إصابة فان دايك.. ليفربول خسر أكثر من مجرد "مدافع متكامل"
الإثنين، 19 أكتوبر 2020 - 20:54
كتب : محمد يسري
لا يتوقف دور فيرجيل فان دايك على منع خصوم ليفربول من التسجيل في شباكه فحسب بل يمنعهم من اعتراض طريق فريقه من الناحية الهجومية.
فيرجيل فان دايك
النادي : ليفربول
ليفربول أعلن إصابة أفضل لاعب في أوروبا عام 2018 بقطع في الرباط الصليبي وغيابه عن الملاعب لفترة تترواح بين 7-8 أشهر.
منذ أن انتقل فان دايك لليفربول في يناير 2017 وهو يلعب دورا أساسيا مع الفريق ويحمى مرماه يكفي أن نقول إن ليفربول حافظ على شباكه 45 مرة في آخر 95 مباراة في الدوري الإنجليزي شارك الهولندي فيهم لـ94 مباراة.
ولتأكيد دور فان دايك فيجب أن نذكر أن ليفربول حافظ على نظافة شباكه 29 مرة فقط في آخر 95 قبل قدومه إلى أنفيلد روود.
تلك الإحصائية المجردة ربما تعكس دور فان دايك الهائل على دفاع ليفربول؛ لكننا لن نتحدث هنا إسهاماته الدفاعية المتضمنة عدد استخلاصه للكرة واعتراض مسارها وخلافه التي يلاحظها أي متابع لمباريات بطل الدوري الإنجليزي.
لكن سنسلط الضوء على دور آخر يقوم به فان دايك يُزيد من تقديره كلاعب هام لليفربول، دور خاص منع الخصوم من اعتراض طريق ليفربول أثناء الهجوم.
كيف؟ لنشرح أولا الطريقة الجديدة في الضغط على الخصم
أصبحت فرق الدوري الإنجليزي تطبق ضغطا مختلفا بصورة أشرس عن النسخة الماضية، حين كانوا يضغطون بعدد كبير من اللاعبين على الخصم أثناء حمله للكرة لاستخلاص الكرة منه في مناطقه.
الآن، قد يضغط 3 لاعبين من فريق "أ" على 5 لاعبين من فريق "ب" وينجحون، والسبب هو وضعية جسدهم في الضغط التي تتيح لهم غلق زاويا التمرير على حامل الكرة؛ مما يتسبب في شل حركة باقي أفراد الفريق.
تلك الطريقة التي شرحناها باختصار، تواجه ليفربول في أغلب مبارياته ضد الكبار تحديدا؛ لكن لأن فان دايك يكون حاضرا؛ فلا يواجه الفريق أي مشكلات.
لماذا؟ لأن نسبة فان دايك في الكرات الطولية مرعبة.
هدف أي فريق من الضغط يكون منع الآخر من بناء اللعب على الأرض والوصول لمرماه. الوصول بالتمريرات الأرضية قد يكون كابوسا على أي فريق يقوم بالضغط؛ لذلك يستهدفون الضغط بطريقة تُجبر المنافس على لعب الكرات الطولية لأن نسبة خسارتها تكون كبيرة؛ إلا لو كنت تمتلك فان دايك.
لنتخذ مباراة آرسنال في الجولة الخامسة للدوري الإنجليزي كمثال، وبغض النظر عن النتيجة.
طبق ميكيل آرتيتا مدرب آرسنال طريقة الضغط التي شرحناها سابقا، مما حرم ليفربول من بناء اللعب عن طريق التمريرات الأرضية.
هُنا يضغط بيير أوباميانج على جو جوميز، وفي نفس الوقت يغلق الجابوني زاوية التمرير لترينت ألكسندر أرنولد.
وهنا تكرر نفس الأمر أيضا. ضغط من لاعبي آرسنال مع سد الزاويا ومراقبة فابينيو.. لكن المختلف أن الكرة في قدم فان دايك.
في هذا المباراة التي خسرها آرسنال بنتيجة 3-1، نجح آرتيتا في منع لاعبو كلوب من الصعود بالكرة على الأرض؛ لكنه لم يستطع منع فان دايك من إرسال الكرات الطولية لمحمد صلاح وساديو ماني؛ ليصل ليفربول لمرمى بيرند لينو.
في هذا المباراة أكمل 117 تمريرة من أصل 128 بنجاح. منهم 22 تمريرة طولية.
واتجاهات تمريراته كانت على النحو التالي:
لكن هل تعرفون ما هو الأكثر رعبا من دقة تمريرات فان دايك الطولية؟ طريقة التمرير الطولية نفسها.
يمرر فان دايك الطولية بشكل يسمح لصلاح وماني باستلام الكرة بشكل سليم. فهو لا يمررها عالية على رأسهم حتى لا يفقدوها ولا يمررها في محيط الصدر فتكون السيطرة عليها صعبة، وإنما يمررها لهم في مساحة وبالقرب من مستوى القدم حتى تتم عملية الانقضاض عليها بشكل صحيح.
الشرح قد لا يكون كافيا، لكن الرؤية ستوضح أكثر.
Van Dijk is the reason most teams don’t press LFC and commit too many men forward to stop them building. Superb range.
— CF Comps (@CF_Comps) September 29, 2020
هذه التمريرات تتيح لليفربول طرق متنوعة للوصول للمرمى منافسيه.
لذلك بعد المباراة تحدث آرتيتا، وقال: "لديهم (ليفربول) أسلحة متنوعة. حين تصعد لنصف ملعب الخصم وتضغط عاليا؛ لكنهم يمتلكون فان دايك الذي يلعب تمريرة تقطع 60 ياردة على صدر صلاح؛ ليخرجوا من مناطقهم".
وأكمل "هذه هي الجودة".
تمريرات فان دايك الطولية تمنع الخصوم من الضغط على ليفربول بطريقة فعالة؛ خصوصا وأنه يمرر بقدمه اليمنى واليسرى بنفس الكفاءة تقريبا.
في الموسم الماضي مرر 3051 تمريرة بقدمه اليمنى مقابل 419 بقدمه اليسرى، وفي الحالي مرر 242 بيمناه مقابل 65 بيسراه.
تمريرات فان دايك في الموسم الماضي وضعت لاعبو ليفربول في 24 موقفا للتسديد على المرمى.
كما أنه لا يخسر الكرة تحت الضغط.
في الموسم الماضي استلم الكرة 3075 مرة من أصل 3155 بدقة 97.5%، وفي الموسم الحالي استلمها 281 من أصل 287 بدقة 97.9%.
خسارة ليفربول لفان دايك ستكون خسارة "مدافع متكامل" كما وصفه كارليس بويول نجم دفاع برشلونة السابق، وقد يعود الفريق للفترة السابقة التي كان يستقبل فيها العديد من الأهداف.
فخلال 92 مباراة لكلوب دونه اهتزت الشباك 110 مرة مقابل 78 هدفا خلال 95 مباراة بوجوده.
بغياب فان دايك، قد يعوض كلوب لأسلوبه القديم في الضغط الشرس على المنافسين لاستخلاص الكرة من مناطقهم؛ لأن الفريق أصبح لا يمتلك لاعبا في الخط الخلفي يستطيع التعامل مع الضغط الذي يواجه ليفربول.
المصادر:
ستاتس بومب
ستاتس زون
قناة football made simple عبر يوتيوب
حساب CF_comps عبر تويتر
ليفربول إيكو
صحيفة إندبندنت