كتب : FilGoal
9 سنوات كانت المدة التي اضطرت جماهير الرجاء البيضاوي إلى انتظارها لرؤية فريقها يلعب مجددا في دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا.
فمنذ 2011 وحتى الموسم الحالي، غاب الرجاء عن المحفل الرئيسي في المسابقة القارية الأهم، إلا أن عودته جاءت نارية.
الفريق المغربي حل ثانيا في المجموعة الرابعة بنفس رصيد المتصدر الترجي (11 نقطة)، ومتفوقا على شبيبة القبائل الجزائري، وفيتا كلوب الكونغولي.
وفي ربع النهائي خرج الرجاء سالما من حصن مازيمبي المخيف، واكتفى بالخسارة بهدف دون رد، بعد أن فاز ذهابا 2-0 في المركب محمد الخامس.
ليعبر إلى نصف النهائي ويواجه الزمالك، دور تأخر أشهر طوال بفعل فيروس كورونا، لكن آن له أن يقام ذهابه أخيرا مساء الأحد المقبل.
وخلال صيامه الطويل عن الأدوار النهائية لدوري الأبطال، لم تغب الإنجازات عن قلعة الرجاء.
فلعب الفريق نهائي كأس العالم للأندية 2013 على أرض المغرب، كما توج بكأس الكونفدرالية الإفريقية 2018 تحت قيادة خوان كارلوس جاريدو.
في الواقع، اكتسب الرجاء سُمعة وهوية خالدة بمشاركته في كأس العالم للأندية الأولى على الإطلاق عام 2000 على أرض البرازيل.
وقتها لعب الرجاء مباراة تاريخية أمام ريال مدريد وخسر بصعوبة 2-3، بل كسب الرجاء تعاطف الجماهير البرازيلية الحاضرة في الملعب يومها.
ويمتلك الرجاء 3 ألقاب في دوري أبطال إفريقيا أعوام 1989، و1997، و1999. فيما اكتفى بالوصافة مرة واحدة بعد أن أسقطته قذيفة تامر عبد الحميد في نهائي 2002.
أبطال المغرب
منذ أن فاز الرجاء بالدوري المغربي عام 2013 مما ضمن له التأهل إلى كأس العالم للأندية في نفس العام، وغاب التتويج عن قلعته.. حتى خضع اللقب المحلي مجددا قبل أيام قليلة بعد منافسة شرسة مع الوداد ونهضة بركان.
فاز الرجاء باللقب في الدقيقة الأخيرة من مباراة الجولة الأخيرة، بعد أن قلب تأخره أمام الجيش الملكي مساء الأحد، قبل أسبوع واحد من مواجهة الزمالك.
لينهي الرجاء الدوري بفارق نقطة واحدة عن مطارده الوداد، و3 نقاط عن نهضة بركان الثالث.
اللقب هو الرقم 12 تاريخيا للرجاء، وقد تحقق بعد منافسة مريرة مع غريمه الأزلي الوداد.
جمال سلامي
يبحث المدير الفني البالغ 50 عاما عن إنجازه الكبير الأول في مسيرته التدريبية.
كان سلامي لاعب وسط معروف في الرجاء خلال التسعينيات، وتواجد مع بلاده المغرب في كأس العالم 1998.
لاحقا انتقل سلامي من الرجاء إلى بيشكتاش التركي في صفقة قياسية بتاريخ النادي.
بعد اعتزاله خاض عدة تجارب كرجل ثانٍ وكرجل أول كذلك في الدفاع الجديدي، وحسنية أغادير، ومنتخبات الشباب والناشئين في المغرب.
لكن إنجازه الأول المهم كان تحقيق وصافة الدوري المغربي كمدرب للفتح الرباطي عام 2012.
ثم حقق إنجازا آخر مع المغرب عندما قاده للفوز بكأس الأمم الإفريقية للمحليين عام 2018.
منذ 2019 تولى سلامي تدريب الرجاء خلفا لـ باتريس كارتيرون، وحقق نتائج مميزة مع الفريق.
فقاده إلى لقب الدوري المغربي الغائب، وكذلك الوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، ونصف نهائي البطولة العربية التي شهدت عودة مجنونة في الدربي أمام الوداد بدور الـ16.
بنون يقود الكتيبة
اللاعب الذي ارتبط اسمه بالانضمام إلى الأهلي مؤخرا، هو النجم الأول للرجاء البيضاوي رغم مركزه الدفاعي.
ليس مهاجما، لكنه هداف. ليس متقدما في العمر، لكنه قائد.. إنه بدر بانون.
المدافع طويل القامة (193 سم) صاحب الـ27 عاما، سجّل هدفين حاسمين في دور المجموعات، كما هز شباك مازيمبي في ربع النهائي، هذا بخلاف هدفين أنقذا الرجاء أمام بريكامبا في دور الـ64، وإلا لودع الفريق المغربي مبكرا جدا مما وصل إليه.
كما يبرز عبد الإله حافيظي صاحب هدفي التتويج الثمينين بالدوري المغربي قبل أسبوع.
الجناح الخطير البالغ 28 عاما هو أحد أبناء الرجاء، وتعرض لإصابة قوية في الركبة أبعدته الموسم الماضي وأخرّت عودته هذا الموسم، لكنه سجّل 3 أهداف بالفعل في آخر جولتين من الدوري المغربي ويبدو ورقة هجومية خطيرة للمدرب سلامي.
ومن اللاعبين المهمين في صفوف الرجاء هو الكونغولي بن مالانجو الذي كان متواجدا في معسكر منتخب بلاده مؤخرا.
مالانجو عاد للرجاء بشكل متأخر بعد استئناف النشاط في الأشهر الماضية، وعانى في فترة ما بعد كورونا، إذ لم يسجل أي هدف في منافسات الدوري المغربي.
ويعاني سلامي من أزمة في مركز الظهير الأيمن، بإصابة عمر بوطيب، وكذلك عبد الرحيم شاكير.
كما خرج حميد أحداد من الصورة بعد نهاية إعارته من الزمالك.
تشكيل الرجاء في مباراته الأخيرة بالدوري المغربي أمام الجيش الملكي:
حراسة المرمى: أنس زنيتي
الدفاع: عبد الإله مذكور – إلياس حداد – بدر بانون – فابريس نجاه
الوسط: محمد أزريدة – عمر عرجوني – محسن متولي – عبد الإله حافيظي – سفيان رحيمي
الهجوم: أيوب نناح
ملعب الضربة القاضية
ملعب محمد الخامس، أو مُركَب محمد الخامس كما يُعرَف في المغرب.
هو الملعب الرئيس للرجاء، يتواجد في قلب الدار البيضاء، ويلعب عليه أيضا الوداد ومنتخب المغرب.
الملعب يتسع لـ67 ألف متفرج، وتأسس عام 1955 ليحمل وقتها اسم الملاكم الفرنسي الأسطوري مارسيل سيردان.
بعد عام، استقل المغرب عن فرنسا، ليتغيّر اسم الملعب إلى ملعب الشرف، قبل أن يتحول اسمه إلى محمد الخامس الملك الأسبق للمغرب في عام 1981.