمه بشكل صحيح طوال الوقت. إنه يبحث عن قيمة. ومع ذلك، يوجد في كرة القدم الكثير من الآليات العاطفية التي تؤدي إلى عدم اتخاذ الناس قرارات عقلانية، وهذا يعيقهم".

ويواصل "في كرة القدم، غالبا ما تكون القصص التي نرويها لأنفسنا خاطئة، انظر ماذا يحدث عندما يمر فريق بمجموعة مباريات سيئة من النتائج. يبحث المشجعون ووسائل الإعلام عن رواية لشرحها. إنه نفس الشيء عندما يقوم الفريق بعمل جيد".

وأضاف "الموسم الماضي، على سبيل المثال، فزنا بالدوري بفارق 14 نقطة. كان الناس يقولون إننا نعمل بشكل خيالي. لكن عندما تنظر إلى البيانات الأساسية، لم نتحسن في الواقع. أقرب منافسينا ساءوا".

حتى أن النادي لديه جدول دوري يوضح مكان كل فريق في الترتيب بناءً على أرقامه الأساسية حسب موقع بنهام.

سورين بيرج محلل الأداء الرئيسي في النادي يقول: "حتى لو سُمح لي بذلك، لا يمكنني إخبارك بالخوارزمية الدقيقة المستخدمة، لكن الأهداف المتوقعة موجودة، وكذلك كيف كان أداء المنافسين وما إذا كان الفريق قد غير مدربه وما إلى ذلك. هناك الكثير من المتغيرات".

في الوقت الحالي يوجد قسم تحليلات لكل ناد تقريبا. إذن، كيف يبقى النادي في المقدمة في عالم حيث الأهداف المتوقعة الآن في مباراة اليوم وتم بالفعل استغلال أسهل المزايا التحليلية.

يقول أنكرسن: "سوق الانتقالات البرازيلية فوضوية حقا، على سبيل المثال، يمكن أن تتغير قيمة اللاعب بنسبة بضع مئات في المائة على مدى شهرين، إنه سوق غير عقلاني وعاطفي للغاية. إذا تمكنت من اختيار اللاعبين عندما يكونون في مستوى منخفض، فهناك الكثير من القيمة".

الفريق يضم في صفوفه باولينيو الذي يلعب كظهير أيسر، وكذلك إيفاندر الذي هو في يومه أفضل لاعب في الدوري الدنماركي بعدما فشل في فاسكو دا جاما، وهو ما يُظهر ما يمارسه ميتلاند.

أنكرسن يعتقد أن بعض الأندية لا تزال تفعل "أشياء بسيطة" بشكل خاطئ، مثل الاعتماد على مواقع التسديد يكون التسجيل فيها منخفضا للغاية.

فيما يقول سيفاتشينكو إن ميزة أخرى تأتي من خلال استخدام عالم النفس الرياضي "بي إس كريستانسن" وهو جندي سابق من النخبة وجيدة عندما نجتمع ونتحدث من خلال الأشياء.

يقول أنكرسن: "لا أعتقد أن الكثير مما نفعله هو علم الصواريخ، لكن ما قد نكون متقدمين فيه هو أن هذا مدفوع من القمة. ليس هناك متدربان في الطابق السفلي يعملان بالبيانات. العملية تبدأ من ماثيو بنهام وأنا وهكذا للأسفل".

يقول بيرج "التأثير الضار هو أن ميتلاند يواصل مطاردة الهدف الثاني والثالث عندما يتقدمون 1-0. هل هذا لأن خبرائك قد توصلوا إلى أنه من الأفضل عدم الجلوس وأنت في المقدمة؟".

ويضيف: "لكنه يناسب أيضا أسلوب لعبنا. عقليتنا هي عدم التوقف. يتعلق الحمض النووي للنادي بأكمله بتحقيق الأشياء بدلا من حماية الأشياء التي لديك بالفعل".

أنكرسن -على اليمين في الصورة بجوار المدير الفني- يقول عن لقاء اليوم: "لدينا أيضا القليل من X-Factor في يومنا هذا، خاصة مع بيوني سيستو وإيفاندر".

قبل 4 سنوات فاجأ سيستو مانشستر يونايتد في ذهاب دور الـ 32 من الدوري الأوروبي، لكن أنكرسن يقول أن إسقاط ليفربول سيكون مستوى آخر.

ولا يستبعد "سيكون الأمر صعبا للغاية، سنحتاج إلى اللعب بأفضل ما لدينا، ولدينا القليل من الحظ. لكن حدثت معجزات أكبر في كرة القدم".

المصدر: The guardian